إذا أردنا التفكير في الفلسفة اليوم، فعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار هذه الحقيقة التاريخية: أن ظهورها وتطورها لم يكن له نفس المكانة ولا الصيرورة في كل الثقافات وكل العصور .
من الصعب تعريف الفلسفة ،لتباين آراء الفلاسفة واتجاهاتهم، لكن بالرجوع إلي المعنى الاشتقاقي لكلمة الفلسفة philosophie لدى اليونان،يمكن القول، أنها متكونة من لفظتين فيلو(Philo) وتعني المحبة، وصوفيا (Sophia)وتعني الحكمة، فيكون معناها :محبة الحكمة .
لقد عرفت الفلسفة مسارا تاريخيا في الغرب، أدى إلى ظهور ثورات علمية ومعرفية ، لاعتمادها على البحث الفكري وتساؤل الفلاسفة المستمر حول ماهية الإنسان وحقيقة العالم من حوله بكل مظاهره وتحولاته وتاريخه .
[HEADING=2]وخلال نشأتها ،اهتمت الفلسفة بطبيعة العالم ومكوناته ثم تشعبت مواضيع بحثها لتشمل معرفة الإنسان لنفسه ثم معرفته لحقيقة الوجود ، إلى أن ساهمت تدريجيا رغم ما عرفته من انتكاسات في نشأة العلوم الصحيحة ثم العلوم الإنسانية ، لعل مقولة رينيه ديكارت الفيلسوف الفرنسي الذي عاش في القرن السابع عشر ميلادي ،تعبر أحسن تعبير عن مظاهر ذلك التطور في مرحلة ما من تاريخها ،حين كتب في مقدمة كتابه مبادئ الفلسفة يقول :" إن الفلسفة بأسرها أشبه بشجرة جذورها الميتافيزيقا ،وجذعها الفيزيقا والفروع التي تخرج من هذا الجذع هي كل العلوم الأخرى، التي تنتهي إلى ثلاث علوم رئيسية هي: الطب ، الميكانيكا والأخلاق ،وأعني الأخلاق الأرفع والأكمل والتي لما كانت تفترض معرفة تامة بالعلوم الأـخرى، فقد بلغت المرتبة الأخيرة من الحكمة ."(1)[/HEADING]
[HEADING=2]أدى ذلك التطور إلى اكتساح العلوم لجانب كبير من موضوعات البحث الفلسفي لدقة مناهجه وما حققه من نتائج ،الأمر الذي قلص من مجالها وجعلها تنفصل عن العلم، لتكتفي بنقده وإعادة النظر في مناهجه ونتائجه ونظرياته حتى ذهب بعض المفكرين إلى القول بنهايتها، لفقدانها الجزء الأكبر من مجال تخصصها.[/HEADING]
والغاية من عرض هذه البسطة المقتضبة جدا لتطور الفلسفة، إنما هو التوصل إلى اختلاف مسارها التاريخي في الثقافة العربية الإسلامية، والتعرض لركودها طيلة قرون رغم الدور الذي اضطلعت به في تأويل الفلسفة اليونانية وإثرائها نظريا وثقافيا وبل وحتى تجاوزها في بعض الأحيان ، إلا أن ذلك لم يمنعها من الخمود على امتداد قرون إلى حد الاضمحلال وفقدانها لكل دور تاريخي أو ثقافي يذكر.
أما عن مكانة الفلسفة في الغرب ،فقد استطاعت التغلغل اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا نظرا للدور الأساسي الذي منحته للعقل، باعتباره المرجع والأساس مع ما ترتب عن ذلك من أزمات ومراجعات، يجعلنا لا نتناول موضوع الفلسفة اليوم في مجتمعات العالم العربي من نفس الزاوية.
والسبب في ذلك، أن تلك المكانة ما تزال محل جدل في ثقافتنا العربية الإسلامية التي لم تفرز علوما ولم تنتج ثورات، بعد أن اضمحلت ، لذلك لا يمكن الحديث عن أزمة الفلسفة ، بل عن مدى حضورها واستفاقتها وكيفية الاستفادة منها.
فما يعوز مجتمعات " العالم العربي "عن التطور إنما هو إهمالها لدور العقل الإنساني بحرمان الفرد من كل استقلالية عن المؤسسات الأخرى مثل العائلة، الدولة ،الطائفة ،القبيلة، أي عدم تمتعه بحيز من الحرية تجاه السلطة في جميع أوجهها.
والسؤال المطروح اليوم :ما هي مكانة الفلسفة في مجتمعاتنا اليوم ؟
يعتبر التفكير الحر، القادر على إعادة النظر في القيم السائدة "تفلسفا" أي صنفا من صنوف التفكير الفاقد لكل جدوى أو فائدة، من وجهة نظر اجتماعية ،لأسباب عديدة من بينها : عجزه عن إنتاج قيم ثقافية جديدة أو علوم، عدم قدرته على إنتاج المعرفة وبالتالي الثروة، دون السهو عن الأسباب التاريخية التي تعتبره ضربا من ضروب الزندقة على أساس تعارضه الجوهري مع الدين.
لذلك تبقى مؤسسة التعليم المجال الوحيد لممارسة التفكير الفلسفي خاصة وأنها مجبولة على إتباع مناهج التدريس التي غالبا ما تعتمد النقل والتأويل والتفسير لما ألفه الفلاسفة السابقون، دون القدرة على خلق مفاهيم فلسفية جديدة أو إنتاج فكر مجدد ومستقل ، مما أدى إلى ارتباط صفة الفيلسوف اجتماعيا بصفة المدرس باعتبارها وظيفة،هدفها نقل المعرفة واستيعابها دون تفكيكها ولا إنتاجها.
وصفوة القول، أن لا مكانة للعقل المبدع الخلاق الذي يطرح السؤال في ثقافتنا، إذ يقتصر دوره على نقل المعرفة واستهلاكها.
لذلك لا بد من إعادة الاعتبار للفلسفة من منطلق جديد يتجاوز التدريس الأكاديمي وحدوده ، كي يصبح فعلا تحرريا ، منتجا للمعرفة قادرا على تغيير علاقتنا بالعالم.
لكي تتحقق هذه الغايات ،فلا بد من توفر شروط عديدة أهمها: أن ينفصل "فعل التفلسف" عن النصوص الدينية، إذ ما يزال الاتجاه الفكري الغالب باختلاف مناهجه وأدواته النقدية وخلفياته الإيديولوجية والفكرية منذ عصر ما سمي بالنهضة العربية أي منذ القرن التاسع عشر إلى اليوم، يعتبر أن تجاوز العالم العربي لتخلفه الاقتصادي وتبعيته للغرب، هو مرتبط في حقيقة الأمر، بإعادة قراءة النصوص الدينية قراءة تاريخية موضوعية ،بما مفاده ضمنيا،أن الفكر لن يتحرر إلا بالرجوع إلى النص الديني باقتصاره على فهمه وتأويله لإيجاد منافذ التحرر والتطور والتقدم.
لذلك لا بد من أن يصبح التفلسف فعلا مستقلا بذاته ، ليعيد طرح كبريات المسائل من وجهة نظره، أن يتمتع بحريته الكاملة ، أن يكتشف إمكانياته، التي مازال يجهلها إلى حد الآن في ثقافتنا ،أن لا نتبنّى مقولة نهاية الفلسفة وتأزمها لتعلقها بتاريخ الفلسفة في الغرب كما ذكرنا آنفا.
فقد كشفت ثورات ما سمي " بالربيع العربي" أن مطلب الحرية ،على سبيل المثال، كان قد انبثق عن الشعوب التي عرفت تلك الموجة ،في غياب مرجعية نابعة من ثقافتها وتاريخها ، حتى تمكنها من التأسيس لمجتمع يقبل بالاختلاف والتعددية على كل الأصعدة، أي لمجتمع قادر على إرساء نظام ديمقراطي ، وهو ما أدى إلى دمار وانهيار بعض الدول التي اجتاحتها تلك الموجة ، لأنها لم تفلح في التخلص من نظرتها الشمولية للسلطة وارتباطها بالدين رغم توق شعوبها الشديد للحرية ، فلم تفرز هذه الثورات حراكا ثقافيا ولا اجتماعيا يطرح على نفسه سؤالين أساسيين وهما : ما الذي نريد تحقيقه ؟ وما هو المستقبل الذي نصبو إليه؟
كما وصفت الثورة التونسية على سبيل المثال من قبل النخبة والإعلام ،على أنها عفوية وسلمية فاقدة لكل أساس أيديولوجي، واعتبر انتحار محمد البوعزيزي حرقا بالنار ،فعلا ثوريا تحرريا ،دون تشخيص دقيق وموضوعي للوضع ،ودون أن تأخذ تلك القراءة في الحسبان تأثيرها السياسي والاجتماعي والاقتصادي على المجتمع ،والسبب في ذلك من وجهة نظرنا يعود إلى غياب الفكر العقلاني.
لذلك، فنحن نحتاج إلى رد الاعتبار إلى فعل التفلسف لقدرته على ترسيخ الفكر التنويري في الثقافة العربية الإسلامية وتطويره ،حتى نعيد النظر في جميع مسلماتنا، لأنه من وجهة نظرنا الكفيل بجعلنا ننخرط في حركة التاريخ الإنساني .
كاهنة عباس محامية وكاتبة تونسية
(1) رينيه ديكارت ، مبادئ الفلسفة ، ترجمة عثمان أمين 1970، ملتزم التوزيع ، مكتبة النهضة المصرية الصفحة 72-71.
نشر هذا المقال بمجلة الجوبة السعودية عدد 73 وبجريدة الشارع المغاربي التونسية عدد 297 بتاريخ 2022/02/08.
من الصعب تعريف الفلسفة ،لتباين آراء الفلاسفة واتجاهاتهم، لكن بالرجوع إلي المعنى الاشتقاقي لكلمة الفلسفة philosophie لدى اليونان،يمكن القول، أنها متكونة من لفظتين فيلو(Philo) وتعني المحبة، وصوفيا (Sophia)وتعني الحكمة، فيكون معناها :محبة الحكمة .
لقد عرفت الفلسفة مسارا تاريخيا في الغرب، أدى إلى ظهور ثورات علمية ومعرفية ، لاعتمادها على البحث الفكري وتساؤل الفلاسفة المستمر حول ماهية الإنسان وحقيقة العالم من حوله بكل مظاهره وتحولاته وتاريخه .
[HEADING=2]وخلال نشأتها ،اهتمت الفلسفة بطبيعة العالم ومكوناته ثم تشعبت مواضيع بحثها لتشمل معرفة الإنسان لنفسه ثم معرفته لحقيقة الوجود ، إلى أن ساهمت تدريجيا رغم ما عرفته من انتكاسات في نشأة العلوم الصحيحة ثم العلوم الإنسانية ، لعل مقولة رينيه ديكارت الفيلسوف الفرنسي الذي عاش في القرن السابع عشر ميلادي ،تعبر أحسن تعبير عن مظاهر ذلك التطور في مرحلة ما من تاريخها ،حين كتب في مقدمة كتابه مبادئ الفلسفة يقول :" إن الفلسفة بأسرها أشبه بشجرة جذورها الميتافيزيقا ،وجذعها الفيزيقا والفروع التي تخرج من هذا الجذع هي كل العلوم الأخرى، التي تنتهي إلى ثلاث علوم رئيسية هي: الطب ، الميكانيكا والأخلاق ،وأعني الأخلاق الأرفع والأكمل والتي لما كانت تفترض معرفة تامة بالعلوم الأـخرى، فقد بلغت المرتبة الأخيرة من الحكمة ."(1)[/HEADING]
[HEADING=2]أدى ذلك التطور إلى اكتساح العلوم لجانب كبير من موضوعات البحث الفلسفي لدقة مناهجه وما حققه من نتائج ،الأمر الذي قلص من مجالها وجعلها تنفصل عن العلم، لتكتفي بنقده وإعادة النظر في مناهجه ونتائجه ونظرياته حتى ذهب بعض المفكرين إلى القول بنهايتها، لفقدانها الجزء الأكبر من مجال تخصصها.[/HEADING]
والغاية من عرض هذه البسطة المقتضبة جدا لتطور الفلسفة، إنما هو التوصل إلى اختلاف مسارها التاريخي في الثقافة العربية الإسلامية، والتعرض لركودها طيلة قرون رغم الدور الذي اضطلعت به في تأويل الفلسفة اليونانية وإثرائها نظريا وثقافيا وبل وحتى تجاوزها في بعض الأحيان ، إلا أن ذلك لم يمنعها من الخمود على امتداد قرون إلى حد الاضمحلال وفقدانها لكل دور تاريخي أو ثقافي يذكر.
أما عن مكانة الفلسفة في الغرب ،فقد استطاعت التغلغل اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا نظرا للدور الأساسي الذي منحته للعقل، باعتباره المرجع والأساس مع ما ترتب عن ذلك من أزمات ومراجعات، يجعلنا لا نتناول موضوع الفلسفة اليوم في مجتمعات العالم العربي من نفس الزاوية.
والسبب في ذلك، أن تلك المكانة ما تزال محل جدل في ثقافتنا العربية الإسلامية التي لم تفرز علوما ولم تنتج ثورات، بعد أن اضمحلت ، لذلك لا يمكن الحديث عن أزمة الفلسفة ، بل عن مدى حضورها واستفاقتها وكيفية الاستفادة منها.
فما يعوز مجتمعات " العالم العربي "عن التطور إنما هو إهمالها لدور العقل الإنساني بحرمان الفرد من كل استقلالية عن المؤسسات الأخرى مثل العائلة، الدولة ،الطائفة ،القبيلة، أي عدم تمتعه بحيز من الحرية تجاه السلطة في جميع أوجهها.
والسؤال المطروح اليوم :ما هي مكانة الفلسفة في مجتمعاتنا اليوم ؟
يعتبر التفكير الحر، القادر على إعادة النظر في القيم السائدة "تفلسفا" أي صنفا من صنوف التفكير الفاقد لكل جدوى أو فائدة، من وجهة نظر اجتماعية ،لأسباب عديدة من بينها : عجزه عن إنتاج قيم ثقافية جديدة أو علوم، عدم قدرته على إنتاج المعرفة وبالتالي الثروة، دون السهو عن الأسباب التاريخية التي تعتبره ضربا من ضروب الزندقة على أساس تعارضه الجوهري مع الدين.
لذلك تبقى مؤسسة التعليم المجال الوحيد لممارسة التفكير الفلسفي خاصة وأنها مجبولة على إتباع مناهج التدريس التي غالبا ما تعتمد النقل والتأويل والتفسير لما ألفه الفلاسفة السابقون، دون القدرة على خلق مفاهيم فلسفية جديدة أو إنتاج فكر مجدد ومستقل ، مما أدى إلى ارتباط صفة الفيلسوف اجتماعيا بصفة المدرس باعتبارها وظيفة،هدفها نقل المعرفة واستيعابها دون تفكيكها ولا إنتاجها.
وصفوة القول، أن لا مكانة للعقل المبدع الخلاق الذي يطرح السؤال في ثقافتنا، إذ يقتصر دوره على نقل المعرفة واستهلاكها.
لذلك لا بد من إعادة الاعتبار للفلسفة من منطلق جديد يتجاوز التدريس الأكاديمي وحدوده ، كي يصبح فعلا تحرريا ، منتجا للمعرفة قادرا على تغيير علاقتنا بالعالم.
لكي تتحقق هذه الغايات ،فلا بد من توفر شروط عديدة أهمها: أن ينفصل "فعل التفلسف" عن النصوص الدينية، إذ ما يزال الاتجاه الفكري الغالب باختلاف مناهجه وأدواته النقدية وخلفياته الإيديولوجية والفكرية منذ عصر ما سمي بالنهضة العربية أي منذ القرن التاسع عشر إلى اليوم، يعتبر أن تجاوز العالم العربي لتخلفه الاقتصادي وتبعيته للغرب، هو مرتبط في حقيقة الأمر، بإعادة قراءة النصوص الدينية قراءة تاريخية موضوعية ،بما مفاده ضمنيا،أن الفكر لن يتحرر إلا بالرجوع إلى النص الديني باقتصاره على فهمه وتأويله لإيجاد منافذ التحرر والتطور والتقدم.
لذلك لا بد من أن يصبح التفلسف فعلا مستقلا بذاته ، ليعيد طرح كبريات المسائل من وجهة نظره، أن يتمتع بحريته الكاملة ، أن يكتشف إمكانياته، التي مازال يجهلها إلى حد الآن في ثقافتنا ،أن لا نتبنّى مقولة نهاية الفلسفة وتأزمها لتعلقها بتاريخ الفلسفة في الغرب كما ذكرنا آنفا.
فقد كشفت ثورات ما سمي " بالربيع العربي" أن مطلب الحرية ،على سبيل المثال، كان قد انبثق عن الشعوب التي عرفت تلك الموجة ،في غياب مرجعية نابعة من ثقافتها وتاريخها ، حتى تمكنها من التأسيس لمجتمع يقبل بالاختلاف والتعددية على كل الأصعدة، أي لمجتمع قادر على إرساء نظام ديمقراطي ، وهو ما أدى إلى دمار وانهيار بعض الدول التي اجتاحتها تلك الموجة ، لأنها لم تفلح في التخلص من نظرتها الشمولية للسلطة وارتباطها بالدين رغم توق شعوبها الشديد للحرية ، فلم تفرز هذه الثورات حراكا ثقافيا ولا اجتماعيا يطرح على نفسه سؤالين أساسيين وهما : ما الذي نريد تحقيقه ؟ وما هو المستقبل الذي نصبو إليه؟
كما وصفت الثورة التونسية على سبيل المثال من قبل النخبة والإعلام ،على أنها عفوية وسلمية فاقدة لكل أساس أيديولوجي، واعتبر انتحار محمد البوعزيزي حرقا بالنار ،فعلا ثوريا تحرريا ،دون تشخيص دقيق وموضوعي للوضع ،ودون أن تأخذ تلك القراءة في الحسبان تأثيرها السياسي والاجتماعي والاقتصادي على المجتمع ،والسبب في ذلك من وجهة نظرنا يعود إلى غياب الفكر العقلاني.
لذلك، فنحن نحتاج إلى رد الاعتبار إلى فعل التفلسف لقدرته على ترسيخ الفكر التنويري في الثقافة العربية الإسلامية وتطويره ،حتى نعيد النظر في جميع مسلماتنا، لأنه من وجهة نظرنا الكفيل بجعلنا ننخرط في حركة التاريخ الإنساني .
كاهنة عباس محامية وكاتبة تونسية
(1) رينيه ديكارت ، مبادئ الفلسفة ، ترجمة عثمان أمين 1970، ملتزم التوزيع ، مكتبة النهضة المصرية الصفحة 72-71.
نشر هذا المقال بمجلة الجوبة السعودية عدد 73 وبجريدة الشارع المغاربي التونسية عدد 297 بتاريخ 2022/02/08.