حسين عبروس - الصيام بين الندم..... وضحالة الموقف.

حينما ينتهي رمضان من كل عام يتأسف الكثير من الناس، لأنهم لم يحسنوا اغتنام فرصة الصيام والعبادة ، وفرصة كسب الأجر والمغفرة، ولكن للأسف ما إن يمرّ أسبوع أو شهر حتى يتناسون ندمهم ،ويعودون الى الضحالة من أعمالهم وأفعالهم، وأقوالهم، وكأنهم لم يندموا مطلقا. تلك هي النفس الأمارة بالسوء التي تجعل صاحبها بين السخط والرّضا.كل الأسئلة التي يطرحها المرء على نفسه بعد فوات رمضان مشروعة ، وواجبة ولكن هل يجد لها جوابا شافيا، طبعا لا،ولكن الحقيقة التي يجهلها الجميع أن الجزاء من جنس العمل، وأن الصيام والصبر توأمان في الأجر، هما وحدهما من يحوزان على صك مفتوح لا تحدد قيمته المطلقة في الأجر والجزاء الذي يمنّ الله به على عباده المخلصين الصابرين. ( إنّما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر الآية 10
ليس سهلا أن تكون ملكا على أديم الأرض، وليس صعبا أن تكون كائنا بشريّا متفرّدا في أخلاقك ، وأفعالك. تحاسب نفسك قبل أن يحين موعد حسابك،وتظهر جرد كل حساباتك مع البشرلتعرف كم أنت مخطئ في حق نفسك ، وفي حق غيرك، وفي حق خالقك. لأنّك عشت شهرا كمن يعيش ساعة ، وعشت عمرا كمن يعيش شهرا، ولأنك نسيت أو تناسيت نهايتك المفرحة أو نهايتك المخزية. لك يا إلهي حنيّ تودّدي ،ونديّ تورّدي طمعا في جميل عفوك ،وسخي رحمتك.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى