محمد السلاموني - هل وقعت الحرب الروسية الأوكرانية بالفعل؟

[يرى ديريدا أن ”النص“ ليست انعكاسا طبيعيا للعالم، فبنيات النص هي تأويلنا للعالم، وقد اتَّبَع ديريدا مسار هيدغر إذ يعتقد هذا الأخير أن اللغة هي التي تشكلنا: والنصوص تخلق غابة بلا شجر نفهمها كواقعية.].
على ضوء الفقرة السابقة سأحاول تقديم مقاربة أخرى لتلك الحرب:
نحن لم نر الحرب، لم نعايشها بأنفسنا، لم نر دماءا وجثثا ومنازل محترقة وصواريخ وطائرات ودبابات، هذا وعلاقتنا بتلك الحرب لا تزيد عن صور وكلمات... فهِمناها كحرب واقعية .
تلك الإستجابة، التى تحولت بمقتضاها "الصور والكلمات" لدينا إلى "واقع"، تستند إلى المنطق الخاص بعلاقتنا بالملتيميديا؛ ذلك المنطق الذى صار جزءا من المنطق المعاصر- فالملتيميديا
، على الرغم مما تبثه من أكاذيب وأخبار مُغرِضة، إلاَّ أنها تحظى لدينا بقيمة "مطلقة"؛باعتبارها أحد أهم مصادر المعلومات فى زماننا...
الفكرة هنا ترتكز على "الثقة" التى منحناها مسبقا للملتيميديا، فحازت بموجبها على "قناعتنا" بمصداقيتها...
وهو ما يعنى أن الأمر لا يتعلق بما إذا كانت تلك الحرب قد وقعت بالفعل أم لا، هو يتعلق فقط بالبث الملتيميديوى الذى نفهمه كواقع...
إذن، المشكلة تكمن فى "فهمنا نحن" للصور والكلمات، أى فى "التأويل"...
لهذا فقط وقعت الحرب، أعنى أن وقوعها لا يعود إلى وقوعها الفعلى، بقدر ما يعود إلى فهمنا للصور والكلمات المتعلقة بالحرب...
إذن، حاولوا فَهم ما تبثه الملتيميديا عن الحرب باعتباره فيلم سينمائى؛ مجرد خيال... ثم اغلقوا الأجهزة، وبذا ينتهى الكابوس... ههههههههه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى