(غُلِبَتِ الرُّوْمُ* فِيْ أَدْنَى الأَرْضِ) الروم :2-3
أدنى الأرض: البقعة الأكثر انخفاضاً على سطح الأرض وقد غُلِبَت الروم في فلسطين قرب البحر الميت,
ولما نوقشت هذه الآية مع العالم الجيولوجي الشهير (بالمر) في المؤتمر العلمي الدولي الذي أقيم في الرياض عام 1979 أنكر هذا الأمر فوراً وأعلن للملأ أن هناك أماكن عديدة على سطح الأرض أكثر انخفاضاً.
فطلب منه بعض العلماء: أن يتأكد من معلوماته.
ومع مراجعة مخططاته الجغرافية فوجئ العالم (بالمر) بخريطة من خرائطه تبين تضاريس فلسطين وقد رسم عليها سهم غليظ يشير إلى منطقة البحر الميت وقد كتب عند قمته (أخفض منطقة على سطح الأرض)
يصفع القرآن الكريم وجه الملحدين المشككين في كلام الله عزّ وجل، فيحدثنا عن معجزة مبهرة في عصر لم يكن باستطاعة أحد أن يقيس أخفض منطقة على سطح اليابسة، و يخبرنا أن معركة وقعت فيها وكانت نتيجتها انتصار الفرس على الروم.
﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم: 1 ـ 7].
فقد جاءت أدنى بمعنى أصغر في قوله تعالى: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [السجدة: 21]، ويفسر المفسرون كلمة (الأدنى) هنا بمصائب الدنيا وأمراضها، والله تعالى يقارن في هذه الآية بين نوعين من أنواع العذاب؛ العذاب الأدنى والعذاب الأكبر.
وجاءت كلمة (أدنى) بمعنى أقلّ في قوله تعالى: ﴿ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾ [المجادلة: 7].
وقد جاءت بمعنى أقرب في قوله تعالى: ﴿ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ [فصلت: 12].
وهنا كلمة (الدنيا) جاءت بمعنى الأقرب من الأرض، فهي الطبقة السفلى بين طبقات السماء السبعة.
إذن من معاني كلمة (أدنى) :
الأصغر والأقل والأقرب...
فما هي المنطقة على سطح الأرض والتي تتصف بهذه الصفات الثلاث؟
إنها منطقة غور البحر الميت، فهي:
1- الأصغر: مساحة الغور صغيرة جداً ولا تتجاوز الكيلو مترات المعدودة، وذلك مقارنة بمساحة سطح الأرض والتي تزيد على ملايين الكيلو مترات المربعة. 2 – الأقلّ: (فهي الأخفض و الأقل) ارتفاعاً على سطح اليابسة، حيث تنخفض عن سطح البحر بمقدار 400 متراً تقريباً، ولا يوجد في العالم أدنى من هذه النقطة .
3- الأقرب: فهي أقرب أرض للروم إلى أرض العرب. لقد حدَّدت آيات سورة الروم موقع المعركة في (أدنى الأرض)
حيث كانت الفرس والروم في ذلك الوقت من أقوى الدول، ويكون بينهما من الحروب والقتال ما يكون بين الدول المتوازنة، وكان أهل الفرس مشركين يعبدون النار، وبينما كان أهل الروم من أهل كتاب ينتسبون إلى التوراة والإنجيل وهم أقرب إلى المسلمين من الفرس، فكان المؤمنون يحبون غلبتهم وظهورهم على الفرس، وكان المشركون لاشتراكهم والفرس في الشرك يحبون ظهور الفرس على الروم، فظهر الفرس على الروم وغلبوهم غلباً لم يُحط بملكهم بل بأدنى أرضهم “غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ”، ففرح بذلك مشركو مكة وحزن المسلمون، فأخبرهم الله ووعدهم أن الروم ستغلب الفرس
” فِي بِضْعِ سِنِينَ”
:أي في خلال ما لا يزيد على العشر ولا ينقص على ثلاث سنوات.
. لقد ثبت علمياً بقياسات عديدة أن أكثر اليابسة انخفاضاً هو غور البحر الميت ويقع البحر الميت في أكثر أجزاء الغور انخفاضاً، حيث يصل مستوى منسوب سطح الماء فيه إلى حوالي أربعمائة متر تحت مستوى سطح البحر، ويصل منسوب قاعه في أعمق أجزائه إلى قرابة ثمانمائة متر تحت مستوى سطح البحر، وهو بحيرة داخلية بمعنى أن قاعها يعتبر في الحقيقة جزءاً من اليابسة، والمنطقة كانت محتلة من قبل الروم البيزنطيين في عصر البعثة النبوية.
وصف القرآن الكريم لأرض تلك المعركة الفاصلة بـ ” أدنى الأرض” هو وصف معجز للغاية، يضيف بعدا آخر إلى الإعجاز الإنبائي في الآيات الخمسة التي استهلت بها هذه السورة المباركة فبالإضافة إلى ما جاء بتلك الآيات من إعجاز شمل الإخبار بالغيب، وحدد لوقوعه بضع سنين، فوقع كما وصفته.
أدنى الأرض: البقعة الأكثر انخفاضاً على سطح الأرض وقد غُلِبَت الروم في فلسطين قرب البحر الميت,
ولما نوقشت هذه الآية مع العالم الجيولوجي الشهير (بالمر) في المؤتمر العلمي الدولي الذي أقيم في الرياض عام 1979 أنكر هذا الأمر فوراً وأعلن للملأ أن هناك أماكن عديدة على سطح الأرض أكثر انخفاضاً.
فطلب منه بعض العلماء: أن يتأكد من معلوماته.
ومع مراجعة مخططاته الجغرافية فوجئ العالم (بالمر) بخريطة من خرائطه تبين تضاريس فلسطين وقد رسم عليها سهم غليظ يشير إلى منطقة البحر الميت وقد كتب عند قمته (أخفض منطقة على سطح الأرض)
يصفع القرآن الكريم وجه الملحدين المشككين في كلام الله عزّ وجل، فيحدثنا عن معجزة مبهرة في عصر لم يكن باستطاعة أحد أن يقيس أخفض منطقة على سطح اليابسة، و يخبرنا أن معركة وقعت فيها وكانت نتيجتها انتصار الفرس على الروم.
﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم: 1 ـ 7].
فقد جاءت أدنى بمعنى أصغر في قوله تعالى: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [السجدة: 21]، ويفسر المفسرون كلمة (الأدنى) هنا بمصائب الدنيا وأمراضها، والله تعالى يقارن في هذه الآية بين نوعين من أنواع العذاب؛ العذاب الأدنى والعذاب الأكبر.
وجاءت كلمة (أدنى) بمعنى أقلّ في قوله تعالى: ﴿ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾ [المجادلة: 7].
وقد جاءت بمعنى أقرب في قوله تعالى: ﴿ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ [فصلت: 12].
وهنا كلمة (الدنيا) جاءت بمعنى الأقرب من الأرض، فهي الطبقة السفلى بين طبقات السماء السبعة.
إذن من معاني كلمة (أدنى) :
الأصغر والأقل والأقرب...
فما هي المنطقة على سطح الأرض والتي تتصف بهذه الصفات الثلاث؟
إنها منطقة غور البحر الميت، فهي:
1- الأصغر: مساحة الغور صغيرة جداً ولا تتجاوز الكيلو مترات المعدودة، وذلك مقارنة بمساحة سطح الأرض والتي تزيد على ملايين الكيلو مترات المربعة. 2 – الأقلّ: (فهي الأخفض و الأقل) ارتفاعاً على سطح اليابسة، حيث تنخفض عن سطح البحر بمقدار 400 متراً تقريباً، ولا يوجد في العالم أدنى من هذه النقطة .
3- الأقرب: فهي أقرب أرض للروم إلى أرض العرب. لقد حدَّدت آيات سورة الروم موقع المعركة في (أدنى الأرض)
حيث كانت الفرس والروم في ذلك الوقت من أقوى الدول، ويكون بينهما من الحروب والقتال ما يكون بين الدول المتوازنة، وكان أهل الفرس مشركين يعبدون النار، وبينما كان أهل الروم من أهل كتاب ينتسبون إلى التوراة والإنجيل وهم أقرب إلى المسلمين من الفرس، فكان المؤمنون يحبون غلبتهم وظهورهم على الفرس، وكان المشركون لاشتراكهم والفرس في الشرك يحبون ظهور الفرس على الروم، فظهر الفرس على الروم وغلبوهم غلباً لم يُحط بملكهم بل بأدنى أرضهم “غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ”، ففرح بذلك مشركو مكة وحزن المسلمون، فأخبرهم الله ووعدهم أن الروم ستغلب الفرس
” فِي بِضْعِ سِنِينَ”
:أي في خلال ما لا يزيد على العشر ولا ينقص على ثلاث سنوات.
. لقد ثبت علمياً بقياسات عديدة أن أكثر اليابسة انخفاضاً هو غور البحر الميت ويقع البحر الميت في أكثر أجزاء الغور انخفاضاً، حيث يصل مستوى منسوب سطح الماء فيه إلى حوالي أربعمائة متر تحت مستوى سطح البحر، ويصل منسوب قاعه في أعمق أجزائه إلى قرابة ثمانمائة متر تحت مستوى سطح البحر، وهو بحيرة داخلية بمعنى أن قاعها يعتبر في الحقيقة جزءاً من اليابسة، والمنطقة كانت محتلة من قبل الروم البيزنطيين في عصر البعثة النبوية.
وصف القرآن الكريم لأرض تلك المعركة الفاصلة بـ ” أدنى الأرض” هو وصف معجز للغاية، يضيف بعدا آخر إلى الإعجاز الإنبائي في الآيات الخمسة التي استهلت بها هذه السورة المباركة فبالإضافة إلى ما جاء بتلك الآيات من إعجاز شمل الإخبار بالغيب، وحدد لوقوعه بضع سنين، فوقع كما وصفته.