البروفيسور لطفي منصور - نَشِيدٌ تَعَلَّمْناهُ في الطُّفولَةِ وَلا زِلْنا نَنْتَظِرْ صِدْقَهُ:

بِلادُ الْعُرْبِ أَوْطانِي
مِنَ الشّامٍ فَبَغْدانِ
وَمِنْ نَجْدٍ إلى يَمَنٍ
إلى مِصْرَ فَتَطْوانِ
فَلا حَدٌّ يُمَزِّقُنا
وَلا دِينٌ يُفَرِّقُنا
لِسانُ الْعُرْبِ يَجْمَعُنا
بِغَسّانٍ وَعَدْنانِ
—————-
إلى مَتى يَحْدُونا الْأَمَلُ، وَحُدودُ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ حَرامٌ عَلَى الْعَرَبِ، وَحِلٌّ لِلْأَجْنَبِيِّ، مَحْروسَةٌ بِالْمَباحِثِ والْكِلابِ.
يَقولُ نِزار وَقَدْ صَدَقَ:
أمْشِي عَلَى وَرَقِ الْخَريطَةِ خائِفًا
فَعَلَى الْخَرِيطَةِ كُلُّنا أغْرابُ
وَخَريطَةُ الْوَطَنِ الْكَبيرِ فَضيحَةٌ
فَحَواجِزٌ وَمَخافٍرٌ وَكِلابُ
يَتَقاتَلُونَ عَلَى بَقايا تَمْرَةٍ
فَخَناجِرٌ مَرْفُوعَةٌ وَحِرابُ
يا رَبُّ! لِماذا شَعْبُنا مُمَزَّقٌ؟ لِماذا أُمَّتُنا مُسْتَهْدَفَةٌ، لماذا عادَتْ إلَيْنا الْجاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ بِأَبْشَعِ صُوَرِها، لِماذا يَقْتُلُ بَعْضُنا بَعْضًا وَيَسْتَحِلُّ دَمَهُ؟ لماذا لا تُوجَدُ عِنْدَما حُرْمَةٌ لِلْأنْسانِ ؟ لماذا نُسَلِّمُ لِحانا وَشَرَفَنا لِلْأَجْنَبِيِّ يُنَكِّلُ بِنا، وَيَسْتَوْلي عَلَى مُقَدَّراتِنا؟ ما هذا الْهَوانُ الَّذي أَصابَنا؟ لِماذا خَرِبَ وَطَنُنا كَخَرابِ تَدْمُرَ وَبَتْرا وَجَرَشَ؟ وَلِماذا وَلِماذا وَأَلْفٌ لِماذا؟؟؟
كُلُّنا يَعِي الآيَةَ الْقُرْآنِيَّةَ الشَّريفَةَ "لا يُغَيَِرُ اللَّهُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّروا ما بِأَنْفُسِهِمْ".
وَكَيْفَ تَتَغَيَّرُ الْقُلُوبُ الْغُلْفُ، وَالنُّفوسُ الَّتي
أَتْخَمَتْها الْحَزازاتُ وَنَعَراتُ الْجاهِلِيَّةِ، وَالْحِقْدُ الدَّفينُ؟
قَدْ يَنْبُتُ الْمَرْعَى عَلَى دِمَنِ الثَّرَى
وَتَبْقَى حَزازاتُ النُّفُوسِ كَما هِيا
عِلَّةُ هَوانِنا وَضَعْفِنا تَكْمُنُ في الْمالِ الْمَكْنوزِ، الَّذي الَّذي لا يُنْفَقُ في تَطْوير أُمَّتِنا وَإصْلاحِها
فَمِنْ جِهَةٍ أَحْدَثَ بَطَرًا عِنْدَ الَّذين يَمْتَلِكونَهُ، وَمَنْ بَطِرَ فَقَدَ الانتماءَ، وَماتَ عِنْدَهُ شُعُورُ الْأُخُوَّةِ وَالْغَيْرَةِ عَلَى أُمَّتِهِ وَشَعْبِهِ، وانْغَمَسَ في الْمَلَذّاتِ والشَّهَواتِ.
فَمِنَ الْخَلِيجِ إلَى الْمُحيطِ قَبائِلٌ
بَطِرَتْ فَلا عِلْمٌ وَلا آدابُ
وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى سالَ لُعابُ الْأَجْنَبِيِّ لِمَرْأَى هَذِهِ الثَّرواتِ، وَطَمِعَ بِها وَأَخَذَ يُديرُها كما يشاءُ، وَيَسْتَعْمٍلُها ضِدَّ أُمَّتِنا وَتَمْزِيقِها وَتَحْطيمِ عُقولِ أبْنائِها لِتَبْقَى غارِقَةً في التَّخَلُّفِ وَالِانْحِطاطِ، مُسْتَهْلِكَةً لا مُنْتِجَةً عالَةً عَلَى شُعوبِ الأرْضِ مُخْتَرَعاتِها وَصِناعاتِها.
لا بُدَّ مِنْ صَحْوَةٍ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، لِتَخْلَعَ عَنْها لٍباسَ الْجُمودِ والتَّخَلُّفِ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى