[لا تسألوا الناس...اسألوا الظروف...]...
هذا الكلام هو لكاتب عربي ، و هو كلام يحتاج إلى تأمل و مناقشة.
يبدو أن الإنسان في نظر الكاتب مسلوب الإرادة ، و محكوم بالظروف التي تحيط به ، و بالتالي فهو غير مخير في المصير الذي تؤول إليه حياته.
لا شك أن الظروف التي يشير إليها الكاتب هي الواقع المرير و القاسي الذي يرزح تحته الفرد و الذي يكون أكبر من قوته و إرادته، و الذي أفقده القدرة على الاختيار و التحكم في مستقبله.
إن إلقاء المسؤولية على كاهل الظروف معناه هو إعفاء الفرد من تحمل مسؤولية ما يقع ، فكل ما يحدث في المجتمع هو بفعل فاعل و ليس من فعله هو ما دامت الظروف أعتى و أقوى.
في مجتمع يؤمن بأن الظروف هي التي تصنع الفرد و ليس الفرد هو الذي يصنعها يبقى السؤال هو :
- لمن نحمل مسؤولية ما يقع في هذا المجتمع؟
إذا أخذنا بفكرة أن الظروف هي التي بيدها الحل و العقد فواقع الشعوب يقول لنا عكس هذا ، و ما التقدم الصناعي و النمو الاقتصادي في مجموعة من بلدان العالم إلا دليل على أن الفرد هو سيد مصيره.
و حتى في بلدان العالم الثالث و خصوصا البلدان التي لا يسعف اقتصادها في خلق فرص معيشية تضمن ولو الحد الأدنى من الكرامة لمواطنيها يمكن أن نتصور أن المرء فيها قادر بدرجة ما على التحكم في مصيره ،بمعنى هو يقدر أن يقف في وجه الظروف المحيطة به في قساوتها و خشونتها و قد يفرض إرادته عليها ،و يتجلى لنا مضمون هذا الكلام في أفراد معينين في هذه البلدان الثالثية و قد حققوا طموحاتهم و وصلو إلى مبتغاهم بشيء من الصبر و العزيمة و دراسة الأمور من جوانبها الضرورية.و هكذا كانت ظروفهم القاسية محفزا لهم عل الوثوب إلى الأمام بدل أن يخنعوا لها و يرضخوا لما تمليه عليهم.و لا أحب أن أضرب الأمثلة هنا بأشخاص عاشوا ظروفهم الصعبة فقرا و حرمانا و لكنهم في الأخير ربحوا معركة العيش الكريم و حققوا حسن المآل دنيويا.
في حياتنا كثيرا ما نلقى أشخاصا دأبوا على التشكي من أوضاعهم المعيشية و من ظروفهم التي ألقت بهم في أتون البؤس و الشقاء،هؤلاء الأشخاص لو تمعنا في حالهم و أسبابها لوجدنا أنهم كانوا طرفا من هذه الأسباب،و كأنهم لا يعرفون بأن السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة ،و أن الحياة كفاح و تخطيط و صبر على الوعثاء،و أنها تتطلب مجهودا ذاتيا قد يصل حجمه أحيانا درجة خرافية ،و كأنهم لم يقرؤوا سيَر أشخاص بدؤوا من لا شيء ،و انتهى بهم المطاف في حضن بحبوحة العيش و الرضى الذاتي .
حقيقة إن الدولة ينبغي عليها أن تضع خططا و برامج تهدف إلى مساعدة الأفراد في المجتمع على إمكانية تحقيق طموحاتهم حتى يعيشوا سعداء و حتى يكون حب الوطن بالنسبةإليهم متجذرا فيهم ،بحيث يصبحون عاقدين العزم في إخلاص على التضحية من أجله بالنفس و النفيس.
إن الدولة حين لا تقوم بما يلزمها تجاه مواطنيها إنما هي تزرع بذور فيهم اليأس ،و تتركهم نهبَ الهواجس و الأمراض النفسية ،و بالتالي تساهم في خفوت حب للوطن لديهم ، و تحيّن الفرصة ما أمكن لكي يغادروه و لو تعلق الأمر بالمغادرة نحو المجهول.
و أخيرا نخلص إلى أن الظروف لا تتحمل دائما مسؤولية ما يؤول المرء إليه من سوء الحال ،و أن الدولة لا تتحمل هي الأخرى كامل المسؤولية في ذلك،و حتى الفرد لا يمكن أن نحمله مسؤولية ما صار إليه ،و إنما المسؤولية مقسمة و موزعة على جميع الأطراف المعنية هنا و هي الفرد و الظروف و الدولة.
أجل،إن الظروف لها قوة قاهرة ،و لكن يبدو أن إرادة الإنسان و عزمه قادران على مواجهتها و جعلها ترضخ لما يمليه عليها.
هذا الكلام هو لكاتب عربي ، و هو كلام يحتاج إلى تأمل و مناقشة.
يبدو أن الإنسان في نظر الكاتب مسلوب الإرادة ، و محكوم بالظروف التي تحيط به ، و بالتالي فهو غير مخير في المصير الذي تؤول إليه حياته.
لا شك أن الظروف التي يشير إليها الكاتب هي الواقع المرير و القاسي الذي يرزح تحته الفرد و الذي يكون أكبر من قوته و إرادته، و الذي أفقده القدرة على الاختيار و التحكم في مستقبله.
إن إلقاء المسؤولية على كاهل الظروف معناه هو إعفاء الفرد من تحمل مسؤولية ما يقع ، فكل ما يحدث في المجتمع هو بفعل فاعل و ليس من فعله هو ما دامت الظروف أعتى و أقوى.
في مجتمع يؤمن بأن الظروف هي التي تصنع الفرد و ليس الفرد هو الذي يصنعها يبقى السؤال هو :
- لمن نحمل مسؤولية ما يقع في هذا المجتمع؟
إذا أخذنا بفكرة أن الظروف هي التي بيدها الحل و العقد فواقع الشعوب يقول لنا عكس هذا ، و ما التقدم الصناعي و النمو الاقتصادي في مجموعة من بلدان العالم إلا دليل على أن الفرد هو سيد مصيره.
و حتى في بلدان العالم الثالث و خصوصا البلدان التي لا يسعف اقتصادها في خلق فرص معيشية تضمن ولو الحد الأدنى من الكرامة لمواطنيها يمكن أن نتصور أن المرء فيها قادر بدرجة ما على التحكم في مصيره ،بمعنى هو يقدر أن يقف في وجه الظروف المحيطة به في قساوتها و خشونتها و قد يفرض إرادته عليها ،و يتجلى لنا مضمون هذا الكلام في أفراد معينين في هذه البلدان الثالثية و قد حققوا طموحاتهم و وصلو إلى مبتغاهم بشيء من الصبر و العزيمة و دراسة الأمور من جوانبها الضرورية.و هكذا كانت ظروفهم القاسية محفزا لهم عل الوثوب إلى الأمام بدل أن يخنعوا لها و يرضخوا لما تمليه عليهم.و لا أحب أن أضرب الأمثلة هنا بأشخاص عاشوا ظروفهم الصعبة فقرا و حرمانا و لكنهم في الأخير ربحوا معركة العيش الكريم و حققوا حسن المآل دنيويا.
في حياتنا كثيرا ما نلقى أشخاصا دأبوا على التشكي من أوضاعهم المعيشية و من ظروفهم التي ألقت بهم في أتون البؤس و الشقاء،هؤلاء الأشخاص لو تمعنا في حالهم و أسبابها لوجدنا أنهم كانوا طرفا من هذه الأسباب،و كأنهم لا يعرفون بأن السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة ،و أن الحياة كفاح و تخطيط و صبر على الوعثاء،و أنها تتطلب مجهودا ذاتيا قد يصل حجمه أحيانا درجة خرافية ،و كأنهم لم يقرؤوا سيَر أشخاص بدؤوا من لا شيء ،و انتهى بهم المطاف في حضن بحبوحة العيش و الرضى الذاتي .
حقيقة إن الدولة ينبغي عليها أن تضع خططا و برامج تهدف إلى مساعدة الأفراد في المجتمع على إمكانية تحقيق طموحاتهم حتى يعيشوا سعداء و حتى يكون حب الوطن بالنسبةإليهم متجذرا فيهم ،بحيث يصبحون عاقدين العزم في إخلاص على التضحية من أجله بالنفس و النفيس.
إن الدولة حين لا تقوم بما يلزمها تجاه مواطنيها إنما هي تزرع بذور فيهم اليأس ،و تتركهم نهبَ الهواجس و الأمراض النفسية ،و بالتالي تساهم في خفوت حب للوطن لديهم ، و تحيّن الفرصة ما أمكن لكي يغادروه و لو تعلق الأمر بالمغادرة نحو المجهول.
و أخيرا نخلص إلى أن الظروف لا تتحمل دائما مسؤولية ما يؤول المرء إليه من سوء الحال ،و أن الدولة لا تتحمل هي الأخرى كامل المسؤولية في ذلك،و حتى الفرد لا يمكن أن نحمله مسؤولية ما صار إليه ،و إنما المسؤولية مقسمة و موزعة على جميع الأطراف المعنية هنا و هي الفرد و الظروف و الدولة.
أجل،إن الظروف لها قوة قاهرة ،و لكن يبدو أن إرادة الإنسان و عزمه قادران على مواجهتها و جعلها ترضخ لما يمليه عليها.