مِسْكٍينٌ أَنْتَ أَيُّها الْإنْسانُ، حَكَمَ عَلَيْكَ الْقَضاءُ أنْ تَقُومَ بِرِحْلَةٍ لا رَجْعَةَ فِيها، رِحْلَةٍ تُسَمَّى الْحَياةَ، ذاتِ مَراحِلَ تُعَدُّ فِيها بِغَيْرِ إرادَتِكَ، تَبْدَأ مِنْ نُزولِكَ مِنَ ظَلامِ الأَصْلابِ إلَى عَتْمَةِ الرَّحْمِ، ثُمَّ تَبْدَأُ بٍالتَّنَقُّلِ مِنْ هَيْئَةٍ إلَى أُخْرَى، مِنْ نُطْفَةٍ إلَى عَلَقَةٍ ثُمَّ مُضْغَةٍ فَجَنينٍ تَتَشَكَّلُ فيها صورَةُ الْإنسان، وتَمْكُثُ في الظَّلامِ الثّاني إلَى أجَلٍ مُسَمَّى، ثُمَّ تُطْرَدُ مِنْهُ قَسْرًا لِتَسْتَقْبِلَ دُنْياكَ بِصَرْخَةٍ مُدَوِّيَةٍ، يَتْبَعُها الْبُكاءُ. يا لَلْعَجَبِ ! مَنْ عَلَّمَكَ الصُّراخَ وَالْبُكاءَ؟ كَأَنَّكَ تَمْقُتُ الدُّنْيا وَمَتاعِبَها، لِماذا لَمْ تَبْدَأَ الْخُطْوَةَ في هَذِهِ الدُّنْيا بِابْتِسامَةٍ وَضَحِكٍ ما لَكَ وَالنَّحيبُ؟
وَتَبْدَأُ مَسيرَتَكَ الْحَياتِيَّةَ: وَليدًا، وَرَضِيعًا، وَطِفْلًا، وَيَبْدَأً سِلاحُكَ في الْحَياةُ بِالنُّمُوِّ، فَتَظْهَرُ قَواطٍعُكَ، ثُمَّ أسْنانُكَ وَأضْراسُكَ، وَتَكْتَسِبُ لُغَةَ أُمِّكَ، وَتَشُبُّ صَبِيًّا، وَيَقْوى عودُكَ لِتُصْبِحَ شابًّا، بِحَواسِّكَ، وَتَفْكيرِكَ، وَذاكِرَتِكَ، وَتَسِيرَ في طَريقِ آبائِكَ وَأَجْدادِكَ، في النَّسْلِ وَالتَّناسُلِ ، وَتَبْلُغُ أَشُدَّكَ في الأرْبَعِينَ مِنَ الْعُمْرِ، ثُمَّ يَبْدَأُ الِانْحِدارُ الْحَياتِيُّ نَحْوَ الٍكُهولَةِ، مَعَ ازْدِيادِ الْمَسْؤولٍيّاتِ، واشْتِدادِ الْمَصاعِبِ قُوَّةً والْمَتاعِبِ ازدِحامًا، سَنَةً بَعْدَ أُخْرَى، وَأنْتَ مُنْدَفِعٌ في رِحْلَتِكَ إنْ لَمْ تَفْتُكْ بِكَ عَوامِلُ الزَّمَنِ وَصُروفِ اللَّيالي. وَأَنْتَ تُنْشِدُ قَوْلًا لَمْ تَسْمَعْهُ أُذُناكَ، هُوَ قَوْلُ مَضّاضٍ الْجُرْهُمِيِّ: مِنَ الطَّويل
كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحَجُونِ إلَى الصَّفا
أَنيسٌ وَلَمْ يَسْمُرْ بِمَكَّةَ سامِرُ
بَلَى نَحْنُ كُنَّا أَهْلَها فَأَبادَنا
صُروفُ اللَّيالي وَالْخِطُوبُ الْعَواثَرً
وَفَجْأَةً تَنْتَبٍهُ إلَى نَفْسِكَ فَيَهْتَزُّ قَلْبُكَ عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ مِنْ عُمْرِكَ، وَأَنْتَ تُوَدِّعُ الْكُهولَةَ لٍتَدْخُلَ، رَغْمَ أَنْفِكَ، خَرِيفَ الْعُمُرِ، لا أَقُولُ شَيْخُوخَةً لِأَنَّها مُشْتَقَّةٌ من شاخَ يَشيخُ شَيْخًا. فالشَّيْخُ زَعيمُ الْقَوْمِ، وَقائِدُ الْجَماعَةِ، لَهُ في قُلوبِ الْقَوْمِ وَلِكَلْبِهِ هَيْبَةٌ وَوَقارٌ، والشَّيْخُ هُوَ العالِمُ وَالْحَكيمُ والْفَقيهُ، فَالْأَوْلَى أنْ نَقُولَ هُوَ الْهَرَمُ، هُوَ الْعَجْزُ، هُوَ عُمْرُ الْمُسِنِّ، هُوَ التَّقاعُدُ، هُوَ جٍيلُ الْعَقاقيرِ وَالْأدْوِيَةِ، في السَّبْعينَ وَالثَّمانينَ. أَقُولُ بِاخْتِصارْ هُوَ جِيلُ الِانْتِظارِ، جِيلُ الِاقْتِرابِ مِنْ شَواطِئِ الْبَحْرِ الْأَبَدِيِّ، لِيمْخَرَ كُلٌّ مِنْ أوْلادِ آدَمَ عُبابَهُ في رِحْلَةِ الْحَياةِ الْأَخِيرَةِ.
يا ابْنَ آدَمَ إذا وَصَلْتَ الثَّمانينَ مِنْ عُمُرِكَ فاحمَدِ اللَّهَ فَأَنْتَ مَحْظوظٌ، فَمَهْما طالَ عُمْرُ الْإنْسانَ فَهُوَ قَصِيرٌ، وَكانَ أجْدادُنا يُسَمُّونَهَ الُمُعَمَّرَ، وَهُناكَ حَديثٌ عَنِ النَّبيِّ عليهِ السّلامُ يَقولُ: أَعْمارُ أُمَّتي بَيْنَ السِّتِّينَ والسَّبْعِينَ".
وَجاءَ فيما قَرَأْتُ أَنَّ شاعِرًا مُتَقَدِّمًا في السِّنِّ قَدْ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بنِ طاهِرٍ الْقائِدِ الْعَبّاسِيِّ المَعْروفٍ، فَرَحَّبَ بِهِ القائدُ، فَصَمَتَ الشّاعِرُ وَلَمْ يَرُدَّ التَّحِيَّةَ، فَقِيلَ لَهُ إنّ الْأَميرَ يُحَيِّيكَ، فَاعْتَذَرَ قائِلًا: مِنَ السَّريع
إنَّ الثَّمانينَ وَبُلِّغْتَها
قَدْ أَحْوَجَتْ سَمْعِي إلى تَرْجُمانْ
فَانْظُرُوا كَيْفَ دَعا الشّاعِرَ لِلْأَميرِ أنْ يَبْلُغَ الثَّمانينَ مِنْ عُمْرِهِ.
وَقَدْ نَبَّهَنا الشُّعَراءُ عَلَى أَنَّ الثَّمانينَ مَجْلَبَةٌ لِلسَّأَمِ فَقالَ زُهَيْرٌ: مِنَ الطَّويلِ
سَئِمْتُ تَكاليفَ الْحَياةِ وَمَنْ يَعِشْ
ثَمانينَ حَوْلًا لا أَبا لَكَ يَسْأَمِ
وَاعْلَموا أَيُّها الْأصْدقاءُ أنَّ كُلَّ دَقيقَةٍ أوْساعَةٍ أَوْ يَوْمٍ أوْ سَنَةٍ مَحْسُوبَةٌ عَلَيْنا مِنْ عُمْرِنا، فَلْنَعْرِفْ كَيْفَ نَقْضِي هذا الْعُمْرَ. إذْ لا يُوجَدُ شَيْءٌ أَثْمَنُ مِنَ الزَّمَنِ ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ الْمَثَلَ الشَّعْبِيَّ الَّذي يَقُولُ (إلِّي بُنْقُصْ بُخْلُصْ) يَقولُ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ: مِنَ الطَّويل
أَرَى الْعَيْشَ كَنْزًا ناقِصًا كُلَّ لَيْلَةٍ
وَما تُنْقِصُ الْأَيّامُ والدَّهْرُ يَنْفَدِ
طالَما كُتِبَ عَلَيْنا أنْ نَحْيَا وَأنْ نَمُوتَ فَلِمَ الْجَزَعُ مِنَ الْمَوْتِ. فَالْإنْسانُ جُزْءٌ مِنَ الطَّبيعَةِ، تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ قَوانِنُها، كَالدَّوْحِ الضَّخْمَةِ، أَصْلُها بَذْرَةٌ أَوْ فَسيلَةٌ تَنْمُو وَتَشُبُّ أَمْتارًا عَديدَةً، ثُمّ تَيْبَسُ وَتَموتُ. الإنْسانُ لا أعْرِفُ لِسَعادَتِهِ أوْ تَعاسَتِهِ، هُوَ الْمَخْلُوقُ الْوَحيدُ الذي يَعْرِفُ نِهايّتَهُ.
لِماذا يُؤذي شَريكَهُ في هَذِهِ الْحَياةِ، يَسْفُكُ دَمَ أخيهِ في الإنْسانِيَّةِ، وَيَهْضُمُ حَقَّهُ، وَيَسْتَوْلِي عَلَى ما يَمْلِكُ، بدَلَ أنْ يَحْيا الْجَميعُ بالسَّعادَةِ وَالْوِفاقِ والتَّعاوُنِ، طالَما نَحْنُ الوَحيدونَ في هذا الْكَوْنِ .
أخْتَتِمُ هَذِهِ الرِّسالَةَ بِحِكْمَةٍ قالَها شاعِرُنا العظيمُ: مِنَ السَّريع
نَحْنُ بَنُو الْمَوْتَى فما بالُنا
نَعافُ ما لا بُدَّ مِنْ شُرْبِهْ
تَبْخَلُ أَيْدِينا بِأَرْواحِنا
عَلَى زَمانٍ هُنَّ مِنْ كَسْبِهْ
فَهَذِهِ الْأَرْواحُ مِنْ جَوِّهِ
وَهَذِهِ الأجْسامُ مِنْ تُرْبِهْ
إلَى هُنا
وَتَبْدَأُ مَسيرَتَكَ الْحَياتِيَّةَ: وَليدًا، وَرَضِيعًا، وَطِفْلًا، وَيَبْدَأً سِلاحُكَ في الْحَياةُ بِالنُّمُوِّ، فَتَظْهَرُ قَواطٍعُكَ، ثُمَّ أسْنانُكَ وَأضْراسُكَ، وَتَكْتَسِبُ لُغَةَ أُمِّكَ، وَتَشُبُّ صَبِيًّا، وَيَقْوى عودُكَ لِتُصْبِحَ شابًّا، بِحَواسِّكَ، وَتَفْكيرِكَ، وَذاكِرَتِكَ، وَتَسِيرَ في طَريقِ آبائِكَ وَأَجْدادِكَ، في النَّسْلِ وَالتَّناسُلِ ، وَتَبْلُغُ أَشُدَّكَ في الأرْبَعِينَ مِنَ الْعُمْرِ، ثُمَّ يَبْدَأُ الِانْحِدارُ الْحَياتِيُّ نَحْوَ الٍكُهولَةِ، مَعَ ازْدِيادِ الْمَسْؤولٍيّاتِ، واشْتِدادِ الْمَصاعِبِ قُوَّةً والْمَتاعِبِ ازدِحامًا، سَنَةً بَعْدَ أُخْرَى، وَأنْتَ مُنْدَفِعٌ في رِحْلَتِكَ إنْ لَمْ تَفْتُكْ بِكَ عَوامِلُ الزَّمَنِ وَصُروفِ اللَّيالي. وَأَنْتَ تُنْشِدُ قَوْلًا لَمْ تَسْمَعْهُ أُذُناكَ، هُوَ قَوْلُ مَضّاضٍ الْجُرْهُمِيِّ: مِنَ الطَّويل
كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْحَجُونِ إلَى الصَّفا
أَنيسٌ وَلَمْ يَسْمُرْ بِمَكَّةَ سامِرُ
بَلَى نَحْنُ كُنَّا أَهْلَها فَأَبادَنا
صُروفُ اللَّيالي وَالْخِطُوبُ الْعَواثَرً
وَفَجْأَةً تَنْتَبٍهُ إلَى نَفْسِكَ فَيَهْتَزُّ قَلْبُكَ عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ مِنْ عُمْرِكَ، وَأَنْتَ تُوَدِّعُ الْكُهولَةَ لٍتَدْخُلَ، رَغْمَ أَنْفِكَ، خَرِيفَ الْعُمُرِ، لا أَقُولُ شَيْخُوخَةً لِأَنَّها مُشْتَقَّةٌ من شاخَ يَشيخُ شَيْخًا. فالشَّيْخُ زَعيمُ الْقَوْمِ، وَقائِدُ الْجَماعَةِ، لَهُ في قُلوبِ الْقَوْمِ وَلِكَلْبِهِ هَيْبَةٌ وَوَقارٌ، والشَّيْخُ هُوَ العالِمُ وَالْحَكيمُ والْفَقيهُ، فَالْأَوْلَى أنْ نَقُولَ هُوَ الْهَرَمُ، هُوَ الْعَجْزُ، هُوَ عُمْرُ الْمُسِنِّ، هُوَ التَّقاعُدُ، هُوَ جٍيلُ الْعَقاقيرِ وَالْأدْوِيَةِ، في السَّبْعينَ وَالثَّمانينَ. أَقُولُ بِاخْتِصارْ هُوَ جِيلُ الِانْتِظارِ، جِيلُ الِاقْتِرابِ مِنْ شَواطِئِ الْبَحْرِ الْأَبَدِيِّ، لِيمْخَرَ كُلٌّ مِنْ أوْلادِ آدَمَ عُبابَهُ في رِحْلَةِ الْحَياةِ الْأَخِيرَةِ.
يا ابْنَ آدَمَ إذا وَصَلْتَ الثَّمانينَ مِنْ عُمُرِكَ فاحمَدِ اللَّهَ فَأَنْتَ مَحْظوظٌ، فَمَهْما طالَ عُمْرُ الْإنْسانَ فَهُوَ قَصِيرٌ، وَكانَ أجْدادُنا يُسَمُّونَهَ الُمُعَمَّرَ، وَهُناكَ حَديثٌ عَنِ النَّبيِّ عليهِ السّلامُ يَقولُ: أَعْمارُ أُمَّتي بَيْنَ السِّتِّينَ والسَّبْعِينَ".
وَجاءَ فيما قَرَأْتُ أَنَّ شاعِرًا مُتَقَدِّمًا في السِّنِّ قَدْ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بنِ طاهِرٍ الْقائِدِ الْعَبّاسِيِّ المَعْروفٍ، فَرَحَّبَ بِهِ القائدُ، فَصَمَتَ الشّاعِرُ وَلَمْ يَرُدَّ التَّحِيَّةَ، فَقِيلَ لَهُ إنّ الْأَميرَ يُحَيِّيكَ، فَاعْتَذَرَ قائِلًا: مِنَ السَّريع
إنَّ الثَّمانينَ وَبُلِّغْتَها
قَدْ أَحْوَجَتْ سَمْعِي إلى تَرْجُمانْ
فَانْظُرُوا كَيْفَ دَعا الشّاعِرَ لِلْأَميرِ أنْ يَبْلُغَ الثَّمانينَ مِنْ عُمْرِهِ.
وَقَدْ نَبَّهَنا الشُّعَراءُ عَلَى أَنَّ الثَّمانينَ مَجْلَبَةٌ لِلسَّأَمِ فَقالَ زُهَيْرٌ: مِنَ الطَّويلِ
سَئِمْتُ تَكاليفَ الْحَياةِ وَمَنْ يَعِشْ
ثَمانينَ حَوْلًا لا أَبا لَكَ يَسْأَمِ
وَاعْلَموا أَيُّها الْأصْدقاءُ أنَّ كُلَّ دَقيقَةٍ أوْساعَةٍ أَوْ يَوْمٍ أوْ سَنَةٍ مَحْسُوبَةٌ عَلَيْنا مِنْ عُمْرِنا، فَلْنَعْرِفْ كَيْفَ نَقْضِي هذا الْعُمْرَ. إذْ لا يُوجَدُ شَيْءٌ أَثْمَنُ مِنَ الزَّمَنِ ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ الْمَثَلَ الشَّعْبِيَّ الَّذي يَقُولُ (إلِّي بُنْقُصْ بُخْلُصْ) يَقولُ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ: مِنَ الطَّويل
أَرَى الْعَيْشَ كَنْزًا ناقِصًا كُلَّ لَيْلَةٍ
وَما تُنْقِصُ الْأَيّامُ والدَّهْرُ يَنْفَدِ
طالَما كُتِبَ عَلَيْنا أنْ نَحْيَا وَأنْ نَمُوتَ فَلِمَ الْجَزَعُ مِنَ الْمَوْتِ. فَالْإنْسانُ جُزْءٌ مِنَ الطَّبيعَةِ، تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ قَوانِنُها، كَالدَّوْحِ الضَّخْمَةِ، أَصْلُها بَذْرَةٌ أَوْ فَسيلَةٌ تَنْمُو وَتَشُبُّ أَمْتارًا عَديدَةً، ثُمّ تَيْبَسُ وَتَموتُ. الإنْسانُ لا أعْرِفُ لِسَعادَتِهِ أوْ تَعاسَتِهِ، هُوَ الْمَخْلُوقُ الْوَحيدُ الذي يَعْرِفُ نِهايّتَهُ.
لِماذا يُؤذي شَريكَهُ في هَذِهِ الْحَياةِ، يَسْفُكُ دَمَ أخيهِ في الإنْسانِيَّةِ، وَيَهْضُمُ حَقَّهُ، وَيَسْتَوْلِي عَلَى ما يَمْلِكُ، بدَلَ أنْ يَحْيا الْجَميعُ بالسَّعادَةِ وَالْوِفاقِ والتَّعاوُنِ، طالَما نَحْنُ الوَحيدونَ في هذا الْكَوْنِ .
أخْتَتِمُ هَذِهِ الرِّسالَةَ بِحِكْمَةٍ قالَها شاعِرُنا العظيمُ: مِنَ السَّريع
نَحْنُ بَنُو الْمَوْتَى فما بالُنا
نَعافُ ما لا بُدَّ مِنْ شُرْبِهْ
تَبْخَلُ أَيْدِينا بِأَرْواحِنا
عَلَى زَمانٍ هُنَّ مِنْ كَسْبِهْ
فَهَذِهِ الْأَرْواحُ مِنْ جَوِّهِ
وَهَذِهِ الأجْسامُ مِنْ تُرْبِهْ
إلَى هُنا