[2]
انتهيت فى الجزء الأول من المقال إلى
[وهذا- كما أشرت من قبل- لا يعنى التوقف عند ما انتهى إليه المجتمع، هو فقط يمثل النقطة المعلومة التى علينا أن ننطلق منها إلى الرحاب الواسعة للأبداع الفردى... وعلى النقد أن يعمل على الإنفتاح بأفق النص على القارئ وبأفق القارئ على النص، ذلك أنه "أى النقد" لا يزيد عن مقاربة "ثقافية- جمالية"، أى محاولة للإقتراب من النصوص، دون وصاية من أى نوع.].
الأفق- النَّصِّى والنقدى :
لغويا، الأفق هو: [ما ظهر من السَّماء ماسًّا الأرضَ، منتهى ما تراه العين من الأرض كأنّما التقت عنده بالسَّماء...]؛ إنه "المنطقة المرئية حول الناظر"، و"بلوغ النهاية فى الرؤية"؛ أى بلوغ "الحد" الفاصل الذى تلتقى عنده السماء بالأرض.
أما رمزيا، فالأفق هو: [ما يستطيع العقلُ أن يحيط به من المعرفة والاطِّلاع "كثرةُ القراءة توسِّع أفق الإنسان"، لذا نقول: فلانٌ ضيّق الأُفق / فلانٌ محدود الأُفق: قليل الاطِّلاع والمعرفة، فلانٌ واسع الأُفق / فلانٌ رحب الأُفق: واسع الاطِّلاع، كشف البحث آفاقًا: وضَّح إمكانات ومجالات جديدة... إلخ].
هذا وتتواتر الإستعمالات المجازية للأفق على النحو التالى: "هام في الآفاق- {سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الآفَاقِ}"، بلَغت شُهرتُه الآفاق: ملأت شُهرته بقاعَ الأرض، جوّاب آفاقٍ: كثير التنقُّل والتجوال، ضرَب في الآفاق تنقَّل بعيدًا، تجوَّل.
هذا ويقال: كلما ازدادت نقطة ارتفاعِك، كلما ازداد الأفق اتساعا وامتدادا... وقال أيضا: إذا كان الشخص قادرا على تحديد جوانب الأفق، فهذا يعنى أنه قادر على التنقُّل في تضاريس هذا الأفق... وهكذا.
النَّص كأفق:
بادئ ذى بدء، ما من شئ يوجد خارج اللغة، كما تذهب الميتافيزيقا- تلك التى يستحيل القفز فوقها وتجاوزها تماما، وكل ما نستطيعه إزاءها هو "مراوغتها" فقط .
القول بأن "ما من شئ يوجد خارج اللغة"، يعنى أن "الوعى" هو الأفق الواحد الوحيد الذى يَسَع تجربة وجودنا فى العالم؛ وبذا فلا وجود لشئ خارج "اللغة- الوعى" .
أما "اللا وعى" فهو عقلى الآخر، الخفى؛ الذى يفكر على نحو مختلف عن عقلى الأول "المنطقى"، ومع ذلك، فهو "أنا" أيضا؛ "أنا الآخر" حين أتمَدَّد كأفق يستبطن الآفاق الخارجية، ويحيلها إلى لغة رمزية، تنسَرِب فى اللغة الواعية كبطانة داخلية؛ هى ذاكرة لما لا نتذكَّره، ذاكرة لما تناسيناه، وظل عالقا بنا، ظل يتكلم فى صمته دون أن نسمعه... تلك الذاكرة التى لا نعيها، تطوى أنفاقا سِرِّيَّة أمر منها إلى الكون ويمر منها الكون إلىَّ "حدسيا وحُلميا..."... فأتحرَّر من الإنحباس؛ من كل ما يمكن أن يوصف بأنه انحباس. اللاوعى "الفردى والجمعى" يطلق سراحى فيما يتجاوز وعيى الأول .
"النص الأدبى" هو اللغة حين تنفتح بالوعى على اللاوعى. وبذا فهو اللغة التى نتكلمها أو نكتبها حين تقول ما لا نريد أو نقصد .
من هنا كان النص الأدبى وسيلة لمقاربة تجربتنا فى الوجود فى العالم، حين تنفتح بالكاتِب "الفرد" على تراثه الإنسانى "الجمعى" بلغاته الرمزية التى لا حصر لها.
ذلك "النص الأفق" بلغاته العديدة "المباشرة والرمزية"، يضعنا فى القلب من "الوجود الكونى"
؛ أى فى القلب من الوجود الكونى كما يتمرأى فى الوجود الإجتماعى، وفى الوجود الإجتماعى كما يستبطِن الوجود الكونى.
وبطبيعة الحال، ليس كل نص هو هكذا، فهناك نصوص كاذبة، ملفقة، تدَّعى أنها مًمَثِّلة لتجربة الوجود، بينما هى تثرثر فقط ، وتحيل اللغات إلى ضجيج...
الناقد كفاتح أفق:
يتبع...
انتهيت فى الجزء الأول من المقال إلى
[وهذا- كما أشرت من قبل- لا يعنى التوقف عند ما انتهى إليه المجتمع، هو فقط يمثل النقطة المعلومة التى علينا أن ننطلق منها إلى الرحاب الواسعة للأبداع الفردى... وعلى النقد أن يعمل على الإنفتاح بأفق النص على القارئ وبأفق القارئ على النص، ذلك أنه "أى النقد" لا يزيد عن مقاربة "ثقافية- جمالية"، أى محاولة للإقتراب من النصوص، دون وصاية من أى نوع.].
الأفق- النَّصِّى والنقدى :
لغويا، الأفق هو: [ما ظهر من السَّماء ماسًّا الأرضَ، منتهى ما تراه العين من الأرض كأنّما التقت عنده بالسَّماء...]؛ إنه "المنطقة المرئية حول الناظر"، و"بلوغ النهاية فى الرؤية"؛ أى بلوغ "الحد" الفاصل الذى تلتقى عنده السماء بالأرض.
أما رمزيا، فالأفق هو: [ما يستطيع العقلُ أن يحيط به من المعرفة والاطِّلاع "كثرةُ القراءة توسِّع أفق الإنسان"، لذا نقول: فلانٌ ضيّق الأُفق / فلانٌ محدود الأُفق: قليل الاطِّلاع والمعرفة، فلانٌ واسع الأُفق / فلانٌ رحب الأُفق: واسع الاطِّلاع، كشف البحث آفاقًا: وضَّح إمكانات ومجالات جديدة... إلخ].
هذا وتتواتر الإستعمالات المجازية للأفق على النحو التالى: "هام في الآفاق- {سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الآفَاقِ}"، بلَغت شُهرتُه الآفاق: ملأت شُهرته بقاعَ الأرض، جوّاب آفاقٍ: كثير التنقُّل والتجوال، ضرَب في الآفاق تنقَّل بعيدًا، تجوَّل.
هذا ويقال: كلما ازدادت نقطة ارتفاعِك، كلما ازداد الأفق اتساعا وامتدادا... وقال أيضا: إذا كان الشخص قادرا على تحديد جوانب الأفق، فهذا يعنى أنه قادر على التنقُّل في تضاريس هذا الأفق... وهكذا.
النَّص كأفق:
بادئ ذى بدء، ما من شئ يوجد خارج اللغة، كما تذهب الميتافيزيقا- تلك التى يستحيل القفز فوقها وتجاوزها تماما، وكل ما نستطيعه إزاءها هو "مراوغتها" فقط .
القول بأن "ما من شئ يوجد خارج اللغة"، يعنى أن "الوعى" هو الأفق الواحد الوحيد الذى يَسَع تجربة وجودنا فى العالم؛ وبذا فلا وجود لشئ خارج "اللغة- الوعى" .
أما "اللا وعى" فهو عقلى الآخر، الخفى؛ الذى يفكر على نحو مختلف عن عقلى الأول "المنطقى"، ومع ذلك، فهو "أنا" أيضا؛ "أنا الآخر" حين أتمَدَّد كأفق يستبطن الآفاق الخارجية، ويحيلها إلى لغة رمزية، تنسَرِب فى اللغة الواعية كبطانة داخلية؛ هى ذاكرة لما لا نتذكَّره، ذاكرة لما تناسيناه، وظل عالقا بنا، ظل يتكلم فى صمته دون أن نسمعه... تلك الذاكرة التى لا نعيها، تطوى أنفاقا سِرِّيَّة أمر منها إلى الكون ويمر منها الكون إلىَّ "حدسيا وحُلميا..."... فأتحرَّر من الإنحباس؛ من كل ما يمكن أن يوصف بأنه انحباس. اللاوعى "الفردى والجمعى" يطلق سراحى فيما يتجاوز وعيى الأول .
"النص الأدبى" هو اللغة حين تنفتح بالوعى على اللاوعى. وبذا فهو اللغة التى نتكلمها أو نكتبها حين تقول ما لا نريد أو نقصد .
من هنا كان النص الأدبى وسيلة لمقاربة تجربتنا فى الوجود فى العالم، حين تنفتح بالكاتِب "الفرد" على تراثه الإنسانى "الجمعى" بلغاته الرمزية التى لا حصر لها.
ذلك "النص الأفق" بلغاته العديدة "المباشرة والرمزية"، يضعنا فى القلب من "الوجود الكونى"
؛ أى فى القلب من الوجود الكونى كما يتمرأى فى الوجود الإجتماعى، وفى الوجود الإجتماعى كما يستبطِن الوجود الكونى.
وبطبيعة الحال، ليس كل نص هو هكذا، فهناك نصوص كاذبة، ملفقة، تدَّعى أنها مًمَثِّلة لتجربة الوجود، بينما هى تثرثر فقط ، وتحيل اللغات إلى ضجيج...
الناقد كفاتح أفق:
يتبع...
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.
www.facebook.com