الحلقة الثانية
ينطلق البحث الميداني حول المرأة «االفراشة» الذي قامت به كل من لحسنية الغرواني وايمان القطيب وفوزية بوليالي، من الحديث عن هوية المرأة الفراشة، معتبرا إياها أحد أبرز مظاهر النشاط التجاري ضمن القطاع غيير مهيكل، والذي يمارسه النساء والرجال على حد السواء، ويطلق عليهم بالعامية المغربية اسم «بالفراشة»، وهو اسم نسبة إلى الكيفية أو الشكل الذي تعرض بها مبيعاتهن/م. تتجسد هويتها من كونهم/ن جماعات من الباعة المتجولين، الذين يعرضون منتوجاتهم فوق بساط يكون من الثوب أو البلاستيك أو الكارطون، يفرش على الأرض، ويتم جمعه وحمله بسهولة أيضا في حالة حضور اجهزة السلطة التي تحاصر باستمرار نشاطهن/م التجاري وتصادر بضاعتهم/ن.
اكد البحث على اختلاف الفراشات باختلاف مبيعاتها، أصحابها، وكذلك مكانها. غير أنها غالبا ما تنتشر في بعض الشوارع أو الأسواق التي تعرف رواجا تجاريا يمكن الباعة من جذب الزبائن وبيع بضاعتهم/ن.
يتم عرض أشكال متعددة من المبيعات التي قد تكون من مستعملة أو جديدة، محلية وأحيانا مهربة، تقليدية أو حديثة، دائمة أو موسمية.
والجامع بين مختلف هذه المبيعات هو انخفاض سعرها، بحيث لا تتطلب لا من مشتريها ولا من بائعها قدرا عاليا من المال، مما يفسر بشكل أو بآخر سبب انتشار تجارة الرصيف.
وتؤكد الباحثات أنه رغم ارتباط الفراشة بالباعة المتجولين، فإن ذلك لا ينفي وجود بعض الفراشات المستقرة بأماكن معينة يتم شراؤها أو كراؤها في حالات أخرى.
كما أن البائع الواقف على الفراشة، ليس بالضرورة مالكها، خاصة عندما يتعلق الأمر بفراشات توجد عند أبواب بعض المحلات التجارية، في هذه الحالة غالبا ما يكون صاحب المحل التجاري هو المالك الحقيقي للفراشة، أو للمكان الذي تفرش عليه، مما يزيد من تعميق الاستغلال المادي والمعنوي لهذه الفئة التي تحاول كسب قوتها اليومي في هذا القطاع.
وفي معترك هذا الحيف الإجتماعي الذي يطبع مهنة «الفراشة» ، تزاول النساء هذا النشاط لتحقيق شروط البقاء. تتميز هؤلاء النساء إضافة إلى وضوح معالم فقرهن، بتقدمهن النسبي في السن؛ حيث تتجاوز أغلب البائعات سن الخمسين، ويبقى الاستثناء هو وجود نساء شابات. ولعل من أبرز أسباب هذا حسب خلاصات البحث هي المعطيات السيكوثقافية التي تحول دون ولوج النساء الشابات لهذا القطاع، بسبب ارتباطه الكلي بالشارع كفضاء عمومي مفتوح له عدة سمات لا تخرج عن نسق البنية الأبوية التي ترعى امتيازات الرجل وتسهر على ديمومة دونية النساء.
أما بخصوص الأوضاع الأسرية لهؤلاء النساء فالفوارق ليست كبيرة، وتتنوع بين وضعيتهن بين المطلقات أو الأرامل، أو ممن غاب عنهن الزوج أو استقال من مهامه كرب للأسرة، بكيفية مقصودة أو اضطرارية (مرض، عجز ، موت، سجن ...). فكل هؤلاء النساء خرجن لمزاولة هذا العمل مضطرات نتيجة التفقير والاكراه الاقتصادي وعدم التأهيل، وكذلك بسبب التقدم في السن وتقلص فرص الشغل من زاوية أخرى.
فالتقدم في السن وتضاؤل القدرة البدنية والصحية، يعد سببا مباشرا في عدم تمكن عدد منهن من الحفاظ على نفس الأنشطة التي كن يزاولنها سابقا (عاملات في المصانع _عاملات زراعيات _عاملات منزليات..... ) وهذا ما يفسر توجههن نحو مجال تجارة الرصيف والتي تظل حسب عدد منهن السبيل الوحيد الملائم للوضع الصحي والأسري لهن.
ينطلق البحث الميداني حول المرأة «االفراشة» الذي قامت به كل من لحسنية الغرواني وايمان القطيب وفوزية بوليالي، من الحديث عن هوية المرأة الفراشة، معتبرا إياها أحد أبرز مظاهر النشاط التجاري ضمن القطاع غيير مهيكل، والذي يمارسه النساء والرجال على حد السواء، ويطلق عليهم بالعامية المغربية اسم «بالفراشة»، وهو اسم نسبة إلى الكيفية أو الشكل الذي تعرض بها مبيعاتهن/م. تتجسد هويتها من كونهم/ن جماعات من الباعة المتجولين، الذين يعرضون منتوجاتهم فوق بساط يكون من الثوب أو البلاستيك أو الكارطون، يفرش على الأرض، ويتم جمعه وحمله بسهولة أيضا في حالة حضور اجهزة السلطة التي تحاصر باستمرار نشاطهن/م التجاري وتصادر بضاعتهم/ن.
اكد البحث على اختلاف الفراشات باختلاف مبيعاتها، أصحابها، وكذلك مكانها. غير أنها غالبا ما تنتشر في بعض الشوارع أو الأسواق التي تعرف رواجا تجاريا يمكن الباعة من جذب الزبائن وبيع بضاعتهم/ن.
يتم عرض أشكال متعددة من المبيعات التي قد تكون من مستعملة أو جديدة، محلية وأحيانا مهربة، تقليدية أو حديثة، دائمة أو موسمية.
والجامع بين مختلف هذه المبيعات هو انخفاض سعرها، بحيث لا تتطلب لا من مشتريها ولا من بائعها قدرا عاليا من المال، مما يفسر بشكل أو بآخر سبب انتشار تجارة الرصيف.
وتؤكد الباحثات أنه رغم ارتباط الفراشة بالباعة المتجولين، فإن ذلك لا ينفي وجود بعض الفراشات المستقرة بأماكن معينة يتم شراؤها أو كراؤها في حالات أخرى.
كما أن البائع الواقف على الفراشة، ليس بالضرورة مالكها، خاصة عندما يتعلق الأمر بفراشات توجد عند أبواب بعض المحلات التجارية، في هذه الحالة غالبا ما يكون صاحب المحل التجاري هو المالك الحقيقي للفراشة، أو للمكان الذي تفرش عليه، مما يزيد من تعميق الاستغلال المادي والمعنوي لهذه الفئة التي تحاول كسب قوتها اليومي في هذا القطاع.
وفي معترك هذا الحيف الإجتماعي الذي يطبع مهنة «الفراشة» ، تزاول النساء هذا النشاط لتحقيق شروط البقاء. تتميز هؤلاء النساء إضافة إلى وضوح معالم فقرهن، بتقدمهن النسبي في السن؛ حيث تتجاوز أغلب البائعات سن الخمسين، ويبقى الاستثناء هو وجود نساء شابات. ولعل من أبرز أسباب هذا حسب خلاصات البحث هي المعطيات السيكوثقافية التي تحول دون ولوج النساء الشابات لهذا القطاع، بسبب ارتباطه الكلي بالشارع كفضاء عمومي مفتوح له عدة سمات لا تخرج عن نسق البنية الأبوية التي ترعى امتيازات الرجل وتسهر على ديمومة دونية النساء.
أما بخصوص الأوضاع الأسرية لهؤلاء النساء فالفوارق ليست كبيرة، وتتنوع بين وضعيتهن بين المطلقات أو الأرامل، أو ممن غاب عنهن الزوج أو استقال من مهامه كرب للأسرة، بكيفية مقصودة أو اضطرارية (مرض، عجز ، موت، سجن ...). فكل هؤلاء النساء خرجن لمزاولة هذا العمل مضطرات نتيجة التفقير والاكراه الاقتصادي وعدم التأهيل، وكذلك بسبب التقدم في السن وتقلص فرص الشغل من زاوية أخرى.
فالتقدم في السن وتضاؤل القدرة البدنية والصحية، يعد سببا مباشرا في عدم تمكن عدد منهن من الحفاظ على نفس الأنشطة التي كن يزاولنها سابقا (عاملات في المصانع _عاملات زراعيات _عاملات منزليات..... ) وهذا ما يفسر توجههن نحو مجال تجارة الرصيف والتي تظل حسب عدد منهن السبيل الوحيد الملائم للوضع الصحي والأسري لهن.
مساواة | Rabat
مساواة, الرباط، المغرب. 18,768 likes · 116 talking about this. مساواة اعلام نسائي تحرري من أجل ترسيخ خطاب بديل حول الم
www.facebook.com