قَصِيدَةٌ مِنْ بَحْرِ الْبَسيطِ لِلشَّاعِرِ الْعَرْجِيُّ - وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثٌ لِي عَنْهُ عَلَى صَفْحَتِي هَذِهِ - تَصِفُ الْحالَ:
- يا مَنْ لِعَيْنٍ قَدَ اجْلَى نَوْمَها الْأَرَقُ
فَدَمْعُها بَعْدَ نَوْمِ النّاسِ يَسْتَبِقُ
( الياءُ هنا لِلِاسْتِغاثَةِ، أجْلَى نَوٍمَها الْأَرَقُ: قَدَّمَ الْمَفْعولَ عَلَى الْفاعِلِ ، هذا يَجوزُ في الشِّعْرِ، وَوَقَعَ في الْقُرْآنِ أَيضًا، أَجْلَى أَزالَ، والْأَرَقُ: عَدَمُ النَّوْمِ بِفِعْلِ الْهُمُومِ، وَهُوَ ثَقيلٌ جِدًّا عَلَى الْجِسْمِ، يَسْتَبِقُ: يَسيلُ بِغَزارَةٍ)
- لَمْ تَرْقُدِ اللَّيْلَ مِنْ هَمٍّ أَلَمَّ بِها
حَتَّى ارْتَدَى في الصَّباحِ الْواضِحِ الْأُفُقُ
(فاعِلُ تَرْقُدُ ضَميرٌ مُسْتَنِرٌ يَعودُ إلَى الْعَيْنِ، وَمَعْنَى الْعَجُزِ إنَ الْعَيْنَ لَمْ تَنَمْ طِيلَةَ اللَّيْلِ. وَفي كَلِمَةِ ارْتَدَى استعارَةٌ مكنيَّةٌ جميلَةٌ، فالصَّباحُ لا يرتدي)
- لَمْ أَجْنِ ذَنْبًا وَلَمْ آتِي لَكُمْ سَخَطًا
فَفيمَ تُحْجَبُ عَنِّي دُونَكِ الطُّرُقُ
(وَلَمْ آتي: أَثْبَتَ الشّاعِرُ الْياءَ وَكانَ يَجِبُ أنْ تُجْزَمَ لِمُراعاةِ الْوَزْن، دونَكِ: أَمامَكِ أو قِبَلَكِ السَّخَطُ شِدَّةُ الأَذى)
- قَدْ أَوْثَقَتْهُ بِغُلٍّ وَهْيَ مُطْلَقَةٌ
هَلْ يَسْتَوِي الْمُوثَقُ الْمَغْلولُ وَالطَّلِقُ؟
( الْغُلُّ: الْقَيْدُ، الْمَغْلُولُ: الْمُقَيََدُ، وَجاءَ في الْقُرْآنِ : “وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ”، الْمُطْلَقَةُ: الْحُرَّةُ وَهِيَ صاحِبَةُ الشّاعِرِ، الطَّلِقُ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ باسمِ الفاعِلِ ، وَكَذَلِكَ الطَّليقُ)
- فَمَنْ تَكَلَّفَ حُبًّا أوْ تَخَلَّقَهُ
فَإنَّ حُبَّكِ مِنِّي شِيمَةٌ خُلُقُ
(التَّكَلُّفُ والتَّخَلُّقُ واحِدٌ وَهُوَ التَّصَنُّعُ وَالتَّطَبُعُ، وَهُوَ لَيْسَ حُبًّا، أَمّا حُبُّ الشّاعِرِ لَها فَهُوَ شِيمَةٌ أَيْ طَبْعٌ وَسَجِيَّةٌ غَيْرُ مُتَصَنَّعٍ)
- ما أَسْتَطيعُ سِواهُ قَدْ عَلِمْتِ وَما
حُبِّي بِمَذْقٍ، وَبِئْسَ الْخُلَّةُ الْمَذْقُ
(الضميرُ في سِواهُ يَعُودُ عَلَى الْحُبَِ في الْبَيْتِ السّابِقِ. ما الثّانِيَةُ هيَ الَّتِي تَعْمَلُ عَمَلَ لَيْسَ،
الْمَذْقُ: تَكْدِيرُ الصَّفْوِ، الْخُلَّةُ: الصَّداقَةُ وهيّ فاعِلُ بِئْسَ، الْمَذْقُ: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ. والْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ قَبْلَهُ في محلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ. هُناكَ إعْرابٌ آخَرُ : الْمَذْقُ خَبَرٌ لِمُبْتَدَإ محذوفٍ تقديرُهُ الْمَذْمُومُ. لِأَنَّ بِئْسَ فِعْلٌ لِلذَّمِّ عَكْسُ نِعْمَ.
-سَمَّيْتِني خَلَقًا لِخِلَّةٍ قَدُمَتْ
ولا جَديدَ إذا لَمْ يُلْبَسَ الْخَلَقُ
( الخَلَقُ: الثََوْبُ الْبالي. إنَّ الثَّوْبَ الْجَديدَ هُوَ الَّذِي يَكْشِفُ الثَّوْبَ الْقَديمَ الْبالي. وَمِثْلُهُ الضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ)
- يا أَيُّها الْمُتَحَلِّي غَيْرَ شِيمَتِهِ
وَمِنْ خَلائِقِهِ الْإقصارُ وَالْمَلَقُ
(الْإقْصار: الامتناعُ عن الْقِيامِ بِعَمَلٍ ما، الْمَلَقُ: اللُّطْفُ الشََديدُ. أَمّا التَّمَلُّقُ فهوَ التَّظاهُرِ بِذَلِكَ.
- اِرْجعْ إلَى الْحَقِّ إمّا كُنْتَ فاعِلَهُ
إنَّ التَّخَلُّقَ يَأتي دُونَهُ الْخُلُقُ
( إمّا أصْلُها إنَّما أُدْغِمَتْ النّونُ في الْميم. اللَّهَ عَلَى اللَُغَةِ الرّاقِيَةِ. التَّخَلُّقُ زَيْفٌ وَالْخُلُقُ طَبْعٌ)
- وَلا يُواتيكَ في ما نابَ مِنْ حَدَثٍ
إلّا أَخُو ثِقَةٍ فَانْظُرْ بِمَنْ تَثِقُ
( نابَ؛ أَصابَ)
فانظُرْ بِمَنْ تَثِقُ !! فَانْظُرْ بِمَنْ تَثِقُ!!
- يا مَنْ لِعَيْنٍ قَدَ اجْلَى نَوْمَها الْأَرَقُ
فَدَمْعُها بَعْدَ نَوْمِ النّاسِ يَسْتَبِقُ
( الياءُ هنا لِلِاسْتِغاثَةِ، أجْلَى نَوٍمَها الْأَرَقُ: قَدَّمَ الْمَفْعولَ عَلَى الْفاعِلِ ، هذا يَجوزُ في الشِّعْرِ، وَوَقَعَ في الْقُرْآنِ أَيضًا، أَجْلَى أَزالَ، والْأَرَقُ: عَدَمُ النَّوْمِ بِفِعْلِ الْهُمُومِ، وَهُوَ ثَقيلٌ جِدًّا عَلَى الْجِسْمِ، يَسْتَبِقُ: يَسيلُ بِغَزارَةٍ)
- لَمْ تَرْقُدِ اللَّيْلَ مِنْ هَمٍّ أَلَمَّ بِها
حَتَّى ارْتَدَى في الصَّباحِ الْواضِحِ الْأُفُقُ
(فاعِلُ تَرْقُدُ ضَميرٌ مُسْتَنِرٌ يَعودُ إلَى الْعَيْنِ، وَمَعْنَى الْعَجُزِ إنَ الْعَيْنَ لَمْ تَنَمْ طِيلَةَ اللَّيْلِ. وَفي كَلِمَةِ ارْتَدَى استعارَةٌ مكنيَّةٌ جميلَةٌ، فالصَّباحُ لا يرتدي)
- لَمْ أَجْنِ ذَنْبًا وَلَمْ آتِي لَكُمْ سَخَطًا
فَفيمَ تُحْجَبُ عَنِّي دُونَكِ الطُّرُقُ
(وَلَمْ آتي: أَثْبَتَ الشّاعِرُ الْياءَ وَكانَ يَجِبُ أنْ تُجْزَمَ لِمُراعاةِ الْوَزْن، دونَكِ: أَمامَكِ أو قِبَلَكِ السَّخَطُ شِدَّةُ الأَذى)
- قَدْ أَوْثَقَتْهُ بِغُلٍّ وَهْيَ مُطْلَقَةٌ
هَلْ يَسْتَوِي الْمُوثَقُ الْمَغْلولُ وَالطَّلِقُ؟
( الْغُلُّ: الْقَيْدُ، الْمَغْلُولُ: الْمُقَيََدُ، وَجاءَ في الْقُرْآنِ : “وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ”، الْمُطْلَقَةُ: الْحُرَّةُ وَهِيَ صاحِبَةُ الشّاعِرِ، الطَّلِقُ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ باسمِ الفاعِلِ ، وَكَذَلِكَ الطَّليقُ)
- فَمَنْ تَكَلَّفَ حُبًّا أوْ تَخَلَّقَهُ
فَإنَّ حُبَّكِ مِنِّي شِيمَةٌ خُلُقُ
(التَّكَلُّفُ والتَّخَلُّقُ واحِدٌ وَهُوَ التَّصَنُّعُ وَالتَّطَبُعُ، وَهُوَ لَيْسَ حُبًّا، أَمّا حُبُّ الشّاعِرِ لَها فَهُوَ شِيمَةٌ أَيْ طَبْعٌ وَسَجِيَّةٌ غَيْرُ مُتَصَنَّعٍ)
- ما أَسْتَطيعُ سِواهُ قَدْ عَلِمْتِ وَما
حُبِّي بِمَذْقٍ، وَبِئْسَ الْخُلَّةُ الْمَذْقُ
(الضميرُ في سِواهُ يَعُودُ عَلَى الْحُبَِ في الْبَيْتِ السّابِقِ. ما الثّانِيَةُ هيَ الَّتِي تَعْمَلُ عَمَلَ لَيْسَ،
الْمَذْقُ: تَكْدِيرُ الصَّفْوِ، الْخُلَّةُ: الصَّداقَةُ وهيّ فاعِلُ بِئْسَ، الْمَذْقُ: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ. والْجُمْلَةُ الْفِعْلِيَّةُ قَبْلَهُ في محلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ. هُناكَ إعْرابٌ آخَرُ : الْمَذْقُ خَبَرٌ لِمُبْتَدَإ محذوفٍ تقديرُهُ الْمَذْمُومُ. لِأَنَّ بِئْسَ فِعْلٌ لِلذَّمِّ عَكْسُ نِعْمَ.
-سَمَّيْتِني خَلَقًا لِخِلَّةٍ قَدُمَتْ
ولا جَديدَ إذا لَمْ يُلْبَسَ الْخَلَقُ
( الخَلَقُ: الثََوْبُ الْبالي. إنَّ الثَّوْبَ الْجَديدَ هُوَ الَّذِي يَكْشِفُ الثَّوْبَ الْقَديمَ الْبالي. وَمِثْلُهُ الضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ)
- يا أَيُّها الْمُتَحَلِّي غَيْرَ شِيمَتِهِ
وَمِنْ خَلائِقِهِ الْإقصارُ وَالْمَلَقُ
(الْإقْصار: الامتناعُ عن الْقِيامِ بِعَمَلٍ ما، الْمَلَقُ: اللُّطْفُ الشََديدُ. أَمّا التَّمَلُّقُ فهوَ التَّظاهُرِ بِذَلِكَ.
- اِرْجعْ إلَى الْحَقِّ إمّا كُنْتَ فاعِلَهُ
إنَّ التَّخَلُّقَ يَأتي دُونَهُ الْخُلُقُ
( إمّا أصْلُها إنَّما أُدْغِمَتْ النّونُ في الْميم. اللَّهَ عَلَى اللَُغَةِ الرّاقِيَةِ. التَّخَلُّقُ زَيْفٌ وَالْخُلُقُ طَبْعٌ)
- وَلا يُواتيكَ في ما نابَ مِنْ حَدَثٍ
إلّا أَخُو ثِقَةٍ فَانْظُرْ بِمَنْ تَثِقُ
( نابَ؛ أَصابَ)
فانظُرْ بِمَنْ تَثِقُ !! فَانْظُرْ بِمَنْ تَثِقُ!!