عندما تلقى الكاتب السوفيتي فاسيلي كروسمان(1905-1964) خبر مقتل والدته ايكاترينا جروسمان1941 ضمن عملية اعدام جماعية ليهود اوكرانيا كان قد نفذها الجيش النازي اثناء اجتياحه لأوربا الشرقية في الحرب العالمية الثانية, كان جروسمان قد اوفد انذاك مع الجيش السوفيتي كمراسل حربي و جل حلمه وغاية امنياته العزيزة ان يحرر الجيش السوفيتي او يسرع في تحرير بلدة بيرديجييف الاوكارنية مسقط رأسه ومحل اقامة والدتة الاسيرة لدى النازيين كي ينقذ حياتها لكن أوامر التخلص من يهود اوكرانيا كانت قد سبقته وهكذا وجد جروسمان نفسة محطم الامال اسفاً على ما حل بوالدته التي لم يعلم حتى كيف قضت اخر ايام حياتها المريرة!
لكن عندما حرر السوفييت اوكرانيا من براثن النازيين اسرع جروسمان الى محل اقامة والدته في بلدة برديجييف واخذ بجمع معلومات من الجيران والاصدقاء عن والدته عله يجد وسيلة لمعرفة كيف قضت اخر ايامها، لكنه لم يستسلم لليأس والاحزان التي غزت قلبه على مصير والدته وحياتها “المُرة” كما وصفها لاحقاً في احدى رسائله، بل قرر ان يعدها بأنه وان أخفق هذه المرة في انقاذ حياتها فأنه سيتصرف على نحو افضل في المرات القادمة، وفعلاً عبر عن موقفه الرافض بشدة وشجاعة من سياسات ستالين الشمولية من مصادرة الحريات وفرض الوصاية على كل كبيرة وصغيرة، وقد كان لهذه المواقف الشجاعة ثمن باهض دفعه جروسمان حتى اصابه سرطان الرئة وظل يكتب حتى اخر يوم بحياته غير مكترث بالعواقب التي طالته منها انه مُنع من النشر وصُدرت روايته الشهيرة “الحياة والمصير” التي تضمنت شيئاً من حياته ومأساة والدته ورسالة اخيرة “متخيلة” منها، كذلك اقتحمت الاستخبارات الروسية منزله فور تسليمه هذه الروايةالى دار النشر وصادرت كل ما كتب وجميع انواع الكتابة والمسودات في منزله والتي لم تعلم انه اودع نسختين من الرواية الى صديقين احتفظ احدهما بالنسخة الى ثمانينات القرن العشرين وهُزبت بمايكروفيل الى فرنسا وكاد جروسمان ان يُعتقل فعلا لولا الموت المفاجئ لستالين، الذي وصفه بدقه في روايته الاخيرة وهو على فراش الموت “كل شئ يمضي” المكتوبة بين (1955-1963)حين قال” خرجت جموع غفيرة في شوارع الوطن متدافعة وفي داخلها رغبة عارمه مضطربة بأن ترقص فرحاً او تبكي الماً وحسرة في حيرة من امرها اذ انها لم تتخيل ابداً ان ستالين ،هذا الاله الارضي، يموت هكذا فجأه بدون ان يأخذ امراً من ستالين نفسه بالموت” خلص كروسمان بأن المبدع الحقيقي والمثقف موقف انساني ضد الظلم وان الصمت عار مجلل حين يكون الكلام واجباً وضرورة.
المقال منشور على موقع اكتب
لكن عندما حرر السوفييت اوكرانيا من براثن النازيين اسرع جروسمان الى محل اقامة والدته في بلدة برديجييف واخذ بجمع معلومات من الجيران والاصدقاء عن والدته عله يجد وسيلة لمعرفة كيف قضت اخر ايامها، لكنه لم يستسلم لليأس والاحزان التي غزت قلبه على مصير والدته وحياتها “المُرة” كما وصفها لاحقاً في احدى رسائله، بل قرر ان يعدها بأنه وان أخفق هذه المرة في انقاذ حياتها فأنه سيتصرف على نحو افضل في المرات القادمة، وفعلاً عبر عن موقفه الرافض بشدة وشجاعة من سياسات ستالين الشمولية من مصادرة الحريات وفرض الوصاية على كل كبيرة وصغيرة، وقد كان لهذه المواقف الشجاعة ثمن باهض دفعه جروسمان حتى اصابه سرطان الرئة وظل يكتب حتى اخر يوم بحياته غير مكترث بالعواقب التي طالته منها انه مُنع من النشر وصُدرت روايته الشهيرة “الحياة والمصير” التي تضمنت شيئاً من حياته ومأساة والدته ورسالة اخيرة “متخيلة” منها، كذلك اقتحمت الاستخبارات الروسية منزله فور تسليمه هذه الروايةالى دار النشر وصادرت كل ما كتب وجميع انواع الكتابة والمسودات في منزله والتي لم تعلم انه اودع نسختين من الرواية الى صديقين احتفظ احدهما بالنسخة الى ثمانينات القرن العشرين وهُزبت بمايكروفيل الى فرنسا وكاد جروسمان ان يُعتقل فعلا لولا الموت المفاجئ لستالين، الذي وصفه بدقه في روايته الاخيرة وهو على فراش الموت “كل شئ يمضي” المكتوبة بين (1955-1963)حين قال” خرجت جموع غفيرة في شوارع الوطن متدافعة وفي داخلها رغبة عارمه مضطربة بأن ترقص فرحاً او تبكي الماً وحسرة في حيرة من امرها اذ انها لم تتخيل ابداً ان ستالين ،هذا الاله الارضي، يموت هكذا فجأه بدون ان يأخذ امراً من ستالين نفسه بالموت” خلص كروسمان بأن المبدع الحقيقي والمثقف موقف انساني ضد الظلم وان الصمت عار مجلل حين يكون الكلام واجباً وضرورة.
المقال منشور على موقع اكتب