لا يفهم الإخوة المصريّون المطبّعون مع الكتابة بالعامية مدى خطورة هذا الأمر في زيادة غُربة العربية بين أهلها؛ لأنّ أفضل وسيلة في نشر العربية هي استعمالها بكل بساطة.
مهما قدّمت من دروس في فضل العربية وسلاسل "علمية" في البلاغة، فإنّك حين تتحدث فيها بالعامية تكون قد أفسدت كل شيء، وقتلت من العربية في نفوس المستمعين أكثر ممّا بنيت، لأنّ الوسائل النظرية في تصنيف علوم العربية وتدريسها ما هي إلا اختراعات بشرية تحاول التعويض عن فقدان المحاضن العربية التي كان العربي يتعلّم فيها لسانه كما يتعلّم العوام اليوم ألسنتهم العامية من أمهاتهم ومجتمعاتهم كلما سمعوها ومارسوها أكثر.
ويزيد الأمر سوءًا حين تكون النماذج المطروحة باعتبارها الممثّل عن العربية نماذج صعبة تزيد من شبح "الصعوبة" الوهمي الذي يحيط بالعربية الفصيحة، ككتابات الرافعي ومحمود شاكر وأضرابهما، وهذا لا يقلل من قيمة هذين العلمين وما كتباه بقدر ما أرغب في التنبيه إلى ضرورة ترويج النصوص السهلة اليسيرة، التي تعتمد المفردات الأكثر شيوعًا واستعمالا مع انضباطها بمعيار النحو والصرف العربيين، ثم بعد ذلك ينتقل كل محب للعربية بين ما أحب من رياض العربية وأدغالها.
وليست هذه دعوة إلى هجران العامية، ولكنها دعوة إلى إحياء العربية الفصيحة في الكتابة وهجر الكتابة العامية تماما، فحين يعلم محب العربية أن للكتابة بالعامية دعوات وممارسات وكتب ومواقع، يدرك أنّ أي تماهٍ مع الكتابة العامية هو دعم لهذه الدعوات، سواء قصد ذلك أم لم يقصده، والأصل أن يكون جهده معاكسًا لهذه الدعوات. أما مزاعم الصعوبة فيُردّ عليها بنقطتين:
الأولى: أنّ دور المثقّف هو رفع الناس وترقية قدراتهم، ولا أعلم المصريين يعدمون مهارة التأثير، فمن يطرح مضمونًا مهما ويقدّمه بالعربية الفصيحة سيؤثّر في الناس، ولو هجره بعضهم سيبقى الغالب لو حرص على استعمال لغة سهلة واستمر هو وجمع من المؤثّرين على استعمال الفصيح.
الثانية: أنّه ليس ثمّة صعوبة في الحقيقة، فهي صعوبة وهمية ناشئة عن هجران العربية، أي أننا نحن من نصنع الصعوبة حين نهجر العربية، أما حين نمارسها ويعتاد الناس عليها نكون قد ساهمنا في بناء فضاء السهولة الذي يزداد السابحون فيه يومًا بعد يوم. ما الصعب في "أريد" بدلا من "عاوز"؟ وما الصعب في "يجب أن نهتم بالقضية أكتر" بدلا من "لازم ناخد بالنا أكتر من القضية" وما الصعب في "هذا" بدلا من "ده"، أو بدلا من "هازا" في الحديث؟ القضية كلها فيما أرى استسهال من الكاتب لا يدرك خطورة آثاره في ألسنة الناس ووعيهم وعلاقتهم بالعربية.
التساهل في هذا الأمر خطير، فهو يرسخ الاعتياد على العامية ويبعد الناس عن لغة القرآن، وأرجو أن يدرك الأحبة الذين يستسهلون الكتابة بالعامية خطورة الأمر وتبعاته السلبية.
مهما قدّمت من دروس في فضل العربية وسلاسل "علمية" في البلاغة، فإنّك حين تتحدث فيها بالعامية تكون قد أفسدت كل شيء، وقتلت من العربية في نفوس المستمعين أكثر ممّا بنيت، لأنّ الوسائل النظرية في تصنيف علوم العربية وتدريسها ما هي إلا اختراعات بشرية تحاول التعويض عن فقدان المحاضن العربية التي كان العربي يتعلّم فيها لسانه كما يتعلّم العوام اليوم ألسنتهم العامية من أمهاتهم ومجتمعاتهم كلما سمعوها ومارسوها أكثر.
ويزيد الأمر سوءًا حين تكون النماذج المطروحة باعتبارها الممثّل عن العربية نماذج صعبة تزيد من شبح "الصعوبة" الوهمي الذي يحيط بالعربية الفصيحة، ككتابات الرافعي ومحمود شاكر وأضرابهما، وهذا لا يقلل من قيمة هذين العلمين وما كتباه بقدر ما أرغب في التنبيه إلى ضرورة ترويج النصوص السهلة اليسيرة، التي تعتمد المفردات الأكثر شيوعًا واستعمالا مع انضباطها بمعيار النحو والصرف العربيين، ثم بعد ذلك ينتقل كل محب للعربية بين ما أحب من رياض العربية وأدغالها.
وليست هذه دعوة إلى هجران العامية، ولكنها دعوة إلى إحياء العربية الفصيحة في الكتابة وهجر الكتابة العامية تماما، فحين يعلم محب العربية أن للكتابة بالعامية دعوات وممارسات وكتب ومواقع، يدرك أنّ أي تماهٍ مع الكتابة العامية هو دعم لهذه الدعوات، سواء قصد ذلك أم لم يقصده، والأصل أن يكون جهده معاكسًا لهذه الدعوات. أما مزاعم الصعوبة فيُردّ عليها بنقطتين:
الأولى: أنّ دور المثقّف هو رفع الناس وترقية قدراتهم، ولا أعلم المصريين يعدمون مهارة التأثير، فمن يطرح مضمونًا مهما ويقدّمه بالعربية الفصيحة سيؤثّر في الناس، ولو هجره بعضهم سيبقى الغالب لو حرص على استعمال لغة سهلة واستمر هو وجمع من المؤثّرين على استعمال الفصيح.
الثانية: أنّه ليس ثمّة صعوبة في الحقيقة، فهي صعوبة وهمية ناشئة عن هجران العربية، أي أننا نحن من نصنع الصعوبة حين نهجر العربية، أما حين نمارسها ويعتاد الناس عليها نكون قد ساهمنا في بناء فضاء السهولة الذي يزداد السابحون فيه يومًا بعد يوم. ما الصعب في "أريد" بدلا من "عاوز"؟ وما الصعب في "يجب أن نهتم بالقضية أكتر" بدلا من "لازم ناخد بالنا أكتر من القضية" وما الصعب في "هذا" بدلا من "ده"، أو بدلا من "هازا" في الحديث؟ القضية كلها فيما أرى استسهال من الكاتب لا يدرك خطورة آثاره في ألسنة الناس ووعيهم وعلاقتهم بالعربية.
التساهل في هذا الأمر خطير، فهو يرسخ الاعتياد على العامية ويبعد الناس عن لغة القرآن، وأرجو أن يدرك الأحبة الذين يستسهلون الكتابة بالعامية خطورة الأمر وتبعاته السلبية.
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com