بات التدخل الامريكي في الشرق الاوروبي يشعل نيران الحرب باحتمال وقوع حرب بين روسيا وأمريكا وبات امر الحرب العالمية الثالثة أقرب من أي وقت مضى، حيث قد تتصاعد فرص الحرب واحتمالية وقوعها لتنتقل من صراعات ما يعرف بالحرب الباردة الي الموجهة بالرغم من تجنب نشوب حرب عالمية ثالثة بين القوتين العظميين وفي الوقت الذي تبدو فيه الولايات المتحدة وروسيا قريبة من الصراع العسكري في أوروبا، يحث الخبراء على التعاون وبناء الثقة قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة .
اوشك الصراع الخفي على الانفجار وأصبحت المنطقة الاوروبية على مقربة من تفجر الصراع وهذا يشير الى خطر اندلاع حرب بين روسيا وأمريكا والغرب عامة وباتت احتمالية أكبر لاندلاع الحرب مما كان عليه في أي وقت خلال الحرب الباردة، وبشكل ما يتناقض عمليا على الارض فان الموقف الروسي المعلن بأنها لا تريد الحرب، لكن خطر نشوب حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) اصبح مرتفع، وذلك يعود ببساطة بسبب التصعيد المستمر الذي حدث خلال السنوات الأخيرة .
اما عن الهدف الاستراتيجي للحرب بين روسيا وأمريكا حيث تتركز التوترات الحالية في أوروبا الشرقية التي يمكن أن تؤدي إلى صراع كارثي على الحدود الروسية الأوكرانية، والبولندية البيلاروسية، وعمليا على ارض الواقع وبحسب ما تم نشره من تقارير دولية وأوربية عن تحركات القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية فانه تم احداث ضجة في الصحافة والمؤسسات الأمنية في العواصم الغربية بالإضافة إلى ذلك، فإن أزمة اللاجئين المستمرة على حدود بيلاروسيا وبولندا تحظى أيضاً بتغطية إعلامية كبيرة في الغرب .
وإمام ما يجري وبالرغم من الحشود العسكرية في المناطق الحدودية فان نشوب حرب امر غير ممكن حاليا لأنه من المستبعد شن روسيا غزو واسع النطاق، وهذا الامر سيكون غير مرغوب فيه ومكلف للغاية بالنسبة لروسيا وعلى المستوى التاريخي والعسكري فان روسيا ابتعدت وبشكل عملي وخاصة ما بعد الاتحاد السوفييتي عن مثل هذه المساعي العسكرية ولجأت بدلاً من ذلك إلى تكتيكات متنوعة وخصوصا حرب المعلومات وغيرها من الأساليب غير التقليدية لإدارة صراعها مع حلف الناتو وخلفياته السياسية والأمنية والعسكرية .
وهنا الامر يدور في نطاق حلقة مفرغة بين روسيا والولايات المتحدة حيث يعتقد كلا الجانبين أنه لا يمكن احتواء الآخر إلا من خلال استعراض القوة وتدعيم منطق الصراع الاعلامي ما بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية حيث باتت التصريحات الاعلامية تحمل معاني التناقض والإثارة والتوعد والتهديد من كلا الطرفين وهذا امر اعتادت عليه الصحافة الدولية ويمكن ممارسته بين المرحلة والأخرى في نطاق الصراعات القائمة والعلاقات الخفية ونقلها لمراكز الصراعات المختلفة في اماكن النفوذ الدولي بين الطرفيين .
وضمن التطور لطبيعة الصراع القائم بين روسيا والناتو فان المنطق الدولي ولغة الحوار لا بد ان تسود لتجنيب العالم تلك الحروب الهالكة التي لا تخدم البشرية وتترك ويلاتها المدمرة على المستقبل، وهنا لا بد من وقفة دولية جادة من قبل الامم المتحدة لإعادة الاعتبار الى لغة العقل والمنطق بدلا من لغة القوة العسكرية والتهديد والوعيد بشن الحروب العسكرية المدمرة ويجب على العالم ممثلا في الامم المتحدة منع التصعيد في المستقبل وتحاشي خطر نشوب حرب وذلك عن طريق إنشاء آليات لفض النزاعات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي .
بقلم : سري القدوة
الاثنين 31 كانون الثاني / يناير 2022.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح
http://www.alsbah.net
اوشك الصراع الخفي على الانفجار وأصبحت المنطقة الاوروبية على مقربة من تفجر الصراع وهذا يشير الى خطر اندلاع حرب بين روسيا وأمريكا والغرب عامة وباتت احتمالية أكبر لاندلاع الحرب مما كان عليه في أي وقت خلال الحرب الباردة، وبشكل ما يتناقض عمليا على الارض فان الموقف الروسي المعلن بأنها لا تريد الحرب، لكن خطر نشوب حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) اصبح مرتفع، وذلك يعود ببساطة بسبب التصعيد المستمر الذي حدث خلال السنوات الأخيرة .
اما عن الهدف الاستراتيجي للحرب بين روسيا وأمريكا حيث تتركز التوترات الحالية في أوروبا الشرقية التي يمكن أن تؤدي إلى صراع كارثي على الحدود الروسية الأوكرانية، والبولندية البيلاروسية، وعمليا على ارض الواقع وبحسب ما تم نشره من تقارير دولية وأوربية عن تحركات القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية فانه تم احداث ضجة في الصحافة والمؤسسات الأمنية في العواصم الغربية بالإضافة إلى ذلك، فإن أزمة اللاجئين المستمرة على حدود بيلاروسيا وبولندا تحظى أيضاً بتغطية إعلامية كبيرة في الغرب .
وإمام ما يجري وبالرغم من الحشود العسكرية في المناطق الحدودية فان نشوب حرب امر غير ممكن حاليا لأنه من المستبعد شن روسيا غزو واسع النطاق، وهذا الامر سيكون غير مرغوب فيه ومكلف للغاية بالنسبة لروسيا وعلى المستوى التاريخي والعسكري فان روسيا ابتعدت وبشكل عملي وخاصة ما بعد الاتحاد السوفييتي عن مثل هذه المساعي العسكرية ولجأت بدلاً من ذلك إلى تكتيكات متنوعة وخصوصا حرب المعلومات وغيرها من الأساليب غير التقليدية لإدارة صراعها مع حلف الناتو وخلفياته السياسية والأمنية والعسكرية .
وهنا الامر يدور في نطاق حلقة مفرغة بين روسيا والولايات المتحدة حيث يعتقد كلا الجانبين أنه لا يمكن احتواء الآخر إلا من خلال استعراض القوة وتدعيم منطق الصراع الاعلامي ما بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية حيث باتت التصريحات الاعلامية تحمل معاني التناقض والإثارة والتوعد والتهديد من كلا الطرفين وهذا امر اعتادت عليه الصحافة الدولية ويمكن ممارسته بين المرحلة والأخرى في نطاق الصراعات القائمة والعلاقات الخفية ونقلها لمراكز الصراعات المختلفة في اماكن النفوذ الدولي بين الطرفيين .
وضمن التطور لطبيعة الصراع القائم بين روسيا والناتو فان المنطق الدولي ولغة الحوار لا بد ان تسود لتجنيب العالم تلك الحروب الهالكة التي لا تخدم البشرية وتترك ويلاتها المدمرة على المستقبل، وهنا لا بد من وقفة دولية جادة من قبل الامم المتحدة لإعادة الاعتبار الى لغة العقل والمنطق بدلا من لغة القوة العسكرية والتهديد والوعيد بشن الحروب العسكرية المدمرة ويجب على العالم ممثلا في الامم المتحدة منع التصعيد في المستقبل وتحاشي خطر نشوب حرب وذلك عن طريق إنشاء آليات لفض النزاعات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي .
بقلم : سري القدوة
الاثنين 31 كانون الثاني / يناير 2022.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح
http://www.alsbah.net