المرزباني صاحب احدى دور العلم ببغداد في العهد العباسي الوسيط يشرب ويكتب وبين يديه قارورة خمر وقارورة حبر وصفوه بأنه من محاسن الدنيا وانه أحسن من الجاحظ تصنيفاً
في فترة النفوذ البويهي من العهد العباسي ببغداد كثرت دور العلم الخاصه التي قامت بجانب دور العلم العامه التي تأخذ شكل مجالس ثقافيه ومن هذه الدور دار دعلج ودار أبي سليمان المنطقي ودار الشيخ المفيد ودار المرزباني محمد بن عمران بن موسى أبو عبيد الله الكاتب المعروف بالمرزباني المتوفي عام 384هج 964م تنقل المصادر بأن داره كانت مجهزه لأقامة خمسين رجلاً من أهل العلم مع مستلزماتهم حتى قيل ان المرزباني نفسه كان قد تتلمذ وسمع من العلماء في داره التي كانت في شارع عمرو الرومي من الجانب الشرقي لمدينة بغداد وتذكر بعض المصادر ان الامير البويهي عضد الدوله كان داعماً لهذه الدار اذ ان اهتمامه بالعلم والعلماء دفعاه لتأسيس ما يشبه محل اقامة ورعايه لمجموعه من العلماء والذي يبدوا ان افادة المرزباني من العلماء في داره أكثر من افادته منهم.
والمرزباني من بيت رياسة ونفاسة كان أبوه نائب صاحب خراسان بالباب ببغداد وابنه هذا فاضل كامل ذكي راوية مكثر مصنف جميل التصانيف كثير المشايخ ممتع المحاضره والمذاكره مقدم عند أهل العلم له تصانيف مشهوره في الفنون والاداب والمعارف ألف في علمي النحو واللغه في أخبار جامعيها ومصنفيها والمتصدين لإفادتها كتاباً سماه المقتبس يقارب عشرين مجلداً كان حسن الترتيب لما يجمعه وكان يقال له انه أحسن تصنيفاً من الجاحظ وصفه أبي علي الفارسي النحًوي بأنه من محاسن الدنيا. ذكره الاصبهاني في كتابه الاغاني فقال فيه( كان عفا الله عنه مستهتراً بشرب الخمر فقد كان يضع بين يديه قارورتين قارورة حبر وقارورة خمر فلا يزال يشرب ويكتب سأله الامير البويهي عضد الدوله عن حتله فأجابه كيف حال من هو بين قارورتين يعني قارورة الخمر وقارورة الحبر.
وكان عضد الدوله الحاكم الفعلي لبغداد زمن النفوذ البويهي في العهد العباسي على كبره وتعظمه يجتاز بباب داره فيقف بالباب متى يخرج اليه ويسلم عليه ويسأله عن حاله وعن مجلسه كان المرزباني يقول كان في دارب خمسون ما بين لحاف ودواج وهو لحاف يلبس معدة لأهل العلم الذين يبيتون عنده وقيل ان أكثر أهل الادب الذين روى عنهم سمع منهم في داره.
لا تقدم المصادر معطيات مفصله عن طريقة الخدمه التي يقدمها المرزباني لضيوفه أو المقيمين عنده من العلماء وفي أي حال تعتبر داره فريده ببغداد في العهد البويهي ويبدوا ان علاقته بعضد الدوله ترجح امكانية تقديم دعم الامير مادياً لداره وعلى الرغم من المنحى التقليدي لمنهجه في توثيق أعمال الادباء والشعراء في التاريخ الا انه أعتبر من المصنفين المكثرين وقد اهتم ابن النديم بمعظم موءلفاته بشكل مفصل وبطريقه غير مألوفه من صاحب ( الفهرست).
ويكفي المرزباني ان ابن الندبم كان واحداً من الذين درسوا وتفقهوا في دار المرزباني الامر الذي يوءيد صحة رعاية وعناية عضد الدوله لهذه الدار مالياً اذ شاع في بغداد ان مثل هذه الدور تكون برعاية الوزراء والاثرياء وعلية القوم أو توفر مصدر مالي خاص مستقر وان كانت وفاة عضد الدوله ادى الى عدم الاستمرار في هذا المشروع ومما يمكن ذكره عن المرزباني انه كان يعتقد بالاعتزال فلقد كان معتزلياى وصنف كتاباً في أخبار المعتزله وعاب عليه أهل الحديث بأن أكثر روايته كانت اجازه ولا يبين في تصانيفه الاجازه من السماع بل يقول في كل ذلك ( أخبرنا) وهذا قريباً من الاحتجاج ولعد وفاته تم دفنه بداره في شارع عمر الرومي في الجانب الشرقي من بغداد وترك خلفه خمسون مصنفاً.
طارق حرب خبير قانوني ومحام
في فترة النفوذ البويهي من العهد العباسي ببغداد كثرت دور العلم الخاصه التي قامت بجانب دور العلم العامه التي تأخذ شكل مجالس ثقافيه ومن هذه الدور دار دعلج ودار أبي سليمان المنطقي ودار الشيخ المفيد ودار المرزباني محمد بن عمران بن موسى أبو عبيد الله الكاتب المعروف بالمرزباني المتوفي عام 384هج 964م تنقل المصادر بأن داره كانت مجهزه لأقامة خمسين رجلاً من أهل العلم مع مستلزماتهم حتى قيل ان المرزباني نفسه كان قد تتلمذ وسمع من العلماء في داره التي كانت في شارع عمرو الرومي من الجانب الشرقي لمدينة بغداد وتذكر بعض المصادر ان الامير البويهي عضد الدوله كان داعماً لهذه الدار اذ ان اهتمامه بالعلم والعلماء دفعاه لتأسيس ما يشبه محل اقامة ورعايه لمجموعه من العلماء والذي يبدوا ان افادة المرزباني من العلماء في داره أكثر من افادته منهم.
والمرزباني من بيت رياسة ونفاسة كان أبوه نائب صاحب خراسان بالباب ببغداد وابنه هذا فاضل كامل ذكي راوية مكثر مصنف جميل التصانيف كثير المشايخ ممتع المحاضره والمذاكره مقدم عند أهل العلم له تصانيف مشهوره في الفنون والاداب والمعارف ألف في علمي النحو واللغه في أخبار جامعيها ومصنفيها والمتصدين لإفادتها كتاباً سماه المقتبس يقارب عشرين مجلداً كان حسن الترتيب لما يجمعه وكان يقال له انه أحسن تصنيفاً من الجاحظ وصفه أبي علي الفارسي النحًوي بأنه من محاسن الدنيا. ذكره الاصبهاني في كتابه الاغاني فقال فيه( كان عفا الله عنه مستهتراً بشرب الخمر فقد كان يضع بين يديه قارورتين قارورة حبر وقارورة خمر فلا يزال يشرب ويكتب سأله الامير البويهي عضد الدوله عن حتله فأجابه كيف حال من هو بين قارورتين يعني قارورة الخمر وقارورة الحبر.
وكان عضد الدوله الحاكم الفعلي لبغداد زمن النفوذ البويهي في العهد العباسي على كبره وتعظمه يجتاز بباب داره فيقف بالباب متى يخرج اليه ويسلم عليه ويسأله عن حاله وعن مجلسه كان المرزباني يقول كان في دارب خمسون ما بين لحاف ودواج وهو لحاف يلبس معدة لأهل العلم الذين يبيتون عنده وقيل ان أكثر أهل الادب الذين روى عنهم سمع منهم في داره.
لا تقدم المصادر معطيات مفصله عن طريقة الخدمه التي يقدمها المرزباني لضيوفه أو المقيمين عنده من العلماء وفي أي حال تعتبر داره فريده ببغداد في العهد البويهي ويبدوا ان علاقته بعضد الدوله ترجح امكانية تقديم دعم الامير مادياً لداره وعلى الرغم من المنحى التقليدي لمنهجه في توثيق أعمال الادباء والشعراء في التاريخ الا انه أعتبر من المصنفين المكثرين وقد اهتم ابن النديم بمعظم موءلفاته بشكل مفصل وبطريقه غير مألوفه من صاحب ( الفهرست).
ويكفي المرزباني ان ابن الندبم كان واحداً من الذين درسوا وتفقهوا في دار المرزباني الامر الذي يوءيد صحة رعاية وعناية عضد الدوله لهذه الدار مالياً اذ شاع في بغداد ان مثل هذه الدور تكون برعاية الوزراء والاثرياء وعلية القوم أو توفر مصدر مالي خاص مستقر وان كانت وفاة عضد الدوله ادى الى عدم الاستمرار في هذا المشروع ومما يمكن ذكره عن المرزباني انه كان يعتقد بالاعتزال فلقد كان معتزلياى وصنف كتاباً في أخبار المعتزله وعاب عليه أهل الحديث بأن أكثر روايته كانت اجازه ولا يبين في تصانيفه الاجازه من السماع بل يقول في كل ذلك ( أخبرنا) وهذا قريباً من الاحتجاج ولعد وفاته تم دفنه بداره في شارع عمر الرومي في الجانب الشرقي من بغداد وترك خلفه خمسون مصنفاً.
طارق حرب خبير قانوني ومحام