تورية لغريب

المُواطِن الصّالح هو الفَقِير يَحفَظُ الجُوع وسِعرَ الدُّموع يَخافُ البَردَ وغَضَبَ الآلِهَة لا تَفتَح عُبْوَةَ الأَسْئِلَةِ المُرّة النَّاسِفَة أَخْلِفْ مَوَاعِيدَكَ مَعَ الرّهَانَاتِ المُقلِقَة الرِّهانُ زَبَدُ الطَّيْشِ ضَجِيجُ مَعرَكةٍ خَاسِرَة يُجيزُ لَكَ الغَضَبُ المَوتَ فَقَط ...
إذا كان فعل الكتابة تعبير عن القلق الوجودي، فالإبداع هو الشِّقُّ المُنير منها، بحيث يحمل في عمقه ضرورة الابتكار والتطوير، وهو ماتسعى إليه مختلف أنواع الكتابات السردية ومن بينها القصة كجنس أدبي له مكانته الخاصة، وقد شهدت كتابة القصة في المغرب طفرة نوعية بحيث " تمردت"- إن صح التعبير- على...
اركُض طويلا في دمي ليَجهشَ قلبي بِِزُرقةِ الأفق اركُض طويلا في موتي لِتَعدِلَ انهيار السُّقوط في مُرِّ الكلام... سأتركُ صمتي في أدراجِ الرّحيل وعليكَ أن تجِد لحنًا جديدا للوطن بقليل من الحزن الشارد... أرسم ملامح السقوط الهادىء على جدران غد من ضباب... أسمع نحيب الأرصفة التي اعتادت نعال المُتعبين...
لم نَرَ بهجةَ الحُزنِ بَعد... قالتِ الطُّرقاتُ قبل أن تَهوى العالقون في جيوب الموت المحلِّق فوقَ رُقعةِ التّاريخِ المُمَزَّقةِ ينتظرون... طيورَ الله لِتَحْمِلَ رسائِلَهُم لِتُكَفْكِفَ دمعَها وهي تمسحُ التُّرابَ عَن جبينِ الوطن لنْ تَضَلَّ طريقَ العودةِ إلى السَّماء هناك... طِفلٌ يَئِنّ بينَ...
المساء... لم يولد مبهما جميلا إلا ليواعدني... ليشغلني... بأحجيات الصمت الهادر جميل أنت ونادر مثل متحف قديم هكذا أحبك...فلا تلمني لا تسألني عن فخاخ علق بها اسمي وأنا أسقط في عالم قذر يرقُبُني خلف نافذة زجاجُها جارح بينما تتجاهلني نشراتُ الحروب وأنا أقبض على ماتبقى مني بكثير من الصبر ولفيف...
أبي الذي كان تاجر أثواب سميكة لم يكن يعرف نعومة السَّاتان ربّما لِأنّه أملس ناعم لا يصلُح لِأن يَهُشَّ به على خوفِنا نحن الصغار أبي الذي عبًأ طويلا ألوان الحياة في خزانة أنفاسه ربما لهذا السبب لم يضع لي خطة للنجاة من مواقد الرغيف ربما لهذا غفوت وأنا أتلقى العزاء كان طقسا جديدا ذاك الدرس...
ترحلين... كما يرحل كلُّ شيء كما في مشهدٍ ليسَ بالجَلَل كما موعدٍ لا يَقبلُ التّأجيل كما عادةٍ من عاداتِ الكونِ القديمة ترحلين... لِيظلَّ بابُ العمرِ مفتوحا أُلوّح لكِ... أنا الغريبةُ في يدي الأولى رسائلُ لم تَصِل وفي الثّانية راحُ الوداعِ المُتكرّر أشجبُ الغياب كالبحر يعودُ أدراجَه يائسا...
يُخاتِلُني صدى صوتِك البَعيد قال : اقطعي شريان عهدِنا القديم اعبُري وحيدةً كما كنتِ غوصِي في ملكُوتِ وحدتِك الشّهيّة واقنعِي نفسَك أنّ ليلَ السُّهاد طويل وأنّكِ لا تُطِيقِين حُلكَة الظّلام قلتُ : لكنَّني أتجرّعُ المسافات في لُجِّ السُّكون قال : أنتِ في حلم إذن ! على اللَّيل أنْ يُجفّفَ الأنوارَ...
النجوم في عينيها تومض يخدش لمعانُها سواد المكان وضوء الهلال في يدها يجزّ سيقان سنابل القمح اليابسة هذا الحصاد الرّاني إلى ما تبقى من ألحان بائدة سمفونية هجير تتسربل ثرثرة سائلة هذا الحصاد الليلي جُدجُدٌ يُداري وحدَته على رأس الفدّان الحليق الفستان المروحة يلتفُّ في غنج يستدرج نسائم زائرة الألحان...
ها أنا أعود إليَّ من جديد شفافّةً أُحدّثُني عن الضّجيج العالق في ثقوب الذاكرة عن جنازاتٍ فقدت الأمل عن غدٍ اغتالته أيدٍ غادرة... أحتفي بقطعة بيضاء نجت من حرائق الشعر أمسح آثار أحلام ساذجة من بيت لم أمتلكه وواقع حلّ ضيفا ثقيلا ولم يغادر بعد.... أنا سارقةٌ ماكرة أسرق الجمر من تاريخ الحكايات...
الغربة و الاغتراب : مصطلحان يحملان في طياتهما كثيرا من الشعور السلبي إذا ما اقترنا بالإنسان، فالغربة هي هجرة سواء أكانت طوعية أو قهرية تحت ضغط ما اقتصادي ، اجتماعي أو نفسي ، تقترن في الأذهان برحلة خارج الوطن ، بتوديع للأرض التي نشأ فيها الفرد ، و بتوديع الأقارب و الأهل والأصدقاء ، و تختلف...
في الشارع المقابل لجرحنا القديم نزيف لا يخاف الموت وحدها / سنابل القمح تعلم كم من فاه ضاق به الرغيف وحده الرب يحصي في سجل الحياة أطفال الوعود الكاذبة وهم يتساقطون تباعا في يدِ قابلةٍ لم تُحصّن نفسَها من الحياة... أمّي القابلة تُخرِج عِطرَها القديم تنتظر أبي الذي لم يَعُد من ساحة البارود إلا...
وحيدة أمضي... كغيمة صيفية كأغنية عابرة... بِحُبّ كبيرٍ أمضي وبين ضلوعي نصفُ قلب لا أفاوض من أجل شيء المَشاهد أمامي تتكرّر مُستودَع الحياة مكتظ ومِنجل الموت يشحذ نفسه موسم الرحيل يمتد الكل يرحل يسافر يموت يُمعن في البعد لا يرافقني سوى مهاجر سرّي بدون جواز سفر يحمل سحنة المارقين يتدثر...
ما رَأيُكَ أن نُجرّبَ الاحتمالَ الأخِير أنا أبتسمُ لك مِن بعيد ٍوأنت تَقِيس قامةَ عِشقٍ بِجَمال مُهرٍ جَمُوح بِلون عَينيَّ الحَوراء دَعنا نختزلُ عددَ ساعاتِ الثَّرثَرة في هَبَّاتِ النَّسَمات عِندَ الشَّفَق نُنظّف ثُقوبَ قَلبَينَا بِتَأنٍّ نَملَؤُها بِحرفٍ رُضاب لَكِنَّك لستَ جَسُورا بِما...
ها انا أكذب للمرة الألف أخبرك أنني لست بخير أستعد لصلاة الغائب من جديد أتدحرج في سقوطي الكبير كحبات التين المسكرة وأبتسم لمساحة الصدق في عيني أبتسم للقهر والعناء للحبيب الذي خذلني للأحراش والوديان وأسراب الفراشات عند قدوم الليل... أتوسد ثقوب قلبي وتفاصيل صغيرة جدا سقطت من جُبّ الوهم وعند...

هذا الملف

نصوص
51
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى