كثيرا ما نشغل أنفسنا بإرضاء الأخرين...لست متيقنا أهو لطف منا، أو تأدب مصطنع جُبلنا عليه، أو ربما يكون غباء لا متناهيا؟ و إن كنت أرجح الرأي الأخير من باب مداواة الجراح. فلما تصير البيئة بيئة تزن الأخلاق بموازين الدهاء المشبع بأننية تغذت على الانتهازية، و سقت جذورها بماء نتن، ينبئ بأن دينا جديدا اعتنقوه يُحِل أكل لحم البشر و تخضيب الأيادي بدمائهم احتفالا. إن تشارلز بوكوفسكي ذلك الروائي و الشاعر الأمريكي الذي سحنة وجهه وسجارته يتحدثون قبله، كان محقا وهو يقول: ( إذا أردتم معرفة الطريق الأنسب، اختاروا الطريق المعاكس لاتجاه الجمهور)، لذلك أظنه لم يجد أدنى حرج في أن يعاقر النبيذ وهو يخاطب الحاضرين حينما كان يلقي بعض أشعاره، لقد اختار عالمه، واختار طريقة عيشه، كما اختار ألا يكون مباليا بأحد، إيمانا منه بأن الإنسان لا يملأه إلا هو، يضيف قائلا بكثير من الإدراك، و بقليل من الاهتمام بلزوم الارتباط بالناس إلى درجة الذوبان، فعبَّر عن ذلك بكلمات ثقيلة في معناها و إن كانت خفيفة في مبناها: ( يُفرغني الناس مني، علي الابتعاد عنهم لأعيد ملئي ).
قد يعتلي أحدهم صهوة المنافحة عن المدينة الفاضلة التي لن تقوم يوما، و يتقيأ علينا كلاما سئمناه، من قبيل ان الإنسان اجتماعي بطبعه، وقد يوجه سهامه لبكوفسكي و للكثيرين من أمثاله، لكنه مع تجارب الأيام ولسعات الانتهازيين، يدرك أن استقلاله وحيدا على قمة جبل، أهم من زحمة العلاقات التي تجعله مستعمَلا أو بالأحرى مستعمَرا ومباحا، ليس فيه من شيء مهم إلا ما يُستفاد منه من غلة و كسب. كل هذا الكلام ليس نظرة تشاؤمية للواقع، أو دعوة للانطوائية والعزلة، وإنما تقدير للذات و إيمان بما فيها من طاقات إن وُظِّفت على الوجه الأكمل تجسد فيك مفهوم الإنسان الكامل، فأصعب الفقد و أقساه فقدك لنفسك، وأصعب العلاقات و أقساها تلك التي تكون فيها تابعا مستَلَبا، إن حضرت لم تُعرَف وإن غبت لم تُفتَقَد...فاختر يا صاحبي طريقك بطريقتك، و حقق أهدافك بوسيلتك، وكن أنت أنت، لا نسخة من غيرك، وامتثل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا).
قد يعتلي أحدهم صهوة المنافحة عن المدينة الفاضلة التي لن تقوم يوما، و يتقيأ علينا كلاما سئمناه، من قبيل ان الإنسان اجتماعي بطبعه، وقد يوجه سهامه لبكوفسكي و للكثيرين من أمثاله، لكنه مع تجارب الأيام ولسعات الانتهازيين، يدرك أن استقلاله وحيدا على قمة جبل، أهم من زحمة العلاقات التي تجعله مستعمَلا أو بالأحرى مستعمَرا ومباحا، ليس فيه من شيء مهم إلا ما يُستفاد منه من غلة و كسب. كل هذا الكلام ليس نظرة تشاؤمية للواقع، أو دعوة للانطوائية والعزلة، وإنما تقدير للذات و إيمان بما فيها من طاقات إن وُظِّفت على الوجه الأكمل تجسد فيك مفهوم الإنسان الكامل، فأصعب الفقد و أقساه فقدك لنفسك، وأصعب العلاقات و أقساها تلك التي تكون فيها تابعا مستَلَبا، إن حضرت لم تُعرَف وإن غبت لم تُفتَقَد...فاختر يا صاحبي طريقك بطريقتك، و حقق أهدافك بوسيلتك، وكن أنت أنت، لا نسخة من غيرك، وامتثل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا).