علي سيف الرعيني - الوحدة العربية وخيبات مجلس التعاون؟!؟

تتعدد صور واشكال المظاهر العامة للوحدة العربيةحلم طالما ظل في ذهن المواطن العربي وامل يحدوه كلما اعاد قراءة الواقع
وفي خضم الأحداث السياسية والاقتصادية والصراعات الداخلية تصبح الحاجة إليها كحل ربما يخلص الشعوب من متاهات الخذلان الرهيب الذي تعيشه الأمة العربية وعلى المستوى الداخلي ومن خلال قراءتنا للمشهد الخليجي .. كنواة ربما او كتجربة للوحدة العربية الشاملة
كنا نراهن على نجاحها والمجلس الخليجي الذي تأسس في طريق لم شمل الشعوب الخليجية اولا وتوافق الانظمة السياسية وتوحد الرؤية
كمشروع يمهدل قيام وحدة عربية شاملة.. اليوم ومع الخيبات المتكررة وفشل في قرارات المجلس ..
كلنا نعرف مدى أهمية أن يجتمع الخليج في تكتل سياسي واقتصادي فالعالم يتكتل في مجموعات اقتصادية وسياسية والكتل هي التي تخلق الوزن الصحيح وتكسب حين تجلس على طاولة المفاوضات فلو افترضنا أن دولة بحجم قطر تتفاوض مع دولة مثل فرنسا لا نتوقع أن تحقق من ذلك التفاوض مكاسب كبيرة بعكس لو كانت دولة قطر ضمن كتلة اقتصادية وسياسية حينها سيحقق التفاوض المزيد من المكاسب والمصالح لكل الأطراف .

لكن ما نراه أن دون الخليج تجتمع في كتلة اقتصادية وسياسية لكنها تتفاوض وتتفق بشكل منفرد في كل المجالات الاقتصادية والأمنية وغيرها من المجالات التي تستدعي إجراء تفاهمات مع الدول الكبرى في العالم وما يتم في هذا الجانب لا يصب في مصلحة المجلس من قريب أو بعيد لأن الدول الكبرى لن تنظر لها كقوة ما دامت تحدثها بصوت منفرد

الأهم من كل ذلك أن يصل القادة لأسلوب تتم من خلاله معالجة المشاكل التي تنشأ بين دول الخليج وتوضع آليات ولوائح في المجلس لتجنب الانزلاق للخلافات الداخلية فبعد الأزمات التي حدثت في الخليج في السنوات الماضية ومزقة وحدة المجلس الخليجي ومن الجيد أن نرى القادة يجتمعون على طاولة واحدة ليتفاهموا في كل شيء في المصالح وفي المشاكل ومن الجيد أن تحل خلافات المجلس بعيداً عن الشعوب فالزج بالشعوب في النزاعات التي تحدث بين الدول الخليجية يمكنه أن يدمر ذلك التناغم المجتمعي ويدمر أركان اللحمة الخليجية التي تعيشها الشعوب بعيداً عن السياسة وفي ذلك النزاع بين دولة قطر وثلاث من الدول الخليجية الذي ربما مايزال قائما منذ اعوام

هذا لا يعني أن تلك الشعوب لا ريد أن ترفع سقف المطالب التي تتمنى أن يصل إليها المجلس الخليجي بل على العكس يجب أن تتحدث في هذه النقطة بالتحديدفالمطالبات الشعبية هي وسيلة الضغط الأقوى لتحقيق الأهداف وقد رأيت أن الكثيرين أثاروا مسألة العملة الخليجية مثلاً وجواز السفر الموحد الذي كانت تطالب به الشعوب الخليجية منذ عقد من الزمن على الأقل دون أن تجد صدى لمطالبها

على قادة دول مجلس التعاون الخليجي أن يدركوا صعوبة المرحلة وخطورتها فالنزاعات تحيط بالمجلس من كل جانب وبدأت تنتقل للداخل وتقترب من المركز ببطء ولو أُهملت الملفات الخطيرة القريبة من الجزيرة العربية من المؤكد أننا سنسمع صداها في قلب مجلس التعاون قريباً وربما تكون اثارها كارثيةناهيك عن حدوث اختراق أمني وسياسي وثقافي
..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى