شغلت المرويات التأريخية _ التي أحاطت بمجريات الوقائع والأحداث والسير الذاتية والجمعية التي مر بها المجتمع العربي والإسلامي تأويلاً واضافة وحجباً وفق أهواء ومصالح الرواة _ موقعا مهماً في مكونات صندوق المخيال الجمعي المتواتر والمتراكم ، على الرغم من وجود حلقات منقطعة أو مفقودة في عملية التواصل الجمعي عبر الحقب والأزمان التي مرّ بها المجتمع ، فشكلت هذه المرويات مشروعاً ثقافياً اهتم به كتاب الرواية التأريخية التي يكون موضوعها التأريخ اعتمادا على تلك المرويات والوثائق ، ومنذ التحول الحاصل في البنية السياسية والاجتماعية لعدد من الدول العربية ومنها العراق ، فقد تم التوجه إلى التأريخ السابق لزمن وجود الكاتب ، استثماراً لغياب المؤسسة الثقافية السياسية التي كانت تمارس دور الرقيب ، وشيوع الوضع الديمقراطي وحرية الكتابة والنشر. كما ونلاحظ توجه العديد من الروائيين العرب إلى كتابة الرواية التأريخية لذات الأسباب التي أشرت إليها ٱنفا .
لقد خضعت المرويات التأريخية المكتوبة منها والشفاهية إلى أهواء ومصالح رواتها عبر تأويلها ، وهذا يعني أنها ليست حيادية أو موضوعية في روايتها ونقلها الوقائع والأحداث ، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن عصر التدوين قد بدأ في القرن الثاني الهجري ، فإن كل ما روي قبل هذا التأريخ إنما هو نقل وروي شفاهي بما في ذلك السيرة النبوية ، وقطعا فإن تلك المرويات الشفاهية والمكتوبة فيما بعد قد كانت تحمل التوجه الٱيديولوجي والسياسي لهذا الطرف أو ذاك وبما يحقق مصالح تلك الأطراف ، حتى لاحظنا أن هنالك أكثر من رواية تخص حدثا واحدا وربما حصل اختلاق لعدد من المرويات التي لم تحصل أساسا ، ولايتوقف الأمر عند حدود المرويات التأريخية العربية وانما يتجاوز ذلك إلى ماتعرضت له الوقائع والحوادث من تزييف واختلاق في أغلب المرويات للمجتمعات الإنسانية الأخرى، ولعل مانحن فيه من التخبط في ضبط مروياتنا التأريخية التي شكلت جزءًا من المخيال الجمعي ، هو نتيجة لعدم الاتفاق الموضوعي على هذه الرواية أو تلك ، وإذا ما عرفنا بأن ( الرواية التاريخية )_ كنوع روائي _ تتجه إلى التاريخ بما يتوفر من مرويات واخبار ووقائع ووثائق مايمكن أن يسهم في معالجة مشكلات الحاضر المعاصرة عبر إعادة إنتاج تلك الوقائع تأويلاً وحذفاً وإضافةً، فإن إشكالية التصديق بهذه المرويات يعد أمراً واقعاً لامحالة ، فعلى أي مروية سيعتمد الكاتب الروائي المعاصر ليعيد إنتاجها تأويليا ليستفيد منها في طرح وجهة نظره في المشكلات المعاصرة التي يعاني منها المجتمع عبر تلك المرويات؟ ووفق المرويات المتعددة المتاحة التي شكلت اجزاءً مهمة من المخيال الجمعي المتواتر ، فإن كاتب الرواية التأريخية سيذهب حتما إلى المرويات التي تتفق ووجهة نظره ، ولنقُل إلى مايتفق وموقفه الٱيديولوجي ، وهنا ستظهر مشكلة أخرى وهي أن الكاتب الروائي سوف لن يكون حيادياً وموضوعياً هو الٱخر في انتقاء المرويات ، ليكرس وجهة نظره ايديولوجياً ، اي التمحور حول الذات ، دون الأخذ بنظر الإعتبار وجهات النظر المختلفة ، ولاسبيل إلى تجاوز هذه الإشكالية إلاّ بتغليب ماهو مشترك وانساني وبما يضمن المعالجة السليمة الجمعية لمشكلات الحاضر، دون التمحور حول وجهة نظر واحدة تهمّش الٱخر لتحقيق الهوية السردية الإنسانية عبر الهويات الفرعية .
لقد خضعت المرويات التأريخية المكتوبة منها والشفاهية إلى أهواء ومصالح رواتها عبر تأويلها ، وهذا يعني أنها ليست حيادية أو موضوعية في روايتها ونقلها الوقائع والأحداث ، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أن عصر التدوين قد بدأ في القرن الثاني الهجري ، فإن كل ما روي قبل هذا التأريخ إنما هو نقل وروي شفاهي بما في ذلك السيرة النبوية ، وقطعا فإن تلك المرويات الشفاهية والمكتوبة فيما بعد قد كانت تحمل التوجه الٱيديولوجي والسياسي لهذا الطرف أو ذاك وبما يحقق مصالح تلك الأطراف ، حتى لاحظنا أن هنالك أكثر من رواية تخص حدثا واحدا وربما حصل اختلاق لعدد من المرويات التي لم تحصل أساسا ، ولايتوقف الأمر عند حدود المرويات التأريخية العربية وانما يتجاوز ذلك إلى ماتعرضت له الوقائع والحوادث من تزييف واختلاق في أغلب المرويات للمجتمعات الإنسانية الأخرى، ولعل مانحن فيه من التخبط في ضبط مروياتنا التأريخية التي شكلت جزءًا من المخيال الجمعي ، هو نتيجة لعدم الاتفاق الموضوعي على هذه الرواية أو تلك ، وإذا ما عرفنا بأن ( الرواية التاريخية )_ كنوع روائي _ تتجه إلى التاريخ بما يتوفر من مرويات واخبار ووقائع ووثائق مايمكن أن يسهم في معالجة مشكلات الحاضر المعاصرة عبر إعادة إنتاج تلك الوقائع تأويلاً وحذفاً وإضافةً، فإن إشكالية التصديق بهذه المرويات يعد أمراً واقعاً لامحالة ، فعلى أي مروية سيعتمد الكاتب الروائي المعاصر ليعيد إنتاجها تأويليا ليستفيد منها في طرح وجهة نظره في المشكلات المعاصرة التي يعاني منها المجتمع عبر تلك المرويات؟ ووفق المرويات المتعددة المتاحة التي شكلت اجزاءً مهمة من المخيال الجمعي المتواتر ، فإن كاتب الرواية التأريخية سيذهب حتما إلى المرويات التي تتفق ووجهة نظره ، ولنقُل إلى مايتفق وموقفه الٱيديولوجي ، وهنا ستظهر مشكلة أخرى وهي أن الكاتب الروائي سوف لن يكون حيادياً وموضوعياً هو الٱخر في انتقاء المرويات ، ليكرس وجهة نظره ايديولوجياً ، اي التمحور حول الذات ، دون الأخذ بنظر الإعتبار وجهات النظر المختلفة ، ولاسبيل إلى تجاوز هذه الإشكالية إلاّ بتغليب ماهو مشترك وانساني وبما يضمن المعالجة السليمة الجمعية لمشكلات الحاضر، دون التمحور حول وجهة نظر واحدة تهمّش الٱخر لتحقيق الهوية السردية الإنسانية عبر الهويات الفرعية .