محمد عباس محمد عرابي - وصف الأماكن والبقاع في ديوان عناقيد الضياء للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي

وصف الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي الأماكن والبقاع في ديوان عناقيد الضياء حيث بين سهولة جبال الدرب ،وبداية الطريق ،ثم تحدث عن أحداث بدء الدعوة المحمدية من ربوع مكة ،وبدء الهجرة من الغار(طريق الفلاح ) ، وبين أن حب الرسول دوحة جميلة ، وأن جبال السراة مكان لعناق الأزهار، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك :
سهولة جبال الدرب ،وبداية الطريق ،
وصف الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي سهولة جبال الدرب ، وتحدث عن بداية الطريق حيث مجيء البعثة المحمدية هداية ورحمة للإنسانية حيث يقول في قصيدة " من هنا يبدأ الطريق " :
ويريني جبال دربي سهولا **ويريني حقائق الأشباح
يا صباحًا جرى ينابيع نور **وتدلى ثمار حق صُراح
فيك لم أجده في جبهة الشمـ**ـس، وما لم أجده في المصباح .
فيك شيء كأنه ليس شيئا ** وأنا منه في ربوع فساح
أمن السحب أم من الأرض آتٍ**هو آت من كل تلك النواحي
هو غصن من نبتة لم تنلها **كف ساق ولا يدا فلاح
من هنا يبدأ الطريق امتدادا ** وهنا ينتهي أنين البطاح
وهنا تنفض البقاع يديها **من بقايا الكؤوس والأقداح
وهنا ينتهي إلى عمار **صوت بشرى ويسعد ابن رباح
بعثة للهدى فوجه حراء ** يتجلى نورا على كل ساح (1)
بدء الدعوة المحمدية من ربوع مكة ،وبدء الهجرة من الغار(طريق الفلاح ) :
تحدث الشاعر عبد الرحمن العشماوي عن بدء الدعوة المحمدية من ربوع مكة ،وبدء الهجرة من الغار(طريق الفلاح ):
(بعثة ٌ)للهدى، فوجه حراء **يتجلى على كل ساح
(دعوة)يا ربوع مكة تيهي **وابدئي رحلة الهدى والكفاح
(هجرة )يا رياح هبي رخاء **واهتفي يا بحار للملاح
(ثاني اثنين )يا خيول قريش **هل سيجدي فيكن كبح الجماح
(ثاني اثنين )والعدو قريب **وحفيف الأشجار صوت نُواح
(ثاني اثنين )والإله مجيب **وحمة مصطفاه غير مباح
(ثاني اثنين )أيها الغار بشرى **صرت رمز على طريق الفلاح
هذه (طيبة ) فشوق فؤادي **مستفيض ،وطرف ذكراي صاح
هذه (طيبة ) سطور كتاب ** لم ينلها تلاعب الشراح .
وقفوا دون فهمها ،وأراقوا ** حبرهم خشية من الإفصاح
أرني مسجد الرسول وقف بي ** عند محرابه وقوف ارتياح (2)
جبال السراة مكان لعناق الأزهار :
بين الشاعر أن جبال السراة مكان لعناق الأزهار حيث يقول في قصيدة (وقفة على مشارف مكة المكرمة ):
يا جنى اللوز فوق خضر الروابي **يا قشورا مسكونة باللباب
يا جبال السراة صارت مكانا **لعناق الأزهار تحت الضباب
يا حنين الرعود ،يُفضي بشوق**في فؤاد السحاب نحو التراب
يا روابي الزيتون ألقيت فيها **عبء ما نالني من الأتعاب
سافرت بي إليك نفسٌ، لديها **أملٌ بعد نأيها في اقتراب (3)
حب الرسول دوحة جميلة :
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن حب الرسول دوحة جميلة ، حيث يقول في قصيدة (عناقيد الضياء ):
يا سيد الأبرار حبك دوحة**في خاطري صدّاحة الأطيارِ
والشوق ما هذا بشوق إنه** في قلبي الولهان جذوة نارِ
حاولت إعطاء المشاعر صورة**فتهيبت من وصفها أشعارِي (4)
الشعر روضة مخضرة :
بين الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي أن الشعر روضة مخضرة ؛ حيث يقول في قصيدة يا من يلوم :
من عمق وجداني سرت كلماتي **فهي الصدى المشحون بالنبضات
يامن يلوم إذا جعلت قصيدتي ** حقـــــلاً من الإيمان و الإخـبـــات
وغرستها شجر أتظل غصونه **تهدي لكــفـك يانع الثــمـــرات
وغذوتها بمشاعري وسقيتها** من نبع إيمـــاني ونهـــــــــر عظاتي
يامن يرى أن القصيدة لوحة**فنيــــة مجــــهــــــولة القســـــمات
إن كنت تبحث عن قصيدة شاعر**يغريك بالتزويـــــق للـــــكلمات
فاقرأ سوى شعري لأن قصائدي**حر من الأشواق والزفرات
ولأن شعري روضة مخضرة ** مزروعة بالذكر والدعوات
يامن يلوم إذا ملأت قصيدتي **بسوانح الخطرات والزفرات
مهلا فإن الشعر بحر زاخر ** توحي إليك بموجه حسراتي
إن القصيدة صورة من خاطري**والوزن فيها ،والخيال أداتي .
الفن عندي خادم لمبادئي **لا خير في فن بلا غايات (5)



المراجع :
عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1422


(1)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة (من هنا يبدأ الطريق )،ص20-21- 22
(2)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة من هنا يبدأ الطريق ،ص22-23
(3)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة (وقفة على مشارف مكة المكرمة )،ص26
(4)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة (عناقيد الضياء )
،ص11-12
(5)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،" يا من يلوم " 118 ،119

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى