هل يشبه الفيسبوك أو "كتاب الوجه" كتاب الروح لابن القيم؟ أو أنه يشابه كتاب "النهود" للفيلسوفة الفرنسية كاترين فراودو ميتري والتي تسرد رحلة الأثداء نحو التحرر؟ أم أنه يشبه كتاب "الفراسة" لفخر الدين الرازي؟
بين الفراسة، ذلك العلم الجريء والقديم، والفيسبوك مشتركات عديدة تقع في المسافة بين الكشف والحجب. كلاهما يعنيان بالوجه: محط الحسن والقبح، والطلاقة والانقباض. والفراسة اجتهاد تليد يفضي إلى ثوابت عن الوجه: مثل قاعدة أن أصحاب الحواجب المعقودة أشرار، وأصحاب الوجوه المستديرة أبرياء. والفراسة "الفيزيوجونومي" لا تكف عن إجبار الوجه على الكشف. الفيسبوك، من زاوية أخرى، يكشف في احتجاب ويحجب في اكتشاف.
لكننا، المدلجين في الفيسبوك، نكاد نجمع على فراسة خاصة به؛ هي فراسة الشك ومؤداها أن الوجه الذي يطل علينا عبر الفيسبوك ليس هو الوجه الحقيقي؛ وهناك من الوجوه من يريحنا ويعذبنا في آن واحد وذلك باستخدام الاسم المستعار: في الأولى يؤكد لنا الوجه بأننا في عالم افتراضي، ومشاعر افتراضية. إما في الثانية فيعذبنا باستخدام عيني الوجه في الغمز، والجنوح نحو سفور مريب غير مكتمل ينتقص من شيء ما فينا. حينها نرمى ما يؤرقنا من الوجه المقابل نحو وسادة نائية ونقول مع هديل الحضيف: " كل الوجوه مسافرة، أو على شفا سفر... ظلالهم لا تتبعهم." ويبقى الوجه الافتراضي المقابل لنا بدون ظل واحد.
ونعود إلى فراسة قديمة تذكرنا ب "سكارفيس" أو الشرير ذو الندبة، أو البطل السينمائي "الفوتوجنك": جيمس دين، الفيس بريسلي أو أحمد رمزي او عمر الشريف. وبين وجه البطل الشرير ووجه البطل الوسيم نعول على الفيس أيضا أنه "حمال أوجه" وتبقى الناس شريرة وطيبة حسب استخدامها لكل أداة، فهناك من يذبحك بالسكين من الوريد إلى الوريد وهناك من يقطع لك بها شرائح الفواكه ليطعمك من جوع.
رغما عن أن ما يطل علينا هو الوجه إلا أننا نخاطب الايدي أو آثار الأنامل، وكما قال صديق ذات مرة: "كنا نستغفر في الماضي عن زلات السنتنا؛ واليوم نستغفر مما تخطه أناملنا."
وهل الوجه كما قال شيشرون ذات مرة هو "مرآة العقل والعينان ترجمانه." هل تكشف ضربات أناملنا، أو صور بروفايلنا عن عقولنا أو أرواحنا؟ أم هل تحجبنا؟ هل نخرج عبر الفيس سافري الوجوه والأرواح.
نفترض بناء على واقع افتراضي إنا نقدم "وجهنا" للآخرين، ولكن مقابل الوجه الذي يطل على الآخرين هناك القفا.
تأكل الضربة على القفا من كرامتنا: هل لأنها غادرة؟ أم لأنها لم تأتنا عبر الوجه حتى نكون على استعداد لتلقيها ولنرد الصفعة بمثلها؟ أي كان مقابل كل وجه هناك قفا.
يحكي جامي سوسكيند، عن قفا غير افتراضي مقابل الوجه، في كتابه "سياسة المستقبل" وذلك في قصة ماكس شريمز الناشط النمساوي المدافع عن الخصوصية. "طلب شريمز من إدارة الفيسبوك اطلاعه على معلوماته الخاصة خلال فترة ثلاث سنوات استخدم فيها الفيسبوك بشكل متقطع. قامت إدارة الفيسبوك بتسليمه قرص مدمج سي. دي يحتوي على 1.222 صفحة بما في ذلك أرقام تلفونات، عناوين ايميل للأسرة والأصدقاء والأجهزة التي استخدمها في الدخول والمناسبات المختلفة التي تمت دعوته إليها، وأصدقائه الحاليين والقدامى، وأرشيفه من الرسائل الخاصة التي ظن أنها مسحها وتخلص منها، حتى هذه المعلومات التي تم تزويده بها تعتبر ناقصة حيث لم تشتمل على معلومات التعرف على الوجه، ومعلومات استخدام موقعه. وشريمز هو واحد من بين بليوني مستخدم، في عام 2018، استخدمهم الفيسبوك لتكوين بروفايل "وجه" للبشرية."
هل يخبر القفا أكثر مما يخبر الوجه؟
خاطب هاملت أوفيليا قائلا: " حباك الله بوجه واحد؛ وأنت تصنعين لنفسك واحدا آخر." وهل تحدث هاملت عن واقع "افتراضي"؟
بين الفراسة، ذلك العلم الجريء والقديم، والفيسبوك مشتركات عديدة تقع في المسافة بين الكشف والحجب. كلاهما يعنيان بالوجه: محط الحسن والقبح، والطلاقة والانقباض. والفراسة اجتهاد تليد يفضي إلى ثوابت عن الوجه: مثل قاعدة أن أصحاب الحواجب المعقودة أشرار، وأصحاب الوجوه المستديرة أبرياء. والفراسة "الفيزيوجونومي" لا تكف عن إجبار الوجه على الكشف. الفيسبوك، من زاوية أخرى، يكشف في احتجاب ويحجب في اكتشاف.
لكننا، المدلجين في الفيسبوك، نكاد نجمع على فراسة خاصة به؛ هي فراسة الشك ومؤداها أن الوجه الذي يطل علينا عبر الفيسبوك ليس هو الوجه الحقيقي؛ وهناك من الوجوه من يريحنا ويعذبنا في آن واحد وذلك باستخدام الاسم المستعار: في الأولى يؤكد لنا الوجه بأننا في عالم افتراضي، ومشاعر افتراضية. إما في الثانية فيعذبنا باستخدام عيني الوجه في الغمز، والجنوح نحو سفور مريب غير مكتمل ينتقص من شيء ما فينا. حينها نرمى ما يؤرقنا من الوجه المقابل نحو وسادة نائية ونقول مع هديل الحضيف: " كل الوجوه مسافرة، أو على شفا سفر... ظلالهم لا تتبعهم." ويبقى الوجه الافتراضي المقابل لنا بدون ظل واحد.
ونعود إلى فراسة قديمة تذكرنا ب "سكارفيس" أو الشرير ذو الندبة، أو البطل السينمائي "الفوتوجنك": جيمس دين، الفيس بريسلي أو أحمد رمزي او عمر الشريف. وبين وجه البطل الشرير ووجه البطل الوسيم نعول على الفيس أيضا أنه "حمال أوجه" وتبقى الناس شريرة وطيبة حسب استخدامها لكل أداة، فهناك من يذبحك بالسكين من الوريد إلى الوريد وهناك من يقطع لك بها شرائح الفواكه ليطعمك من جوع.
رغما عن أن ما يطل علينا هو الوجه إلا أننا نخاطب الايدي أو آثار الأنامل، وكما قال صديق ذات مرة: "كنا نستغفر في الماضي عن زلات السنتنا؛ واليوم نستغفر مما تخطه أناملنا."
وهل الوجه كما قال شيشرون ذات مرة هو "مرآة العقل والعينان ترجمانه." هل تكشف ضربات أناملنا، أو صور بروفايلنا عن عقولنا أو أرواحنا؟ أم هل تحجبنا؟ هل نخرج عبر الفيس سافري الوجوه والأرواح.
نفترض بناء على واقع افتراضي إنا نقدم "وجهنا" للآخرين، ولكن مقابل الوجه الذي يطل على الآخرين هناك القفا.
تأكل الضربة على القفا من كرامتنا: هل لأنها غادرة؟ أم لأنها لم تأتنا عبر الوجه حتى نكون على استعداد لتلقيها ولنرد الصفعة بمثلها؟ أي كان مقابل كل وجه هناك قفا.
يحكي جامي سوسكيند، عن قفا غير افتراضي مقابل الوجه، في كتابه "سياسة المستقبل" وذلك في قصة ماكس شريمز الناشط النمساوي المدافع عن الخصوصية. "طلب شريمز من إدارة الفيسبوك اطلاعه على معلوماته الخاصة خلال فترة ثلاث سنوات استخدم فيها الفيسبوك بشكل متقطع. قامت إدارة الفيسبوك بتسليمه قرص مدمج سي. دي يحتوي على 1.222 صفحة بما في ذلك أرقام تلفونات، عناوين ايميل للأسرة والأصدقاء والأجهزة التي استخدمها في الدخول والمناسبات المختلفة التي تمت دعوته إليها، وأصدقائه الحاليين والقدامى، وأرشيفه من الرسائل الخاصة التي ظن أنها مسحها وتخلص منها، حتى هذه المعلومات التي تم تزويده بها تعتبر ناقصة حيث لم تشتمل على معلومات التعرف على الوجه، ومعلومات استخدام موقعه. وشريمز هو واحد من بين بليوني مستخدم، في عام 2018، استخدمهم الفيسبوك لتكوين بروفايل "وجه" للبشرية."
هل يخبر القفا أكثر مما يخبر الوجه؟
خاطب هاملت أوفيليا قائلا: " حباك الله بوجه واحد؛ وأنت تصنعين لنفسك واحدا آخر." وهل تحدث هاملت عن واقع "افتراضي"؟