زكي عمر - الشيخ إمام عيسى

الشيخ إمام عيسى
راجل مسكون بالنغمة
أعمى ..
لكن بيشوف ، أبعد من أبعد نجمة
و ف عز الليل ، البرد ، الشَّرْد ، الغاشي
تلاقيه ماشي ،
حاضن حزمة نور ، في الضلمة .
قولّلي يا عم الحاج :
حَتَّام يسرق غيرك ألحانك
و يتاجر - في الراديو - بأحزانك ؟
و إلامَ يعيش الأصل ف ضل الصورة ؟
- هذا يا ولدي زمن الصورة
و نصيحة ..
حافظ على أصلك ، و ارجع لاهْلك في "المنصورة"
قبل ما "نَطَّاط الحيط" يحتل مكانك .
الشيخ إمام عيسى
فنان ..
مش ممكن تفصله عن " عوده "
مش ممكن تفصله عن لحنه
لأنه ..
مزروع في الفكرة الحبلى بيه ، و الحامل منها ، وليده
العالَم - عنده أصوات
بني آدم ، أو حيوان ، أو طير ، أو - حتى - نبات
أصوات -العالم- نغمات
و ف رأيه :
إن غاب الصوت .. الدنيا موات .
و لذلك ،
مش ممكن تمنع صوته من إنه يفتّ قيوده
و يقابل -فينا- عيدنا ، و عيده .
و نقابل -فيه- الذات .
الشيخ إمام عيسى
إنسان ..
مش ممكن تمنع نفسك ، من إنك ، تعطيه وِدْنك
تسمعه ، تشعر صوته خارج منك
و المدهش .. إنك ،
تيجي تعطيه ودنك ، تلاقيه سَبَّق و اعطاك ودنه .
الشيخ إمام عيسى
أبداً عمره ما طاطى ..
مع إنه خارج من بيت واطي .
من حي فقير السحنه ، و الألوان
كاتم نفسه بيت شهبندر تجار مصر المملوكة زمان ،
و الآن .
الشيخ إمام عيسى
أصلب من شجرة سنط ، الشيخ
من سجن ، لسجن ، ما تاهت قدمه عن عنوان
و طريقه ، عمره ما خانه
و كثيراً ما يخْلَصْ عيشه و شايه و دخَّانه
لكن -أبداً- ما خُلصِتْ خِلَّانُه .
الشيخ إمام عيسى
من "مقرئ" في بيوت الناس ، و مؤذِّن
في الجامع ، من تلاتين عام
من "سورة البقرة" لسور الجامعة و .. ( دور يا كلام
على كيفك دور
خَلِّي بلدنا تعوم في النور )
من قال الله تعالى ، لقال الشعب تعالى
حيث أحباب الله ماقالوش و لا كلمة ،
و صوتهم مخنوق بالأزمة .
و الأزمة ماسخة طعم الحالة
على عوده غنى الشيخ ، موال
قال :
( يا شغالين ، و محرومين
يا مساسلين
رجلين و راس
خلاص ، خلاص
مالكوش خلاص
غير بالبنادق و الرصاص ).
و المحزن - في هذا الشَّأن -
و المفرح - أيضاً جداً
تلاتين عام ، و المادنة بِتدَّن .
ماهْتزِّش كُرسي الحكام
مانْزعجوش من قال تعالى
مانزعجوش من سورة البقرة و سورة الأنعام
و انزعجوا من ( دور يا كلام .. ) !!!
الشيخ إمام عيسى
لا يملك م الدنيا الواسعة ،
غير غِنْوَه ، و موقف ، و شوية أصحاب
و كتاب محفوظ ، و كتاب مرصوص ، و كتاب ..
و خزانة من غير باب
و الشارع مفتوح على غرفة نومه
و الراجل عايش يومه ، بيومه
حلمه الأوحد ، ما يجيش بكره ، و حَدّ جعان
و لا حَدّ يكون في "القلعة" م الجدعان
مولانا ، عم إمام
يملك م الدنيا الواسعة ، الواسعة ..
كل الدنيا الواسعة .
( عم إمام
عنده كلام
و مسَّح في بلاد الناس
من شوق قوله
يغزل نوله
و يغني مرفوع الراس )
محفوظة يا مصر في هذي الأيام
لجْلِنْ ما نصلِّي جماعة ، كان لازم يبقى لنا إمام
و آهو كان .


عدن ١٨ أغسطس ١٩٨٢
أعلى