تحاول بعض المؤسسات ولاسيما الغربية استحمار النقاد والقراء العرب .. ناسية او متناسية ان هنالك جيش عربي من النقاد والقراء المثقفين يميزون العمل الادبي من بداية الفقرة الاولى من الكتاب. وهنا اقوم ببيان وجهة نظري في هذه الرواية بكل موضوعية وعلى حلقات.
من اهم العناصر الاساسية لتشكيل اية رواية هي : بناء الشخصيات - الحبكة - اللغة - الفكرة (الثيمة) الديناميكية - التقنية. هذه هي القاعدة الذهبية لوضع الرواية في طريق الخلود، ولدينا العديد من الأمثلة من الروايات العربية والأجنبية مثل ايميلي برونتيه وفوكنر ونجيب محفوظ وآخرون.
بناء الشخصية: لم يسعف الحظ الكاتبة في بناء شخصيات مجسمة ثلاثية الابعاد (life-like characters) بل تم تسطيح هذه الشخصيات لتبدو عائمة وتائهة في تضارب مع نفسها احيانا ومع الاخرين احيانا اخرى من خلال صراعات غير مبررة الدوافع مما يشتت ذهنية القارئ ويضعف ايمانه بواقعية التجربة. فكان يفترض بالكاتبة ان تعمق شخصية (ميا) تدريجيا لكي تمنحها مصداقية الوجود في العمل. ماحدث هو ان الكاتبة ابتدأت سردها بالجملة التالية (ميا التي استغرقت في ماكنة خياطتها السوداء ماركة الفراشة ، استغرقت في العشق).. جملة فضفاضة وهشة وضعيفة التركيب لغويا.. ويمكن تأويلها بمعان عديدة:
- ميا التي استغرقت في اصلاح ماكنة خياطتها
- ميا التي استغرقت في حمل ماكنة خياطتها
- ميا التي استغرقت في تنظيف ماكنة خياطتها
- ميا التي استغرقت في تحطيم ماكنة خياطتها
كل الاحتمالات واردة في ذهنية قارئ يبدأ السطر الاول من عملية السرد ولذا يتوجب انتقاء جملة ذات كلمات دقيقة ومحسوبة كي نبتعد عن اي ايهام محتمل عند القارئ ويخل ببنية السرد.
وبهذا النمط يستمر عمل الشخصيات المتناثرة الى النهاية دون خلق قناعة وافية في ذهن القارئ بمصداقية هذه الكائنات المسخ.
اما لغة السرد فهى لغة مدرسية انشائية بحتة واكتفي بنقل نموذج او اثنين ليتبين للقارئ ضحالة لغة السرد المستخدمة في هذا العمل:
(( كانت تجلس على كرسيها الخشبي خلف الماكنة في آخر الدهليز الطويل حين جاءت امها هللة ووضعت يدها على كتفها (ميا يابنتي..ولد التاجر سليمان يخطبك، تشنج جسد ميا ..اصبحت يد امها ثقيلة بالغة الثقل على كتفها، جف حلقها ورأت خيوطها تلتف حول رقبتها كمشنقة. ...وانتهى الموضوع.. لم يفتحه احد ثانية. ))
اسلوب مملوء بالايهام السلبي. (جاءت امها هللة ووضعت يدها على كتفها) والقصد هو على كتف ابنتها..
...وانتهى الموضوع.. لم يفتحه احد ثانية. والصياغة السليمة الناضجة للجملة هي : وانتهى الموضوع الى هذا الحد ولم يتطرق اليه احد مرة اخرى. اما استخدام مفردات مثل (لم يفتحه احد) و (ثانية) فهذه امور قد ترد في انشاء مدرسي وليس في رواية..
كما ان الكاتبة تستخدم في سردها عبارات عشوائية ربما وردت في ذهنها ولكنها لاترتبط بالمعنى والموقف للشخصية.
(ميا تركت الصلاة سرا..قالت بصوت خافت: ياربي حلفت بك...).. التساؤل: ماعلاقة مفردة (سرا) بدعاء ميا.. هل كانت ميا تصلي جماعة حتى توصف بأنها تركت الصلاة وبدأت في الدعاء؟ حاولت كثيرا كي اجد مدخلا لفهم استخدام كلمة (سرا) فلم افلح..
وهنالك امثلة كثيرة على ضحالة الاسلوب اللغوي للكاتبة وليس لدى متسع من الوقت للولوج فيها.
والحديث عن حبكة الرواية امر محزن تماما. فلا حادثة ابتدائية ولا تعقيدات صاعدة تقوم على السبب والنتيجة ولا ذروة ولا تعقيدات نازلة صوب النهاية.. فتراءى لي ان الكاتبة تجهل مقومات الحبكة الفنية ولذا كان انزلاق احداثها ضمن السرد انزلاقا عشوائيا لايقود الى شئ. احداث كثيرة غير مترابطة تتخللها اسماء اكثر منها.. امر يؤدي الى الملل والسأم لدى المتلقي.
اما الكارثة الحقيقية هي في سوء استخدام الكاتبة لتقنية تيار الوعي او مانطلق عليه (التداعيات). ماتجهله هذه الكاتبة هو ان البناء الداخلي للسرد وتقنياته يبنى على اجزاء مترابطة بغرزات خفيه لايمكن رؤيتها من الخارج. وكلما كانت الغرزات الرابطة لاجزاء النص مخفية كلما ازداد زخم المعنى عند المتلقي.
خير من ابدع في استخدام تقنية تيار الوعي هم وليم فوكنر في روايته الصخب والعنف وكذلك الكاتب فاتح عبد السلام البزاز في روايته عندما يسخن ظهر الحوت والقاص المعروف ابراهيم سليمان نادر في روايته نهر الاباطرة واعمال اخرى.
يتلخص تكنيك تيار الوعي في انه ارتجاع احداث ماضية على التعاقب او بشكل عشوائي في ذهن الشخصية نتيجة لمحفز حاضر. في رواية الصخب والعنف يستذكر (بنجي) احداث ماضية لعائلته.. بنجي الذي يروي الحكاية في 7 نيسان 1928 معتوه، يسمع ولكن لا ينطق ولا يستطيع إلا الصراخ والعويل وهو حين يروي الحوادث لا يستطيع أن يرتبها زمنياً، وما حدث قبل عشرين سنة وما حدث اليوم كلاهما متساوي الأهمية في سرده، متساوي الوضوح بكل ما فيه من جدة وطرافة وبراءة، إنها حكاية يرويها معتوه. ينظر بنجي الى النار المنعكسة على حلقة امه الذهبية باستغراق (تحفيز حاضر) فتأخذه دوامة من الافكار المتتابعة صوب الماضي يولد بعضها البعض ..يذكره تلألآ النار وانعكاساتها باحضان امه في شتاء ما.. ويستمر هذا التداعي قدر مايتذكر بنجي.
وبما ان هذه التقنية كانت حديثة في عهد فوكنر ولكي لايقع اي لبس مابين الماضي والحاضر كان فوكنر يطبع حروف فقرات التداعي داخل النص بلبند العريض ليميزه. ولايستخدم الكاتب المحترف اية اشارة الى بدء عملية التداعي مثل العبارة الغبية (وهنا بدأ يتذكر..).. بل يستمر النص الحاضر منسابا الى الزمن الماضي بكل عفوية وهنا تكمن عبقرية الكاتب في اخفاء غرزات الربط.
نعود الى سيدات القمر واسلوب التداعي كي نرى مدى التطبيق وعمقه. نقرأ العبارة الاستذكارية التالية في الرواية: لم اكرهها، حين كنت صغيرا جدا كانت تسكن مع عمي...) كان يتوجب فنيا اخفاء هذه الغرزة الغبية (حين كنت صغيرا) والانتقال الى حدث مضى باسلوب التداعي التلقائي .. الانتقال الى الحدث ذاته مباشرة.. لان زمن الفعل كاف لاحداث تأثير التداعي..
وتصر الكاتبة على استخدام مثل هذه الغرزات الغبية فتقول في مكان آخر (انها تتذكر ذلك اليوم جيدا) .. كليشيهات يمكن الاستغناء عنها بعبارات اكثر تماسكا في البنية والمعنى لاحداث فعل التداعي.
فشلت الكاتبة تماما في اخفاء غرزات ربط النص مما شوه المعنى والبناء السردي وشل الانتقال السلس والتلقائي للحدث الى ماضيه..وتتكرر هذه الاخطاء الفنية الى نهاية العمل. واظن ان سبب هذا القصور الفني هو في عدم استيعاب الكاتبة تقنيات تيار الوعي stream of comsciousness فولدت سلسلة من الاحباطات الفنية المتعاقبة.
وحينما تقرأ النص الانجليزي ستجده وكأنه يتحدث عن رواية اخرى. نعم هي ذات الثيمة العامة ولكن المترجمة ببراعتها استطاعت القفز فوق معظم ماذكرته في مقالتي من اخطاء فنية كي يولد نصا مترجما جديدا باسلوب وبناء لغوي انجليزي خال من اثام تقنية مهلكة. نعم استحقت المترجمة الفوز بالجائزة رغم اعترافها بأنها لاتجيد العربية واللهجة العمانية بشكل سليم!!! حتى عنوان الرواية تم استبداله من قبل المترجمة .. من سيدات القمر الى Celestial Bodies (اجرام سماوية) ..وهو من الامور غير المألوفة.. وفازت بجائزة المان بوكر 2019 مناصفة مع المترجمة!!!
© مأساة (سيدات القمر) لجوخة الحارثي - د. ازهر سليمان - استاذ الادب الانجليزي - المنار الثقافية الدولية
المصدر: مأساة (سيدات القمر) لجوخة الحارثي - د. ازهر سليمان - استاذ الادب الانجليزي
من اهم العناصر الاساسية لتشكيل اية رواية هي : بناء الشخصيات - الحبكة - اللغة - الفكرة (الثيمة) الديناميكية - التقنية. هذه هي القاعدة الذهبية لوضع الرواية في طريق الخلود، ولدينا العديد من الأمثلة من الروايات العربية والأجنبية مثل ايميلي برونتيه وفوكنر ونجيب محفوظ وآخرون.
بناء الشخصية: لم يسعف الحظ الكاتبة في بناء شخصيات مجسمة ثلاثية الابعاد (life-like characters) بل تم تسطيح هذه الشخصيات لتبدو عائمة وتائهة في تضارب مع نفسها احيانا ومع الاخرين احيانا اخرى من خلال صراعات غير مبررة الدوافع مما يشتت ذهنية القارئ ويضعف ايمانه بواقعية التجربة. فكان يفترض بالكاتبة ان تعمق شخصية (ميا) تدريجيا لكي تمنحها مصداقية الوجود في العمل. ماحدث هو ان الكاتبة ابتدأت سردها بالجملة التالية (ميا التي استغرقت في ماكنة خياطتها السوداء ماركة الفراشة ، استغرقت في العشق).. جملة فضفاضة وهشة وضعيفة التركيب لغويا.. ويمكن تأويلها بمعان عديدة:
- ميا التي استغرقت في اصلاح ماكنة خياطتها
- ميا التي استغرقت في حمل ماكنة خياطتها
- ميا التي استغرقت في تنظيف ماكنة خياطتها
- ميا التي استغرقت في تحطيم ماكنة خياطتها
كل الاحتمالات واردة في ذهنية قارئ يبدأ السطر الاول من عملية السرد ولذا يتوجب انتقاء جملة ذات كلمات دقيقة ومحسوبة كي نبتعد عن اي ايهام محتمل عند القارئ ويخل ببنية السرد.
وبهذا النمط يستمر عمل الشخصيات المتناثرة الى النهاية دون خلق قناعة وافية في ذهن القارئ بمصداقية هذه الكائنات المسخ.
اما لغة السرد فهى لغة مدرسية انشائية بحتة واكتفي بنقل نموذج او اثنين ليتبين للقارئ ضحالة لغة السرد المستخدمة في هذا العمل:
(( كانت تجلس على كرسيها الخشبي خلف الماكنة في آخر الدهليز الطويل حين جاءت امها هللة ووضعت يدها على كتفها (ميا يابنتي..ولد التاجر سليمان يخطبك، تشنج جسد ميا ..اصبحت يد امها ثقيلة بالغة الثقل على كتفها، جف حلقها ورأت خيوطها تلتف حول رقبتها كمشنقة. ...وانتهى الموضوع.. لم يفتحه احد ثانية. ))
اسلوب مملوء بالايهام السلبي. (جاءت امها هللة ووضعت يدها على كتفها) والقصد هو على كتف ابنتها..
...وانتهى الموضوع.. لم يفتحه احد ثانية. والصياغة السليمة الناضجة للجملة هي : وانتهى الموضوع الى هذا الحد ولم يتطرق اليه احد مرة اخرى. اما استخدام مفردات مثل (لم يفتحه احد) و (ثانية) فهذه امور قد ترد في انشاء مدرسي وليس في رواية..
كما ان الكاتبة تستخدم في سردها عبارات عشوائية ربما وردت في ذهنها ولكنها لاترتبط بالمعنى والموقف للشخصية.
(ميا تركت الصلاة سرا..قالت بصوت خافت: ياربي حلفت بك...).. التساؤل: ماعلاقة مفردة (سرا) بدعاء ميا.. هل كانت ميا تصلي جماعة حتى توصف بأنها تركت الصلاة وبدأت في الدعاء؟ حاولت كثيرا كي اجد مدخلا لفهم استخدام كلمة (سرا) فلم افلح..
وهنالك امثلة كثيرة على ضحالة الاسلوب اللغوي للكاتبة وليس لدى متسع من الوقت للولوج فيها.
والحديث عن حبكة الرواية امر محزن تماما. فلا حادثة ابتدائية ولا تعقيدات صاعدة تقوم على السبب والنتيجة ولا ذروة ولا تعقيدات نازلة صوب النهاية.. فتراءى لي ان الكاتبة تجهل مقومات الحبكة الفنية ولذا كان انزلاق احداثها ضمن السرد انزلاقا عشوائيا لايقود الى شئ. احداث كثيرة غير مترابطة تتخللها اسماء اكثر منها.. امر يؤدي الى الملل والسأم لدى المتلقي.
اما الكارثة الحقيقية هي في سوء استخدام الكاتبة لتقنية تيار الوعي او مانطلق عليه (التداعيات). ماتجهله هذه الكاتبة هو ان البناء الداخلي للسرد وتقنياته يبنى على اجزاء مترابطة بغرزات خفيه لايمكن رؤيتها من الخارج. وكلما كانت الغرزات الرابطة لاجزاء النص مخفية كلما ازداد زخم المعنى عند المتلقي.
خير من ابدع في استخدام تقنية تيار الوعي هم وليم فوكنر في روايته الصخب والعنف وكذلك الكاتب فاتح عبد السلام البزاز في روايته عندما يسخن ظهر الحوت والقاص المعروف ابراهيم سليمان نادر في روايته نهر الاباطرة واعمال اخرى.
يتلخص تكنيك تيار الوعي في انه ارتجاع احداث ماضية على التعاقب او بشكل عشوائي في ذهن الشخصية نتيجة لمحفز حاضر. في رواية الصخب والعنف يستذكر (بنجي) احداث ماضية لعائلته.. بنجي الذي يروي الحكاية في 7 نيسان 1928 معتوه، يسمع ولكن لا ينطق ولا يستطيع إلا الصراخ والعويل وهو حين يروي الحوادث لا يستطيع أن يرتبها زمنياً، وما حدث قبل عشرين سنة وما حدث اليوم كلاهما متساوي الأهمية في سرده، متساوي الوضوح بكل ما فيه من جدة وطرافة وبراءة، إنها حكاية يرويها معتوه. ينظر بنجي الى النار المنعكسة على حلقة امه الذهبية باستغراق (تحفيز حاضر) فتأخذه دوامة من الافكار المتتابعة صوب الماضي يولد بعضها البعض ..يذكره تلألآ النار وانعكاساتها باحضان امه في شتاء ما.. ويستمر هذا التداعي قدر مايتذكر بنجي.
وبما ان هذه التقنية كانت حديثة في عهد فوكنر ولكي لايقع اي لبس مابين الماضي والحاضر كان فوكنر يطبع حروف فقرات التداعي داخل النص بلبند العريض ليميزه. ولايستخدم الكاتب المحترف اية اشارة الى بدء عملية التداعي مثل العبارة الغبية (وهنا بدأ يتذكر..).. بل يستمر النص الحاضر منسابا الى الزمن الماضي بكل عفوية وهنا تكمن عبقرية الكاتب في اخفاء غرزات الربط.
نعود الى سيدات القمر واسلوب التداعي كي نرى مدى التطبيق وعمقه. نقرأ العبارة الاستذكارية التالية في الرواية: لم اكرهها، حين كنت صغيرا جدا كانت تسكن مع عمي...) كان يتوجب فنيا اخفاء هذه الغرزة الغبية (حين كنت صغيرا) والانتقال الى حدث مضى باسلوب التداعي التلقائي .. الانتقال الى الحدث ذاته مباشرة.. لان زمن الفعل كاف لاحداث تأثير التداعي..
وتصر الكاتبة على استخدام مثل هذه الغرزات الغبية فتقول في مكان آخر (انها تتذكر ذلك اليوم جيدا) .. كليشيهات يمكن الاستغناء عنها بعبارات اكثر تماسكا في البنية والمعنى لاحداث فعل التداعي.
فشلت الكاتبة تماما في اخفاء غرزات ربط النص مما شوه المعنى والبناء السردي وشل الانتقال السلس والتلقائي للحدث الى ماضيه..وتتكرر هذه الاخطاء الفنية الى نهاية العمل. واظن ان سبب هذا القصور الفني هو في عدم استيعاب الكاتبة تقنيات تيار الوعي stream of comsciousness فولدت سلسلة من الاحباطات الفنية المتعاقبة.
وحينما تقرأ النص الانجليزي ستجده وكأنه يتحدث عن رواية اخرى. نعم هي ذات الثيمة العامة ولكن المترجمة ببراعتها استطاعت القفز فوق معظم ماذكرته في مقالتي من اخطاء فنية كي يولد نصا مترجما جديدا باسلوب وبناء لغوي انجليزي خال من اثام تقنية مهلكة. نعم استحقت المترجمة الفوز بالجائزة رغم اعترافها بأنها لاتجيد العربية واللهجة العمانية بشكل سليم!!! حتى عنوان الرواية تم استبداله من قبل المترجمة .. من سيدات القمر الى Celestial Bodies (اجرام سماوية) ..وهو من الامور غير المألوفة.. وفازت بجائزة المان بوكر 2019 مناصفة مع المترجمة!!!
© مأساة (سيدات القمر) لجوخة الحارثي - د. ازهر سليمان - استاذ الادب الانجليزي - المنار الثقافية الدولية
المصدر: مأساة (سيدات القمر) لجوخة الحارثي - د. ازهر سليمان - استاذ الادب الانجليزي