1/
أول يوم من أيام الشهر الفضيل..
يوم ربيعي بامتياز، لولا لفحة ارتفاع حرارة الأسعار : المواد الغذائية والغازوال...
حميد ذو السحنة البدوية السمراء ، هو نفسُه الذي اجتاز مباراة توظيف المعلمين منذ سنة تقريبا، وهو نفسه الذي يقيم بشقة بالدار البيضاء حيث مقر عمله، مع رفاقه الثلاثة...
في انتظار أن يُمنح قرضا من البنك، ليستطيع امتلاك شقة والزواج بخطيبته "ربيعة " ....اليوم هو يوم الأحد عطلة نهاية الأسبوع والذي يوافق أول أيام الصيام، لكن " حميد " لم يسافر لمسقط رأسه " دكالة " ، لِيَلتف مع باقي الأسرة حول مائدة " أمي خدوج " المتواضعة، حميد لم ينتهز الفرصة للقاء حبيبته التي اشتاق قلبه إليها...والسبب نفسُه :
غلاء الغازوال والأسعار وارتفاع الضغط ...
لذلك قرّر كتابة رسالة أخيرة وفي قلبه غصة الفشل الذريع.
" للحبيبة ربيعة...
تعلمين كم أحبك، وكم أتوق لأن يجمعنا بيت واحد ، لكن ارتفاع الأسعار، وهزالة الأجور لن تمكننا من العيش بسعادة، لن أعود للفاقة من جديد وقد أقسمت على أن أعيش غدا أستحقه... لذلك فأنا أُحِلُّك من أي التزام تجاهي، لك أن تتزوجي رجلا لا يحمل على كتفيه هم تأمين السكن والمأكل والمشرب والتطبيب والاعتناء بالأطفال وتربيتهم...
أنت أيضا تستحقين الأفضل... لن أنساك، لكنني سوف أواصل
النضال، سأدافع عن أنبل مهنة، وعن حق الأستاذ في العيش الكريم ورد الاعتبار له..."
وقبل أن يضغط على زر " إرسال "...
استفاق على صوت سيارة الإسعاف، ورفاقه يهمُّون بنقله إلى المستشفى جراء ضربة تلقاها في رأسه...خلال اعتصام مفتوح...
لازمته ربيعة زوجته طيلة فترة علاجه في المستشفى، كان قليل الحديث، شارد الذهن...
كان كلما نظر إلى ملامحها الشاحبة، مرّ شريط الحلم من أمامه وهو يقول في سره : ليتني فتحتُ عيني على واقع آخر أكثر عدلا...
***
2 /
اليوم يكتمل الأسبوع الأول من الشهر الفضيل...
نفحات روحانية تداعب ذُقونَ الرّجال وأغطيةَ روؤسِ النساء وهم يسيرون إلى بيوت الله...لعلّهم يرتفعون عن حضيض الاستهلاك ومطالب الجسد، يَرجون ازهرار القلوب في فصل ربيعي متقلّب، يتدرّبون على الموت فيتعثَّرون بالحياة...
نعيمة...تسير وحيدةً في الطريق، رغم وجود كوكبات من النسوة اللائي يعرفنَها، بحكم أنهن من نفس الحي، يبتغين نفس الهدف...بيت الله.
همهمات النّسوة وسرعة سيرهن، لم تُربك خطوات نعيمة التي تتقدّم بتأنّ ورُقيٍّ كأنها ملكة تنازلت عن عرشها طوعا، نعيمة التي تَشُدُّ الأنظار بأناقتها المعهودة ولَكنَتِها المكناسية المميزة ، ماتزال - وهي في عقدها السادس- تلك المرأة الراقية، كُلَّما صادفتُها بالشارع القديم، أتذكّر شياكتها وهي تركب سيارة الأجرة، متوجهة للملهى الليلي الذي تؤدي فيه وصلتها الغنائية...
أتذكر أيضا أحاديث النسوة اللواتي،كُنّ يحترقن في دواخلهن غيرة منها، خصوصا عندما يحكي زوج إحداهن عن روعة نعيمة في أداء أغاني أم كلثوم، وكيف أنها تجيد تقليدها وهي تغني ممسكة بالمنديل ...
نعيمة التي ماتزال تعيش إلى اليوم في نفس البيت الصغير الذي استأجرته فور قدومها لمدينة الدار البيضاء تدفع سومة الكراء بانتظام، وتبادر بالتحية والابتسام في وجوه الجميع...
لا أحد يمتلك تفاصيل عن حكايتها، سوى أنها في الأصل من مدينة مكناس...
لكن الكل يدرك أن نعيمة إنسانة متصالحة مع نفسها، لا تدعي الطهرانية، ولا تضمر سوءا لأحد...
إنه لشيء جميل أن تكون حقيقيا، أن تعترف لنفسك بالنُّقصان الذي يُكمّلُك والذي يُرسِّخ فيك الإنسان، كأن تتشبَّت بحقك في البكاء، في الفشل وحتى في الإحباط، وأنت مدركٌ تمام الإدراك أنه لا وجود للملائكة بين البشر، لأنها لا تعيش فوق الأرض.
وأخيرا خرجت جموع المُصلّين من المسجد، كلٌّ يتأبّط سجادته، يرسم ابتسامة الرضا على محياه، كمن حجز مكانه بالجنة خلسة من العالمين، وهاهي نعيمة تهُمّ بالخروج من باب المسجد، تسير جنبا إلى جنب مع نساء الحومة... تستغفر اللّه لها ولمن أشاروا إليها بسوء.
***
3 /
يوم واحد يفصلنا عن ليلة النصف من شهر رمضان الأبرك، الاستعدادات تسير على قدم وساق لتجهيز ملابس العيد التقليدية ( الجلابة المغربية والقفطان المغربي والجابادور...)كل الحرفيين مشغولون في فترة كهاته، وهي عادة دأب المغاربة عليها في كل المناسبات الدينية ...نساءا رجالا وأطفالا، استعدادا لاستقبال العيد بأبهى حلة ..
سميرة ويُلقّبها الجميع ب(مرات الصحفي )...
بدورها تقصد محلا للخياطة التقليدية، لكن ليس كزبونة كما لم يُقدَّر لها أن تكون يوما، وإنما كخياطة (الراندة )...
كان صاحب محل الخياطة منهمكا بأخذ مقاس زبونة صعبة المراس، وهو ما لم يمنعه من السؤال عن تفاصيل ما أوكل إلى سميرة عمله.
وقفت تنتظر تسليمه ما جاءت به من عمل مقابل دريهمات ستحصل عليها بعد أن ينهي عمله مع زبونته، لعلها تستطيع تأمين بعضا من كسوة العيد لأبنائها الصغار..
مرّ شريط الصور سريعا أمام عينيها، وهي تتذكّر كيف أنّها كانت تطمح للعيش في ظروف أحسن بكثير مما هي عليه الآن..
استحضرت يوم تقدم رضوان لخطبتها بعد فترة تعارف لم تَزد عن شهر، كانت ماتزال صغيرة في السن، انبهرت بوسامته و بمهنته كصحفي...
أهلها أيضا فرحوا كثيرا بهيبة صاحبة الجلالة، وهي تطلب نسبَهم البسيط، ومنذ ذلك الحين وماهي إلا أيام معدودات حتى تزوجت سميرة وحملت لقب "مرات الصحفي".
في بداية زواجهما، أقنعها رضوان بالعيش مؤقتا في بيت العائلة مع والدته، وهو الأمر الذي لم تعارضه بتاتا خصوصا وأنه أكد لها بأن الأمر لن يطول، وأنه بانتظار تسلم الشقة بعد إنتهاء أشغال البناء والتجهيز .
مرّت الشهور رتيبة في انتظار بركة الصحافة، التي ستُغدقها على العريسين، ومع توالي الأيام أدركت أن زوجها الصحفي لا راتب شهري لديه، فهو مجرد طالب معاشو، يقضي وقته في الاتصال، بحثا عمّن يجود عليه بورقة نقدية بقيمة مائتي درهم مقابل التقاط صور ...
ضلّ يصحو كل يوم من نومه، يلبس قميصه ويضع ربطة عنقه ثم بدلته التي بهتت ألوانُها من جرّاء ارتدائها...في انتظار اتصال من موقع أحدهم...
ازداد الأمر سوءا بعد أن أنجبت طفلها الأول،ثم الثاني...ممّا اضطرها لامتهان هذا العمل البسيط، ففي كل الأحوال لم يكن لديها بديل أفضل...
أقتنعت أخيرا أنّها هكذا تستطيع نوعا ما تأمين بعض ضروريات العيش...
ابتسمت في سخرية، وهي تتذكّر يوم داهمها مخاض الولادة لأوّل مرّة، حتى في هذا الموقف المُربك والتاريخي لم يتحرّر رضوان من ربطة عنقه، و بطاقة نقابة الصحفيين والجمعية الصحفية والهيئة الصحفية....كل هاته البطاقات التي لا يكف عن إشهارها في وجه كل الموظفين والإداريين، وحتى البقّال الذي يمدُّهم باحتياجاتهم الأساسية، وبعد أن ثَقُل الدَّين ولم يستطع رضوان تسديدَه، امتنع صاحب البقالة عن مدّه بالحليب والخبز وليكوش...فما كان من رضوان إلا أن أرغى وأزبد وهو يرمي البطاقات في وجهه، مذكّرا إيّاه كعادته بأنّه يُمثّل السُّلطة الرابعة في هذه البلاد...
أعادها صوت صاحب المحل إلى حاضرها، وهو يتفقّد بعُجالة الأقمشة ويُناولها المائتي درهم.
حمدت الله وهي تدسّها في جيبها وتقول :
" قالك صحفي...عشنا بكري من الصحافة..."
***
أول يوم من أيام الشهر الفضيل..
يوم ربيعي بامتياز، لولا لفحة ارتفاع حرارة الأسعار : المواد الغذائية والغازوال...
حميد ذو السحنة البدوية السمراء ، هو نفسُه الذي اجتاز مباراة توظيف المعلمين منذ سنة تقريبا، وهو نفسه الذي يقيم بشقة بالدار البيضاء حيث مقر عمله، مع رفاقه الثلاثة...
في انتظار أن يُمنح قرضا من البنك، ليستطيع امتلاك شقة والزواج بخطيبته "ربيعة " ....اليوم هو يوم الأحد عطلة نهاية الأسبوع والذي يوافق أول أيام الصيام، لكن " حميد " لم يسافر لمسقط رأسه " دكالة " ، لِيَلتف مع باقي الأسرة حول مائدة " أمي خدوج " المتواضعة، حميد لم ينتهز الفرصة للقاء حبيبته التي اشتاق قلبه إليها...والسبب نفسُه :
غلاء الغازوال والأسعار وارتفاع الضغط ...
لذلك قرّر كتابة رسالة أخيرة وفي قلبه غصة الفشل الذريع.
" للحبيبة ربيعة...
تعلمين كم أحبك، وكم أتوق لأن يجمعنا بيت واحد ، لكن ارتفاع الأسعار، وهزالة الأجور لن تمكننا من العيش بسعادة، لن أعود للفاقة من جديد وقد أقسمت على أن أعيش غدا أستحقه... لذلك فأنا أُحِلُّك من أي التزام تجاهي، لك أن تتزوجي رجلا لا يحمل على كتفيه هم تأمين السكن والمأكل والمشرب والتطبيب والاعتناء بالأطفال وتربيتهم...
أنت أيضا تستحقين الأفضل... لن أنساك، لكنني سوف أواصل
النضال، سأدافع عن أنبل مهنة، وعن حق الأستاذ في العيش الكريم ورد الاعتبار له..."
وقبل أن يضغط على زر " إرسال "...
استفاق على صوت سيارة الإسعاف، ورفاقه يهمُّون بنقله إلى المستشفى جراء ضربة تلقاها في رأسه...خلال اعتصام مفتوح...
لازمته ربيعة زوجته طيلة فترة علاجه في المستشفى، كان قليل الحديث، شارد الذهن...
كان كلما نظر إلى ملامحها الشاحبة، مرّ شريط الحلم من أمامه وهو يقول في سره : ليتني فتحتُ عيني على واقع آخر أكثر عدلا...
***
2 /
اليوم يكتمل الأسبوع الأول من الشهر الفضيل...
نفحات روحانية تداعب ذُقونَ الرّجال وأغطيةَ روؤسِ النساء وهم يسيرون إلى بيوت الله...لعلّهم يرتفعون عن حضيض الاستهلاك ومطالب الجسد، يَرجون ازهرار القلوب في فصل ربيعي متقلّب، يتدرّبون على الموت فيتعثَّرون بالحياة...
نعيمة...تسير وحيدةً في الطريق، رغم وجود كوكبات من النسوة اللائي يعرفنَها، بحكم أنهن من نفس الحي، يبتغين نفس الهدف...بيت الله.
همهمات النّسوة وسرعة سيرهن، لم تُربك خطوات نعيمة التي تتقدّم بتأنّ ورُقيٍّ كأنها ملكة تنازلت عن عرشها طوعا، نعيمة التي تَشُدُّ الأنظار بأناقتها المعهودة ولَكنَتِها المكناسية المميزة ، ماتزال - وهي في عقدها السادس- تلك المرأة الراقية، كُلَّما صادفتُها بالشارع القديم، أتذكّر شياكتها وهي تركب سيارة الأجرة، متوجهة للملهى الليلي الذي تؤدي فيه وصلتها الغنائية...
أتذكر أيضا أحاديث النسوة اللواتي،كُنّ يحترقن في دواخلهن غيرة منها، خصوصا عندما يحكي زوج إحداهن عن روعة نعيمة في أداء أغاني أم كلثوم، وكيف أنها تجيد تقليدها وهي تغني ممسكة بالمنديل ...
نعيمة التي ماتزال تعيش إلى اليوم في نفس البيت الصغير الذي استأجرته فور قدومها لمدينة الدار البيضاء تدفع سومة الكراء بانتظام، وتبادر بالتحية والابتسام في وجوه الجميع...
لا أحد يمتلك تفاصيل عن حكايتها، سوى أنها في الأصل من مدينة مكناس...
لكن الكل يدرك أن نعيمة إنسانة متصالحة مع نفسها، لا تدعي الطهرانية، ولا تضمر سوءا لأحد...
إنه لشيء جميل أن تكون حقيقيا، أن تعترف لنفسك بالنُّقصان الذي يُكمّلُك والذي يُرسِّخ فيك الإنسان، كأن تتشبَّت بحقك في البكاء، في الفشل وحتى في الإحباط، وأنت مدركٌ تمام الإدراك أنه لا وجود للملائكة بين البشر، لأنها لا تعيش فوق الأرض.
وأخيرا خرجت جموع المُصلّين من المسجد، كلٌّ يتأبّط سجادته، يرسم ابتسامة الرضا على محياه، كمن حجز مكانه بالجنة خلسة من العالمين، وهاهي نعيمة تهُمّ بالخروج من باب المسجد، تسير جنبا إلى جنب مع نساء الحومة... تستغفر اللّه لها ولمن أشاروا إليها بسوء.
***
3 /
يوم واحد يفصلنا عن ليلة النصف من شهر رمضان الأبرك، الاستعدادات تسير على قدم وساق لتجهيز ملابس العيد التقليدية ( الجلابة المغربية والقفطان المغربي والجابادور...)كل الحرفيين مشغولون في فترة كهاته، وهي عادة دأب المغاربة عليها في كل المناسبات الدينية ...نساءا رجالا وأطفالا، استعدادا لاستقبال العيد بأبهى حلة ..
سميرة ويُلقّبها الجميع ب(مرات الصحفي )...
بدورها تقصد محلا للخياطة التقليدية، لكن ليس كزبونة كما لم يُقدَّر لها أن تكون يوما، وإنما كخياطة (الراندة )...
كان صاحب محل الخياطة منهمكا بأخذ مقاس زبونة صعبة المراس، وهو ما لم يمنعه من السؤال عن تفاصيل ما أوكل إلى سميرة عمله.
وقفت تنتظر تسليمه ما جاءت به من عمل مقابل دريهمات ستحصل عليها بعد أن ينهي عمله مع زبونته، لعلها تستطيع تأمين بعضا من كسوة العيد لأبنائها الصغار..
مرّ شريط الصور سريعا أمام عينيها، وهي تتذكّر كيف أنّها كانت تطمح للعيش في ظروف أحسن بكثير مما هي عليه الآن..
استحضرت يوم تقدم رضوان لخطبتها بعد فترة تعارف لم تَزد عن شهر، كانت ماتزال صغيرة في السن، انبهرت بوسامته و بمهنته كصحفي...
أهلها أيضا فرحوا كثيرا بهيبة صاحبة الجلالة، وهي تطلب نسبَهم البسيط، ومنذ ذلك الحين وماهي إلا أيام معدودات حتى تزوجت سميرة وحملت لقب "مرات الصحفي".
في بداية زواجهما، أقنعها رضوان بالعيش مؤقتا في بيت العائلة مع والدته، وهو الأمر الذي لم تعارضه بتاتا خصوصا وأنه أكد لها بأن الأمر لن يطول، وأنه بانتظار تسلم الشقة بعد إنتهاء أشغال البناء والتجهيز .
مرّت الشهور رتيبة في انتظار بركة الصحافة، التي ستُغدقها على العريسين، ومع توالي الأيام أدركت أن زوجها الصحفي لا راتب شهري لديه، فهو مجرد طالب معاشو، يقضي وقته في الاتصال، بحثا عمّن يجود عليه بورقة نقدية بقيمة مائتي درهم مقابل التقاط صور ...
ضلّ يصحو كل يوم من نومه، يلبس قميصه ويضع ربطة عنقه ثم بدلته التي بهتت ألوانُها من جرّاء ارتدائها...في انتظار اتصال من موقع أحدهم...
ازداد الأمر سوءا بعد أن أنجبت طفلها الأول،ثم الثاني...ممّا اضطرها لامتهان هذا العمل البسيط، ففي كل الأحوال لم يكن لديها بديل أفضل...
أقتنعت أخيرا أنّها هكذا تستطيع نوعا ما تأمين بعض ضروريات العيش...
ابتسمت في سخرية، وهي تتذكّر يوم داهمها مخاض الولادة لأوّل مرّة، حتى في هذا الموقف المُربك والتاريخي لم يتحرّر رضوان من ربطة عنقه، و بطاقة نقابة الصحفيين والجمعية الصحفية والهيئة الصحفية....كل هاته البطاقات التي لا يكف عن إشهارها في وجه كل الموظفين والإداريين، وحتى البقّال الذي يمدُّهم باحتياجاتهم الأساسية، وبعد أن ثَقُل الدَّين ولم يستطع رضوان تسديدَه، امتنع صاحب البقالة عن مدّه بالحليب والخبز وليكوش...فما كان من رضوان إلا أن أرغى وأزبد وهو يرمي البطاقات في وجهه، مذكّرا إيّاه كعادته بأنّه يُمثّل السُّلطة الرابعة في هذه البلاد...
أعادها صوت صاحب المحل إلى حاضرها، وهو يتفقّد بعُجالة الأقمشة ويُناولها المائتي درهم.
حمدت الله وهي تدسّها في جيبها وتقول :
" قالك صحفي...عشنا بكري من الصحافة..."
***