شاكر مجيد سيفو - نص النصوص : قيامة القيامات

*في ما يشبه الأستذكار والتّذكار



من” مار اسطيفانوس ” ومرورا بكل كواكب الله التي سطعت لقرون وقرون والتي لا تزال تسطع, وحتى” ايشوع ومخلص وباسم, ,هذه كواكب الله التي تسطع على العالمين وتتكلم مع النور , أنظر- أيها- الظلام أليها ,الى هذه الاسماء النيّرة الى ظاهرها وسيمياء حروفها , الىأعماق معانيها,أنظر كيف تدرّ ضياءا وفيوضات مروءات , أنظر كيف أعطوا ابائي- اليوم- (الأحد ) لك و لتجّارك, أغصان الزيتون كي تتعلم لغة السلام والضوء, كي تترك مهنة نشر الكوابيس الديماغوجية والعتمة وزرع الفناء في ساحات نينوى وشوارعها وأزقتها التي أصبحت صديقة الرعب والهلاك .!!!!!!!!!!!!!!!!!

هنا السماء :كيف تسمعني ,أجب؟؟كيف تسمعني الخليقة والخلائق ؟ أجيبوا أيها الملوك ,وأنتم ياساسة العصر الهمجي !!!!!!!!!

ألف اسطيفانوس والف ايشوع والف فرج رحو والف بولص وبطرس والف رغيد والف عادل وألف الف ناقوس وألف قمر و الالاف المؤلفة من الاقمار الذين رحلوا

هؤلاء كلّهم يرسلون قرابين الوفاء ليسوع , ويرسمون أيقونات الخلاص لنا ونحن نمنحها للبشرية “مجّانا ” بقوة يسوع ……….

” لماذا يا بلادي ؟بلادي بلادي بلادي أنت حبي وفؤادي؟ ”

أقول بلادي وتسقط اللام في حلقي وتغصّ بلاعيمي بالدال فأصاب بالخرس !!!!!!!!!

لم تكن الساعة عاقلة,مساء ذلك اليوم ولا ككل الايام المجنونة ولا النواقيس يقظة ولا الريح شاطرة ولا اصوات العالم في الجهة الاخرىتسمع ,ولا زقزقات العصافير سالمة وعادلة,لقد خالفت سلالمها الموسيقية في ذلك المساء ,حين أرسل شاغلو الظلام برقيات الموت المجاني الى العالم ,حينها شق ّعواء الطلقات ذلك الأثير النينوي اليتيم الذي رحل أباؤه الى زمن اخر بعيد ,فرقدت الطلقات في اجساد أولئك المساكين الذين يكرهون الرصاص لأنهم تعوّدوا /دائما /ان يحملوا أغصان الزيتون ,تماما لم تكن الساعة عاقلة ,فلربما قد أصابها مسّ من الجنون ,من أين وكيف يأتي الموت “مجانا ” هكذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟,هؤلاء المساكين لم يسرقوا ثروات البلاد وليسوا نوّابا في البرلمان ولا وزراء ولا سياسيين, لا من الدرجة الاولى ولا من الدرجة العاشرة ووووووووو,!!!!!!!!!!!

وحينما شهق الأبرياءالثلاثة شهقاتهم الثلاث الاخيرة ضجت وزلزلت الارض بنينوى ,شهق العالم كلّه وشقّ زيقه الهواء وشهقت السموات والأرضون ,زعلت دجلة على بنيّ نينوى ,وفاضت محيطات الحزن وتصدّعت وهوت قوائم الجسر القديم وصاحت أرواح الالهة القديمة والجديدة : لاعاصم الاّ الماء وفاض الجنون .

يا نينوى لقد هجرك صنفك دمك القديم , نعم, أنت هجرت صنف دمك , ,فأختلط دمك القدسي القديم الجديد بالأسيان ,فلم يعد بأمكان المنجمون الكلدانيون ولا الحكماء السريان ولا الفلاسفة الاشوريون ولا كل كتب الطب ولا كتب الباراسايكولوجي ولا علم الباثولوجي ولا كتب السحر أن تفسر هذا السر ّالخطير في انقلاب صنف دمك الغريب الى حبيبات هجينية راسبة في اداب الحداثة وما بعدها ,,,,يا نينوى “اللاّنينويين” يا قطار الموت بفاركونات ليس لها أول ولا اخر في تاريخ حمولات الجثث ,أو تذكرين بالأمس القريب القميئ , كيف سرقوا أرجوان وخاتم وعصا أبتي القديس مار بولص فرج رحو ودفنوا جثمانه الطاهر في حفرة غريبة عن ترابك اثاريا ومكانيا وزمانيا وابستمولوجيا؟ أو تذكرين كيف قطّعوا أوصال جسد الأب بولص اسكندر ,وكيف رشقوا القامة الشمّاء للاب رغيد كني برصاصات عمياء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أو تذكرين انت يا بغدااااااااااااااااااااه, كيف كتموا أنفاس الأب عادل يوسف عبودي بكواتمهم الخرافية المستوردة ؟؟؟

لماذا يا بلادي تنامين على أنفاس مثل أولئك الذين يعشقون الظلام , تنامين نوم العوافي والرّغد ويسهر ساستك المستوردون على أنغام الديسكو الطائفي والعنصري والمذهبي ؟

وماذا بعد يا قلبي, يا بغداااااااااااه بغداااااااااااااااااااااه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أناديك من أعماق قلبي , هل ليتحقق حلم الما بعد حداثات من تاريخ الموت وفسيفساء الجثث المعلومة والمجهولة ؟هل ستبتكرين ايتها البلاد متحفا للموت باسم الفوضى والدم قراطيا والداينمو الشوفينية والمذهبية ؟أم ستبتكرين متحفا للجثث المجهولة بعد ما أخطأت لوغاريتمات العالم فيثاغورس في أحصائياتها؟ وأنت ايتها الحكومة ,

(ما أشنع هذه الكلمة !!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)لماذا تنامين الرغد على انغام رصاص الغدر ,ودون حساب

لقوائم الظلام اللامتناهية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حتام سنظل نحن حاملي أغصان الزيتون ندفع فاتورات الظلام في بلادنا ,بلادنا “حصرا “, واليوم أمست متحفا للهلاك , ايييييييييييييييييه يا بلادي الحزينة على أرواح هؤلاء الابرياء ,ماذا ينفع الدمع حتى لو غطى محيطات الكون كله ؟

لقد غص ّحلق السماء بحلوى مرّة ونامت الطفولات بحسرات حلوى الاباء على رجاء الحلوى المرسومة في كراساتهم المحتشدة بصور القديسين, كان عشائي في ذلك المساء الاسطوري ,”مع تقديري العالي لكلكامش ” كان طبقا من الحنظل ,أقسمت فيه أن أصوم عن الخمرة المغشوشة خمسين يوما كي لا تفسد الدنان ,دنان جدي الأول من تاريخ البشرية ,لم يعد النوم في العسل هنا في بلادي رقية من رقى تلك الملاحم والنقش على حجر البازلت أو الجمشيد .

في تلك الليلة المجهولة التي لا أسم لها لأنها سقطت من تقويم الليالي تلك

التي كانت تتوالى أصداؤها في محيط مدينة بغداد المدورة مثل قلب (………) هارب من ملصقات الحزن والرعب .

مرت تلك الايام ,كنا فيها قد هربنا من أساطيل لغة العسكر الناتئة, نتوهم بحنّاء الجميلات ونوهم أكفنا ,

لم نكن نعلم أن العالم سيضلع ذات نهار مثل بغدادنا او مثل بلادنا التي نراها تضلع هذه الأيام ,بلا سبب وبلا سنين وبلا هوى, وبلا روماتيزم وبلا منغصات البروستات السياسية الخرافية وبلا اهواء طائرة ,سوى من أهواء”الساسّةالحداثويين”.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

نحن أيها التراب حين تضيق الارض علينا نأخذها الى تحت اباطنا ونعصرها ونضج ونسري بها الى دورتها الاولى,كان ترابنا صادقا بعجينه في كفّ الرّب حتى غدا موطنا لكل البشرية ,كانت قاماتنا تتعجل الذهاب الى خضرتها الاولى في النذور والأعلام المطهمة بالأرجوان والبنفسج والبياض الذي ليس له حدود في عائلة قوس قزح الملائكة ,كانت أعلامنا ترفرف فوق مواعين الدقيق والحندقوق والتفاح والبرغل الخشن

وكنّا نجمع ما تبقى من قطرات دمع شمورامات في صحن لأشور ناصر بال الثاني وهو يذرع حدائق الورد في” أمكر بيل “بلاوات ,حاليا ” ..

عدنا من الدمع الى تعاريج طابوق باشطابيا لنقرأ حزن الأجداد ,كان اللصوص يسرقون أهراءات الحنطة بالملاءات,والشمس تخفي حياءها في سلال البطيخ والشمّام , حينها أستدارت لغة النشيد الى الشرق ,والشرق كلّه موكول بالحنان والحنين والكابات والمكائد أيضا منذ ان انتحر “الاسكندر في حمّامه الشخصي بالثاليوم المخصب.”

يا نينوى التي هجرها صنف دمها التاريخي القديم ,وبلازماها الحداثية ,يا نينوى :ماذا ستقولين للعالم وانت تغرقين بكل هذه الدّ م ا ء وبكل هذي الدّم وع الاسطورية , ماذا ستقولين لتراب باب نركال واسوار اشور وقلائد شمورامات ؟ماذا ستقولين للعالم كله بعد كل هذا الطوفان الظلامي الميتاحداثي في كارثياته؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وحتام يا نينوى يظل شعراؤك وكتابك و نجاروك وحدادوك وأهلك كلهم حتى أصحاب ” البسطات” في باب الطوب , وسوق الاربعاء صامتين ومتفرجين ؟ كيف ينامون في الظلمة ,بعيدين عن غناء الفواخت وأناشيد دجلة وقصائد الخوصر وتمتمات العجائز اللائي يذهبن في الرغيف ولا يعدن ألاّ برمل الطحين ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ياه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! لقد طالك صقيع الشيخوخة

وانت تتحسّرين على حناء شمورامات ,وأبناؤك يتحسّرون على اوراق الخسّ ورائحة القثاء والسمك المسكوف على شواطيء الكورنيش وعلى كتب الما بعد الحداثة في” شارع المكتبات” .وعلى الباراسيتول المهذب لصداعك الخرافي والأسبرين الحميم لقلبك اليتيم ,

لقد فسدت خضرتك وتعفن العشب في فوديك ويبست قبلات الانبياء في شفتيك واسود ّ أحمرها وهرمت البسمات الاشورية,هكذا زعلت عليك النواقيس وحتى الأهلّة وأبراجها ,ها هم اباؤك الاوّلون يبعثون لك ثلاثة وثلاثين غصنا

وثلاثة وثلاثين ربيعا كي تتذكري-ربيعك – وكنيتك القديمة والجديدة.

ياه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أحزن لك وعليك ,لأنني أظن أنك تقولين مع نفسك ,يا ليتني ما” ولدت ,لأنني فقدت فردوسي الاشوري النينوي وتعشّش الظلام في في ّ وفي كل جسدي ,لم تعد هناك نقطة ضوء فيه كي أرى العالمين!!!!!!!!!! .”!!!!!!!!!!!!!!!

ايتها العالمين ,لقد سرقتني اللغة الاخرى حين اسميتها الجمرة الاولى في حياة الكتابة ,ذلك هو ناموس أحدى جمرات الما بعد حداثة في سيول اللغة ,يا نافورات المجد ,الذي له كنيته الأبدية وليس لغيره من الدوال في قاموس الأزل كنيات , كانت الشمس هي التي مشت الى أكتافنا ومرّت عليها وقطفناها سهوا وكنا تارة نخبّئها بين تجاعيد جباهنا و ذقوننا وأخرى بين أضلعنا , و حين كنا نأخذ الارض الى عكازاتنا كي لا تضلع , كان الحمام يهدل حزينا لرحيل أولئك الابرار, كنا نضفر لهم من خيوطها أكاليل الغار والنار , كانت لنا رحلات مع الصمت بشموعه التي ظلت تدر ّدموعا للعالمين حتى قيامة القيامات.

* تاريخ تدوين الألم والكلم :28/2/ الاحد المقدس2010

**تاريخ الفواجع(……………..!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)

*عن موقع الشاعر شاكر مجيد سيفو
أعلى