لا شك أن المهتم بالشعر لاحظ أفول أو على الأقل خفوت نجم ما سمي في حينه بشعراء الحداثة ، هذه الحداثة المزعومة التي ركب على ظهرها الحابل و النابل و شهد الشعر فيها هجمة شرسة عليه كادت تودي به لولا يقظة بعض الغيورين عليه و مراجعة بعض "الحداثيين " لأنفسهم و لمواقفهم.
ما زلت أتذكر انني قرأت حوارا لأدونيس بإحدى المجلات السعودية و هو يتحدث عن أنه بعث من أجل تخريب اللغة و تفجيرها ، و قد فهم القاء أو لنقل بعض القراء هذه المقولة فهما غير الذي أراده صاحبها منها فكان من المغضوب عليهم هناك ، لكن هناك من أخذ برأيه و صار "يخرب" و "يفجر" حتى انتهى به مشواره "الحداثي" إلى الإفلاس.
و أتساءل هنا:
- هل هناك حداثي ما زال على قيد الحياة يتفضل هنا مشكورا ليحدثنا عن الأكسير الذي استعمله فحقق به الاستمرار لحد الآن؟
بصراحة أتأسف كثيرا عندما أرى الشعر تحشر حشرا تحته نصوص تخرق أبسط قواعده كالتتابع الحركي مثلا و أسلوبها أسلوب نثري بحت ،و مع ذلك يريد أصحابها أن يقنعونا بأنهم شعراء ،و أنا شخصيا صرت لا أستغرب من قارئ لايعرف الشعر و لكنه يعتقد أن كل ما قرأه هبالفعل شعر ،و إنما أستغرب من الذين يكتبون هكذا نصوصا و يعتقدون في قرارة أنفسهم وأنهم شعراء ،و للأمانة فبعض هؤلاء لا يقولون عن أنفسهم بأنهم شعراء إلا أن العجيب في أمرهم أنهم يناقضون أنفسهم حينما يتحدثون عما كتبوه أنه من صميم الشعر،
المشكل القائم هو أن الشعراء الحقيقيين استنكفوا أن يقفوا في وجه هذا المد الطاغي للشعراء المزيفين بسبب أن بعضهم يشرف على منابر إعلامية ثقافية ،و أن الوقوف في وجههم يعني الحرمان من النشر في تلك المنابر،و هذا بالضبط ما حصل مع الشاعر محمود درويش الذي كان يداهن النثريين ـ كتّاب ما يسمى بقصيدة النثر ـ حتى لا يحرم نفسه من نشر نصوصه في المنابر الثقافية التي يشرفون عليها.
قد يتوهم البعض أنني ضد قصيدة النثر بينما في الواقع أنا ضد التسمية لأنها تبدو متناقضة مع نفسها (القصيدة+النثر) و هما شيئان كالماء و النار لا يجتمعان و كالخطين المتوازيين اللذين من المستحيل أن يلتقيا في نقطة ما،كما أنني ضد الادعاءات الفارغة من الأساس التي يتهم بها النثريون الشعر التفعيلي و الشعر العمودي،و هي ادعاءات تريد أن تبطل الحق و تحق الباطل،فالشعر الحقيقي يستمر و يبقى و الزائف سيبقى متهافتا و مآله إلى الزوال.
ما زلت أتذكر انني قرأت حوارا لأدونيس بإحدى المجلات السعودية و هو يتحدث عن أنه بعث من أجل تخريب اللغة و تفجيرها ، و قد فهم القاء أو لنقل بعض القراء هذه المقولة فهما غير الذي أراده صاحبها منها فكان من المغضوب عليهم هناك ، لكن هناك من أخذ برأيه و صار "يخرب" و "يفجر" حتى انتهى به مشواره "الحداثي" إلى الإفلاس.
و أتساءل هنا:
- هل هناك حداثي ما زال على قيد الحياة يتفضل هنا مشكورا ليحدثنا عن الأكسير الذي استعمله فحقق به الاستمرار لحد الآن؟
بصراحة أتأسف كثيرا عندما أرى الشعر تحشر حشرا تحته نصوص تخرق أبسط قواعده كالتتابع الحركي مثلا و أسلوبها أسلوب نثري بحت ،و مع ذلك يريد أصحابها أن يقنعونا بأنهم شعراء ،و أنا شخصيا صرت لا أستغرب من قارئ لايعرف الشعر و لكنه يعتقد أن كل ما قرأه هبالفعل شعر ،و إنما أستغرب من الذين يكتبون هكذا نصوصا و يعتقدون في قرارة أنفسهم وأنهم شعراء ،و للأمانة فبعض هؤلاء لا يقولون عن أنفسهم بأنهم شعراء إلا أن العجيب في أمرهم أنهم يناقضون أنفسهم حينما يتحدثون عما كتبوه أنه من صميم الشعر،
المشكل القائم هو أن الشعراء الحقيقيين استنكفوا أن يقفوا في وجه هذا المد الطاغي للشعراء المزيفين بسبب أن بعضهم يشرف على منابر إعلامية ثقافية ،و أن الوقوف في وجههم يعني الحرمان من النشر في تلك المنابر،و هذا بالضبط ما حصل مع الشاعر محمود درويش الذي كان يداهن النثريين ـ كتّاب ما يسمى بقصيدة النثر ـ حتى لا يحرم نفسه من نشر نصوصه في المنابر الثقافية التي يشرفون عليها.
قد يتوهم البعض أنني ضد قصيدة النثر بينما في الواقع أنا ضد التسمية لأنها تبدو متناقضة مع نفسها (القصيدة+النثر) و هما شيئان كالماء و النار لا يجتمعان و كالخطين المتوازيين اللذين من المستحيل أن يلتقيا في نقطة ما،كما أنني ضد الادعاءات الفارغة من الأساس التي يتهم بها النثريون الشعر التفعيلي و الشعر العمودي،و هي ادعاءات تريد أن تبطل الحق و تحق الباطل،فالشعر الحقيقي يستمر و يبقى و الزائف سيبقى متهافتا و مآله إلى الزوال.