في الشارع المقابل لجرحنا القديم
نزيف لا يخاف الموت
وحدها /
سنابل القمح تعلم
كم من فاه ضاق به الرغيف
وحده الرب
يحصي في سجل الحياة
أطفال الوعود الكاذبة
وهم يتساقطون تباعا
في يدِ قابلةٍ لم تُحصّن نفسَها
من الحياة...
أمّي القابلة تُخرِج عِطرَها القديم
تنتظر أبي الذي لم يَعُد
من ساحة البارود
إلا...
وحيدة أمضي...
كغيمة صيفية
كأغنية عابرة...
بِحُبّ كبيرٍ
أمضي
وبين ضلوعي
نصفُ قلب
لا أفاوض من أجل شيء
المَشاهد أمامي تتكرّر
مُستودَع الحياة مكتظ
ومِنجل الموت يشحذ نفسه
موسم الرحيل يمتد
الكل يرحل
يسافر
يموت
يُمعن في البعد
لا يرافقني
سوى مهاجر سرّي
بدون جواز سفر
يحمل سحنة المارقين
يتدثر...
ها انا أكذب للمرة الألف
أخبرك أنني لست بخير
أستعد لصلاة الغائب من جديد
أتدحرج في سقوطي الكبير
كحبات التين المسكرة
وأبتسم لمساحة الصدق في عيني
أبتسم للقهر والعناء
للحبيب الذي خذلني
للأحراش والوديان
وأسراب الفراشات
عند قدوم الليل...
أتوسد ثقوب قلبي
وتفاصيل صغيرة جدا
سقطت من جُبّ الوهم
وعند...
حرف مخمور
1 القصيدة حرف مخمور
يترنح في رقصة غجرية
الليل...
زاوية ينسكب فيها رماد البسطاء
اقفل نوافذك
وغادر
اترك تذكارك الأخير
نجمة وحيدة
تضيء عتمة الحنين...
2 الحب أمامي
يمر معلبا في أكياس الوهم
مختنقا
يعبر إلى الضفة الأخرى
3 لا تصدقوا...!
أن الأرض تتسع للجميع
كانت رغبة ميتة
مات...
أكتب الشعر...
لأحفظ قلبي أحمر
وغدي أبلج
وليصير الماضي ركاما
منصهرا
في حميم الأزل
أكتب الشعر...
لأنني لا أتقن لغة الأرقام
في تقلبات البورصة
لا أطيق صوت الرصاص
حينما
يشتد وطيس الحروب المستعرة
أكتب الشعر...
لأن عبق الحرف
يَعدل ظَهر الأيام العصيبة
يُعمّد الشمس بنور لا يصدأ
فترتفع سدرة اللغة
تزين...
أحببتُك...
لم يكن أمرًا كافيا
كي أستفيق...
على صبح فاغرٍ فاه
كي أُسقِط سهام الحروب
وأُحرق تابوت الغروب
أحببتك صدقا...
وما ظننتُ
أنَّ ظِلال الهَجر
تُلاحق مَمشاك
عُذرا مِنك سيّدي
فقد فشلتُ حقّا...
في أن أكون مجرّد امرأة
تتأفّف من وَصلك
تقضي اليوم في الأسواق
أكبر انشغالاتها...
اقتناء حقيبة يد...
تحكي جارة القمر...
عن اللاأشياء اللامعة
عن أقراط لا تصدأ
وعِقد...
كلما تحرش بجيدها
صار أضيق
عن أشعار المساء
وهي ترسم بلون الحناء
مشاتل ورد لا يذبل
وهي تسحل النجوم
على جبين الليل
تحكي...
عن وهجٍ
زار قلبها خلسة
حين احتست نبيذ العشق
دفعة واحدة...
حين كانت تلهو
في حضن القصيدة
كأنها النيزك
يعيد...
بعد حين
ستتعلم كيف تختبىء من قلبك
بعد أن خبّأتَ فيه طويلا
أسرار الحياة
قصص النازحين
وأنصاف الرحيل
لن تشير بأصابع الاتهام
للذين زرعوا القذائف
تحت سرير صدرك الرحب
وتابعوا المسير في هدوء أبكم
لن تعاتب الشمس التي استقالت
من ليلك الطويل الحالك
ستُقبّل رغيف أَمسِك اليابس
مُبلّلا بماء عينيك المالح
لن...
اعتاد انتظارها على نفس الطاولة
في نفس المكان
بنفس العطر على قميصه
لكنها لم تشرق هاته المرة
النادل أيضا سئم الانتظار
وفنجان القهوة صار باردا
غطى الضّجيجُ صخبَ التّساؤل
لم يحتجّْ أحدّ
ترك المقعد لرجل آخر
قد يأتي رُفقة فاتنةٍ
فينسى النّادل
زبونتَه الأولى
ويقدّم القهوةَ ساخنةً
تورية لغريب
اصغِ جيّدا في حضرة الألم
فهو الأجدر بالاحترام وبالتقدير
هو من يحيي فينا الإنسان
مَن يُلقّنُنا حروفَ الأمل
ويُعلّمُنا أنَّ أطولَ الطريق
هو ذاك الذي مَشيناه بقلوبنا
بينما يهربُ الوصولُ
للاتّجاه الآخر من العالم
كنتُ في زيارة خاطفة للفرح
حيث العالم مكتظ بالنازحين
وكانت فرصتي
لِأُرمّم وجهَ القمر...