محمد السلاموني - الرواية والسيرة الذاتية

ما من سرد رواءى الا وينهل من التجربة الذاتية للمؤلف . فالسيرة الذاتية للمؤلف تعد من ضمن المواد التى يشتغل عليها الرواءى .
ومع ذلك، فالفارق بين كتابة الرواية وكتابة السيرة يظل ماثلا
فى "الغرض" من الكتابة .
تمام. الرواية للمنظور الجمالى للوجود، بينما تنتمى السيرة للمنظور التاريخى، فهى شهادة على العصر، من منظور شخصى، وهو ما يضعها فى مصاف الوثاءق التاريخية " السياسية أو الاجتماعية وغيرها" ...
لذا فهى تعامل معاملة الوثاءق، وتحظى بالقبول أو الرفض من حيث المصداقية.
أما الرواية فلا أحد يتعامل معها هكذا...
الرواية كتابة ابداعية، لعب حر بالدوال، لذا فهى لا تراهن على شىء سوى جماليتها فقط .
أما الوظائف السياسية والاجتماعية وغيرها التى تنتسب الى الرواية فوظاءف ثانوية تماما وترتبط بالمادة التى يشتغل عليها الرواءى وليس للرواية ذاتها.
هذا والذين يعتقدون بأن للرواية وظيفة اجتماعية، وينفقون جهدهم فى الاشتغال على ذلك المنحى، فيبدون اشبه بمن لا يرى فى المثال سوى المادة الحجرية أو المعدنية أو الخشبية التى صنع منها .
حقا للمادة التى صنع منها التمثال دورا فى تشكيل التمثال، لكن التمثال ذاته شىء و المادة التى صنع منها شىء اخر.
/ وبامكانك ان تلاحظ بأن احدا لا يتحدث عن التمثال باعتباره كتلة حجرية أو معدنية... الخ، ذلك لان المادة معطى مجانى، أما التشكيل الجمالى فهو العمل الفنى، انه ما راه الفنان فى الكتلة المادية.
"الحكاية " على المادة الخام التى يعمل عليها الرواءى، تلك المادة تتوفر بسخاء فى التاريخ والسير الذاتية وغيرهما من المصادر المكتنزة بالحكايات، الرواية تقيم فى الكيفية التى تتشكل بها المادة الحكاءية وليس فى الحكاية ذاتها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى