سعيد كنيش - مخطط إجرامي أمريكي جديد ضد الانسانية في أوكرانيا

عندما تناقلت بعض المحطات الاعلامية الخبر المتعلق بإعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية العثور على "مختبرات سرية بيولوجية" ذات طبيعة عسكرية في أوكرانيا و فيما بعد وزارة الخارجية؛ فإن غالبية المتابعين اعتبروا أن الأمر لربما يدخل في الحرب الاعلامية والنفسية كجزء من الحرب الشاملة مع حلف الناتو الدائرة في أوكرانيا اليوم.
لكن مع الردود والتعليقات المتباينة وانعقاد مجلس الامن في جلسة خاصة بهذه الواقعة بطلب روسي ودعم صيني، بدأت الامور تأخذ منحى خطيرا وانقشع الدخان الكثيف ليكشف عن الاهداف التي كان حلف الناتو بقيادة أمريكا يخطط لها في اوكرانيا بتواطؤ مع حكومة النازيين الجدد؛ وذلك من خلال الوثائق التي تم الكشف عنها من طرف وزارة الدفاع الروسية ( جزء من الوثائق منشور على الويب في موقع وزارة الدفاع الروسي) واعتراف بعض المسؤولين الامريكيين بوجود مختبرات سرية بيولوجية تشتغل على التحكم ونشر فيروسات لأمراض فتاكة كالكوليرا والطاعون ، وهو الامر الذي يؤكد قطع الشك باليقين كما يقول فقهاء القانون، فكيف ذلك؟
أولا: تصريح يوم 08 مارس ( وهو موجود بالصورة والصوت على اليوتوب) لنائبة وزير الخارجية الامريكي "فيكتوريا نولاند" أثناء تقديم إفادتها أمام مجلس الكونغرس. وعن سؤال السناتور "ماركو روبيو"، هل تملك أوكرانيا مختبرات بيولوجية و كيماوية تقوم فيها بأبحاث لأهداف عسكرية؟ أكدت في تصريحها بأن أوكرانيا تملك "مختبرات بيولوجية للأبحاث"، وتتخوف كما تقول من العثور عليها من طرف روسيا ومصادرتها. يعلق الصحافي الأمريكي المشهور "كرين كرينوالد" مسجلا: أن هذه التصريحات العبيطة لنائبة كاتب الدولة في الخارجية تسلط الضوء على دور USA في أوكرانيا ، ويطرح تساؤلات حيوية حول هذه المختبرات التي تتطلب إجابات من الادارة الامريكية.
لمن يود معرفة شخصية هذه المسؤولة الامريكية، فهي من كانت توجد وتقود بساحة "ميدان" بكييف الحشود النازية عشية نجاح الانقلاب سنة 2014 على حكومة "يانكوفيتش" المنتخبة شرعيا، وكانت تفرق الحلوى على رموز النازية الجدد بالميدان احتفالا بالفوز. المسؤولة المذكورة. كانت تشغل آنذاك وكيلة وزارة الخارجية لأوروبا وآسيا .
تانيا: بعد اندلاع الحرب صرحت منظمة الصحة العالمية أنها نصحت حكومة أوكرانيا بإتلاف جميع الابحاث حول الامراض الفتاكة الموجودة بالمختبرات الموزعة بالبلاد لتفادي انتشارها ( وكالة روترز).
تالتا: إدارة بايدن قامت مؤخرا بإزالة الصفحات الموجودة على الويب التي تحتوي على إعطاء أوامر الرئيس أوباما المتعلقة بقيام مختبرات بيولوجية في أوكرانيا لتطوير أمراض فتاكة (2ndsmartestguyintheworld)
رابعا: وجود اتفاقية موقعة بين وزارة الدفاع ل usa مع وزارة الصحة في حكومة أوكرانيا برئاسة فيكتور يوتشينكو في شهر غشت 2005، بموجبها تم انشاء "مختبرات بيولوجية"، بتمويل أمريكي، أهدافها ظلت دائما مجهولة ويمنع على الاوكرانيين العمل بها.
خامسا: في تصريح الوزير الاول السيد ميكولا أزروف في حكومة فيكتور يان كوفيتش، (وهو موجود على صفحته بالفايس بوك) يقول، هذه المختبرات انشأت منذ 2005 في كل من مدن أوديسا، فينيتزيا، لفوف، خيرسون، تيرنوبيل، وفي مواقع أخرى بأوكرانيا. وكلها مختبرات تابعة لوزارة الدفاع الامريكية. وحسب الوزير الاول فبعد مجيئ حكومته سنة 2010، انعقدت مفاوضات مع الامريكيين حول وضعية هذه المختبرت السرية. وفي 2012 بدأ الحديث في كييف عن إعطاء العلماء الأوكران الحق في الدخول إلى هذه المراكز أو إغلاقها. و يضيف في سنة 2013 تم تقديم طلب رسمي للإدارة الامريكية لفسخ الاتفاق المتعلق بالمختبرات. الجواب كان انقلاب الميدان على الحكومة الشرعية ليستمر العمل بهذه المختبرات السرية يختم رئيس الوزراء السابق.
أمام هذه الوقائع الدامغة للجأت إدارة بايدن إلى نفي وجود هذه "المختبرات السرية" ومعها حكومات حلف الاطلنطي الذيلية، وتعتبر الامر حسب بروباغاندا الاعلام الحربي الرهيبة للغرب، مجرد مناورة من روسيا بهدف استعمال "السلاح الكيماوي" ضد المدنيين في أوكرانيا.
بالطبع لن ننتظر من usa وحلفائها الاعتراف بما اقترفت ولا تزال من جرائم في حق الشعوب، فهذا أمر ثابت في سجلاتهم الاجرامية. لكن عندما نستوعب جيدا التحالف الامريكي الحالي مع النازيين الجدد المجسد في حكومة أوكرانيا ندرك خطورة هذا العمل الاجرامي على شعب أوكرانيا وبالتأكيد على الانسانية جمعاء، وندرك الدور الدفاعي الذي تقوم به روسيا وشعبها وجيشها.
كما لا يجب في رأيي التوهم وانتظار موقف من ما يسمى "المجتمع الدولي" وهيئاته ومؤسساته الدولية التي تم انشاؤها لخدمة مصالح الغرب الامبريالي، فالمعنى الحرفي لكذا مجتمع يعني أولا و أخيرا مجتمعات هذا الغرب الامبريالي التي اعتادت في رفاهيتها على نهب خيرات شعوب الجنوب وسرقة فائض القيمة التاريخي لبلدانها كما يعرفه المناضل الماركسي الراحل سمير أمين. فالأحداث الجارية أمامنا اليوم تعري زيف شعاراته وقيمه وأخلاقه، ولا سبيل أمامنا في هذه الظروف المتحولة إلا تجسيد الشعار الخالد: " يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا".
سعيد كنيش في 2022/03/18 بتمارة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى