الحلقة الثالثة
استئنافا لما تم ايراده في الحلقة السابقة حول هوية المرأة "الفراشة"، بناء على معطيات البحث الميداني الذي شمل كل مدينتي الدار البيضاء والمحمدية، وتحديدا كل من حي "سباتة" ومنطقة العالية الملقبة "بالجوطية".
فإن مزايا الفراشة في رأي النساء اللواتي اجريت معهن المقابلات، في كونها لا تتطلب مجهودا بدنيا من جهة، إضافة ما تمنحه من إحساس بالحرية وسيولة في الزمن من جهة ثانية. فتقضي المرأة كل وقتها جالسة أمام الفراشة لأجل البيع، كما أنه يبقى بإمكانها أن تحضر او تغيب أو تشرع في العمل، وفقا لتوقيت حر غير مقيد بأية التزامات خارجية ضاغطة بكيفية قهرية عكس العمل تحت سلطة رب عمل.
وفي هذا السياق تقول إحدى النساء الممتهنات للفراشة :
"يريحني في الفراشة، أنه لما يتعذر علي الحضور لسبب من الأسباب، فإن بلاصتي (مكاني) تبقى محفوظة ومعروفة لدى جميع الباعة في المكان، وذلك على خلاف أشكال العمل الأخرى حيث يوجد "رب العمل"، فإن الحفاظ على العمل يبقى مهددا، كما أن المشغل يمكن أن ينهرك أو يطردك بدون أدنى اهتمام بظروفك".
أما بخصوص مكونات الفراشة النسائية، فيمكننا القول بأنه إذا كانت الفراشة تتميز في عموميتها بعرضها لمنتوجات بسيطة ورخيصة، فإن فراشات النساء غالبا ما تمثل النموذج الأكثر بساطة من حيث طبيعة المعروضات وأثمانها. إذ غالبا ما تنحصر مكونات الفراشات النسائية ما بين:
- بيع بعض المنتوجات التجميلية التقليدية للنساء (حناء، غاسول، أكياس للحمام، السواك، الكحل، أشكال من المشط البلاستيكي). كما تتضمن بعض الأعشاب ذات الاستعمالات العلاجية المتداولة في بعض حالات الزكام، أو آلام الدورة الشهرية، أو غيرها من الأعشاب الأخرى التي تشتريها النساء الفراشات في شكلها الخام، ثم يقمن بتنقيتها وطحنها وجعلها قابلة للاستعمال. وتمثل عملية تنقية "العشوب" وطحنها في غالبية الأحيان، المصدر الأساسي للربح بالنسبة لعدد من النساء بسبب تمكنهن من الرفع من سعرها بعد تجهيزها، ثم أيضا بسبب ارتفاع الطلب عليها "جاهزة" من طرف غالبية الزبونات.
- فراشات لبيع بعض الملابس النسائية والبضائع الواردة من شمال البلاد (ملابس، بيجامات، فولارات، مواد غذائية). وتمثل هذه الأخيرة أرقى أنواع الفراشات النسائية.
ولعل طبيعة هذه المعروضات، يمكن أن تمنحنا فكرة عن طبيعة العائدات التي يمكن أن تجنيها هذه العينة من النساء. حيث صرحت العديد منهن بأن عائدات مبيعاتهن غالبا ما تكون بسيطة جدا، لا تكاد تؤمن بعض الحاجيات الضرورية، إن لم نقل الحيوية، والتي تتلخص في تغطية مصاريف الخبز اليومي في أحسن الأحوال.
استئنافا لما تم ايراده في الحلقة السابقة حول هوية المرأة "الفراشة"، بناء على معطيات البحث الميداني الذي شمل كل مدينتي الدار البيضاء والمحمدية، وتحديدا كل من حي "سباتة" ومنطقة العالية الملقبة "بالجوطية".
فإن مزايا الفراشة في رأي النساء اللواتي اجريت معهن المقابلات، في كونها لا تتطلب مجهودا بدنيا من جهة، إضافة ما تمنحه من إحساس بالحرية وسيولة في الزمن من جهة ثانية. فتقضي المرأة كل وقتها جالسة أمام الفراشة لأجل البيع، كما أنه يبقى بإمكانها أن تحضر او تغيب أو تشرع في العمل، وفقا لتوقيت حر غير مقيد بأية التزامات خارجية ضاغطة بكيفية قهرية عكس العمل تحت سلطة رب عمل.
وفي هذا السياق تقول إحدى النساء الممتهنات للفراشة :
"يريحني في الفراشة، أنه لما يتعذر علي الحضور لسبب من الأسباب، فإن بلاصتي (مكاني) تبقى محفوظة ومعروفة لدى جميع الباعة في المكان، وذلك على خلاف أشكال العمل الأخرى حيث يوجد "رب العمل"، فإن الحفاظ على العمل يبقى مهددا، كما أن المشغل يمكن أن ينهرك أو يطردك بدون أدنى اهتمام بظروفك".
أما بخصوص مكونات الفراشة النسائية، فيمكننا القول بأنه إذا كانت الفراشة تتميز في عموميتها بعرضها لمنتوجات بسيطة ورخيصة، فإن فراشات النساء غالبا ما تمثل النموذج الأكثر بساطة من حيث طبيعة المعروضات وأثمانها. إذ غالبا ما تنحصر مكونات الفراشات النسائية ما بين:
- بيع بعض المنتوجات التجميلية التقليدية للنساء (حناء، غاسول، أكياس للحمام، السواك، الكحل، أشكال من المشط البلاستيكي). كما تتضمن بعض الأعشاب ذات الاستعمالات العلاجية المتداولة في بعض حالات الزكام، أو آلام الدورة الشهرية، أو غيرها من الأعشاب الأخرى التي تشتريها النساء الفراشات في شكلها الخام، ثم يقمن بتنقيتها وطحنها وجعلها قابلة للاستعمال. وتمثل عملية تنقية "العشوب" وطحنها في غالبية الأحيان، المصدر الأساسي للربح بالنسبة لعدد من النساء بسبب تمكنهن من الرفع من سعرها بعد تجهيزها، ثم أيضا بسبب ارتفاع الطلب عليها "جاهزة" من طرف غالبية الزبونات.
- فراشات لبيع بعض الملابس النسائية والبضائع الواردة من شمال البلاد (ملابس، بيجامات، فولارات، مواد غذائية). وتمثل هذه الأخيرة أرقى أنواع الفراشات النسائية.
ولعل طبيعة هذه المعروضات، يمكن أن تمنحنا فكرة عن طبيعة العائدات التي يمكن أن تجنيها هذه العينة من النساء. حيث صرحت العديد منهن بأن عائدات مبيعاتهن غالبا ما تكون بسيطة جدا، لا تكاد تؤمن بعض الحاجيات الضرورية، إن لم نقل الحيوية، والتي تتلخص في تغطية مصاريف الخبز اليومي في أحسن الأحوال.
مساواة | Rabat
مساواة, الرباط، المغرب. 18,768 likes · 116 talking about this. مساواة اعلام نسائي تحرري من أجل ترسيخ خطاب بديل حول الم
www.facebook.com