سعيد كنيش - صورة USA المقلوبة

في الحروب الجديدة لأمريكا وحلفائها لا يعرف دائما عدد الضحايا المدنيين، خاصة من النساء والاطفال والشيوخ، سواء الذين قتلوا أو الذين بترت أطرافهم. تقاليد الحروب العدوانية الحديثة هذه، تمنع تماما كل معلومة أو تقرير أو صور توثق للجرائم ، حتى تتمكن من إخفاء كل أثر للجريمة.
ولكونها مضطرة، تسمح بإحصاء قتلاها وجرحاها وصياغة التقارير بشأنهم. كجزء من تكلفة العدوان عند التقييم العام للربح والخسارة. هذا السلوك يسميه خبراء الحروب في أمريكا "بالعمليات الجراحية" أو "الحرب المثالية" التي لا تترك أثرا مرئي من ورائها. و لو أمكن بعد مرور الوقت أن ترتفع بعض الاصوات مستنكرة من هنا وهناك. ستقدم الاسئلة التي لا يمكن الاجابة عنها، من قتل من؟ متى؟ كيف وأين؟ هكذا يسدل الستار على معرفة الحقيقة.
الامبراطورية الاكثر غزوا وحروبا لبقاع العالم في التاريخ الحديث تقلب منطق الاشياء في كل شيء. مثلا تسمي وزارة الحروب بوزارة الدفاع، أكبر ميزانية للحروب في العالم هي أيضا تسمى ميزانية للدفاع، والغزو له اسم هو الدفاع عن القيم الامريكية.
العدوان من أجل التوسع والنفوذ وسرقة الثروات ومراقبة الممرات التجارية وحصار الشعوب والبلدان المستقلة التي تسمى مارقة أو تساعد الارهاب؛ يسميه رؤساء الامبراطورية في الاعلام، دعوات لنشر رسالة إلهية في الارض و قيم أمريكا الانسانية في الحرية والديمقراطية والسلام.. إلخ. لذلك يعتبرون حروبهم مقدسة وضحاياهم ليسوا أبرياء.
تعتبر الامبراطورية جنودها وموظفيها فوق أية مساءلة أو متابعة بسبب أفعالهم الاجرامية في بقاع الارض، وتخضع الضحايا أعداءها المتهمين أفراد أو جماعة لنظام محاكمها و سجونها العقابية المنتشرة في ربوع الارض. لتكتمل الصورة لا بد من نزع الاعترافات في غرف التعذيب المؤجرة هنا أو هناك. فتوريد وتأجير خدمة التعذيب صار كذلك اختصاصا لديها عند الدول العميلة.
تذكروا جيدا من رغب في رؤية وجه USA فليقلب الصورة.

سعيد كنيش في 25/04/2021 بتمارة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى