تقديم :
تزخر مدينة زاكورة بثقافة شعبية متنوعة ، و خاصة فن <<الركبة>> اشهر الفنون الشعبية المتميزة بهذه المنطقة ،الى جانب الفنون الاخرى التي يمارسها اهل فن "الركبة" مثل الرسمة ، الوسطي- الصف ... حيث يتلقى هذا الغنى اهتماما كبيرا من طرف السكان و استمرار هذه الثقافة لدى ابناء المنطقة و رغم التحولات التي شهدتها المجتمعات الدرعية بعد الاستقلال و بفعل الانفتاح على ما وراء الاطلس و توافد السياح ، تحول هذا النص الغنائي الى نص فلكلوري بالمعنى القدحي لهذه الكلمة ، مما ادى الى تشويهه واختزاله في رقصات بهلوانية ترضي السائح الاجنبي من طرف بعض الممارسين لهذا النوع من الفنون الموسيقية بمناطق زاكورة ، الا ان هناك قصور عدة احتفضت بالكينونة الاصلية لتراثها الفني الثقافي الذي من اجله احياء الذاكرة التاريخية عن الاجداد و الاسلاف فيما عاشوه من افراح و معانات جعلتهم يعبرون عن احاسيسهم و مشاعيرهم في شاكلة نضم شعرية و كلمات مسترسلة ذات معنى و مغزى تكتسي اهمية كبرى في حياة المحليين الذين ينتجون قصائد تعكس همومهم و انشغالاتهم و اهتماماتهم.
و يمكن تصنيف هذه النصوص الى :
I. نصوص غنائية فردية و جماعية و تتضمن :
"الرسمة" "الركبة" و "الهرمى" و "سلسلة" و "الوسطي" ...
Ø نصوص غنائية فردية وتتضمن :
"الرسمة" وهي قصيدة طويلة تؤدى وفق ايقاعات متعددة تسمى "الارياح" منها : الكصابي- الطبالي – المدرجة ...
وتتكون من مقاطع متعددة و كل مقطع يضم :
· الموكف : اي مقطع القصيدة و لازمتها التي تتردد في بداية كل مقطع
· البيت : الذي يلي "الموكف" مباشرة و يتكون غالبا من 3 اسطر و يصطلح عليها ب "الحريشات" و تلتزم نفس الوزن و القافية .
· التدراج : و هي الاسطر التي تلي "البيت" وتتميز عنه بقافيتها المغايرة و طريقة ادائها.
· النكارية : سطر شعري يلي "التدراج" يلازمه نقر على الطبل .
· النواشة : و هما شعريان يختتمان المقطع الشعري ليعود الشاعر من جديد الى "الموكف"
Ø نصوص غنائية جماعية و تتضمن :
1. فن << الركبة >> التي تسمى محليا ب <<لالة>>:
تتكون كلمة الركبة من عدة ابيات لا تقل عن ثلاثة مع بيت <<الردمة>> و هو الرابع في غالب الاحيان و تلتزم نفس الوزن و القافية و يردد الراقصون البيت الاخير الذي يسمى "الردمة"
و تتنوع اغاني "الركبة" الذي يعرف ب "الجر" الى – لالة المسرحة – جر الواد – المثلث – المحمودي – الحوزي .
تؤدى رقصة الركبة عادة في الاعراس و الحفلات حيث يتم انشاد القصائد و التغني بها، حيث يقوم المغنيان بترديد <<الجر>> اي الوزن الذي اختاراه و من الواجب ان يردد نفس الجر امراتان في الزمن القديم عكس الحاضر الذي اصبح فيه الرجل يردد للجر الاول و للثاني دون مشاركة النساء، ومن خلال ذلك يتم تنشيد القصيدة التي اختاراها المغنيان ، و عند انشاد البيت الاخير يشعر المغنيان الحضور ، و ذلك بتمديد الكلمة الاخيرة من البيت الاخير و في هذه اللحظة تقاطع النساء المغننين بالزغاريد و الواكدي الذي يردده بعض الرجال ايضا ، و الواكدي كلام موزون ذو معاني عميقة لابداء الاعجاب بالمحبوب او الثناء على الاهل و الاقرباء او القائمين بالمناسبة ، و عندما تنتهي الزغاريد و الواكدي يعود المغنيان ليرددا الكلمة الاخيرة من الشطر الاخير بنفس البطء ، فاذا لم يحاصرا بالواكدي يقومان ب "الردم للكلمة" حيث يتكون صفان ، الصف الذي يوجد به المغنيان " صاحبا الردمة" يردد الشطر الاول والصف الثاني يردد الشطر الثاني من البيت .
وتعتمد الرقصة على الضرب بالايدي و على الطبل في نفس الوقت الذي لم يعرف في الرقصة في القديم ، حيث الانسان الدرعي الذي يتذوق هذه الكلمات تطربه المعاني التي تحملها القصيدة المغناة، اما "الردمة" اي الرقصة فهي مناسبة فقط لتفجير المكبوت ، حتى يستمتع المحيط و المتفرجون باغنية <<الركبة>> معنى و اداءا .
2. الوسطي : كلمة تتكون "كالركبة" من الابيات و الردمة و يشارك في الغناء صفان متقابلان من الرجال .
و << الوسطي >> انواع : المسرح – المثلث - ... و يعتمد في الاداء على حركات الايدي "الرش" مع تمايل الاجسام يمينا و يسارا.
3. الترواح : و هو الغناء الذي يردده الرجال في لحظة الباس العريس حلة العرس الرسمية ، فيتحلق الرجال حول العريس الجالس في الوسط تحت ازار ابيض و هم يرددون ابيات غزلية في الغالب على ايقاع معروف .
و هناك "الترواح" لدى النساء ايضا اي الغناء الذي يمدحن به للعريس او العروسة في فترة ارسالها الى بيت الزوجية .
4. المشاط : عبارة عن اغاني نسائية ترددها النساء عند تزيين العروسة و تسريح شعرها و تهييئها لمغادرة بيت ابيها ، و فيها يتم رصد محاسن العروسة و خصالها الحميدة ، و يغنين و هن جالسات و العروسة وسطهن .
II. خصائص و مميزات اداء هذا الفن :
Ø طريقة الأداء:
تختلف باختلاف الفنون الدرعية فقد يكون الإنشاد جماعيا وهذا هو القسم الأعظم كالركبة و وقد يكون الأداء فرديا لا يؤديه سوى ثلاثة أشخاص من ضمنهم الشيخ على الأكثر أو الشيخ منفردا كما هو حال فن الرسمة .لكن جل الفنون غالبا ما تفتتح بأربعة أشخاص حتى يتم الوصول لمرحلة الردمة حيث تفتح المشاركة في الغناء لمن يرغب في ذلك القافية الوزن:إن اغلب الفنون الشعبية بدرعة تنسج وتبدع وفقا لنظام خاص من الأوزان والقوافي .ولذلك فحين صدح الشعراء الدرعيون بقصائدهم فقد احترموا القوافي من مختلف الحروف.والتزموا أوزانا شعرية خاصة. رغم أنها غير مطابقة للتفعيلات المتواضع عليها داخل الشعر العربي الفصيح، حيث يمتلك الشاعر رنة ونغما خاصا يؤلف على هديه.مما يولد لديه إيقاعا معينا يحبك به الصنعة الشعرية ولذلك تنوع الشعرالدرعي في علاقته بالقافية والوزن إلى أنواع:
*هناك فنون تحترم الوزن والقافية في آن واحد كالركبة والرسمة والوسطي.
و هناك فنون تحترم الوزن دون القافية كالصف.
وتتشكل جل القصائد من شطرين حيث يردد كل صف شطرا معينا بالتناوب.
المايسترو/الشيخ: لكل فرقة شيخ يقودها وينسق أداءها بدقة عالية وهو الذي يجمع مهام المؤلف والملحن والمغني كما انه يؤدي الأبيات الشعرية في البداية (وليس بالضرورة أن يكون ناظمها بل إن أغلب الشيوخ حاليا هم رواة ليس إلا) قبل أن يصل لمرحلة الردمةحيث يلتحق الافراد الاخرون.
ويتواجد الشيخ دائما وسط الصف الرئيسي ويتحكم في تسيير الانشاد بطرقه الخاصة كالصيحات والاشارات باليد
الملابس: تؤدى الفنون الدرعية بازياء خاصة تضفي على المشاركين في الفرقة رونقا وجمالا خاصا ومتميزا وتتشكل من الوان ذات دلالات عميقة تحترم خصوصيات القبيلة.
ويرتدي الرجال عموما الابيض خاصة الجلباب التي تعتبر زيا رسميا يوحد أعضاء الفرقة في الاحتفالات المختلفة واختيار اللون الأبيض له دلالات معينة كالصفاء واللمعان والسلام وارتباطه بالنور والضوء. في مواجهة اللون الاسود خاصة عندما يكون الاحتفال بالليل. وما يرافقه من فضاء زمكاني اسود. حيث تتشكل لوحة تشكيلية رائعة. وبالمقابل فالنساء لا تنضبطن لزي موحد بل الأزياء متعددة ومختلفة وذلك لبعدها التزييني وبما يتوافق مع طبيعة الرقصات المراد تأديتها.ويطغى بالخصوص اللون الازرق/الاحمر/الاسود وذلك حسب أعراف وتقاليد كل قبيلة ومن ناحية
الفضاء المكاني: بديهي جدا أن دينامكية وحركية الرقصات المختلفة والانتقال من مقطع لآخر أثناءها يقتضي فضاءا ملائما يكون رحبا وواسعا.مفتوحا ومنبسطا وقد يكون مفروشا بالزرابي المختلفة والمتنوعةالاشكال الهندسيةالتي تعكس عمق ابداعية الانسان الدرعي.وغالبا ما يكون المكان المفضل للغناء هومقر الحفلات كمنزل صاحب العرس .وقد يتم خارجه خاصة في فم القصر او ارحبي والرحبة هي ساحة عمومية تقع في المدخل الرئيسي للقصر وتخصص التجمعات العامة للقبيلة وفيه تقام الحفلات العامة والاستقبالات الخاصة بالقبيلة.
لذلك فللمكان دوره في حسن الاداء وتوفير كل الظروف الملائمة للغناء البديع خاصة في شكله الدائري الذي يتمتع فيه كل حاضرومتفرج بحسن التتبع .
الفضاء الزماني:يختلف من فن لاخر وان كانت جل الفنون تؤدي نهارا فان بعضها يشترط فيه الليل كالطحاتي والتراوح. وهناك فنون تؤدى ليلا ونهارا حسب الظروف لاسيما فني الرسمة والركبة
الإنسان الدرعي الليل لإنتاج وعرض إبداعاته قولا لحنا وغناء ويمكن رصد خلفيات هذا الاختيار الى ويحبذ
-الاستراحة من تعب النهار حيث يسود الفرح و الانشراح .
- الغناء يعني السمر وتاريخيا فالزمان المفضل للسمر هو الليل خاصة مع اطلالة ضوء القمر.يقول الشاعر:
اولا كمرا* امنين بان ضياها في وسط ضوها نلعب فيه
وحين يغيب القمر يضطر الشاعر الى تمثله وتشبيهه بالمرآة التي غالبا ما تتفرج من موقع مرتفع عن مكان الغناء كارتفاع القمر عن المنشد يقول الشاعر:
يا الي خدك كمرا والنجوم غابوا جاوا ضووا معاه اولا صابوا
ويقول آخر امهر طل علينا فــتـو وشاف فــيا خلاني يالريم كيف البوهالـــي
3-
غالبا ما تتخذ المرآة موقف المشاركة في الغناء حيث إن الليل يكون حجابا وستارا للجميع لكن هذا لم يمنع احد الشعراء من ضبط إحداهن في منظر رائع فانشد قائلا بعد أن شبهها بنجمة الصباح التي لا تظهر الا في النصف الاخير من اليل .
رد مع اقتباس
تزخر مدينة زاكورة بثقافة شعبية متنوعة ، و خاصة فن <<الركبة>> اشهر الفنون الشعبية المتميزة بهذه المنطقة ،الى جانب الفنون الاخرى التي يمارسها اهل فن "الركبة" مثل الرسمة ، الوسطي- الصف ... حيث يتلقى هذا الغنى اهتماما كبيرا من طرف السكان و استمرار هذه الثقافة لدى ابناء المنطقة و رغم التحولات التي شهدتها المجتمعات الدرعية بعد الاستقلال و بفعل الانفتاح على ما وراء الاطلس و توافد السياح ، تحول هذا النص الغنائي الى نص فلكلوري بالمعنى القدحي لهذه الكلمة ، مما ادى الى تشويهه واختزاله في رقصات بهلوانية ترضي السائح الاجنبي من طرف بعض الممارسين لهذا النوع من الفنون الموسيقية بمناطق زاكورة ، الا ان هناك قصور عدة احتفضت بالكينونة الاصلية لتراثها الفني الثقافي الذي من اجله احياء الذاكرة التاريخية عن الاجداد و الاسلاف فيما عاشوه من افراح و معانات جعلتهم يعبرون عن احاسيسهم و مشاعيرهم في شاكلة نضم شعرية و كلمات مسترسلة ذات معنى و مغزى تكتسي اهمية كبرى في حياة المحليين الذين ينتجون قصائد تعكس همومهم و انشغالاتهم و اهتماماتهم.
و يمكن تصنيف هذه النصوص الى :
I. نصوص غنائية فردية و جماعية و تتضمن :
"الرسمة" "الركبة" و "الهرمى" و "سلسلة" و "الوسطي" ...
Ø نصوص غنائية فردية وتتضمن :
"الرسمة" وهي قصيدة طويلة تؤدى وفق ايقاعات متعددة تسمى "الارياح" منها : الكصابي- الطبالي – المدرجة ...
وتتكون من مقاطع متعددة و كل مقطع يضم :
· الموكف : اي مقطع القصيدة و لازمتها التي تتردد في بداية كل مقطع
· البيت : الذي يلي "الموكف" مباشرة و يتكون غالبا من 3 اسطر و يصطلح عليها ب "الحريشات" و تلتزم نفس الوزن و القافية .
· التدراج : و هي الاسطر التي تلي "البيت" وتتميز عنه بقافيتها المغايرة و طريقة ادائها.
· النكارية : سطر شعري يلي "التدراج" يلازمه نقر على الطبل .
· النواشة : و هما شعريان يختتمان المقطع الشعري ليعود الشاعر من جديد الى "الموكف"
Ø نصوص غنائية جماعية و تتضمن :
1. فن << الركبة >> التي تسمى محليا ب <<لالة>>:
تتكون كلمة الركبة من عدة ابيات لا تقل عن ثلاثة مع بيت <<الردمة>> و هو الرابع في غالب الاحيان و تلتزم نفس الوزن و القافية و يردد الراقصون البيت الاخير الذي يسمى "الردمة"
و تتنوع اغاني "الركبة" الذي يعرف ب "الجر" الى – لالة المسرحة – جر الواد – المثلث – المحمودي – الحوزي .
تؤدى رقصة الركبة عادة في الاعراس و الحفلات حيث يتم انشاد القصائد و التغني بها، حيث يقوم المغنيان بترديد <<الجر>> اي الوزن الذي اختاراه و من الواجب ان يردد نفس الجر امراتان في الزمن القديم عكس الحاضر الذي اصبح فيه الرجل يردد للجر الاول و للثاني دون مشاركة النساء، ومن خلال ذلك يتم تنشيد القصيدة التي اختاراها المغنيان ، و عند انشاد البيت الاخير يشعر المغنيان الحضور ، و ذلك بتمديد الكلمة الاخيرة من البيت الاخير و في هذه اللحظة تقاطع النساء المغننين بالزغاريد و الواكدي الذي يردده بعض الرجال ايضا ، و الواكدي كلام موزون ذو معاني عميقة لابداء الاعجاب بالمحبوب او الثناء على الاهل و الاقرباء او القائمين بالمناسبة ، و عندما تنتهي الزغاريد و الواكدي يعود المغنيان ليرددا الكلمة الاخيرة من الشطر الاخير بنفس البطء ، فاذا لم يحاصرا بالواكدي يقومان ب "الردم للكلمة" حيث يتكون صفان ، الصف الذي يوجد به المغنيان " صاحبا الردمة" يردد الشطر الاول والصف الثاني يردد الشطر الثاني من البيت .
وتعتمد الرقصة على الضرب بالايدي و على الطبل في نفس الوقت الذي لم يعرف في الرقصة في القديم ، حيث الانسان الدرعي الذي يتذوق هذه الكلمات تطربه المعاني التي تحملها القصيدة المغناة، اما "الردمة" اي الرقصة فهي مناسبة فقط لتفجير المكبوت ، حتى يستمتع المحيط و المتفرجون باغنية <<الركبة>> معنى و اداءا .
2. الوسطي : كلمة تتكون "كالركبة" من الابيات و الردمة و يشارك في الغناء صفان متقابلان من الرجال .
و << الوسطي >> انواع : المسرح – المثلث - ... و يعتمد في الاداء على حركات الايدي "الرش" مع تمايل الاجسام يمينا و يسارا.
3. الترواح : و هو الغناء الذي يردده الرجال في لحظة الباس العريس حلة العرس الرسمية ، فيتحلق الرجال حول العريس الجالس في الوسط تحت ازار ابيض و هم يرددون ابيات غزلية في الغالب على ايقاع معروف .
و هناك "الترواح" لدى النساء ايضا اي الغناء الذي يمدحن به للعريس او العروسة في فترة ارسالها الى بيت الزوجية .
4. المشاط : عبارة عن اغاني نسائية ترددها النساء عند تزيين العروسة و تسريح شعرها و تهييئها لمغادرة بيت ابيها ، و فيها يتم رصد محاسن العروسة و خصالها الحميدة ، و يغنين و هن جالسات و العروسة وسطهن .
II. خصائص و مميزات اداء هذا الفن :
Ø طريقة الأداء:
تختلف باختلاف الفنون الدرعية فقد يكون الإنشاد جماعيا وهذا هو القسم الأعظم كالركبة و وقد يكون الأداء فرديا لا يؤديه سوى ثلاثة أشخاص من ضمنهم الشيخ على الأكثر أو الشيخ منفردا كما هو حال فن الرسمة .لكن جل الفنون غالبا ما تفتتح بأربعة أشخاص حتى يتم الوصول لمرحلة الردمة حيث تفتح المشاركة في الغناء لمن يرغب في ذلك القافية الوزن:إن اغلب الفنون الشعبية بدرعة تنسج وتبدع وفقا لنظام خاص من الأوزان والقوافي .ولذلك فحين صدح الشعراء الدرعيون بقصائدهم فقد احترموا القوافي من مختلف الحروف.والتزموا أوزانا شعرية خاصة. رغم أنها غير مطابقة للتفعيلات المتواضع عليها داخل الشعر العربي الفصيح، حيث يمتلك الشاعر رنة ونغما خاصا يؤلف على هديه.مما يولد لديه إيقاعا معينا يحبك به الصنعة الشعرية ولذلك تنوع الشعرالدرعي في علاقته بالقافية والوزن إلى أنواع:
*هناك فنون تحترم الوزن والقافية في آن واحد كالركبة والرسمة والوسطي.
و هناك فنون تحترم الوزن دون القافية كالصف.
وتتشكل جل القصائد من شطرين حيث يردد كل صف شطرا معينا بالتناوب.
المايسترو/الشيخ: لكل فرقة شيخ يقودها وينسق أداءها بدقة عالية وهو الذي يجمع مهام المؤلف والملحن والمغني كما انه يؤدي الأبيات الشعرية في البداية (وليس بالضرورة أن يكون ناظمها بل إن أغلب الشيوخ حاليا هم رواة ليس إلا) قبل أن يصل لمرحلة الردمةحيث يلتحق الافراد الاخرون.
ويتواجد الشيخ دائما وسط الصف الرئيسي ويتحكم في تسيير الانشاد بطرقه الخاصة كالصيحات والاشارات باليد
الملابس: تؤدى الفنون الدرعية بازياء خاصة تضفي على المشاركين في الفرقة رونقا وجمالا خاصا ومتميزا وتتشكل من الوان ذات دلالات عميقة تحترم خصوصيات القبيلة.
ويرتدي الرجال عموما الابيض خاصة الجلباب التي تعتبر زيا رسميا يوحد أعضاء الفرقة في الاحتفالات المختلفة واختيار اللون الأبيض له دلالات معينة كالصفاء واللمعان والسلام وارتباطه بالنور والضوء. في مواجهة اللون الاسود خاصة عندما يكون الاحتفال بالليل. وما يرافقه من فضاء زمكاني اسود. حيث تتشكل لوحة تشكيلية رائعة. وبالمقابل فالنساء لا تنضبطن لزي موحد بل الأزياء متعددة ومختلفة وذلك لبعدها التزييني وبما يتوافق مع طبيعة الرقصات المراد تأديتها.ويطغى بالخصوص اللون الازرق/الاحمر/الاسود وذلك حسب أعراف وتقاليد كل قبيلة ومن ناحية
الفضاء المكاني: بديهي جدا أن دينامكية وحركية الرقصات المختلفة والانتقال من مقطع لآخر أثناءها يقتضي فضاءا ملائما يكون رحبا وواسعا.مفتوحا ومنبسطا وقد يكون مفروشا بالزرابي المختلفة والمتنوعةالاشكال الهندسيةالتي تعكس عمق ابداعية الانسان الدرعي.وغالبا ما يكون المكان المفضل للغناء هومقر الحفلات كمنزل صاحب العرس .وقد يتم خارجه خاصة في فم القصر او ارحبي والرحبة هي ساحة عمومية تقع في المدخل الرئيسي للقصر وتخصص التجمعات العامة للقبيلة وفيه تقام الحفلات العامة والاستقبالات الخاصة بالقبيلة.
لذلك فللمكان دوره في حسن الاداء وتوفير كل الظروف الملائمة للغناء البديع خاصة في شكله الدائري الذي يتمتع فيه كل حاضرومتفرج بحسن التتبع .
الفضاء الزماني:يختلف من فن لاخر وان كانت جل الفنون تؤدي نهارا فان بعضها يشترط فيه الليل كالطحاتي والتراوح. وهناك فنون تؤدى ليلا ونهارا حسب الظروف لاسيما فني الرسمة والركبة
الإنسان الدرعي الليل لإنتاج وعرض إبداعاته قولا لحنا وغناء ويمكن رصد خلفيات هذا الاختيار الى ويحبذ
-الاستراحة من تعب النهار حيث يسود الفرح و الانشراح .
- الغناء يعني السمر وتاريخيا فالزمان المفضل للسمر هو الليل خاصة مع اطلالة ضوء القمر.يقول الشاعر:
اولا كمرا* امنين بان ضياها في وسط ضوها نلعب فيه
وحين يغيب القمر يضطر الشاعر الى تمثله وتشبيهه بالمرآة التي غالبا ما تتفرج من موقع مرتفع عن مكان الغناء كارتفاع القمر عن المنشد يقول الشاعر:
يا الي خدك كمرا والنجوم غابوا جاوا ضووا معاه اولا صابوا
ويقول آخر امهر طل علينا فــتـو وشاف فــيا خلاني يالريم كيف البوهالـــي
3-
غالبا ما تتخذ المرآة موقف المشاركة في الغناء حيث إن الليل يكون حجابا وستارا للجميع لكن هذا لم يمنع احد الشعراء من ضبط إحداهن في منظر رائع فانشد قائلا بعد أن شبهها بنجمة الصباح التي لا تظهر الا في النصف الاخير من اليل .
رد مع اقتباس