محمد السلاموني - العقل الإسلامى- الشعبوى

الآن نحيا فى لحظة تاريخية فارقة تماما عن اللحظات التاريخية السابقة .
الآن نحن فى مواجهة حصاد ما زرعناه طوال تاريخنا .
الآن إمَّا أن نكون أو لا نكون .
الإشكالية تكمن فى أن كل ما زرعناه طوال تاريخنا القديم والحديث أثمر الآن "بَشِرا" هم ترسُّبات سميكة، ثقيلة، سامة، مُدَمِّرة للحياة؛ سواء أكانت حياتهم أم حياة الآخرين، هذا فى الوقت الذى يعتقدون فيه أنهم "الحق كله"..
وهو ما يدل على افتقارنا إلى "معيار حضارى" نقيس به أوضاعنا...
فعندما يذهب الناس إلى أن الإسلام أنتج حضارة، يسَمُّونها "الحضارة الإسلامية"، دون أن يعلموا بأن "الأديان لا تنتِج حضارات"، وأن "آرنولد توينبى" مفكِّر درجة عاشرة، وأن لا أحد فى "الغرب" يتَّخذ من فلسفته وتواريخه المُسهِبة مرجعية له...
هنا لابد لنا أن نتوقف كثيرا أمام "العقل الإسلامى" الذى ظل يفَكِّر لنا طوال القرون السابقة، بأن نضعه فى موضع سؤال؛ أعنى بأن نتساءل "على أى نحو يفكر هذا العقل؟"؛ ما آليات عمله أو ما المنطق الذى يحتَكِم إليه؟، ومن أين أتى بهذا المنطق؟، وما المفاهيم التى يتأسس عليها؟، وما نوع المعرفة التى أنتجها؟... إلخ.
التقدم الحضارى الهائل الذى يشهده العالم الآن، يكشف بقوة عن أن "الشعوب المسلمة" هى أحط أنواع الشعوب حضارة...
وكى أكون حقيقيا فيما أقول، سأصارحكم بأن مشكلتنا لا علاقة لها بالأنظمة السياسية الحاكمة.
بل وأكثر من هذا، فالحاكم، أيا كانت أيديولوجيته، لن يأخذ شيئا من وضع الناس فى السجون، أو من قتلهم وما شابه، وأن كل من فعل هذا من الحُكَّام "الذين نصفهم بأنهم طُغاة"، لم يفعل هذا دفاعا عن استمرار وجوده فى السلطة فقط- كما يُشاع- بل وفى الأساس دفاعا عن "الدولة" من السقوط فى أيدى الغوغاء والدهماء وحشرات المجارى...
نحن شعوب بلا عقل، شعوب لا تحيا على الأرض، شعوب لا تفكر ولا ترى، ولا تعرف شيئا عن أى شئ... نحن شعوب بدائية- وفى الدين الذى تؤمن به "تعبد الرسول تحت مُسَمَّى الله"،
ولا تفهم من "كتاب الله" سوى ما يوجب عليها إلحاق الأذى بالآخرين، ليصير الدين مُبَرِّرا أو "رُخصَة" لممارسة الوحشية "البدائية"، فى تخريب البلاد والحضارات واستعباد الناس... إلخ.
حتى العِلوم الغربية"، رفضنا الفلسفات الداعية لوجودها، وحَرِصنا تماما على اقتناء منتجاتها التكنولوجية- بدعوى أن الله يسخِّرهم لخدمتنا"- كما قال "الشعراوى" شيخ الإسلام الشعبوى.
الشعوب التى تتعاطى "حساء بول الإبل"، وتجد الشفاء من الأمراض فى الجناح الآخر من "الذبابة التى سقطت فى كوب الماء"، وتبتهل إلى الله فى مواسم الحج حول حجر أسود سقط من أحد النيازك، باعتباره عَطِيَّة سماوية... تلك الشعوب التى تنحر الخرفان فى طقس خرافى عتيق... هى مجرد شعوب بدائية. / من يستَنكِر ما أقول فليعُد إلى التاريخ ويقرأ عن الشعوب البدائية، ليرى بنفسه .
منذ "محمد على" إلى الآن، لن تجد حاكما واحدا لا يحلم ولا يعمل على رِفعَة شأن بلاده- لكن "الناس"... الناس هم من يثقل كاهل النهوض الحضارى .
ـــ هذا لا يعنى أننى أقول بأن حُكَّمنا ملائكة، أنا فقط أشير إلى أن المختبئ فى بطون الكُتُب وبين السطور، فيما جاء به المؤرخون، يقول الكثير عن أن الشعوب المسلمة "البدائية بما لا يوصف" لَعِبَت أدوارا هائلة فى إعاقة مشروعات النهضة.
ليس الأمر فى "تجديد الخطاب الدينى"...
بل فى إنهاء وجود كل خطاب دينى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى