مقتطف شريف محيي الدين إبراهيم - والسماء بنيناها بأيد

مقتطف من كتاب رحلة إلى شاطئ النار و النور
الجزء الثاني
الفتنة

(وَ السَّمَاْءَ بَنَيْنَاْهَاْ بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوْسِعُوْنَ) الذاريات : 47



ثبت علميا، أن حجم السماء لا يتوقف عن النمو، بل هي تزداد سعة باستمرار.



ويروى في تفسير الطبري عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّه قال:

في والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون أي بنيناها بقوةٍ، وكذلك قال مجاهد وقتادة وابن زيد -رحمهم الله تعالى-

، أمَّا قوله: {وإنا لموسعون} فقد وردَ في تفسير الطبري: أي ذو سعةٍ بخلقها وخلق ما شئنا أن خلقه ونقدر عليه


، وعن ابن زيد أيضًا في هذه الآية {وإنا لموسعون} أنه قال: أوسعها الله جلا جلاله، والله تعالى أعلم.

في هذه الآية أشار الله تعالى إلى أنَّ الكون في توسع دائمٍ ومستمر ، وهذا يعطي صورة عن مراحل خلق الكون.


وقد بدأ إدراك الإنسان لهذه الحقيقة في القرن العشرين، حيثُ كان الفكر السائد قبل ذلك هو ثبات الكون.

لاحظَ العالم النمساوي دوبلر في أول نصف من القرن التاسع عشر أنه عندما يصل الضوء إلى عين الراصد من منبع متحرّك بسرعة كافية يحدث تغير في تردد الموجات الضوئية، فإذا كان المصدر يقترب من الراصد تتضاغط الموجات وينزاح الضوء باتجاه التردد العالي وتسمى هذه الظاهرة بالزحزحة الزرقاء، وإذا كان المصدر يبتعد عن الراصد تتمدّد الموجات الضوئية وينزاح الضوء نحو التردد المنخفض وتسمى هذه الظاهرة بالزحزحة الحمراء.



وفي عام 1914م قام الفلكي الأمريكي سلايفر بتطبيق ظاهرة دوبلر على الضوء القادم من النجوم في العديد من المجرات حولنا، فتبين له أنَّ المجرات التي راقبها تبتعد عنا وتباعد عن بعضها، بسرعة كبيرة جدًّا.

وفي عام 1925م تمكَّن سلايفر من إثبات أن أربعين مجرة تتحرك في سرعة فائقة متباعدة عن مجرتنا وعن بعضها،




وفي عام 1929م استطاع الفلكي الأمريكي إدوين هابل من الوصول إلى :

أن سرعة تباعد المجرات تتناسب طردًا مع بُعدها عنا، وعرف هذا باسم قانون هابل وبهذا القانون تمكن هابل من قياس سرعة تباعد المجرات عنا.

وفي عام ١٩١٧ قدم العالم ألبرت أينشتاين نظريته عن النسبية العامة والتي يشرح فيها أن الكون غير ثابت، وفي نفس العام قام العالم الهولندي وليام دي سيتر بنشر بحث مستنتجًا فيه أنّ الكون يتمدّد إنطلاقًا من النظرية النسبية نفسها،

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى