سعيد فرحاوي - ثريا لغريب تمتطي شراع العشق بجاذبية عتيدة تحرك حراس الليل بزهد غريب.

شاعرة تجتر مزاجها بعشق خاص؛ تركته يتحرك وحده خارج الحسبان. كل صباح ؛بذاكرة منكسرة؛ تكتب صياغات عشقها الفريد والغريب. كل الأقنعة قابلة ان تتحرك وتتكلم؛ كما ان الحواس المجروحة العاشقة قادرة ان تحرك شراع الموت ؛ في حياة جميلة؛ بمزاج تجتره كل صباح تغني صياحها ؛ تناشد الحياة بقلب مفتوح لكل الابتسامات؛ شاعرة ترشق حمق قلبها بصوت واضح؛ تعلن أبدية وسامتها؛ فتخرج منها بيدين منفتحتين للحياة قائلة:


أجتر مزاجا زاهدا، هذا الصباح...
عليه أسماء حراس ذاكرتي العتيدة
كيف أقنعهم بالانسحاب؟
هل يوجد موت جميل
كما الحياة الجميلة؟
أم أن القصيدة هي الموت، هي الحياة
وأنا أحياهما معا...؟؟

يكفيها نظرة في عمق ماترغبه لحنا لوجودها فتراه حيا؛ حاضرا ومتواجدا في كل ما ترشقه النظرات من عتاب خفي؛ ليكلم بلحن خاص يحرك الجراح؛ كما يحددمكامن الألم الحميل الذي يصدر من كل ماتركه يتحرك فيها خارج إرادتها. تتوه بهمس خاص؛ في دهاليزقلبها تخفي صراخها ؛ فتخرج من دقات قلبها بحضور كبير لكل ما لاتكشفه أعماقها. تتحول الحياة إلى دهاليز سوداء عندما تخرج من أسرارها ما كانت في عمرها ترغبه حلما لتجليها؛ ،لانه كما تقول :

مابه هذا الشجن... يقطع عني طريق الفرح،
يقحمني في مراسيم رحيل، سنة شاخت!!
يذكرني بسلسال الوجع...

شاعرة تستحضر كل ما تراه مسعفا لدومات اختياراتها؛ تترنح هنا وهنا لكتب قصيدة تستجيب لصياغات حياة تشاؤها ولادة لتشكلها؛ مرة تخاطب القلب بوفاء كبير؛ ومرة اخرى تناشد الروح بجرح عميق؛ ومرات عديدة تعاتب الزمن والقدر لأنهما لم يسعفا الشاعرة ان تخرج من دهاليز حياة مغلقة؛ لذلك كتبت ما تخفيه أنفاسها وتارة لا تسعفها اللغة فتذهب إلى شاعر آخر لعله يسعفها ان تننفجر فتقول ما لم تقله دقات وجدانها؛ ذهبت إلى محمود درويش ليخرجها من آهاتها عندما قال :

ضع شكلنا للبحر
ضع كيس العواصف ..عند اول صخرة
وأحمل فراغك وانكساري

لم يبق لها سوى ان تعترف؛ طبعا بكل شيء؛ لم يعد أمامها شيئا تخفيه في دوامات حياة تراها بعين شاعرة؛ تترنح في كل المواقع لتقول كل شيء بكلام قليل؛ مرة ينبثق من جراحها ومرة اخرى تبحث عن شاعر آخر لعله يكون قادرا ان يسعفها ان تقول كل شيء؛ بلا اللاشيء عن اللاشيء في حياة لم يبق فيها شيئا قادرا ان يخرجها من جنون أبدي تعيشه ولا تدري نهايته؛ فحولها إلى امرأة هائجة ثائرة متمردة:

مابه هذا الشجن... يقطع عني طريق الفرح،
يقحمني في مراسيم رحيل، سنة شاخت!!
يذكرني بسلسال الوجع...

ثريا لغريب في اعترافاتها تفقد بوصلة مراقبة ما تملكه من حكامات؛ تحدد سر وجودها المجنون؛، شاعرة تعود إلى امها؛ بصفتها اللغة الخلاص؛ وإلى الاب؛ على أساس المخلص المنقذ. هما معا يشكلان القوى والدعامات؛ او الاسس القادران ان يحركا كل ما يمكنه ان يجعلها تحيى بلا خوف ولا تردد. شاعرة فقدت الثقة في كل شيء؛ سوى هاتين الدعامتين المحركتين لكل ماتريده الشاعرة مطمحا في كل الاختيارات؛ تقول:

ورثت عن أبي ضحكته الصادقة وصخب الحياة
وأخذت عن أمي بساطتها في التعاطي مع الأحداث
والنتيجة:
امرأة ثائرة في هدوئها، ومتعقلة حد الجنون...

فتنتهي قصتها باعترافات خاصة؛ اختارت الليل زمنا ؛ لعله يسعفها ان تكون قادرة ان تخرج كل ما يوجعها؛ في وحدتها الخاصة؛ وعزلتها الشعرية تكتب النبضات في يد ساعة بدون عد وبدون حساب. فلم تجد إلا الحب وحده الناطق والمحرك لكل نبضات قلب عاشق مجروح؛ تقول معترفة:

اعترافات ليلية:
فترة غيابك...بعدد نبضات قلبي
عقارب الساعة لا تجيد العدّ
...لا تعرف الحب

هكذا تكلمت ثريا لغريب في كتابات بأحلام مؤجلة؛ ترسم ألوان الوجع؛ تحدد خرائط عشق بلا ضوابط ولا محددات؛ كل شيء ممكن في حب خاص تراه شاعرة بعين جد دقيقة؛ به حركت الارض؛ ووزعت السماء شظايا شظايا؛ كل ذلك من اجل كتابة قصيدة ازلية تشهد على صياغات قلب ينبض بلا تقطعات.

سعيد فرحاوي/الصويرة.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى