حسنة أولهاشمي - هكذا تحولت إلى شجيرة

لم أكبر في بيت فيه موسيقى
لم أتمايل في الصبا
على إيقاع لحن
أو رعشة وتر
كنت غصنا ذائبا في حراك الظلال
أستعيرمن جلد التراب أنفة الاخضرار
هكذا تحولت إلى شجيرة
حريصة على النظر
واجمة عند الكلام
كنت فقط أرعى شفاه النجمات
حين تتحرك في عيون أبي
أتوسل لضوئها أن يقضم
من ثوب الليل
مايكفي من ثقوب
لأطل على صفوف السلاحف
التي تعلو سقف رأسي الصغيرة
السلاحف
التي كانت قبْلا
إيقاعات ماء هاربة تيبست في دم الوادي
حين فقأت دهشتها طراوة الجريان
السلاحف
التي كانت قبْلا
لحون رجفات
موزعة على رؤوس أصابع
يعبرملمسها مراتع جسد نيئ جديد
فتتفجر دهشات السؤال والخوف
السلاحف
التي كانت قبْلا
سلال ضحكات أطفال صغار
في يدهم حلوى " المنبه " الرطبة المنقوشة بإتقان
ينام العالم في عيونهم
وهم في طريقهم إلى الكُتاب
غير مبالين بالرهبة المقيمة
في مربع نظارات الفقيه " الكنتاوي " ..
كم من الخطى تلزم ليستفيق الزحف
في رأسي الكبيرة الآن
كم من ثقل لا يلزم المعنى
لتتخلص سلاحف الكلمات من ظهروها الوازنة
للعبور إلى جنة الخلاص ؟؟
كم من خلاص يصبح ساقه مبتورا
إن تعجل شهوة الخفة !!
أعلى