مصطفى حامد - كلُّ هذا القلقْ؟!

واعدتكَ هُنَا
والمواعيدُ في عينها محضُ وهمٍ
هيئتكَ لكي تلزمَ الصمتَ
في حضرةِ الهمسِ يا سيدًا للكلام
والمواعيدُ يا سيدي جمرةٌ للحنين
المواعيدُ زادُ الذي لاتروقُ البلادُ له
إنها امرأةٌ ترتدي البحرَ
إذ طرزتهُ السماءُ نجومًا
ترتدي البدرَ فاتنةً ..
حينَ تكشفُ عن ثغرها والحَبَب
نهدُها سيدي..
موجُها المستَحِمُّ بِسِفْرِ الأُنوثةِ
والسَفَرِ الأبدي
فاشرَبِ الآنَ وهَمَ إنتظاركَ مِن ثغرها الحُلمِ إذ
هيَّئتَكَ المواعيدُ للحُزنِ
ألقَتْ بقلبكَ بينَ حَنِينينِ ..
في عينِها والمقاهِي
يآ لَتِلكَ المقاهي التي لم تزَلْ
تَرتدي عطرِهَا مُذ ولَجنَا وأجلستُها
حيثُ ألقتْ على مقعدٍ
ألفَ خوفٍ ..
تناست عيونَ الذين يجوبُونَها
تضغطُ الكَفَّ بالكَفِّ
تُخفي ارتعاشَ الجوارحِ خجَلَ العيونِ
وأُخفِيهِمَا بينَ دُخَّانِ تبغٍ
يُحَرِّضُ أرواحَنَا ..ينتَشي ثُمَّ في رقَّةٍ يَشتَبِكْ
وترفعُ عن عينها خُصلةَ الشعر حين ارتَبَكْ!
كلُّ هذا القلق ؟
سَبَقَت قولَها بسمةٌ أربَكَتنِي
فلم أنتَبِه للحُرُوفِ التي رتَّلتهَا
رُبَّمَا صرَّحَتْ ...
أنَّها قَطُّ لم تدخُل ( المقهى )
إهدئِي ... قلتُها وابتسَمنَا معًا
لم تزل حيرتي بعدُ أيُّ الحنينينِ أبكي؟
يآ لَتِلكَ الشوارعِ!!
حينَ مَشَتكَ بِلَادًا
ولم ترحم النبضَ والأمنياتْ
واعدتكَ هُنَا ...!
وارتدت صمتَها واختفت!!!
والحنينُ الذي بين جنبيكَ
يهتفُ بالأسئلةْ!!!
.
نص ختامي :
قصيدة ( دعوَةٌ للحُبِّ )
.
أيُّهَا الإنسـانُ مَــهلًا
إنَّــمـا الدُّنَيا هَبَاء
كُلُّ ما فيها سيـفـنَى
كُلُّنَا رَهـنُ القَضَاء
فَاملأِ الدُّنيا ســلامًـا
ليسَ يُبْقِينَا العَدَاء
وازرَعْ الحُبَّ وغَنِّي
إنَّــمَــا الحبُّ دواء
إنَّ طُهرَ الحُبِّ بعضٌ
مِن رِسَالاتِ السماء
كُلُّها جاءتْ سلامًــا
رحمةً. جاءت إخَاء
كُلــــــُّنَـــا لله عـبـــدٌ
أصلُنَا طـينٌ ومـاء
ولقــد أوحــى تعـالى
كُلُّكــم عندي سواء
فاســمعوا لله دومًــا
آمنــــوا بالأنبــيـاء
إنَّ ديــــنَ الله حُـــبٌ
فانبُذوا سفكَ الدِّماء
إنَّ قَتلَ النفسِ جُـرمٌ
ليسَ يمحُوه الدُّعاء
ليــسَ لله شـريـــــكٌ
فاعبدوهُ كما يَشَـاء
أيُّــها الإنسانُ مهـلًا
إنّــَما الـدُّنيـا هَبـَاء
فاملأ الأرضَ سلامًا
ليسَ يُبقـينَا العَـدَاء
وازرَعِ الحبَّ وغَنِّي
إنَّــمــا الـحــبُّ دواء .
أعلى