كان كمال النجمى رحمه الله صحفيا كبيرا وكاتبا قديرا وشخصية وقورة وكان أبى يتابع مقالاته فى المصور الصادرة عن مؤسسة دار الهلال فى القاهرة وكان أبى أصغر الكتاب سنا فى ذلك الوقت كان فى السابعة والعشرين من عمره .. وكان معجب بأسلوب الكاتب الصحفي الكبير "كمال النجمي" وسعة إطلاعه وثقافته ولكن لم يكن ثمة إتصال مباشر بينه وبين أبى غير تبادل التحية والسلام لا غير وذات يوم قرأ أبى تحليلا نقديا رائعا عن كتابين ، وكان هذا التحليل منشورا فى جريدة المصور عن كتاب "صنع الله" للمرحوم الدكتور عبد الرزاق نوفل وعن كتاب لـ أبى "الإعجاز الطبى فى القرآن" ، ومما ذكره الصحفي الكبير "كمال النجمي" فى هذا المقال إن كتاب "الإعجاز الطبى فى القرآن" من أمتع الكتب عند من تمتعه قراءة الأدب مختلطة أو ممتزجة بالعلم فمؤلف الكتاب شاعر أديب ، متطلع على التراث الأدبى والدينى ، ينقل إليك منه ويعلق عليه ويضيف إليه فى سياق حديثه الطبى العلمى الشائق الذى لا يخرج فيه عن الحقائق العلمية المقررة عند علماء الطب أو غيرهم من أصحاب العقول العصرية.
ثم يقول بعد ذلك ، وفصول الكتاب واسعة شائقة لا يتأتى تلخيصها .. وما هذه إلا إشارة إليها .. من مقال سيادته فى مجلة المصور الصادرة عن دار الهلال بعدد الرقيم (٢٨٠٧) صفحة (٩٢) الصادرة يوم (٢٣ من شعبان ١٣٩٨هـ ٢٨ من يوليو ١٩٧٨م).
ذهب إليه أبى ليشكره فى مكتبه فى دار الهلال عرفانا وإمتنانا ، لكنه فوجئ بفتور غير متوقع ، وإستقبال يميل إلى البرود بطريقة لافتة ، فلم يلقى أبى الترحيب اللائق والمناسب أو على الأقل موازيا للإعجاب الذى سطره الصحفي الكبير "كمال النجمي" فى مقاله الممتع وحديثه عن أبى.
وكان لابد لـ أبى من إحالة الأمر على وجه السرعة وفى بديهته وخاطره فورا ، فإستأذنه فى الإنصراف مع الشكر مجددا لتفضله بثنائه على الكتاب والمؤلف فرد التحية بفتور أيضا ولم يقدم تحية ولا حتى دعوة إليها .. وطال أبى حرج بالغ وندم أحر الندم على هذه الزيارة ولكن قدر الله ومشاء فعل .
ولم تكد تمر بضع سنوات ، ومجرد إنتقال الدكتور حسين مؤنس إلى مجلة أكتوبر فوجئ أبى بقرار تعيين الأستاذ كمال النجمى رئيسا لتحرير مجلة الهلال ، وكانت بالنسبة لـ أبى كارثة نفسية حيث أنه ضل واحدا من المشاركين فى تحرير هذه المجلة العريقة بإسهاماته المتميزة وإحترافه البالغ ، وكانت صلته وثيقة برئيس التحرير الدكتور حسين مؤنس ، ومدير التحرير نصر الدين عبد اللطيف فى إطار من المودة والألفة والإحترام الشديد المتبادل ، والحقيقة كانت فترة عمل أبى بالهلال محررا من الخارج من أكثر فترات حياته خصوبة وحيوية وأفاد منها فوائد جمة فوق الحصر ، لكنه إعتبر قدوم كمال النجمى شخصيا مع إحترامه الكامل لشخصه هو بمثابة إستغناء عنه ، وإعفاء تام من المشاركة فى التحرير بأى وجه من الوجوه.
وخرج أبى من دار الهلال مقطب الجبين كاسف البال مثقل بالهموم والأنكاد ، فهذه النافذة والإطلاله قد حرم منها ، وحاول أبى التسرى والتسلى بِلاَوَافِتْ تبعده عن مركز التفكير فى هذا الأمر أو الحزن عليه ، لكن عبثا ودون جدوى ذهبت كل محاولاته أدراج الرياح ، ومرت أسابيع ، وصدر عدد جديد من الهلال خاليا من مقال أبى الشهرى وكان قد أخذ موقفه بلا تردد.
إفتقد الأستاذ كمال النجمى مقال أبى فى أول عدد فسأل مدير التحرير .. أين مقال السيد الجميلى؟ فذكر له أنه لم يرى أبى منذ فترة ولأول مرة ينقطع عن المجلة فقال له أطلبه حالا على التليفون وأدعوه لمقابلتى ومعه مقال العدد القادم.
ولكن أبى إعتذر معللا أن لديه ظروف خاصة وراء تعويقه فلم يقتنع مدير التحرير رحمه الله وسأل أبى بوضوح ما الذى جرى؟ هل أساء إليك أحد ؟ أردف أبى لا أبدا .. قال له مدير التحرير نريد أن نعرف السبب ، ولابد قبل كل شىء أن نراك ، قال له أبى إن شاء الله .. فإستدرك الأستاذ نصر الدين عبد اللطيف على الفور بقوله : وأتوقع ألا تستجيب فإعلم أننى ورئيس التحرير سنزورك فى البيت وعلى الغذاء وستكون التكلفة عندئذ كبيرة وأنت حر وعلى نفسها جنت براقش.
كانت عندئذ إجابة أبى : بناء على هذا لن أحضر ومستعد من الآن لأية تكلفة ، وتبادل أبى معه النكات الرقيقة كصديقين حميمين ولم يفصح له عن أى شيئ ووعده بزيارة فى خلال أيام إستقبله فيها مدير التحرير ودخل معه إلى الأستاذ كمال النجمى الذى هش لـ لقاء أبى وكان سعيدا به كل السعادة وذكر له أنه أصيب بدهشة لتوقف أبى المفاجىء عن الكتابة فى مجلة الهلال.
فإعتذر له أبى بأن ذلك كان خارجا عن إرادته فأحرج أبى بقوله كنا نراك على الأقل عند قدومى رئيسا للتحرير هنا .. فقال له أبى لك منى كل التقدير والإهتمام ولم يتطرق لأى شىء آخر ..
ولم يصدر عدد من مجلة الهلال فى عهد كمال النجمى إلا ومقال أبى الشهرى ثابت فيه إلى آخر يوم فى رئاسته لتحرير الهلال ، وبعده مباشرة جاء الأستاذ مصطفى نبيل ولكن عندئذ كان أبى قد إكتفي بهذا لإنشغاله المستمر فى تأليف الكتب وغيرها من المجلات ومنابر النشر والقنوات الأخرى.
رحم الله كمال النجمى ونصر الدين عبد اللطيف ورحم الله أبى وكل مخلص لعمله ودينه وأمته .. والحمد لله رب العالمين
ثم يقول بعد ذلك ، وفصول الكتاب واسعة شائقة لا يتأتى تلخيصها .. وما هذه إلا إشارة إليها .. من مقال سيادته فى مجلة المصور الصادرة عن دار الهلال بعدد الرقيم (٢٨٠٧) صفحة (٩٢) الصادرة يوم (٢٣ من شعبان ١٣٩٨هـ ٢٨ من يوليو ١٩٧٨م).
ذهب إليه أبى ليشكره فى مكتبه فى دار الهلال عرفانا وإمتنانا ، لكنه فوجئ بفتور غير متوقع ، وإستقبال يميل إلى البرود بطريقة لافتة ، فلم يلقى أبى الترحيب اللائق والمناسب أو على الأقل موازيا للإعجاب الذى سطره الصحفي الكبير "كمال النجمي" فى مقاله الممتع وحديثه عن أبى.
وكان لابد لـ أبى من إحالة الأمر على وجه السرعة وفى بديهته وخاطره فورا ، فإستأذنه فى الإنصراف مع الشكر مجددا لتفضله بثنائه على الكتاب والمؤلف فرد التحية بفتور أيضا ولم يقدم تحية ولا حتى دعوة إليها .. وطال أبى حرج بالغ وندم أحر الندم على هذه الزيارة ولكن قدر الله ومشاء فعل .
ولم تكد تمر بضع سنوات ، ومجرد إنتقال الدكتور حسين مؤنس إلى مجلة أكتوبر فوجئ أبى بقرار تعيين الأستاذ كمال النجمى رئيسا لتحرير مجلة الهلال ، وكانت بالنسبة لـ أبى كارثة نفسية حيث أنه ضل واحدا من المشاركين فى تحرير هذه المجلة العريقة بإسهاماته المتميزة وإحترافه البالغ ، وكانت صلته وثيقة برئيس التحرير الدكتور حسين مؤنس ، ومدير التحرير نصر الدين عبد اللطيف فى إطار من المودة والألفة والإحترام الشديد المتبادل ، والحقيقة كانت فترة عمل أبى بالهلال محررا من الخارج من أكثر فترات حياته خصوبة وحيوية وأفاد منها فوائد جمة فوق الحصر ، لكنه إعتبر قدوم كمال النجمى شخصيا مع إحترامه الكامل لشخصه هو بمثابة إستغناء عنه ، وإعفاء تام من المشاركة فى التحرير بأى وجه من الوجوه.
وخرج أبى من دار الهلال مقطب الجبين كاسف البال مثقل بالهموم والأنكاد ، فهذه النافذة والإطلاله قد حرم منها ، وحاول أبى التسرى والتسلى بِلاَوَافِتْ تبعده عن مركز التفكير فى هذا الأمر أو الحزن عليه ، لكن عبثا ودون جدوى ذهبت كل محاولاته أدراج الرياح ، ومرت أسابيع ، وصدر عدد جديد من الهلال خاليا من مقال أبى الشهرى وكان قد أخذ موقفه بلا تردد.
إفتقد الأستاذ كمال النجمى مقال أبى فى أول عدد فسأل مدير التحرير .. أين مقال السيد الجميلى؟ فذكر له أنه لم يرى أبى منذ فترة ولأول مرة ينقطع عن المجلة فقال له أطلبه حالا على التليفون وأدعوه لمقابلتى ومعه مقال العدد القادم.
ولكن أبى إعتذر معللا أن لديه ظروف خاصة وراء تعويقه فلم يقتنع مدير التحرير رحمه الله وسأل أبى بوضوح ما الذى جرى؟ هل أساء إليك أحد ؟ أردف أبى لا أبدا .. قال له مدير التحرير نريد أن نعرف السبب ، ولابد قبل كل شىء أن نراك ، قال له أبى إن شاء الله .. فإستدرك الأستاذ نصر الدين عبد اللطيف على الفور بقوله : وأتوقع ألا تستجيب فإعلم أننى ورئيس التحرير سنزورك فى البيت وعلى الغذاء وستكون التكلفة عندئذ كبيرة وأنت حر وعلى نفسها جنت براقش.
كانت عندئذ إجابة أبى : بناء على هذا لن أحضر ومستعد من الآن لأية تكلفة ، وتبادل أبى معه النكات الرقيقة كصديقين حميمين ولم يفصح له عن أى شيئ ووعده بزيارة فى خلال أيام إستقبله فيها مدير التحرير ودخل معه إلى الأستاذ كمال النجمى الذى هش لـ لقاء أبى وكان سعيدا به كل السعادة وذكر له أنه أصيب بدهشة لتوقف أبى المفاجىء عن الكتابة فى مجلة الهلال.
فإعتذر له أبى بأن ذلك كان خارجا عن إرادته فأحرج أبى بقوله كنا نراك على الأقل عند قدومى رئيسا للتحرير هنا .. فقال له أبى لك منى كل التقدير والإهتمام ولم يتطرق لأى شىء آخر ..
ولم يصدر عدد من مجلة الهلال فى عهد كمال النجمى إلا ومقال أبى الشهرى ثابت فيه إلى آخر يوم فى رئاسته لتحرير الهلال ، وبعده مباشرة جاء الأستاذ مصطفى نبيل ولكن عندئذ كان أبى قد إكتفي بهذا لإنشغاله المستمر فى تأليف الكتب وغيرها من المجلات ومنابر النشر والقنوات الأخرى.
رحم الله كمال النجمى ونصر الدين عبد اللطيف ورحم الله أبى وكل مخلص لعمله ودينه وأمته .. والحمد لله رب العالمين
