من حنابلة مصر في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين، غفلت عنهم كتب التراجم، وحفظت لنا بطون الوثائق والمخطوطات أسمائهم.
يبدو أنهم ينحدرون من قرية "الحواوشة"، التي تتبع مركز المنصورة، بمحافظة الدقهلية، وهي من البلاد القديمة وردت باسم "منية الحواوشة" في كتاب قوانين الدواوين للأسعد بن مماتي من أعمال المرتاحية ، وهو الاسم الذي وردت به في الروك الصلاحي الذي أجراه السلطان الأيوبي الناصر صلاح الدين. ثم وردت بإسم "الحواوشة" في كتاب التحفة السنية في أسماء البلاد المصرية لابن الجيعان، وهو الاسم الذي تعرف به حالياً.
وفي الصعيد قرية الحواويش تتبع مركز أخميم بمحافظة سوهاج، ذكر محمد رمزي أنها من البلاد الحديثة، أصلها من توابع ناحية السلامونى، ثم فصلت عنهـا في العهد العثماني، كما وردت في الروزنامة القديمة، ثم في تاريع سنة ١٢٣١ هـ. وأعتقد أن النسبة للحواويش هي الحواويشي.
وأرجح نسبتهم إلى الحواوشة بالمنصورة، ولم أقف على نص صريح يذكر انتسابهم لها إلا أني وجدت لقب "الحواوشي" في عديد الحجج الشرعية الخاصة بأهل المنصورة، والتي تعود للفترة العثمانية. والحواوشة تبعد حوالي٣ كيلومترات فقط عن المنصورة.
كما أن أسرة البهوتي أشهر أسرة حنبلية في تلك الفترة تنسب إلى بهوت إحدى قرى مركز نبروه بمحافظة الدقهلية، والتي تبعد عن الحواوشة ٢٥ كيلومتراً فقط، مما يشير لانتشار مذهب الحنابلة في تلك النواحي في ذاك وقت.
منهم:
١- القاضي محمد الحواوشي .
الشيخ الفقيه، قاضي القضاة، مفتي الحنابلة في عصره ورئيسهم. هكذا فقط ورد ترجمته في النعت الأكمل ! .
توفي سنة ٩٩٢ هـ، وقد ذكره صاحب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، حيث أشار له في ترجمة الشيخ عثمان بن أحمد ابن النجار الفتوحي الحنبلي (ت١٠٦٤ هـ) أحد أجلاء علماء الحنابلة بمصر، والذي كان قاضياً أيضاً، فذكر أنه أخذ العلوم العقلية عن كثير منهم القاضي محمد الحواوشي.
٢- القاضي عبد الرؤوف الحواوشي الحنبلي.
زين الدين عبد الرؤوف الحواوشي الحنبلي، كان حياً سنة ١٠٠٩هـ ، القاضي بالمحكمة الصالحية النجمية ، والتي كان مقرها بمدرسة الصالح نجم الدين أيوب .
نعت في الوثائق والحجج الشرعية التي تعود لأعوام ١٠٠٨هـ و ١٠٠٩ هـ ، بسيدنا ومولانا، الشيخ الإمام، العمدة الهمام، عمدة الأفاضل الفخام، سليل العلماء، مفيد الطالبين.
كما ورد ذكره في وثيقة تخص وكالة أوده باشا، والتي تقع بمنطقة الجمالية بشارع باب النصر عند التقائه بشارع حبس الرحبة وشارع التمبكشية، وهي وكالة تجارية ضخمة فيها عدد كبير من المحلات الداخلية والخارجية ومنزل أثري ملحق بها وسبيل وكتاب.
٣- القاضي عبد الرحمن الحواوشي الحنبلي.
زين الدين أبو هريرة عبد الرحمن بن عبد الله الحواوشي، كان حياً سنة ١٠٤٣هـ، خليفة الحكم العزيز بالديار المصرية، تولى القضاء بمحكمة الصالح وكان مقرها جامع الصالح طلائع بن رزيك خارج باب زويلة. ثم تولى القضاء بالمحكمة الشرعية بخط أبي سعادة والخرق، ومكانها أصبح ميدان باب الخلق حالياً.
وله إشهاد على حجة وقف تخص جامع السيد أحمد البدوي بطنطا، كتبه سنة ١٠٢٨ هـ، والحجة محفوظة بدار الوثائق المصرية .
كما وقفت على حجة شرعية بإمضائه مؤرخة في ٢٧ جمادي الأول سنة ١٠٤٣ هـ. بمحكمة باب سعادة والخرق، نعت فيها بالشيخ الإمام، العالم العلامة، العمدة الفهامة، شرف العلماء، أوحد الفضلاء، زين الدين، مفتي المسلمين.
وأطلعت على مخطوط بعنوان "أسئلة أجاب عنها شيخ النحاة والفقهاء أحمد بن قاسم العبادي الشافعي(ت سنة ٩٩٢ هـ) ". طالع فيه الحواوشي وكتب على صفحته الأولى بخطه : "طالعها الحقير عبد الرحمن الحواوشي الحنبلي".
٤- أبو السرور الحواوشي الحنبلي.
أبو السرور بن شمس الدين بن عبد الله بن شرف الدين ابن أبي بكر الحواوشي الحنبلي الأزهري، المولي بجامع الصالح طلائع بن رزيك، كان حياً سنة ١٠٣٧هـ.
يبدو أن له جهود في نسخ الكتب ، فقد وقفت على نسخة من كتاب "إرشاد أولي النهي لدقائق المنتهى" لمؤلفه الشيخ منصور بن يونس بن صلاح الدين البهوتي الحنبلي (ت ١٠٥١هـ)، وهو حاشية على كتاب "منتهى الإرادات" لابن النجار الفتوحي الحنبلي (ت٩٧٢ هـ)، نسخها الحواوشي من نسخة المؤلف، حيث قال:
"وكان الفراغ من نسخها في يوم الجمعة سادس عشر صفر الخير سنة سبع وثلاثين وألف من خط مؤلفها".
أي بعد سنة واحدة من تأليف الكتاب، لأن البهوتي كتبه سنة ١٠٣٦ هـ ، مما يشير لاهتمام الحواوشي بالفقه الحنبلي، وهذه النسخة محفوظة بمكتبة جامعة برنستون.
وكتبه: عمر محمد الشريف .
يبدو أنهم ينحدرون من قرية "الحواوشة"، التي تتبع مركز المنصورة، بمحافظة الدقهلية، وهي من البلاد القديمة وردت باسم "منية الحواوشة" في كتاب قوانين الدواوين للأسعد بن مماتي من أعمال المرتاحية ، وهو الاسم الذي وردت به في الروك الصلاحي الذي أجراه السلطان الأيوبي الناصر صلاح الدين. ثم وردت بإسم "الحواوشة" في كتاب التحفة السنية في أسماء البلاد المصرية لابن الجيعان، وهو الاسم الذي تعرف به حالياً.
وفي الصعيد قرية الحواويش تتبع مركز أخميم بمحافظة سوهاج، ذكر محمد رمزي أنها من البلاد الحديثة، أصلها من توابع ناحية السلامونى، ثم فصلت عنهـا في العهد العثماني، كما وردت في الروزنامة القديمة، ثم في تاريع سنة ١٢٣١ هـ. وأعتقد أن النسبة للحواويش هي الحواويشي.
وأرجح نسبتهم إلى الحواوشة بالمنصورة، ولم أقف على نص صريح يذكر انتسابهم لها إلا أني وجدت لقب "الحواوشي" في عديد الحجج الشرعية الخاصة بأهل المنصورة، والتي تعود للفترة العثمانية. والحواوشة تبعد حوالي٣ كيلومترات فقط عن المنصورة.
كما أن أسرة البهوتي أشهر أسرة حنبلية في تلك الفترة تنسب إلى بهوت إحدى قرى مركز نبروه بمحافظة الدقهلية، والتي تبعد عن الحواوشة ٢٥ كيلومتراً فقط، مما يشير لانتشار مذهب الحنابلة في تلك النواحي في ذاك وقت.
منهم:
١- القاضي محمد الحواوشي .
الشيخ الفقيه، قاضي القضاة، مفتي الحنابلة في عصره ورئيسهم. هكذا فقط ورد ترجمته في النعت الأكمل ! .
توفي سنة ٩٩٢ هـ، وقد ذكره صاحب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، حيث أشار له في ترجمة الشيخ عثمان بن أحمد ابن النجار الفتوحي الحنبلي (ت١٠٦٤ هـ) أحد أجلاء علماء الحنابلة بمصر، والذي كان قاضياً أيضاً، فذكر أنه أخذ العلوم العقلية عن كثير منهم القاضي محمد الحواوشي.
٢- القاضي عبد الرؤوف الحواوشي الحنبلي.
زين الدين عبد الرؤوف الحواوشي الحنبلي، كان حياً سنة ١٠٠٩هـ ، القاضي بالمحكمة الصالحية النجمية ، والتي كان مقرها بمدرسة الصالح نجم الدين أيوب .
نعت في الوثائق والحجج الشرعية التي تعود لأعوام ١٠٠٨هـ و ١٠٠٩ هـ ، بسيدنا ومولانا، الشيخ الإمام، العمدة الهمام، عمدة الأفاضل الفخام، سليل العلماء، مفيد الطالبين.
كما ورد ذكره في وثيقة تخص وكالة أوده باشا، والتي تقع بمنطقة الجمالية بشارع باب النصر عند التقائه بشارع حبس الرحبة وشارع التمبكشية، وهي وكالة تجارية ضخمة فيها عدد كبير من المحلات الداخلية والخارجية ومنزل أثري ملحق بها وسبيل وكتاب.
٣- القاضي عبد الرحمن الحواوشي الحنبلي.
زين الدين أبو هريرة عبد الرحمن بن عبد الله الحواوشي، كان حياً سنة ١٠٤٣هـ، خليفة الحكم العزيز بالديار المصرية، تولى القضاء بمحكمة الصالح وكان مقرها جامع الصالح طلائع بن رزيك خارج باب زويلة. ثم تولى القضاء بالمحكمة الشرعية بخط أبي سعادة والخرق، ومكانها أصبح ميدان باب الخلق حالياً.
وله إشهاد على حجة وقف تخص جامع السيد أحمد البدوي بطنطا، كتبه سنة ١٠٢٨ هـ، والحجة محفوظة بدار الوثائق المصرية .
كما وقفت على حجة شرعية بإمضائه مؤرخة في ٢٧ جمادي الأول سنة ١٠٤٣ هـ. بمحكمة باب سعادة والخرق، نعت فيها بالشيخ الإمام، العالم العلامة، العمدة الفهامة، شرف العلماء، أوحد الفضلاء، زين الدين، مفتي المسلمين.
وأطلعت على مخطوط بعنوان "أسئلة أجاب عنها شيخ النحاة والفقهاء أحمد بن قاسم العبادي الشافعي(ت سنة ٩٩٢ هـ) ". طالع فيه الحواوشي وكتب على صفحته الأولى بخطه : "طالعها الحقير عبد الرحمن الحواوشي الحنبلي".
٤- أبو السرور الحواوشي الحنبلي.
أبو السرور بن شمس الدين بن عبد الله بن شرف الدين ابن أبي بكر الحواوشي الحنبلي الأزهري، المولي بجامع الصالح طلائع بن رزيك، كان حياً سنة ١٠٣٧هـ.
يبدو أن له جهود في نسخ الكتب ، فقد وقفت على نسخة من كتاب "إرشاد أولي النهي لدقائق المنتهى" لمؤلفه الشيخ منصور بن يونس بن صلاح الدين البهوتي الحنبلي (ت ١٠٥١هـ)، وهو حاشية على كتاب "منتهى الإرادات" لابن النجار الفتوحي الحنبلي (ت٩٧٢ هـ)، نسخها الحواوشي من نسخة المؤلف، حيث قال:
"وكان الفراغ من نسخها في يوم الجمعة سادس عشر صفر الخير سنة سبع وثلاثين وألف من خط مؤلفها".
أي بعد سنة واحدة من تأليف الكتاب، لأن البهوتي كتبه سنة ١٠٣٦ هـ ، مما يشير لاهتمام الحواوشي بالفقه الحنبلي، وهذه النسخة محفوظة بمكتبة جامعة برنستون.
وكتبه: عمر محمد الشريف .