حسين عبداللطيف - حين ابتسمنا للحرب.. شعر

حين ابتسمنا للحرب
كل صباحٍ نتسقط أخبار الموانئ
واقفين في أفاريز الشبابيك
قمصاننا مربوطة بتمائم التوبة
قبل هطول السحائب
نسُدُّ عُرانا المفتوحةَ بأصابعنا التي أدمنت شارات الغياب.

بعد فضل الإله الثابت من فيض الوجود
نتوزع بين
تفضُّلِ قتلةٍ، يسمحون لنا بالعيش!
وأفضالِ سدنةٍ، يعدوننا أنهم سيكونون طغاة أفضل!
فضلة من سنكون؟
هي دينونة
وفقَها سيتم الحساب.

اتَّخذنا طريقَ النوارس
نتْبع السفن في المناطق الآمنة
وقرب السواحل نرتمي فوق مقايضة رخيصة.

ذاك الذي قفز من النافذة لينتحرَ على صخورٍ رملية كامدة.
في وحل المراحل
ظن نفسه يطير،
وقد لبس جناحين أَعارتْهما له غيمةٌ مارقة نزلت تستوطن الماء!

نحن الذين ابتسمنا للحرب…
خلعنا جلودنا في المخابئ
بانتظار قطارات قد تأتي، بلا سكك ولا محطات!
نخلع أحذيتنا ونحن نركب الريح
وحين تُسقِطُنا في الأرض الخَلاء
نمشي أكواعاً وركباً؛
كي لا تشوى أقدامنا فوق الرمال
ونبدأ صلاة الصقيع
عرفاناً بفضل جليد نظن أنه لن يصعق عروقنا
لو سقطنا هناك!

أيتها الواقفة أبداً على حدود التعجب
تمَلَّي جيداً من صورتي
وتخيَّليني خفيراً يحرس حدود الوطن
وببساطة
يرشد الغزاةَ إلى تُخومه!
أنا الذي لا يدخن
ولا يتقن ألعاب الحرب

أنعي خياري في ممارسة طقوس الحق؛
واقفاً على قارعة الطريق منتظراً وسيلة نقلي إلى وطن بديل
لا اسم له في ذاكرتي
وقد لا يمنحني تذكرة تعريف بالهوية،
جلُّ ما قد يحدث
أنني سوف أحتفظ بقدمين ينتعلان أحذية صالحة للرحيل.
أعلى