أنهيت اللحظة قراءة ديوان "حطب لا تشتهيه النار" لعلوي ناسنا.
من العنوان وحتى آخر جرعة منه، وجدتني مأخوذا بجمال النصوص وحلاوة الاستعارات، ومأخوذا بدهشة النهايات. يصوغ الشاعر عوالمه بطريقة مختلفة، لا تشبه طريقة أو أسلوب إلا مبدعها، بصمته واضحة، وخطه البياني مختلف ولذيذ.
تجد نفسك امام بعض الصور مندهشا من صياغتها الدقيقة والعجيبة، رغم أن المشهد يتككر أمامك باستمرار، لكنه في صوغ الشاعر يأتي مختلفا وذا طعم لذيذ.
تقرا الديوان دفعة واحدة، وتود لو أنه يستمر دون انقطاع. وحين تبلغ نهايته تجد نفسك أمام بداية جديدة تعيدك إلى سؤال الجمال فيه، وتعيدك إلى سؤال البناء، وطريقة تشكيل المعنى، تعيدك إلى سؤال البلاغة المضمرة والمعلنة، وتعيدك إلى سؤال الدهشة المتضمنة فيه.
أسكرتني نصوصه وهي بمثابة خمرة لا تستفيق من دوختها، لا تريد لك صحوا، بل تتعمد أن تصنع لك أجنحة من خيال لتحلق في سماواتها.
خلف كلمات النصوص يكمن تدين واضح لا يعلن عن نفسه إلا للعيون التي رفع عنها الحجاب، وفارقت حجب التعصب والانغلاق. قد تتساءل: هل بالديوان شبهة إلحاد؟ أشك. هل الشك إلحاد؟ أشك.
من النص الأول نلمس اختلاف الشاعر وعدم قبوله بالجاهز والمعاد والمكرور. إنه ينخاز للمتطرف والمختلف والغريب لأنه ميدان بكر لا يحظى باهتمام الدهماء والجموع الجامحة عاطفيا. ميدان الكتابة الجادة وهي تصوغ حروفها بسخرية، وتتعمد اللعب لإرهاق القارئ لا يستريح أبدا، فاسئلك الديوان لا تني تتناسل، وتحض على البحث عن أجوبة لها.
صدر الديوان عن دار العين للنشر والتوزيع وهو بعنوان "حطب لا تشتهيه النار" لـ"عمر علوى ناسنا".
قالت الشاعرة المغربية زهرة زيراوى عنه "يسافر بنا الشاعر عبر قصائده إلى خلاصة شعرية روحية عميقة وجسدية فاتنة، فنقف أمام تيار من المشاعر والأحاسيس والأفكار، تميط قصائده الحجب عن المؤلم بيننا، المؤلم الذى نغمض أعيننا كى لا نراه، حتى لا يفضح أمر جسدنا المتباهى، تحيلنى مجمل القصائد العميقة والمكثفة على ابن رشيق: كلما ضاقت العبارة اتسع المعنى فهنيئا للشاعر بحطب تنتصر ناره على النار حتى لا تشتهيه".
من العنوان وحتى آخر جرعة منه، وجدتني مأخوذا بجمال النصوص وحلاوة الاستعارات، ومأخوذا بدهشة النهايات. يصوغ الشاعر عوالمه بطريقة مختلفة، لا تشبه طريقة أو أسلوب إلا مبدعها، بصمته واضحة، وخطه البياني مختلف ولذيذ.
تجد نفسك امام بعض الصور مندهشا من صياغتها الدقيقة والعجيبة، رغم أن المشهد يتككر أمامك باستمرار، لكنه في صوغ الشاعر يأتي مختلفا وذا طعم لذيذ.
تقرا الديوان دفعة واحدة، وتود لو أنه يستمر دون انقطاع. وحين تبلغ نهايته تجد نفسك أمام بداية جديدة تعيدك إلى سؤال الجمال فيه، وتعيدك إلى سؤال البناء، وطريقة تشكيل المعنى، تعيدك إلى سؤال البلاغة المضمرة والمعلنة، وتعيدك إلى سؤال الدهشة المتضمنة فيه.
أسكرتني نصوصه وهي بمثابة خمرة لا تستفيق من دوختها، لا تريد لك صحوا، بل تتعمد أن تصنع لك أجنحة من خيال لتحلق في سماواتها.
خلف كلمات النصوص يكمن تدين واضح لا يعلن عن نفسه إلا للعيون التي رفع عنها الحجاب، وفارقت حجب التعصب والانغلاق. قد تتساءل: هل بالديوان شبهة إلحاد؟ أشك. هل الشك إلحاد؟ أشك.
من النص الأول نلمس اختلاف الشاعر وعدم قبوله بالجاهز والمعاد والمكرور. إنه ينخاز للمتطرف والمختلف والغريب لأنه ميدان بكر لا يحظى باهتمام الدهماء والجموع الجامحة عاطفيا. ميدان الكتابة الجادة وهي تصوغ حروفها بسخرية، وتتعمد اللعب لإرهاق القارئ لا يستريح أبدا، فاسئلك الديوان لا تني تتناسل، وتحض على البحث عن أجوبة لها.
صدر الديوان عن دار العين للنشر والتوزيع وهو بعنوان "حطب لا تشتهيه النار" لـ"عمر علوى ناسنا".
قالت الشاعرة المغربية زهرة زيراوى عنه "يسافر بنا الشاعر عبر قصائده إلى خلاصة شعرية روحية عميقة وجسدية فاتنة، فنقف أمام تيار من المشاعر والأحاسيس والأفكار، تميط قصائده الحجب عن المؤلم بيننا، المؤلم الذى نغمض أعيننا كى لا نراه، حتى لا يفضح أمر جسدنا المتباهى، تحيلنى مجمل القصائد العميقة والمكثفة على ابن رشيق: كلما ضاقت العبارة اتسع المعنى فهنيئا للشاعر بحطب تنتصر ناره على النار حتى لا تشتهيه".