حوليات الشاعر مصطفى الشليح - *رباعياتٌ رمضانية* رمضان 1437

رباعيات رمضانيةٌ 1 / 30
أشدُّ الزمانَ الرخوَ بينَ أصابعي = لينسلَّ شمعـًا ذائبًــا شبهَ دامع
أكانَ بكى .. ذرَّاتِه .. خلفَ ذائٓـع = من الودع المخفيِّ .. بيـنَ ودائـع
أم الوجعُ الظامي .. نثيرُ طلائع = من الرجفة الأولى حيالَ مسامع ؟
سمعتُ دمَ الآياتِ خطوةَ خاشـع = إلى جسدي.. حتَّى رأيتكَ تابعي
***
رباعياتٌ رمضانية 2 / 30
كأنِّيَ أشرعتُ النَّوافذَ .. للدُّجى = تحرَّجَ يلغو بي، وما إنْ تحرَّجا
تماوجَ حتَّى خلتُه البحرَ زوَّجا = قناديلـه بيضـاءَ لي .. ثمَّ عرَّجـا
وأخرجَ بي أصدافه كلَّما التجا = إليَّ، وألقاها يدًا .. حين أخرجـا
تهدَّجَ صمتًـا آخذًا .. وتضرَّجـا = نوافذَ .. ما أشرعتُها .. فتلجلجا
***
رباعياتٌ رمضانية 3 / 30
تتهجَّدُ الأشجارُ في غاباتِـها = فكأنَّها ذِكــرٌ .. إلى صلواتِها
وتشدُّ نايَ الصَّمتِ منْ آياتِها = شمسًا .. تمدُّ أشعَّةً خلواتِها
تنقدُّ .. ظلا.. يستقي كلماتِها = منْ جذوةٍ .. لمَّا تُرقْ جذواتِها
وإذا توحَّـدُ .. طائفٌ بدواتِهـا = واللَّيلُ غمدٌ، أنتَ في ورقاتِها
***
رباعياتٌ رمضانية 4 / 30
إذا اللَّيلُ غمدٌ كيفَ فجركَ ينسلُّ = وإفرندُه ضوءٌ .. ومـا كادَ يعتلُّ ؟
إذا اختلَّ هذا الوقتُ حتَّامَ يختلُّ = فليسَ تدورُ الأرضُ .. أيَّانَ تبتلُّ
وَلَيْسَ يبلُّ القطــرُ محْلا، ويحتلُّ = سرابكَ قولا .. ثمَّ .. لا قطرَ ينهلُّ
وما اللَّيلُ غمدٌ .. إنَّما أنتَ تنغلُّ = طوافًا .. تحبُّ الآفلين، وتنحلُّ ؟
***
رباعياتٌ رمضانيةٌ 5 / 30
كأنْ أيُّ شَيْءٍ لا يَكُونُ يَكُـونُ = على قدرٍ .. لولا ترنُّ شؤونُ
كأنْ قمرٌ عُرجونُه .. وشجونُ = تحدِّثُ عنـه .. كِلمةٌ وعيونُ
يظنُّ:على الأرض الأنامُ فتونُ = وَمأدبةٌ .. إمَّا السِّهامُ ظنونُ
وإمَّا كلامُ الأرض ليسَ يخونُ = كأنْ كلُّ شَيْءٍ لا يــرنُّ منونُ
***
رباعياتٌ رمضانيةٌ 6 / 30
أعضَّ يدي ضوءٌ، ومـا إِنْ تبعَّضا = وكان قريبًا مِثْلَما اسميَ أمْ مضى ؟
تشابهتِ الأبعاضُ حتَّى تعرَّضــا = كلامُ الأقاصي .. للنِّداء .. فأعرضـا
كأنْ كلِّيَ .. الماشي إليَّ .. أبيضا = ألمَّ به جونٌ .. وارتضاه .. فأغمضا
فآضَ بمطويِّ، وغاضَ كأنْ قضى = فراضَ بيَ الدُّنيا، وعضَّ يدَ القضا
***
رباعياتٌ رمضانيةُ 7 / 30
إذا أتهمَ المعنى وَقَدْ كانَ أنجدَا = تبلَّدَ هــذا الوقتُ .. حتَّى تبلَّدا
وشدَّ حيازيمَ الفراغ إلى صدًى = تمدَّدَ .. ظلا .. فاسترابَ فسدَّدا
فعدَّدَ .. أسمٓـاءً .. فأوردَ مـا بـدا = على شجرٍ أسماءَ .. ثمَّ وحَّــدا
فضمَّدَ جرحًـا سالَ منْ قدَرٍ عـدا = فجرَّدَ معنـٓاهُ .. مٓـدًى .. فتفرَّدا
***
رباعياتٌ رمضانية 8 / 30
تمثَّلَ لي منْ آخِر كان أولا = وعدَّلَ مســراهُ قليلا وناولا
تحوَّلَ تفاحًا إذا ما تمهَّلا = وفاكهةً ثنيا وما إِنْ تعجَّلا
كأنْ ذاقَ غيبًا نازلا فتأمَّلا = بآياته كأسًٓا ليصعدَ منزلا
وأحملَه حتَّى أرتِّبَ منهلا = أحاولُه .. لكنَّه .. مـا تمثَّلا
***
رباعياتٌ رمضانية 9 / 30
تنفَّسَ هذا اللَّيلُ حتَّى تلمَّسـا = بأنجُمِه طيفا سرى .. فتنفَّسا
سرى همسةً منه ترنُّ ليقبسـا = نداءً رخيَّ الفجر آضَ ليهمسا
وإمَّا جرى نَفْسًـا تودِّعُ أنفسا = بكى فكأنَ يعرَى بعينٍ إذا كسا
توجَّسَ إيذانًا ببحركَ مـا رسا = سوى لحظةٍ مائيَّةٍ كيْ يُؤسَّسا
***
رباعياتٌ رمضانية 10 / 30
تنسَى يديكَ كأنَّ شيئا ينفثُ = بيني وبينكَ، والنوافذُ تلهثُ
هُمْ حدَّثوا فبأيِّ قول أحدثُوا = أرقَ السفينة ناظرًا إذ حدَّثُوا
مكثُوا قليلا .. كلَّما لَمْ يلبثُوا = إلا .. قليلا .. ثمَّ .. لمَّا يمكثُوا
كانوا يَرَوْنٓ يدًا ترنُّ وتبحثُ = عنها نوافذُ إِنْ سواها ينكثُ
***
رباعياتٌ رمضانيةٌ 11 / 30
تملكُ الأرضُ أنْ تكونَ عبورا = ولها.. أنْ تكونَ، بعدُ، قبورا
وتكونَ الضِّياءَ .. والديجورا = ونداءً .. وصمتَه .. المأسورا
ولها ريشُهـا .. يطيرُ قشـورا = كهباءٍ .. مسافةً .. وعصورا
كلُّ شَيْءٍ لها .. يشيرُ فتـورا: = أيُّهذا .. أغربتَ فيكَ كسورا
***
رباعياتٌ رمضانيةٌ 12 / 30
كأنَّ الغابةَ البيضاءَ بابُ = وأكْرتُه ذهابٌ .. أَوْ إيـابُ
أناداها، بعتمته، الغيابُ = وأهداهٓـا غرابته السَّرابُ
أم انَّ يدًا وراحتُهـا كتابُ = ليقرأ جملةً أولى ارتقابُ
لتدخلَهَا وَما قَالَ الغرابُ = وصيَّتَه إذا مالَ السَّحابُ
***
رباعياتٌ رمضانية 13 / 30
مرفأ الثلج شهوةٌ وصهيلُ = النِّهايــاتُ .. كلَّها .. تأويلُ
يظمأ الثَّلجُ واقفًا ويسيـلُ = جذوةً للصَّدَى .. كأنْ إزميلُ
ناحتًا ظلَّهُ .. يَكُونُ الدَّليلُ = ساحبًا صورةً إذا ما تُحيلُ
خاذلا وجهةً .. فثمَّ القتيلُ = قاتلا .. حيثُما الكلامُ عديلُ
***
رباعياتٌ رمضانية 14 / 30
مشى النَّهرُ أعلى وكان غشا = سؤالَ الأقاصي: أكـانَ مشى ؟
أرشَّ على الأرض حين وشى = قليلا من الحلم .. إمَّا انتشى
وملءَ الحشا .. كادَ أنْ ينقشا = سريرَ الغيوم .. يصيرُ حشا ؟
مشى خدَرًا. قلتُ: كيفَ رشى = سمـاءً .. بحُلميَ .. أيِّــانَ شا ؟
***
رباعياتٌ رمضانيةٌ 15 / 30
وحدَّثني .. وَكَانَ إلى السِّماكِ = يحاولُ أنْ يريـنَ على ارتبـاكِ
تأمَّلَ وقفتي .. والموجُ .. شاكِ = تلاطمَ دجنُه .. حدَّ .. العـراكِ
كأنْ باكٍ .. ولكنْ في اشتباكِ = وَلَيْسَ بكـى .. إذا هُــوَ للدِّراكِ
وَإِنْ هُـوَ قائــلٌ عُـمْـرَ امتلاكِ: = يـديْ وطـنٍ .. أحدِّثُ عَنْ حِـراكِ
***
رباعياتٌ رمضانية 16 / 30
وحدَّثَني، وما بيني وبيني = أنــا وطـنٌ أقـولُ .. ولا أكنِّي
أناديني ..إذا .. ألقيتُ عنِّٓي = كأنِّي .. لا أنادي .. أَوْ كأنِّي
وألفيني .. إلى يدِه .. لأنِّـي = قرأتُ يدي .. بعينيه .. وأذْنِ
وأنِّي ما قرأتُ سوى .. بركنِ = وَذَا وطنـي .. إليَّ بكلِّ كونِ
***
رباعياتٌ رمضانيةٌ 17 / 30
وحدَّثني: كأنْ بلدٌ تشيرُ = وأوهنَها التَّلكُّؤُ إذ تسيرُ
ألمَّ بها، وكانتْ تستخيرُ = بأيِّ الوقتِ ينتبهُ الأخيرُ
وأيِّ الوقتِ يملكُه سفيرُ = إلى قولٍ .. يشاركُه أجيرُ
وكيفَ إشارةٌ يدَها تُعيرُ = إلى بلدٍ .. وأيَّــانَ المسيرُ ؟
***
رباعياتٌ رمضانيةٌ 18 / 30
وحدَّثَنـي، على قلق، بهمس = كأنْ نخشى كلامًا طيَّ لَبْس
على قلق مشينا.. دونً حسِّ = وقلنا: .. أيُّنا يمشي بجرْس ؟
وقلنا: .. إنَّنا .. ذرَّاتُ حدْس = بمـا يأتي ولا يأتي .. بجسِّ
لعلَّ بنا .. حديثًا.. كانَ أمس = لهـاثَ اللَّيل ينشُدُ ظلَّ رمس
***
رباعياتٌ رمضانيةٌ 19 / 30
وحدَّثَنـي .. بأيٍّ قَــدْ تقضُّ = عن المشتى منامـًا لا يعضُّ ؟
لأرضكَ بعضُ أسماءٍ تفضُّ = غشاوتَهـا بأسماءٍ .. تمُضُّ
تأمَّلتَ السَّماءَ هُناكَ بعضُ = ولملمتَ النِّداءَ .. هُناكَ أرضُ
فحدِّثْني أمِنْكَ اشتدَّ ومضُ = إلى جسدٍ فلمَّا .. كانَ نبضُ ؟
****
رباعياتٌ رمضانيةٌ 20 / 30
وحدَّثَ: كيفَ ينتبهُ الجدارُ = إلى نبإ .. ولا سبأٌ .. مـدارُ
أهذا معصمُ الدُّنيٓـا سـوارُ = أم الدُّنيـا .. بزُخرفِها إطـارُ
أم لا زخرفٌ .. وثبَ الغبـارُ = من المرآةِ .. فانكدرتْ بحـارُ
وعندَ الأرض لا شيءٌ يثٓارُ = سوى نبإ .. وأرجأهُ انتظارُ ؟
****
رباعياتٌ رمضانيةٌ 21 / 30
أحدَّثَ .. أنَّ حكمتَه تَقلُّ = إذا التَّدْويـرُ نخبتُه تدلُّ
وَإِنْ أرسالُه، أبــدًا، تُقلُّ = بأسفارٍ حمولتُهـا تضلُّ
كأنْ خللٌ بها لا يستقلُّ = به خللٌ .. إذا مـا يستدلُّ
وإذ عِللٌ .. مغازلُها تُغلُّ = عناكبَهـا فأنَّـى تستظلُّ ؟
****
رباعياتٌ رمضانيةٌ 22 / 30
أحدِّثُه .. عن المعنى البعيدِ = فيومئُ بالإشارةِ والنَّشيـدِ
أقولُ له: .. أثمَّةَ .. منْ مزيدِ = همـا لغتان .. للمددِ العنيدِ
وبينهمـا تركتُ على وصيدِ = مجازَ الفهم في كفِّ الوليدِ ؟
فحدَّثَ: .. هُزَّ مهـدًا للشَّهيدِ = لتدركَ غابـةَ المعنـى الفقيـدِ
***
***
****
رباعياتٌ رمضانيةٌ 25 / 30
وحدَّثَ فالسِّباسةُ لا تقيها = سوى لغةٍ تخشَّبُ فاتَّقيها
كأنْ .. مسافةٌ .. لا يلتقيها = سرابٌ ظامئٌ أنْ يستقيها
وقولةُ غيمةٍ .. إذ ترتَقيهـا = بقيَّةُ غَيمٓةٍ .. لا .. ترتُقيهََـا
تفتَّقَ للصَّدَى لَوْ ينتقيهـا = لشقَّ البرقُ أصواتًا تقيهـا
***
رباعياتٌ رمضانيةٌ 26 / 30
وحدَّثَ عنكَ: أيَّتُهـا السَّبيلُ = وَقَدْ ألقى .. بآيتـِه .. الدَّليلُ
وَقَدْ ألفى، بواحتِه، الرَّحيلُ = مدائنَ .. ليسَ يلبسُها نزيلُ
يحـارُ .. إذا يناديـه القتيـلُ = بأيِّ الذَّنبِ يحتدمُ الصَّهيـلُ
فقالَ: أنا .. ولا ظلُّ .. يميـلُ = لأظمأُ منكَ يحملُني البديـلُ
=====================================
رمضان 1436
1 / 30
تبتل روحُ العشق في رحم السَّنا = ومالَ قليلا .. حيثُ قلبٌ .. تمكَّنـا
تلونَ .. أطيافا .. فطابِ له الجنى = وجنَّ قليلا .. بالمنى .. إذ تلونا
وكانَ دنا شوقا .. كأنْ شوقه دنا = إليه .. بعرجون .. رأى .. فتكوَّنا
أمنْ قمر.. كنَّى عن الروح إذ رنا = إلى قمر .. أملى كتابا .. ودوَّنـا
.
***
2 / 30
دوَّنتَ شمسكَ بالكلام تنزَّلا = وتأولَ الدنيـا .. وكانَ تمثلا
ألقى بذرَّات المـدى فتشكَّلا = برنينها كلُّ الصَّدى وتحوَّلا
أبقى بقيَّة صوته ملءَ الفلا = نايـا، ولا أحدٌ بناي .. رتَّـلا
إلا إذا دوَّنتَ قربكَ ما سلا = عنه، وإلا كنتَه .. فاسترسلا
***
3 / 30
أرسيتٓ وجهكَ في الكلام تهجَّدا = واللَّيلُ .. أعتدَ حرفـه .. وتـوحَّدا
والليلُ .. أخدود تمرَّدَ .. إذ بـدا = للفجر .. أملـودٌ .. تبلَّجَ .. أمردا
ما كادَ .. ينسخُ آية .. حتَّى عدا = في آية أولى .. وأوجـدَ مرصدا
وأمدَّ .. وجهكَ .. للجناح فأفردا = روحا تجلَّى .. ثمَّ عادَ .. فأغمدا
***
4 / 30
أغمدكَ وجها قدْ رأى فتكتَّما = ماذا رأى والماءُ طارَ وحوَّمـا ؟
الماءُ وجهكَ .. إنْ ألمَّ فسلَّمـا = وإذا تثلمَ .. كانَ منكَ فأعلما
وإذا أتاكَ به الغريبُ توهَّمـا = فخذ الغريبَ إليكَ كيْ يتكلَّما
إنْ قامَ قربكَ أوْ تثنَّى ريثما = ينسابُ ظلُّكَ، فامحُ ظلَّكَ كلَّما .
***
5 / 30
لمْ أمحُ ظلَّكَ، فاختلفنا مطلعا = وكأنْ محونا.. ظلَّنا .. وتوقَّعا
وكأنْ نحوْنا قبلنا ما أسرعـا = منَّا .. وئيدا .. ثمَّ هبَّ مقـنَّعــا
لكنَّنا .. سرنا معا .. فتذرَّعا = كلُّ بخطوتـه .. وكانَ .. تمنَّعــا
لولا اجتمعنا ثمَّ لولا ما دعا = قلنا هنا .. لولا هناكَ .. توجَّعـا
***
6 / 30
وجعٌ على باب السَّماء ترفقا = بالنجم يعبرُ فاسترقَّ وفتَّقا
وكأنْ رأى فيه .. أناه فطوَّقا = وكأنْ أناه .. رفرفتْ فتعلَّقا
شقَّ الغمامَ وكان نهرا حلَّقا = بيدين منْ زبدٍ، وكانَ تحقَّقا
فسقى مجازا كلَّه، فترقرقـا = بالواقعيِّ على المجاز تدفَّقا
***
7 / 30
الواقعيُّ يشقُّ صدرا أبيضا = يستلُّه من عتمة.. ملءَ الفضا
ينحلُّ أوردة ويحملُ ما نضا = جسدا يناوله .. وريدا أومضا
كنْ كلَّكَ الكونيَّ يأتكَ بعَّضا = ما ترتئي بغموضه أوْ أغمضا
الواقعيُّ مفازة .. كمْ روَّضا = يدَها المجازُ بداهة، كمْ قوَّضـا
***
8 / 30
لوْ أنَّه شجرٌ إليكَ .. تخفَّفـا = منْ مشيه ثمَّ انتهى فتوقفا
وغفا كأنَّكَ للبداهة إذ غفــا = ورفا بحلم وقته .. فتعطَّفـا
قطفَ المسافة خطوة فتلقفا = شيئـا على آثاره، فتعرَّفــا
فغفا كأنَّكَ جئتَه فاستشرفا = شجرا أياديه إليَّ فرفرفـا
***
9 / 30
يدكَ التي أنسيتَها فوقَ الثرى = وقفتْ كأنَّكَ أنتَ منتبهٌ .. سرى
وقفتْ لتلقفَ ظلَّها .. إنْ بعثرا = ما كان لاسمكَ عاريا .. فتدثَّرا
أتكسَّرتْ أمواجُه .. إمَّا جرى = أمْ جمَّعته الرِّيحُ .. حين تكسَّرا
أمْ أنَّهـا ليستْ يـدا .. فتذكَّـرا = مرآته .. في صمتها .. فتعثَّرا ؟
***
10 / 30
لا موتَ إلا الأرضُ تحفرُ ظلَّها = إلا استعاراتٌ تقولُ: فما لهـا ؟
إلاكَ تحملُ كالخرافة .. قولهـا = أيَّانَ تنزلُ .. أوْ تنازلُ حولهـا
إلايَ أبذلُ لي البداية .. قبلهـا = وأنـا أراودُ في البداية بذلهـا
إلا عروقُ الأرض تسـألُ كلَّها = عنْ بعضِها ماءً يحاولُ شكلها
. ***
11 / 30
هلْ كـانَ للأشياء أنَّ سماءَهـا = أسماؤهـا تجري وأنَّ دماءَهـا
تجري فيبتدئُ الفضاءُ نداءَها = أوْ كلَّما انتهبَ النِّداءُ فضاءَها
أوْ .. كلَّما وثبَ الخفاءُ فراءَها = بعيون عتمته .. فراءَ .. خفاءَها ؟
أسماؤها.. ساقيَّة .. أشياءَها = ماءَ التضادِّ، فساقيًا أسماءَهـا
***
12 / 30
ماءُ التضَّادِّ يرنُّ .. كيْ تتلفَّتا = هذا الرَّنينُ يحنُّ لوْ أنَّ الفتى
ويُجنُّ منْ ظمإ كأنْ ظمأ عتــا = ويكنُّ في نبإ.. كلاما مُصمتا
وإذا يظنُّ بوقته .. وقتـا شتـا = كان المريبُ له بصرخته: متى ؟
لولا الذُّبابُ يطنُّ سيفا مصلتا = وحذاءُ جنديٍّ لقلتُ: فمـا أتى
***
13 / 30
يا ذاتنا الأولى .. أكانتْ هكذا = أسماؤنا الأولى تهبُّ لتُشحـذا
أبديَّة بيضاءُ .. كالمشتى هـذى = أبديـة بيضـاءَ .. قالتْ: ذا وذا
تمتدُّ بين اسمين.. تبغي منفذا = حتَّى إذا تصغي فشيءٌ أخَّذا
حتَّى إذا قابيلُ حمَّلهــا الأذى = أوحتْ إليكَ .. بمـا قتيلكَ أنقـذا
***
14 / 30
كادَ القتيلُ يقولُ: .. كيفَ تتفَّسا = صبحُ، وكيفَ به الفضاءُ تلـبَّسـا
نجمٌ .. يدورُ عليَّ .. لولا أفلسـا = جرسٌ به .. ولكلٍّ نجم .. أخرسـا
نفَسٌ .. وأقبسُه .. إذا لنْ يُقبسا = إلا.. إلى جسد .. إذا لنْ يُلمسا
ما الأرضُ دامية تفيضُ لتحدسا = ليلا تنفَّسَ .. بالغرابِ .. توجَّسا
***
15 / 30
الأرضُ تنقضُ غزلها حذرَ الرؤى = وتعضُّ مـاءَ الغيب .. حين توضأ
تنقَضُّ، من أعلى، ليدنو مــا نأى = حتَّى .. إذا يدنــو .. تناءى مرفأ
والموجُ يجثو .. ثم ينهضُ.. أوضأ = كالثلج .. يحثو برقه .. مــا طأطأ
كالقامةِ.. الأولى .. وقوفكَ أومأ: = كنْ، في وقوفكَ، أنتَ تنفضُّ الرؤى
***
لمْ يأن للأرض القديمة أنْ تنهضا = منْ.. قوة المعنى .. وأنْ تتفضَّضا
لمْ يأنْ .. أمْ عشبُ البداية أغمضا = وكأنَّ شيئا .. في البداية أعرضا
أمْ طارئ .. بين الكهوف.. تعرَّضا = أمْ طارقٌ .. رفـعَ الجدارَ وقوَّضـا ؟
مـا أنتَ تقبضُ ذاكَ، حتَّى يُقبَضا = هذا، وأنَّى الأرضُ تستبقُ القضا ؟
***
17 / 30
لا تحمل الموتى إليكَ لتخرجا = منهمْ عليكَ.. أوْ إليهمْ تدرجا
وإذا سألتَ فأنتَ ليلكَ أدلجـا = فاسألكَ إكنانا، فليلكَ أسرجا
خذ عتمة واشتقَّ منها مأرجا = تلقَ العصاة كأنَّما لنْ ترهجـا
إلا تهجَّتْ لاسمها .. ما أولجا = خبرا بأرض منْ يديكَ تبلَّجـا
***
18 / 30
أيقظتَ جرحكٓ فاستباحَ وفتَّحا = منْ جرحكَ الرؤيا، ولاحَ فلوَّحا
مـا كان باحَ ولا أباحَ ولا محـا = لوحا، ولا سفحٓ العبارة ملمحا
وإذا أراحَ على إشارته .. دحا = بيد السَّماء.. إشارة .. فتبرَّحا
فتطوَّحٓ المرأى بجرحٍ إذ صحا = منكَ الذي تأويله .. ما أوضحا
***
19 / 30
منْ تاركٌ يدَه .. لتستلمَ اليدا = منسيَّة، وكأنَّ تاركها صدى ؟
أنا لا أنا جسدا قديما أفردا = قـالَ المسافرُ، مرَّة، وتصعَّدا
وأنـا إلى جسدٍ هلاميٍّ عـدا = بي برهة، وبدا خيالا أوحدا
حتَّى إذا مرآته .. أخذتْ يدا = فاضتْ بمرآةٍ إلى أبدِ المدى
***
20 / 30
هلْ تملكُ المرآة شكلا أولا = كـانَ احتمالا للبداية أولا ؟
ماءٌ بها لمْ يأن أنْ يتجولا = ظلا .. ولمَّا يأن أنْ يتحولا
فبأيِّ نافـذة تناولَ مدخلا = منْ ذاته، وبأيِّها لنْ يأفـلا
وبأيِّما ريح.. تهبُّ لتسألا = أسماءنا مرآتُـها .. ولتذهلا
***
21 / 30
إنْ قلتَ: لا مرآةَ حتَّى أنهبـا = هذي الطريقَ إليَّ أو أتأهَّبا
لا شكلَ أحمله ليغربَ مذهبا = بين اليقيـن وبين شكٍّ أغربـا
واسمي رآني نائيـا فتعجَّبا = وبه .. رآني دانيـا .. فتوثَّبا
فلأنتَ مرآة .. وكنتَ محجَّبا = عنها بقولكَ: إنَّ فيها مطلبـا
***
22 / 30
لوْ أنَّ لاسمكَ جذوةً بين الرقى = لوْ لاسمكَ المعنى نـأى فتحقَّقا
لوْ كنتَ ما لا أنتَ .. ثمَّ تخلَّقـا = شيءٌ بأغمضَ منكَ كان تفتَّقـا
أوْ كنتَ أنتَ إليكَ. شيءٌ أبرقا = شقَّ القميصَ .. كأنَّ منكَ تألَّقا
كنْ أنتَ لاسمكَ نهرَه فترقرقـا = بكَ موجُه نهـرا .. وطارَ لتفرَقـا
***
23 / 30
الجذرُ خوفُ هويَّة .. أنْ تحذرا = يدهـا إذا امتدَّتْ فضاءً أصغرا
والأرضُ تذرو ريحها لنْ تكبـرا = إلا قليـلا .. كالغمـام .. تقطَّــرا
إلا .. غماما .. عابرا .. تكسَّرا = جسدا لبسناه يــدا .. فتصوَّرا
وافترَّ جذرا .. آخــذا مـا قدَّرا = لولا .. هويَّتُه .. أكـانَ .. تجذَّرا ؟
***
24 / 30
كمْ جثة للريح في جسد الصَّدى = والأرضُ تنظرُ، والخلائقُ للرَّدى ؟
عشـبٌ تمدَّدَ .. واقفــا .. وتردَّدا = عنـه .. كلامٌ قاطفٌ .. شيئا بـدا
هلْ قاطفٌ شيئا .. مُناديه غـدا: = يا أنتَ كيفَ بدوتَ.. لغزا مجهدا ؟
هلْ عارفٌ لغزا .. مُحاذيه يــدا: = كـمْ جثة للريــح .. يبذرُهـا المـدى ؟
***
25 / 30
أسرفتُ في أخذ المكان فأسرفا = كلٌّ بنا .. حلمٌ .. وكلٌّ .. أشرفا
كلٌّ .. نضا جسدا وطوَّفَ مترفا = بالعُري .. يقطفُه لباسا مطرفـا
ويخافُ منْ جسد .. وكانَ تعرَّفا = فيه إليكَ .. يخافُ أنْ تتصرَّفـا
أخلفتُ أخذا .. فالمكانُ .. تجرَّفا = بيدين منْ وهم .. وكانَ تطرَّفـا
***
26 / 30
إنْ وجهة تركتْ يديكَ لتحرسا = أرضا ولستَ بها سؤالا آنسا
أوْ أربكتْ بيديكَ حسا أخرسا = شكلَ البداية، أوْ بذاكَ توجَّسا
أوْ ربَّما فتكتْ، ولا شيءٌ أسا = شيئا .. ولا شيءٌ لفتكٍ أسَّسا
ما وجهة أولى .. إذا ماءٌ رسا = جبلا، وقد تركتْ يديكَ لتعبسا ؟
***
رباعياتٌ رمضانية 27 / 30
الأرضُ في دمنا .. تموتُ لتبعثا = جسدا، وعنْ نهر القصيدة حدَّثا
أجسادنا أرضٌ إذا وقفتْ.. حثا = غيمٌ .. مراياه .. ليمشي محدَثــا
وإذا على أجسادنا .. غيبٌ نثـا = جمرَ البداية .. ما إلى ختم.. جثا
حثَّ .. امتدادَ النَّهر أنْ يتشعَّثا = نهرين .. حتَّى لا يضلَّ .. فيعبثـا
***
28 / 30
هلْ قلتَ إنَّ الأرضَ كانتْ مقبضا = للجاذبيَّة .. قبلَ .. أنْ .. تتقوَّضـا
أمْ قبلما .. هذي السَّماءُ تتعرَّضا = للأسر .. منْ عبثٍ .. تهمَّمَ أبيضا
أمْ كلَّما .. وثبَ الفراغ .. وعوَّضا = أبديَّـة المعنـى .. بشيءٍ .. روَّضـا
أمْ هذه أرضٌ .. وقد نظرَ الفضـا = مـا راءَها أرضـا كأنْ وثبَ القضا ؟
***
29 / 30
منْ علَّمَ الأرضِ القديمة أنْ ترى = بيدين .. منْ مــاء وطـين أسمرا ؟
ومن الذي خلف الحجاب تسترا = والأرضُ تحجبَ ظلها إمَّـا جرى ؟
تتكوَّرَ الأشياءُ .. مــا بين الورى = صورا لتمشي، أوْ لكيْ تتفجَّـرا
ما هذه أرضٌ، فكيفَ بها انبرى = موتٌ غريبُ الوجه واليد مُضمـرا ؟
***
30 / 30
قرأ المكانُ .. كتابه .. فتأمَّلا = متريِّثا .. وبدا .. كأنْ يتأولا
وبدا .. كأنَّ إشارة لنْ تبذلا = لعبارة .. مـا كانَ وسما أولا
لا رسمَ حفَّ كتابه .. وتمثلا = لا اسمٌ رفا أسماءه.. وتنزلا
وثبتْ بأرض أرضُها فتعجَّلا = موتٌ حجارته، وقبرا مهمـلا
.==========================================================
رباعيات رمضانية 1435
رباعياتُ رمضان: 1 / 30
ساحبَ الظلِّ منْ بقايا الكهـوف = كانَ يخفي يديَّ .. بين الكفوف
فكأنَّ الكفـوفَ .. عندَ الرفــوف = سيرتي لولا شاعــرٌ منْ طيوفي
وكأنْ كانَ سائرا في شفـوفي = يكتفي .. بالحروف تلوَ الحروف
ينتفي .. والكلامُ خفقُ سيوف = بين رشفة الطَّلِّ تنتفي وعـطـوف
***
رباعياتٌ رمضانية 2 / 30
مثلما لمْ تكنْ ولستَ تكونُ = عالمٌ .. باستعارةٍ مسكونُ
صورٌ باشتـباكهــا مفتـونُ = طائرٌ أرضيُّ كما المجنـونُ
يتدانـى فلا تـراه العــيونُ = طارئا خفَّ عنصرا فيهـونُ
ما تناءى إلا سؤالا يخونُ = حين يلقيه .. سرُّكَ المكنونُ ؟
***
رباعياتٌ رمضانية 3 / 30
كيفَ تأتي الغيابَ وهوَ غيابُ = وأنـا أنتَ .. واحدٌ .. مرتـابُ ؟
شكُّنا منْ أجسادنا .. أثوابُ = وإذا كنا .. فاليقينُ .. سرابُ
وإذا .. نطمئنُّ .. لا أعتابُ = بخطانا .. تمشي .. ولا أبوابُ
فكأنَّا .. من لحظة .. أنخابُ = وكأنْ نحنُ.. والزَّمانُ انسيابُ
***
رباعياتٌ رمضانية 4 / 30
تتماهى .. وشكلَهـا الأسمـاءُ = حيثما لا اسمَ ترصدُ الأشياءُ
تتناهى .. وأفقها .. أصـداءُ = رجعُ قول .. وبعضُه استثناءُ
وإذا قلتَ .. بعضُه استفــتاءُ = لنـداءٍ .. يكونُ .. منه النِّـداءُ
هلْ إذا مـا .. طبيعة خنساءُ = أجرتِ الدمعَ .. يشهدُ الأبناءُ ؟
***
رباعياتٌ رمضانية 5 / 30
يأخذُ الصَّمتَ .. منْ شفاه المياه = بانتباه .. حينــا .. ودون انتبـاه
واشتباهٍ .. على حدود التماهـي = بينَ حرفين .. عندَ طوق التَّناهي
وهما .. رحلة .. معَ .. الأشباه = حيثما الضِّدُّ .. حلة .. لاشتبـاه
فاخلع النعلَ .. تظـفـرنْ باكتـنـاه = أنَّكَ القولُ .. دونَ .. أيِّ شفــاه
***
رباعياتٌ رمضانية 6 / 30
أتكتبُ، الآن، قبلَ الليل ينصرفُ = كأنَّما، بعدُ، عنكَ الشّعرُ ينعطفُ
كأنَّما أنتَ تقفو .. حين تختلـفُ = إليكَ أوهامكَ الأولى، فلا تصفُ
تخافُ تغفو فلا الأطيافُ تقترفُ = خطيئة اللغـو في حلـم وتعترفُ
فما بحلمكَ حرفٌ .. واقفٌ ألفُ = لا يُستشفُّ، ولكـنْ بالرؤى يقفُ
***
رباعياتٌ رمضانية 7 / 30
خذ ريشة. طائرٌ ما سوفَ ينجرحُ = طبيعة ما .. على أشياءَ .. تنفتحُ
وديعة .. نسيتها .. الرِّيحُ واللمحُ = في هامش بدهيٍّ .. ليسٓ ينـقـدحُ
بقية .. منْ هُذاء الريحُ .. تنسفحُ = كأنَّهـا شبهُ ما .. يَستروحُ الشبـحُ
تقية .. وبها .. الألواحُ .. تمتدحُ = مــا قالَ لي طائرٌ .. منقارُه قـدحُ
***
رباعياتٌ رمضانية 8 / 30
لمْ أقتربْ منكَ .. إلا كنتُ أبتعـدُ = حرفـان بينهمــا كلٌّ .. ولا أحدُ
وللفراغ يــدٌ .. تمتدُّ .. لا تجـدُ = ما تستردُّ أناها .. والفراغ يدُ
يعــدو بكَ الظنُّ أنِّي حينمــا أردُ = ماءَ البحيرة أمشي لستُ أتَّحدُ
ويذهبُ الظنُّ بي حـرفين إذ أفـدُ = إليَّ منكَ .. بأنَّ الماءَ .. يتَّـقـدُ
***
رباعياتٌ رمضانية 9 / 30
لوْ خيَّروكَ .. أكانَ المـاءُ يَستكنُ = إليكَ .. أمْ خيَّروني: أينا يفتتنُ
أكنتَ تخبرني .. والاسمُ يقترنُ = بما يرنُّ من الأسماء .. تمتحنُ
وما يكنُّ .. وكمْ منْ آهــةٍ وطـنُ = لدى العروبة .. لولا أنَّها الدِّمنُ
لولا ميــادينُ ما إنْ نابَهـا حـزنُ = حتَّى تنادى إلى أرواحـه البـدنُ ؟
***
رباعياتٌ رمضانية 10 / 30
لا تسألنَّ إذا المشتى: مَرائينا = هذي مبللة .. تستقطرُ الطينـا
أمْ إنَّها صورٌ تروي.. أحايينـا = إذا ظمئنـا .. وكنَّا منْ تنائينا
أمْ أنَّنا .. وانحنينا منْ توانينا = قد انحنينا إلى شيءٍ يُرائينـا ؟
لولا سألتَ .. أكانَ الماءُ يُدنينا = لكنتَ منْ غُصَّةٍ أصداؤها فينا
***
رباعياتٌ رمضانية 11/ 30
خلفكَ البحرُ فاستبقْ أمواجا = هي تعلو .. بسفرها أبراجا
طارقٌ واقفٌ .. بها مهتاجـا = ثمَّ لا شيءَ.. ينثني أدراجـا
فكأنْ حولكَ .. التذكُّرُ ماجـا = وكأنْ قبلكَ .. التَّصوُّرُ عاجـا
فتمثَّلتَ المفـرداتِِ .. سراجـا = فتناولتَ .. فامَّحيتَ انبلاجـا
***
رباعياتٌ رمضانية 12 / 30
الرَّماديُّ .. كالهُويَّة فوضى = لا ترى أرضهـا تُيمِّمُ أرضا
خرقة بالفضاء تعبثُ ومضا = بالذي أطبقَ المسافة غمضا
طائرٌ ناشرٌ جناحيـن قبضا = خشية الناظرين كلا وبعضا
وإذا صاعدٌ.. تحوَّلَ نقضـا = نسجُه كلما الرَّماديُّ أفضى
***
رباعياتٌ رمضانية 13 / 30
تترجَّلُ الأشياءُ عنْ صهواتها = مُتحولاتٍ .. عنْ سماء لغاتها
تتحدَّدُ الأسمـاءُ بينَ صَلاتهـا = وصِلاتها حتَّى تكونَ صفاتها
وتقيِّدُ المعنى.. بخذكَ وهاتها = صورا تعدِّدُ مُرتأى أصواتهـا
عبثٌ وينشدُه .. إلى لهواتها = عبثٌ يُثنَّى .. بالذي منْ ذاتها
***
رباعياتٌ رمضانية 14 / 30
.. ومنْ عجبٍ هذا القصيدُ تمائمُ = تــرنُّ .. بسحـر بابليٍّ .. يُلائــمُ
حمائمُ منه .. حـالماتُ .. حوائــمُ = تجنُّ .. هديـلا أريحيــا .. يُنادمُ
تكنُّ احتمالاتٍ الهوى .. وتقاسمُ = عبيرَ التجلي .. غيبه .. وتخاصمُ
وأنتَ عيونُ الحبِّ مـا أنتَ ناظـمُ = قصائدَه حُبا.. فهلْ .. أنتَ صائمُ ؟
***
رباعياتٌ رمضانية 15 / 30
هيَ فوضى خلاقة .. بامتياز = وأنا .. أنتَ .. كلنا .. للبراز
لا سيوفٌ مشحوذة.. لاجتياز = مـا نراه .. حقيقة في المجـاز
لا قطوفٌ .. بدانيـات انتهـاز = غيرَ هذي الحتوف في الإنجاز
دمُنا العاري .. قمة الإيجـاز = هيَ فوضى فقط .. بلا إعجاز
***
at
رباعياتٌ رمضانية 16 / 30
يشتهي الوقتُ أنْ تكـونَ دليلا = وإليه .. تكونَ .. خطوا قتيلا
يشتهي تنتهي به.. مُستحيلا = لستَ تدري أكنتَ .. منه قليلا
أمْ نخيلا .. وغابَ، ثمَّ، نخيلا = منطقٌ خارقٌ.. بكَ .. التأويلا ؟
يشتهـيكَ الدَّليلُ أنْ تستـحيـلا = وقته الباقي .. وحده تأمـيـلا
***
رباعياتٌ رمضانية 17 / 30
يُحدِّقُ هذا الوقتُ .. أيَّانَ يُحْدقُ = بكلِّ فضـاءٍ في يديه .. ويُطِـرقُ
تشقُّ العَـوادي حجبَــه .. وتعلِّقُ = بأسمائهـا .. أسمـاءه .. وتُوثِّـقُ
وتخفقُ تاريخا .. يَدقُّ .. فتُبرقُ = على غيَـرٍ .. أحـداثـه .. وتُطوِّقُ
تُصدِّقُ أنــبــاءً .. وليسَ تُصـدِّقُ = أكانَ إلى وقتٍ .. يُصفِّقُ مَشرقُ ؟
***
رباعياتٌ رمضانية 18 / 30
الليلُ أشعثُ .. لولا أنَّه السَّفـرُ = ألقى العصـاة، ولولا أنَّه الحـذرُ
تحثُّ خطوا به .. والسَّيِّدُ الأثرُ = أكنتَ مولى له إذ قامَ .. يقتـدرُ
أم ابتدرتَ، وخـوفي منكَ تبتدرُ = ولا دليلَ إليه .. حينَ .. تنشذرُ
ولا نزيـلَ .. كـأنَّ الليلَ لا يـذرُ = إلا قليلا.. وهذي العرْبُ تنكسرُ ؟
***
رباعياتٌ رمضانية 19 / 30
ألا أحدٌ .. يكونُ هنـا شهيدا = سوى العربيِّ قِدما أو جديدا ؟
تواترت .. العهودُ.. كأنَّ بيدا = إلى بيد.. هلاكٌ .. لنْ يبيـدا
تُجرِّدُ حتفها .. سيفــا بليــدا = يُجرِّبُ كيده .. فينــا سديــدا
بدائيَة .. ويَـحملهـا .. بريــدا = صدى التاريخ إنْ أمدا مديدا
***
رباعياتٌ رمضانية 20 / 30
كأنْ دمٌ عربيٌّ .. ضجَّ يَضطربُ = منذ البدائية الأولى .. ويَنتـسبُ
كأنْ سُـؤاليَ: أنَّى كــادَ يَختلـبُ = هُويَّة ؟ أمنَ الكهف الذي حسبوا
أمْ أنَّهمْ سحبوه .. حينمـا تعبوا = من استعاراتهــمْ فانتابهـمْ سببُ
وأضرموها لهيبا ما هُـمُ الحطبُ = فأجــزلوا وأجــازوه ؟ كأنْ عـربُ ..
***
رباعياتٌ رمضانية 21 / 30
تجزَّأ هذا الكلُّ .. حتَّى .. تقوَّضا = وكانَ إلى كلٍّ .. قريبا .. فأعرضا
وكانَ قريضـا مُذهَبـا .. ومُفضَّضا = حيالَ الحمى مُستوقفــا مـا تعرَّضا
وروضا أريضا .. بالمناقب أخفضا = إذا يدُه بيضاءُ .. أخرجهـا القضـا
وكانَ وميضـا فائضـا بالذي قضى = نقيضـا كأنْ لمْ يغنَ أمـس وروَّضـا
***
رباعياتٌ رمضانية 22 / 30
أهذا الزمانُ الجهمُ ساهٍ وساهرُ = يهيمُ إلى هذي .. فناءٍ .. فنائرُ
كأنَّ به جونا .. فوافٍ .. ووافرُ = على شعثٍ وافى فقاصٍ فقاصرُ
ومنْ عبث الضدَّين: غافٍٍ وغافرُ = ومُـكتـرثٍ يمـحُـو .. فناهٍ وناهـرُ
ولولا روى الأشـيـاءَ زاهٍ وزاهــرُ = لقلتُ: جهـامُ الوقت غــادٍ وغـادرُ
***
رباعياتٌ رمضانية 23 / 30
يا حاديَ الأشياء. ما الأشياءُ ؟ = مـا أمرُ قافلة .. إذا الأصـداءُ ؟
مـا الشرقُ إذ يغتالـه الفرقــاءُ ؟ = مـا الغربُ حين يؤمه الغـربــاءُ ؟
أسماؤكَ الأولى فمـا الأسمـاءُ ؟ = هذي الكنى وهمٌ. أأنتَ سمـاءُ ؟
لوْ أنتَ منْ طلل.. فكيفَ نداءُ ؟ = يا أنتَ يا طللا .. أكانَ حُـداءُ ؟
***
رباعياتٌ رمضانية 24 / 30
تركتْ خُطايَ، هناكَ، حيثُ تسيرُ = أثرا يدلُّ على خُطـايَ .. تشيـرُ
فكأنَّه .. هـرمٌ .. إليَّ .. سفيـرُ = والسِّفرُ خبَّــأ .. مـا البيانُ يثيرُ
وكأنَّما .. نغـمٌ .. عليَّ .. يُغيـرُ = شوقــا .. إلى نغم .. ولا تقديرُ
فهُنـاكَ لي .. وهُنـا أنــا التعبـيرُ = يا رُبَّ مَيدان .. هُوَ .. التَّحريرُ
***
رباعياتٌ رمضانية 25 / 30
لا تسحبِ الموتى من الأكفان = الليلُ قفرٌ .. والمتاهُ .. يَـدان
والأمرُ بحرٌ .. همَّ بالطـوفـان = والسِّفرُ يعرى مُغرَقَ العُنـوان
فاصنعْ بخوفكَ جذبة الأكـوان = لترى العبارة .. لعبة الألوان
واصدعْ بمـا أوتيتَ منْ تبيان = ترَ لمعة .. تعلو على الأزمان
***
رباعياتٌ رمضانية 26 / 30
يحثـو ترابـا على معنى ويرتبكُ = بـأيِّ معنى سؤالُ العمر يشتبكُ
وهمْ هنا تركوا شيئا وما تركوا = على الجدار ظلالا ليسَ تنسـبكُ
وهمْ هنالكَ قد شكوا بما ملكوا = واستدركوا بكنايـاتٍ إذ اعتركوا
وإذ همُ سلكوا معناكَ كمْ هلكوا = كأنَّكَ السترُ لمْ يُهتكْ وكمْ هتكوا
***
رباعياتٌ رمضانية 27 / 30
أقُدَّ ثوبُكَ .. أمْ هـانَ الذي نسجوا = أمْ كانَ بابُكَ عنوانـا .. وقدْ درجوا ؟
إذا استبقتَ إلى حيثُ انتهى درجُ = فخشية منكَ .. ألا ينقضي الحـرجُ
هذا السقـوطُ .. ومنْ آياتـه رهـجُ = يعلو وينزلُ .. مهتاجـا بمنْ عـرجـوا
يبغونها عوجـا .. والضَّوءُ والأرجُ = تمازجا .. حيثمـا لا تنطفي السُّرُجُ
***
رباعياتٌ رمضانية 28 / 30
لوْ أنَّ جُـرحَـكَ كالطفـولة .. مــاءَ = لرأى الغـمــامُ .. بأنَّ.. ثمَّ نداءَ
وكأنْ تقولُ الأرضُ: ضقتُ سماءَ = وكأنمـا .. تلكَ الرؤى .. تتناءى
والأرضُ ليسٓ تكــونُ إلا .. رداءَ = للقابضينَ على الجمـار .. عـَراءَ
فأفضْ .. عليكَ .. طفولة تتراءى = في مُقلتيكَ .. وكنْ إليكَ فضـاءَ
***
رباعياتٌ رمضانية 29 / 30
يتحوَّلُ المعنى .. إلى أشياءَ = لا ترتئي أسماءَ .. أوْ أنباءَ
ترسو على بحـر نأى وأفــاءَ = غيما على قول .. فباءَ نـداءَ
والبحرُ راءَ، ولمْ يكنْ قدْ راءَ = قنديله شبحــا .. يَجـرُّ رداءَ
فكأنْ به زبـدٌ .. تثاءبَ مــاءَ = وجرى إلى لغةٍ، فكان خفـاءَ
***
رباعياتٌ رمضانية 30 / 30
تلكَ المواعيدُ أمْ هذي الأماليـدُ = كنا انتظـارا كأنَّا للسُّرى بيـدُ
كأنْ هنا ظمأ. منْ أينَ تجريدُ = وما هنا قدحٌ .. والماءُ رعديدُ
والوقتُ جـرَّ رداءً، وهوَ تمديـدُ = على الثلاثين فالأنبـاءُ تحديـدُ
ولوْ أطلتْ، ومنها غارت الغيـدُ = سماءُ قلبي هلالا أقبلَ العيـدُ
==========================================================
رمضان 1434
رباعياتٌ رمضانية 5 / 30
أتأسرُ بي معنايَ أمْ أنتَ تؤسَرُ = أساطيـرُ بيني ثـمَّ بيني تُكسَّـرُ
أدرُّ شظاياهــا .. كمـا قدْ يُقـدَّرُ = كما أرتئي حولي.. إذا تتصوَّرُ
إذا الشمسُ بي مأخوذةً تتقطَّـرُ = كؤوســا وقـدْ دارتْ، فلا تتعثَّـرُ
وأعثرُ بي حدســا .. فلا أتطيَّـرُ = وكيفَ وهذا الحدسُ بي يتأطَّرُ ؟
***
رباعياتٌ رمضانية 6 / 30
لا اسمَ لي غير أنَّني ألفيه = كلَّما الاسمُ قالَ لي أخفيه
أكتفـي منه بالذي لا أفيــه = شبهَ معنى .. كآنَّمـا أنفيـه
لا يدٌ لي .. إذا أنـا أقتفيه = طللا ناكثا .. لغزل .. رفيه
يتعرَّى أسمـاءَ .. مـاءٌ بفيه = فكأنْ قالَ: ما اسمُه يكفيه
***
رباعيات رمضانية 7 / 30
لوْ حاملُ المرآة كــادَ يقـولُ: = ومقاله .. عنْ حمله مذهولُ
جسدٌ .. كأنَّ مكانه .. محمولُ = بزمانـه .. وكأنَّـه .. مقتـولُ
جسدٌ يرى ما حوله مأهـولُ = وإذا تلفَّتَ .. دمنـة وطلـولُ
أسماؤه غيَرٌ .. بها المجهولُ = حطَّ انتباها، فاستبدَّ أفولُ
***
رباعياتٌ رمضانية 8 / 30
أسماؤكَ الأولى خرافـة واطـئ = أرضَ الغرابة مثلَ حلم صابئ
كالطير يبحثُ بالرمـاد الطارئ = عن جمرةٍ بيَـدِ الكـلام النَّاشئ
عنْ ريشة تعدو .. بكفَّ القارئ = إنْ خطَّ أشيـاءً .. بكهفٍ بارئ
إنْ خطَّ أسماءً .. وشطَّ بناتئ = منْ صخرةٍ، والماءُ كاسمٍ بادئ
***
رباعياتٌ رمضانية 9 / 30
كأنَّ أسماءكَ الأولى أساطيـرُ = تنزلتْ، خلسة، منهـا تفاسيـرُ
تمشي بقربكَ تذروها أساريرُ = على خطاكَ وترعاها محاذيرُ
تلمُّهـا، باستعـارات، تصاويـرُ = كالغيب تخذلهـا، قولا، تعابيرُ
والغيبُ تحمله، خوفا، مقاديـرُ = لكنَّما اسمكَ بالرؤيا عصافيرُ
***
رباعياتٌ رمضانية 10 / 30
ترفَّقْ .. فإنَّ القافيـات أوانـسُ = تلكَّأنَ منْ دَلٍّ .. كأنَّكَ حـارسُ
فكمْ ظبية والنبعُ ساه وحادسُ = تمر ُّ.. كأنَّ البرقَ للعين كانسُ
تمرُّ سراباتٍ إذا مـا الهواجسُ = نواقيسُ .. والماءُ الملثَّمُ ناعـسُ
ترنُّ لتأسو جرحهـا، والمجالـسُ = إلى ومضةٍ لولاكَ هنَّ حنادسُ
***
رباعياتٌ رمضانية 11 / 30
بمَ التعلُّلُ ؟ .. هذي .. وجهة .. ويدُ = أمشي إليَّ، ويمشي خلفه الجسدُ
وجهٌ يباغتني .. منْ أنـتَ ؟ لا أحـدُ = ومنْ أنا .. ؟ جهة أخرى .. وتبتعـدُ
اســمٌ .. وأحملُه .. يقتادُه .. البـددُ = كأنَّ .. قامة موجي .. حولها الزَّبدُ
والبحرُ يسعلُ بي .. لولا به .. رمدُ = لكـانَ لاسميَ .. عينـا .. كلَّما يـعـدُ
***
رباعياتٌ رمضانية 12 / 30
كادَ المكانُ. فراغ ملؤه السَّفرُ = مُسافرونَ بكلِّ المرتـأى شـذرُ
خيطُ المتاه .. وثوبٌ دونه الإبرُ = إذا مرقَّعة .. ينتابُهـا الضَّجرُ
يا خرقة يتحرَّى رتقهـا الخبـرُ = لوْ أنَّه خبـرٌ .. لـمْ تعلـه الغيـرُ
ماذا بخيلكِ يعدو خلفها الأثـرُ = إلا خطايَ مكانا كادَ.. لا يذرُ ؟
***
رباعياتٌ رمضانية 13 / 30
تأتي وتذهبُ محمولا على أثر = كأنَّ أفضية .. تعنو .. بمندثـر
الفقدُ .. نرجسة لميـاءُ كالخـدر = يأتي ويذهبُ مبـذولا إلى قـدر
حتَّى إذا غيمة تعدو، ولمْ تـذر = ما الماءُ ينهبُـه منْ سيرة المطـر
أخذتَ ثانية .. خـذلانَ منتظـر = مستقطـر حجـرا لمْ يبدُ للنَّظـر
***
رباعياتٌ رمضانية 14 / 30
أحدِّدُ لي نهــرا .. ولستُ أحدِّدُ = وأصنعُ بي فلكــا كأنِّـي أجـرِّدُ
أجرِّدني .. موجـــا .. إذا يعدِّدُ = علـى مسمعي آياتــه .. ويـوحِّــدُ
وأبعدني عنِّي إذا قمتُ أقصـدُ = إلى جسدي جسرا وكنتُ أقصِّدُ
وإذ أجذبُ العــاري إليَّ وأفـردُ = إلى الطِّين طيرا كدتُ منه أمهِّـدُ
***
رباعياتٌ رمضانية 15 / 30
يطيرُ بيَ المعنى ولستُ أطيرُ = يخيَّلُ لي أنَّ المكانَ .. ضريـرُ
وأنَّ يـــــدا منه .. إليَّ تشيرُ = وأنِّي سألتُ الليلَ كيفَ يسيرُ
وكيفَ عصاة الوهم، ثمَّ، تديرُ = أماكنَ ليستْ لي أنــا، وتعيرُ
تعيرُ جناحـا لا يرى .. وتغيـرُ = عليَّ ويشتــارُ الأقـلَّ .. كثيـرُ
***
رباعياتٌ رمضانية 16 / 30
أمُّنا الأرضُ .. والأنامُ نقوشُ = عندَ ماءٍ .. بجمرة .. أوْ نعوشُ
أوْ ..إذا وخزُ إبرة .. فخدوشُ = علقتْ .. بالتُّراب، وهيَ رموشُ
أوْ .. إذا بذرة .. وتلكَ عروشُ = فلقتْ.. حبَّها .. بريح .. جيوشُ
أمُّنا الأرضُ، صدرُها مفروشُ = فوقها / تحتها, فكيفَ الوحوشُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى