كتاب رحلة إلى شاطئ النار و النور / أجرى الحوار الصحفية نضال ممدوح

صدر حديثا عن دار إضافة للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان "رحلة إلي شاطئ النار والنور"، من تأليف القاص شريف محيي الدين، والذي كشف لــ"الدستور" عن موضوع الكتاب قائلا: الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة مقالات أتناول فيها رحلة الإنسان منذ بدء الخليقة، منذ آدم عليه السلام حتى محمد صلى الله عليه وسلم.

أبين في الكتاب حالة الصراع الأزلي بين الإنسان والشيطان، مع استعراض لكل الأنبياء بأسلوب أدبي حاولت فيه الابتعاد عن التقعر أو الاستطراد، بغية الوصول للقارئ العصري الذي لا يحتمل غموض أو صعوبة وملل الكتب القديمة وركاكة أسلوب من اعتبروا أنفسهم عباقرة الدين.

وأضاف محيي الدين: الكتاب له جزء ثاني بعنوان "الفتنة" ولكنه لازال في طور المراجعة، هي تجربة جديدة بالنسبة لي. أنا كتبت قصة ورواية ومسرح وأبحاث نقدية، وكتبت مقالات متنوعة في السياسة والرياضة، وبعض المقالات الدينية، لكن أول مرة أكتب كتاب بهذه الحالة، والكتاب له عنوان فرعي وهو:
"البداية". وربما يكون هناك جزء آخر ولكن هذا يتوقف على رد فعل المتلقي، أنا شخصيا متشوق لمعرفة رد فعل المتلقي على الجزء الأول وكذلك الثاني من الكتاب.

ومما جاء في مقدمة كتاب "رحلة إلي شاطئ النار والنور"، للكاتب شريف محيي الدين، نقرأ: انتشرت في الأونة الأخيرة ظاهرة غريبة، ألا وهي التقليل من شأن الرموز الوطنية، ثقافية، وتاريخية، بل ودينية، فصار يتم التحقير من شأن كل القيم، والعادات المتوارثة، السوية منها قبل غير السوية.

ولم يسلم من التسفيه مصلح، أو داعية، قائد، أو تابع، ثم شمل التشويه جميع المعتقدات، والمذاهب وانتشرت حالات من الإلحاد، مصحوبة بظاهرة جديدة ألا وهي الجهر بكل أفعال المعصية وصولا إلى الشذوذ الجنسي، والدعوة إلى الاعتراف بالمثليين وحقوقهم في الزواج من بعضهم البعض، تحت بند التحضر، والحرية الشخصية.

وفيما يبدو أن زلزالا، قد ضرب المجتمع المصري كله بعد ثورة ٢٥ يناير حيث تمثل لهم سقوط رئيس الدولة ونظامه، وكأنه الإذن بسقوط كل الكبار، و تحطيم جميع المقدسات، والاستهانة بأي سلطة، وقد زاد الأمر سوءا، اتخاذ بعض الفرق من الدين ستارا لها، بينما هي لها مآرب أخرى، وظهر بعض المشايخ ممن يدعون الحكمة والعلم، بفتاوي غريبة لا تتناسب و العصر الذي نحيا فيه، كما تشدق بعضهم بالعديد من الأحاديث الضعيفة، بل وأحيانا المنكرة، التي لا صحة لها والتي تناقض في الأساس صلب العقيدة.

أحاديث ربما لا تتفق حتى والفطرة السوية، بما يمثل إساءة بالغة لصورة الدين الذي وقع كثير من مشايخه في فتنة الاستطراد، والتطويل، والترادف، فلا يمكنك بسهولة أن تصل إلى معلومة بسيطة إلا بعد أن تقرأ عدة صفحات كان يمكن اختزالها في عدة سطور مع استخدام مفردات لغوية باتت مهجورة وغريبة على الأذن المعاصرة، بل وأحيانا منفرة.

فقد يكون العالم متبحرا في علوم الدين، يملك الرؤية والبصيرة، بينما لا يمتلك موهبة الكتابة، فتأتي عباراته بما لا يطيق المتلقي، وخاصة مع طبيعة قارئ هذا العصر الملول الذي لا يصبر كثيرا علي أي شيء.

كما ظهرت جماعات سوء لا يهمها سوى الاصطياد في الماء العكر، فلم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الحال بهم إلى الاستهانة بكتب التراث كلها، بما فيها كتب السنة النبوية، تمهيدا لكارثة عظمى ألا وهي التشكيك في صحة القرآن الكريم نفسه. لا شك أن العامل الأساسي لحدوث ذلك الأمر- بخلاف جهل العامة وانخفاض مستوى وعيهم الديني والثقافي - راجع إلى مؤامرة كبرى.

فلا يعنى رفضنا للتطرف، والخرافات والجهل أن نهدم ثوابت الدين.لا يعنى رفضنا للتجاوز وكل ما يتعارض مع وسطية الفكر الإسلامي أن ننتقل إلى حضن الآفاقين والفاسدين. أن نبيح الدعارة تحت مسمى حرية الرأى وأن نأخذ برأي القوادين تحت بند العولمة والثقافة الحرة.



الكتاب «شاطئ النار والنور»
يتناول رحلة الإنسان منذ بدء الخليقة
السبت 27/نوفمبر/2021 - 05:02
نضال ممدوح / الدستور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى