في الغرب عموما يسمونهم تأففا "يسارالكافيار" ، لأنهم يأكلون من جميع الموائد التي تقدم الكافيار مقابل تأجير أصواتهم وأقلامهم وخبراتهم وإعلامهم وتجمعاتهم. سماتهم الثابتة أنهم يرفعون عقيرتهم في كل ما يعتبره الغرب الامبريالي "قضايا عادلة" كحقوق الاقليات وحقوق الانسان والديمقراطية والبيئة فقط في داخل البلدان التي يعتبر الغرب الامبريالي حكوماتها مارقة. لكونها تناهض سياساته في الهيمنة والعدوان، وترفض قيمه وشعاراته في "الحرية". وهي في الواقع حرية تنقل الرساميل والأرباح والشركات العابرة و حرية يد حكوماتها في الاحتكار والعدوان والحصار. هذا اليسار مثلا لا يخجل في تقديم الدعم بسخاء للكيان الصهيوني ولا يجد أدنى تناقض أخلاقي في التستر على جرائمه في حق الشعب الفلسطيني. ويمكن أن نرى الصمت والتجاهل والعداء الذي حظي به في أوساط "يسار الكافيار" تقرير منظمة أمنستي الاخير حول الطابع العنصري لسياسة الكيان ضد الشعب الفلسطيني باعتبارها جريمة ضد الانسانية.
من بين فتوحاته الاخيرة الالتفاتة التي خصصتها الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان ) من خلال القرار الذي صاغه أقطاب "يسار الكافيار" الفرنسي داخل الجمعية، الذي يدين الصين لارتكابها كما يزعم جريمة ضد الانسانية في حق الإيجور "الاقلية المسلمة"، واعتباره الجماعة الارهابية المسلحة الايغور التركمستاني مثالا للنضال من أجل الاستقلال، أي الانفصال. هده الالتفاتة جاءت مباشرة بعد أن شيدت مؤخرا الولايات المتحدة نادي "الدول الديمقراطية" وحددت قيم هدا النادي لإعطاء الشرعية لتدخلاتها العدوانية في الشؤون الداخلية للبلدان المستقلة.
بعد أن حقق الغرب الامبريالي نجاحا مهما في استعمال الارهاب الوهابي كسلاح فعال في تخريب المجتمعات المعادية في البلدان العربية وأسيا الوسطى و افريقيا ، و أداة لصناعة الخوف داخل مجتمعاته ؛ اختفت ورقة الأقلية الدينية في إقليم التبت من الاعلام الغربي والمحافل الدولية المسخرة لخدمته. ولم يعد ذلك المخاتل "الدلاي لاما" المقرب من أجهزة المخابرات بطلا للحرية كما كان. فمن يا ترى لا زال يتذكره؟ . أصبح حزب الإيجور الارهابي الان هو البديل والرمز للعب دور الانفصال والفوضى والتدمير. هذا اليسار ظل طوال تاريخه معادي لاستقلال وتحرر الشعوب في الجنوب وقضاياها في السيادة والتنمية المستقلة لكونه تربى في مجتمعات بنت ثروتها وتطورها على نهب خيرات هذه الشعوب.
أما في البلدان العربية التي تدور أغلبيتها في فلك دول الغرب الامبريالي وعلى رأسها usa؛ يبدو الامر مختلفا، حيث سفاراتها هي الحاكم الفعلي في هذه البلدان. والشركات والبنوك المعولمة تملك الأيادي الخفية لاختراق المجتمعات وصناعة النخب التي تملك رأسمال المعرفة للعب دور قطع الغيار داخل بلدانها عند الحاجة. يتم تأهيلهم من خلال دورات التكوين في المعاهد الكبرى والجامعات بعد أن تم إخضاع مقرراتها ومناهجها لرؤية المؤسسات المالية المعولمة. يقوم المال الوفير بشراء الاصوات والمنابر. يخوضون ويترافعون في كل شيء يسمى "الحريات الفردية" و مشكلة "الهويات الثقافية" للتصويب على وحدة الشعب. همهم الاول والاخير هو كيفية اللحاق "بالنموذج التنموي الغربي" وديمقراطيته. يعادون جميع البرامج والتصورات والمواقف التي تدعو إلى التحرر الوطني، وسيادة الشعب، وفك الارتباط بالتبعية، ومناهضة الغرب الامبريالي والصهيونية. يعتبرون قضية فلسطين مشكل أجنبي وخارجي، بمعنى أن الشعب العربي الفلسطيني ونضاله التحرري هو بدون عمق عربي . الوحدة العربية والمغاربية بأفق اشتراكي هي وهم قومجي و ليست هي المشروع المستقبلي والخيار الوحيد لشعوب المنطقة للخروج من مأزقها التاريخي الي كرسته قوى الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية حتى اليوم. هو يسار متأمرك. رغم تناقضاته الثانوية في مجال الحريات السياسية ، يظل ولاءه للغرب الاستعماري تابتا. يتستر وراء أقنعة ومفاهيم وقيم مطاطة، سهلة التلاعب كالحداثة والحرية والديمقراطية.
ارتفعت أسهم رموزه وشعاراته بعد انهيار تجارب الاشتراكية المطبقة في بلدان الاتحاد السوفياتي السابق وأروبا الشرقية مطلع التسعينات من القرن الماضي، وشيوع التقييمات والدراسات اليمينية المتهافتة والمزورة للوقائع التاريخية لاسباب الانهيار. وأيضا انهيار "كثلة الاشتراكية الديمقراطية" بأحزابها وانزياحها التام عن برامجها لتبني برامج الليبرالية المتوحشة والعلاج بالصدمة لأزمات الرأسمالية الدورية. لكنه رغم ذلك يظل هامشيا وبدون عمق جماهيري بسبب تماهيه مع قيم المستعمر المهيمن. لذلك فكل قوته يستمدها من الدعم المادي والسياسي والاعلامي الذي توفره الدوائر الغربية وخاصة من توأمه في الغرب "يسار الكافيار".
سعيد كنيش - في تمارة بتاريخ 2022/02/06
من بين فتوحاته الاخيرة الالتفاتة التي خصصتها الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان ) من خلال القرار الذي صاغه أقطاب "يسار الكافيار" الفرنسي داخل الجمعية، الذي يدين الصين لارتكابها كما يزعم جريمة ضد الانسانية في حق الإيجور "الاقلية المسلمة"، واعتباره الجماعة الارهابية المسلحة الايغور التركمستاني مثالا للنضال من أجل الاستقلال، أي الانفصال. هده الالتفاتة جاءت مباشرة بعد أن شيدت مؤخرا الولايات المتحدة نادي "الدول الديمقراطية" وحددت قيم هدا النادي لإعطاء الشرعية لتدخلاتها العدوانية في الشؤون الداخلية للبلدان المستقلة.
بعد أن حقق الغرب الامبريالي نجاحا مهما في استعمال الارهاب الوهابي كسلاح فعال في تخريب المجتمعات المعادية في البلدان العربية وأسيا الوسطى و افريقيا ، و أداة لصناعة الخوف داخل مجتمعاته ؛ اختفت ورقة الأقلية الدينية في إقليم التبت من الاعلام الغربي والمحافل الدولية المسخرة لخدمته. ولم يعد ذلك المخاتل "الدلاي لاما" المقرب من أجهزة المخابرات بطلا للحرية كما كان. فمن يا ترى لا زال يتذكره؟ . أصبح حزب الإيجور الارهابي الان هو البديل والرمز للعب دور الانفصال والفوضى والتدمير. هذا اليسار ظل طوال تاريخه معادي لاستقلال وتحرر الشعوب في الجنوب وقضاياها في السيادة والتنمية المستقلة لكونه تربى في مجتمعات بنت ثروتها وتطورها على نهب خيرات هذه الشعوب.
أما في البلدان العربية التي تدور أغلبيتها في فلك دول الغرب الامبريالي وعلى رأسها usa؛ يبدو الامر مختلفا، حيث سفاراتها هي الحاكم الفعلي في هذه البلدان. والشركات والبنوك المعولمة تملك الأيادي الخفية لاختراق المجتمعات وصناعة النخب التي تملك رأسمال المعرفة للعب دور قطع الغيار داخل بلدانها عند الحاجة. يتم تأهيلهم من خلال دورات التكوين في المعاهد الكبرى والجامعات بعد أن تم إخضاع مقرراتها ومناهجها لرؤية المؤسسات المالية المعولمة. يقوم المال الوفير بشراء الاصوات والمنابر. يخوضون ويترافعون في كل شيء يسمى "الحريات الفردية" و مشكلة "الهويات الثقافية" للتصويب على وحدة الشعب. همهم الاول والاخير هو كيفية اللحاق "بالنموذج التنموي الغربي" وديمقراطيته. يعادون جميع البرامج والتصورات والمواقف التي تدعو إلى التحرر الوطني، وسيادة الشعب، وفك الارتباط بالتبعية، ومناهضة الغرب الامبريالي والصهيونية. يعتبرون قضية فلسطين مشكل أجنبي وخارجي، بمعنى أن الشعب العربي الفلسطيني ونضاله التحرري هو بدون عمق عربي . الوحدة العربية والمغاربية بأفق اشتراكي هي وهم قومجي و ليست هي المشروع المستقبلي والخيار الوحيد لشعوب المنطقة للخروج من مأزقها التاريخي الي كرسته قوى الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية حتى اليوم. هو يسار متأمرك. رغم تناقضاته الثانوية في مجال الحريات السياسية ، يظل ولاءه للغرب الاستعماري تابتا. يتستر وراء أقنعة ومفاهيم وقيم مطاطة، سهلة التلاعب كالحداثة والحرية والديمقراطية.
ارتفعت أسهم رموزه وشعاراته بعد انهيار تجارب الاشتراكية المطبقة في بلدان الاتحاد السوفياتي السابق وأروبا الشرقية مطلع التسعينات من القرن الماضي، وشيوع التقييمات والدراسات اليمينية المتهافتة والمزورة للوقائع التاريخية لاسباب الانهيار. وأيضا انهيار "كثلة الاشتراكية الديمقراطية" بأحزابها وانزياحها التام عن برامجها لتبني برامج الليبرالية المتوحشة والعلاج بالصدمة لأزمات الرأسمالية الدورية. لكنه رغم ذلك يظل هامشيا وبدون عمق جماهيري بسبب تماهيه مع قيم المستعمر المهيمن. لذلك فكل قوته يستمدها من الدعم المادي والسياسي والاعلامي الذي توفره الدوائر الغربية وخاصة من توأمه في الغرب "يسار الكافيار".
سعيد كنيش - في تمارة بتاريخ 2022/02/06