آخِرُ نبضٍ فيك يانيسان
ستمضي بما يليق بك
من غزَل منمَّق
من شذوِ العصافير
وتراشُق الشعراء
في مدح جمالك الوضَّاء
ستمضي لحتفك
وتترك خلفك قلبا
تَسحَلُه...
بقايا وهم جميل
لكنك ستُنسى حتما
عندما تستعيد الصباحات
دفء الشمس من جديد
عندما تتوالى الفصول لاهثة
ستُنسى...
لأننا نبستم دوما للقادم
نلبس ثوب...
متعبة أنا كأفكار العناء
كجنازة طال فيها المسير
نحو مقبرة في أقاصي المدينة
أيُّ قلبٍ هذا الذي أحمل
تتهاوى منه بقايا الحياة
ولا يملك الموت الرحيم
وحيدا يتمدد...
بطيئا...يوقظه صخب الليل
القصيدة خارج الزمن
وأنا ..
خارج النص
خارج الموت
وبعيدة جدا عن النجاة
ماذا تفعل امرأة مثلي
أحرقت ظِلَّها
من...
هزيمة العشق انتصار
على وقعها...
أتأمل اخضرار الأشجار
أنا التي لم أتغزل بجمالها يوما
كما الذين احترفوا كتابة الأشعار
هزيمة العشق مدعاة للترفع
لشرب القهوة على مهل
وأنا التي
أدمنت شربها
على وقع أسرار الحكايات
هزيمة العشق
استشراف صبح
تثاءب في غنج
وهو يهديني استراحة محارب
حارب طواحين الهواء
ليس...
هذا قريضي يرمم شظايا بلور مكسور
وذاك الظلام يخبىء سوءة الأسقام
في كل يوم أوقظ سبات الصباح
ليأتي متكاسلا يضيء عيني النهار
يلعن نظرة الحزن في مقلتيك
ثم يدعوك للعبة النرد القديمة
ولأن الله يحب الطيبين
لم أُجِد يوما هذا الهُراء
أنا أيضا لستُ بناسكة
لكنّني صادقة...
تعودتُ أن أنظر ملء عيني
إلى...
سقوط ورقة التوت
لربما يغدو حكاية
أو وشاية
أو مجرد عرض مسرحي
لا أكثر
لربما يصير فرحا
تستريح في ثناياه
قلوب العالقين
اضطرارا
أو تكتمل الفصول
بالقبض على حلم هارب
ولا نصل متعبين
حيث الحضور
كحبات المطر
في فصل الربيع
لربما نغفو وقت الهجير
إلى أن ينتهي نزيف الحروف
ويعتذر المساء
عن الظلام
لأعشقك مرتين...
في هذه الأثناء
أغازل إغفاءة السماء
أقول ما تعثرت لغتي به
بابتسامة ظهرت
في صورة
لم تجمعنا بعد
في قصائد حب
لم أكتبها بعد
أشتهي ركوب كل القوارب
التي تقودني إليك
كعجوز تبحث عن الحكمة
في أقاصي اليابسة
لا حاجة لي بالنسيان
وأنا أنزلق من حلمك
وأنا أروي ظمئي الممتد
على طول أنفاسك المتلاحقة
سأموت وعشقك...
أخرج من جلدي مرَّةً أخرى
امرأة تقطُرُ حُزنا أبِيًّا
شاسعا لا عباءة تدثره
لأخبرك يا نيسان أنك الأشرس
وأنَّ كل الذين تغنَّوا بمجيئك
طيبون وسُذّج
وَاريْتَ وجهَك القبيحَ عَنهُم
وداهمتَني به ذات صباح
ابتلعتُ دموعي
ولملمت بقاياي
وأنا أتحمّل برودة ذاك اليوم العاصف
موجع أنت يانيسان
لكنَّك حكيم
مثل أبٍ...
وسط جموع العابرين
نتعثر بأطياف أحلامٍ
النَّاجون بصرخةٍ مكتومة
يُكمِلون المسير
وفي الحلق غَُصّة
اسمها الوطن...
الناجون يحلُمُون بتابوت
مرصع بالهزائم...
ستعجز عن حمله يا وطن...
ياوطن !
مَدينون نحن لك دوما
بالمُقام، وبالسكن
على أرض لم نخترها
على واقع رضعنا منه طويلا
حتى نسينا وقت الفطام
نصُوم...
أفكر في أن أكنس ذاكرتي
للمرة الألف
من ظلال مهترئة
فقدَت عيونها
فاستعارَت عيونَ الشَّمس
أفكرُ جدّيا في القبلة الأخيرة
كم شخصا ممن نحبهم
سننحني بثقل اللحظات الراسخة
فوق أجبنتهم الباردة
ندعي السماح
ندعي الأمل
ندعي كل شيء
إلا الألم...
صادقّ يستشري
في أرواح
تلبس الوهم من جديد
الحب ابن الموت
لذلك...
آه يا نيسان
كم من ذكرى تنفجر في القلب
عصية على النسيان
كلما تفقدت الصدأ
عالقا بشغاف قلبي المتعب
وأدتُ الدّمعَ المتحجر في الأجفان
ماكر أنت يا نيسان
حين لم تسعفني
أنشودة الوداع
لظل فارغ
ذهب للموت مبتسما
الموت أصدق الحقائق
والحرقة تميمة
معلقة على جيد مفجوع
مرصعة بعشرات الأسئلة
لم تستطع مواساة روح...
عندما عشقتُك...
جمعتُ حقائب الأمس العابس
رميتُ اغترابي بنبل أسطوري
نصَّبتُك سلطان مملكتي
فسكبت فيك أروع أشعاري
عندما عشقتك
توسدتُ أحلام الأنقياء
ورسمتُك بين النجوم
بدرا لا يضاهيه سناء
عندما عشقتك
جاءني الليل يُهديني
ضفيرتي وأنا طفلة
والصبح ينافس ملامحي
على التوهج
فاعتذرت للعالم من حولي
قبَّلتُ...
المرأة التي تكتب الآن
مازالت تغزل صوف الشتاء
تَحِيكُ منه أروعَ رِداء
تُعدِّد أرقامَ المارِقين
وتُسدِل فوق كتفيها
كل الذكريات
منذ رحيلها...
منذ سنوات...
أجادت القفز بين القبور
نحتت شاهدة قبرها
كما يليق بالخالدات
مابال نبضها يجتر البقاء
كما هو حال المتعبين
عطشى... تائهين...
مجرد حروف جائعة...
لدي فكرة حارقة...
هي حِصَّتي من شرور هذا العالم
يكفي أن تجتمع على مائدة الوهم
كل الوحوش المقنعة
و الأجساد القديمة
وذاك القمر الماكر
حول أحلام معطوبة
ترسم غيمة زرقاء
بأصابع مبتورة
يَخطُّون رسائلَهم الأخيرة
بحُجّة الوداع الأخير
ستَسقط الأقنعة قطعا
قبل حفلة الاحتراق
وتُسكب من جيب الزمن
ذكريات...
جُبَّتي فارغةٌ جِدّا إلاَّ..
من همسٍ ثقيل
وفرحٍ قابعٍ
بين ثنايا الوجع،
يستنفر رحلتي المؤجلة
بأثر رجعي ووعد قديم
هل حدث وأخبرت هذه الحروب
أنّني لا أجيد الانكسار؟
هي لا تعرف ملامح القسوة
ولا أنني من وراء الشمس
أخترقت السحاب
أدمنت عبق جِلدي
وأنكرت معنى الانتظار
مابال عشقك اليوم...
يخطو نحوي؟؟...
يعبُرُني طيفُ هواكَ هذا الصباح
يُذكِّر قلبي بِحَرِّ التَّلاقي
بِدفءٍ صاخبٍ
فَيُعمّق شقوق الحنين لرؤياك
أُحصِي عدد خفقات قلبي
لِأسقُط للمرّة الألف
في عشقك...
أفكر في كل النساء
اللواتي عرفتَهن
فيُلجَم فمي عن التّعداد
أُقنع نفسي
أنَّ آخرَ امرأة قضت ليلتها
في أحضانك...تبخرت
أو أسقطتَها عُنوة
من...