من غرائب التأليف وفرائده في التراث العربي كتاب "سكردان السلطان" لمؤلفه ابن أبي حجلة التلمساني، والذي يتناول في معظمه الحديث عن خصوصية العدد "سبعة" ، وأهميته في تاريخ مصر وأحداثها.
وابن أبي حجلة هو الأديب المؤرخ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن أبي بكر بن عبد الواحد، الشهير بابن أبي حجلة، التلمساني الحنفي. والحجلة طائر فى حجم الحمام، أحمر المنقار والرجلين.
ولد بزاوية جده بتلمسان سنة ٧٢٥ هـ، تعلم مبادئ الفقه واللغة والمنطق بتلمسان ورحل منها لأداء فريضة الحج، ولم يعود إليها.
فدخل دمشق، ودرس بها الأدب، ثم انتقل للقاهرة، وتولى مشيخة الصوفية بصهريج منجك بالقاهرة . وهذا الصهريج من أجمل صهاريج العصر المملوكي وأكثرها وقفاً، بناه الأمير المملوكي البحري منجك اليوسفي داخل مسجده الذي بناه سنة ٧٥٠ هـ، ويقع حالياً بشارع باب الوداع بمنطقة الحطابة بالقلعة، حي الخليفة.
عرف عن ابن أبي حجلة اهتمامه بالحديث والفقه والطب والشعر الصوفي، وكان حنفي المذهب، يميل إلى معتقد الحنابلة. مهر في الأدب، وبرع في الشعر، وكان كثير النوادر، والنكت. ومن نوادره، أنه لقب ولده جناح الدين.
صنف ابن أبي حجلة ثلاث رسائل في مرض الطاعون ، ولعل أشهر مؤلف له في ذلك بعنوان "الطب المسنون في دفع الطاعون"، ومات ابنه بطاعون سنة ٧٦٤ هـ، ثم مات هو نفسه في ذي القعدة سنة ٧٧٦ هـ بالطاعون أيضاً، فقتله الوباء الذي ألف فيه.
كما أن له العديد من المؤلفات منها : "تسلية أو سلوة الحزين في موت البنين"، "ديوان الصبابة "، "دفع النقمة في الصلاة على نبي الرحمة"، "منطق الطير "، "السجع الجليل فيما جرى من النيل "، الطارئ على السكردان"، "الأدب الغض"، " أطيب الطيب"، "مواصيل المقاطيع"، "النعمة الشاملة في العشرة الكاملة "، "حاطب ليل"، رسالة الهدهد".
أما "سكردان السلطان" فهو كتاب أهداه إلى سلطان مصر المملوكي السلطان حسن بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون، الذي حكم مصر لفترة أولى من سنة 748-753هـ، ثم فترة ثانية من 755-762هـ.
ذكر ابن أبي حجلة أنه كتب للسلطان ثلاثة مصنفات، أولهم کتاب "ديوان الصبابة"، والثاني "سکردان السلطان"، أما الثالث فهو "الطارئ على السکردان".
وكتاب "سكردان السلطان" خصصه للحديث عن خصوصية العدد "سبعة" ، وهو كتاب نادر لاشتماله على أنواع مختلفة من جد وهزل، وبيان وتبيين، وغرائب وعجائب.
وسُكُردان (بضمتين فسكون ودال مهملة) : خوان الشراب ، وقد يستعمل لخزانة توضع لحفظ المشروب والمأكول . وقال بعضهم، سكردان : مؤلفة من اللفظ العربي "سكر"، والفارسي "دان"، و"دان" في الفارسية تلحق بالكلمة فتفيد المكان، ومعناها: وعاء السكر، سُكَّرية. غير أنها تستعمل بمعنى وعاء عامة.
أشار ابن أبي حجلة أنه ألف هذا الكتاب مما لم يُسبق إليه، ويقول في مقدمته: "فلما كانت السبعة من أشرف الأعداد، وكان وجودها بمصر المحروسة أكثر من سائر البلاد ألفت منها في هذا الكتاب سنة سبع وخمسين وسبعمائة ما لم أسبق إليه، ولا عثر أحد في الأقاليم السبعة عليه…
وسميته سكردان السلطان، لاشتماله على أنواع مختلفة من جد وهزل، وولاية وعزل، ونصيحة ملوك، وآداب وسلوك، وسير وعبر، وتغيير دول، وانتحال ممل، وقطع طريق، وجر مجانيق، وأعمال سحرة، وبيان وتبيين، ومدح وتأبين، ويقظة ومنام، وبر وآثام، وقال وقيل، وأهرام ونيل، وغرائب وعجائب.
مما تلقفته من أفواه الشيوخ الآجلة، ورويته عن كثرة وقلة، وشاهدته بعين الحقيقة، والتقطته من التواريخ المعتمد عليها، التقاط الزهر من الحديقة …".انتهى.
وجعله مشتملاً على مقدمة وسبعة أبواب. في المقدمة: ذكر نبذة مما وقع في إقليم مصر من هذا العدد على طريق الإجمال. وفي الباب الأول تحدث عن: خاصية العدد، ومزيته على غيره من الأعداد.
وفي الباب الثاني: عن العلاقة بين السلطان والعدد سبعة. وفي الثالث: عن إقليم مصر وصلة العدد،
ذاكر نبذة حسنة من أخبار هذا الإقليم، وحوادث القاهرة والنيل.
وفي الرابع: عن السلطان حسن وأنه السابع من أولاد الناصر قلاوون الذين تولوا السلطنة بعده، مع نبذة يسيرة في أخبار من تقدمه من سلاطين المماليك بمصر.
وفي الخامس: تحدث عن الملك الناصر حسن، وعن أخوته، وأبيه الناصر محمد، وعميه الأشرف والصالح، وجده المنصور قلاوون.
وفي السادس: ذكر جملة حوادث عجيبة مما وقع لهؤلاء السلاطين، لم يسبقه إلى التنبية عليها أحد، ولم يسمع بأغرب منها على حد قوله.
وفي السابع: فسر شيئاً مما أجمله في خطبه الكتاب، وفي الباب الخامس حيث تحدث عن الآثار النبوية. وهو باب ملئ بالنكت الأدبية على سبيل الاختصار.
أما النتيجة فهو أوسع مدى مما تقدم، وأرحب صدراً، وأبسط حديثاً، وفيها توضيحاً لما أبهم في المقدمة. وهي على سبعة أبواب كذلك، فالباب الأول: في قصة سيدنا يوسف عليه السلام، وبسط الكلام على ما فيها من العدد سبعة، والثاني: قصة سيدنا موسى مع فرعون.
والثالث: بسط فيه الكلام عن ملوك مصر وعجيب حوادثهم ومتفقات حياتهم. والرابع: في سيرة الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي، وذكر نبذة يسيرة من أموره وأحكامه.
والخامس في ذكر بعض حوادث مصر. والسادس: في ذكر حوادث القاهرة وضحاياها وفي الأهرام وغيرها. والسابع ذكر السبع زهرات التي اجتمعت بمصر في صعيد واحد، وما قيل فيها من منظوم الكلام ومنثورة، وغير ذلك.
وختم كل باب من الأبواب السبعة الأولى، والثانية، بسبع حكايات طريفة وغريبة، وجعلها بعنوان: "خاتمة الباب وسجع طائره المستطاب".
ومرفق صور نسخة مخطوطة بديعة من سكردان السلطان. كتبت سنة ٩٧٢ هـ . عنونها ناسخها باسم "السكردان وعجائب البلدان".
عمر محمد الشريف.
وابن أبي حجلة هو الأديب المؤرخ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن أبي بكر بن عبد الواحد، الشهير بابن أبي حجلة، التلمساني الحنفي. والحجلة طائر فى حجم الحمام، أحمر المنقار والرجلين.
ولد بزاوية جده بتلمسان سنة ٧٢٥ هـ، تعلم مبادئ الفقه واللغة والمنطق بتلمسان ورحل منها لأداء فريضة الحج، ولم يعود إليها.
فدخل دمشق، ودرس بها الأدب، ثم انتقل للقاهرة، وتولى مشيخة الصوفية بصهريج منجك بالقاهرة . وهذا الصهريج من أجمل صهاريج العصر المملوكي وأكثرها وقفاً، بناه الأمير المملوكي البحري منجك اليوسفي داخل مسجده الذي بناه سنة ٧٥٠ هـ، ويقع حالياً بشارع باب الوداع بمنطقة الحطابة بالقلعة، حي الخليفة.
عرف عن ابن أبي حجلة اهتمامه بالحديث والفقه والطب والشعر الصوفي، وكان حنفي المذهب، يميل إلى معتقد الحنابلة. مهر في الأدب، وبرع في الشعر، وكان كثير النوادر، والنكت. ومن نوادره، أنه لقب ولده جناح الدين.
صنف ابن أبي حجلة ثلاث رسائل في مرض الطاعون ، ولعل أشهر مؤلف له في ذلك بعنوان "الطب المسنون في دفع الطاعون"، ومات ابنه بطاعون سنة ٧٦٤ هـ، ثم مات هو نفسه في ذي القعدة سنة ٧٧٦ هـ بالطاعون أيضاً، فقتله الوباء الذي ألف فيه.
كما أن له العديد من المؤلفات منها : "تسلية أو سلوة الحزين في موت البنين"، "ديوان الصبابة "، "دفع النقمة في الصلاة على نبي الرحمة"، "منطق الطير "، "السجع الجليل فيما جرى من النيل "، الطارئ على السكردان"، "الأدب الغض"، " أطيب الطيب"، "مواصيل المقاطيع"، "النعمة الشاملة في العشرة الكاملة "، "حاطب ليل"، رسالة الهدهد".
أما "سكردان السلطان" فهو كتاب أهداه إلى سلطان مصر المملوكي السلطان حسن بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون، الذي حكم مصر لفترة أولى من سنة 748-753هـ، ثم فترة ثانية من 755-762هـ.
ذكر ابن أبي حجلة أنه كتب للسلطان ثلاثة مصنفات، أولهم کتاب "ديوان الصبابة"، والثاني "سکردان السلطان"، أما الثالث فهو "الطارئ على السکردان".
وكتاب "سكردان السلطان" خصصه للحديث عن خصوصية العدد "سبعة" ، وهو كتاب نادر لاشتماله على أنواع مختلفة من جد وهزل، وبيان وتبيين، وغرائب وعجائب.
وسُكُردان (بضمتين فسكون ودال مهملة) : خوان الشراب ، وقد يستعمل لخزانة توضع لحفظ المشروب والمأكول . وقال بعضهم، سكردان : مؤلفة من اللفظ العربي "سكر"، والفارسي "دان"، و"دان" في الفارسية تلحق بالكلمة فتفيد المكان، ومعناها: وعاء السكر، سُكَّرية. غير أنها تستعمل بمعنى وعاء عامة.
أشار ابن أبي حجلة أنه ألف هذا الكتاب مما لم يُسبق إليه، ويقول في مقدمته: "فلما كانت السبعة من أشرف الأعداد، وكان وجودها بمصر المحروسة أكثر من سائر البلاد ألفت منها في هذا الكتاب سنة سبع وخمسين وسبعمائة ما لم أسبق إليه، ولا عثر أحد في الأقاليم السبعة عليه…
وسميته سكردان السلطان، لاشتماله على أنواع مختلفة من جد وهزل، وولاية وعزل، ونصيحة ملوك، وآداب وسلوك، وسير وعبر، وتغيير دول، وانتحال ممل، وقطع طريق، وجر مجانيق، وأعمال سحرة، وبيان وتبيين، ومدح وتأبين، ويقظة ومنام، وبر وآثام، وقال وقيل، وأهرام ونيل، وغرائب وعجائب.
مما تلقفته من أفواه الشيوخ الآجلة، ورويته عن كثرة وقلة، وشاهدته بعين الحقيقة، والتقطته من التواريخ المعتمد عليها، التقاط الزهر من الحديقة …".انتهى.
وجعله مشتملاً على مقدمة وسبعة أبواب. في المقدمة: ذكر نبذة مما وقع في إقليم مصر من هذا العدد على طريق الإجمال. وفي الباب الأول تحدث عن: خاصية العدد، ومزيته على غيره من الأعداد.
وفي الباب الثاني: عن العلاقة بين السلطان والعدد سبعة. وفي الثالث: عن إقليم مصر وصلة العدد،
ذاكر نبذة حسنة من أخبار هذا الإقليم، وحوادث القاهرة والنيل.
وفي الرابع: عن السلطان حسن وأنه السابع من أولاد الناصر قلاوون الذين تولوا السلطنة بعده، مع نبذة يسيرة في أخبار من تقدمه من سلاطين المماليك بمصر.
وفي الخامس: تحدث عن الملك الناصر حسن، وعن أخوته، وأبيه الناصر محمد، وعميه الأشرف والصالح، وجده المنصور قلاوون.
وفي السادس: ذكر جملة حوادث عجيبة مما وقع لهؤلاء السلاطين، لم يسبقه إلى التنبية عليها أحد، ولم يسمع بأغرب منها على حد قوله.
وفي السابع: فسر شيئاً مما أجمله في خطبه الكتاب، وفي الباب الخامس حيث تحدث عن الآثار النبوية. وهو باب ملئ بالنكت الأدبية على سبيل الاختصار.
أما النتيجة فهو أوسع مدى مما تقدم، وأرحب صدراً، وأبسط حديثاً، وفيها توضيحاً لما أبهم في المقدمة. وهي على سبعة أبواب كذلك، فالباب الأول: في قصة سيدنا يوسف عليه السلام، وبسط الكلام على ما فيها من العدد سبعة، والثاني: قصة سيدنا موسى مع فرعون.
والثالث: بسط فيه الكلام عن ملوك مصر وعجيب حوادثهم ومتفقات حياتهم. والرابع: في سيرة الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي، وذكر نبذة يسيرة من أموره وأحكامه.
والخامس في ذكر بعض حوادث مصر. والسادس: في ذكر حوادث القاهرة وضحاياها وفي الأهرام وغيرها. والسابع ذكر السبع زهرات التي اجتمعت بمصر في صعيد واحد، وما قيل فيها من منظوم الكلام ومنثورة، وغير ذلك.
وختم كل باب من الأبواب السبعة الأولى، والثانية، بسبع حكايات طريفة وغريبة، وجعلها بعنوان: "خاتمة الباب وسجع طائره المستطاب".
ومرفق صور نسخة مخطوطة بديعة من سكردان السلطان. كتبت سنة ٩٧٢ هـ . عنونها ناسخها باسم "السكردان وعجائب البلدان".
عمر محمد الشريف.