زكي عمر - قصيدة معتقلة وهامش بالمناسبة

* التقرير الأول

كنّا ، "٦٩"
كانوا ، "٨"
صِرْنا ، قبل الفجر ، بساعة ، "٢٠٠"
بعد شويّة ، زِدْنا كمان ، "٥٠"
زِدْنا ، نقصم ، "١"
زِدْنا ، نقصوا "٢"
زدنا ، صَبَحُمْ "١"
زدنا ،
زدنا ،
زدنا ..
قبل صلاة الفجر ، وقفنا ،
حَبّينا نعد صفوفنا ..
.. .. .. ماقدِرْناش .

* التقرير الثاني

كنّا ساعات ، تخطفنا ذواتنا
ترمينا ف هِوّ بيوتنا
تمضغنا مشاكل قُوتنا
يعصرنا الشوق ، لِسْجَاره ب " فلتر "
نِصْغَر ،
نِبْهَتْ ، نِدْبَل ، نِنْقَصْ ،
ينكمش الواحد مِنّا - ف سجن هدومه -
.. يِقَرْفَصْ ،
يسكت خالص ، يخرس
يِتْلاشى - ف بحر الصمت - و يغرق
لا يملك ، إنه يحب .. و يعشق
لا يملك ، إنه يقول
لا يملك ، إنه يِبُصْ ف وش صحابه
وِإنْ بَص .. مَا يِنْطَقْهاش .

* التقرير الثالث

أحياناً ، كنّا ، بِنِسأل :
ليه ما نِمِدّش إيدنا ، لبعض .. و نعقل ؟
ليه بنخاصم بعض ف نص السكة ، الصعبة ؟
ليه ؟ .. مَا دُمْنَا بنزرع ، نفس الحَبّة
ما دمنا ، بنحضن نفس الكعبة
ما دمنا ، بنلعب نفس اللعبة
ما دمنا ، قد اللعبة
ما دمنا - ف وقت الشدة- بنصبح صُحْبَة ..
ليه ؟ ..
مانمدش إيدنا - لبعض - و نعقل ؟
و ننط ، جدار عَمْنَوّلْ ..
و نكمّل ،
مشوارنا .. لبكره الأجمل ..
.. .. .. .. ..
.. .. .. .. ..
.. .. .. مَاجَاوِبْنَاش !

* التقرير الرابع

كنّا ، بنقدر - برضه - نقول النكتة ، نهزّرْ
كنّا بنقدر ..
رغم حصار الصمت ، و رغم العسكر ،
كنّا ، بنسخر ، نمرح ، كنّا ..
نصطاد اللحظة الدّافية ، و نضحَك
و نشق جدار الليل ، المحنة ،
و نِلمِّك تحت جناحنا ..
و تاخدنا القافية - يا حلوه - نقول ،
و القول يِتْمَدْ ، يطوووول
تِتْهَز حيطان " القلعة " الخِرْعة ،
و ينام - عالضحكة - العنبر ..
.. .. .. ماتفوتناش .

* التقرير الخامس

إمبارح .. تُهْنا - شويّة - في الطُّرُقات
شغلتنا هموم الذات
أكلتنا ذواتنا .. و النزوات ،
نِمْنا ،
ضَهْر الواحد منّا ف ضهر زميله ، مِطَرْشَقْ
.. .. .. مَاحِلِمْنَاش .

* التقرير السادس

.. و كتير ،
على مَدَدْ الشوف ، شُفْناك ،
بِتْطُلّي علينا -يا ست الكل - من الشباك ،
وَيّا الصبح ، تِطُلّي علينا ، كل صباح ،
نرتاح ..
نِتْمَطّعْ ، نِصْحَى ، نِصَبّح على بعضينا ، نقوم ،
يِنْفِرِدْ الواحد منّا، يِنُط ، يجيب الشمس معاك ،
تقعدي وِسْطِينا ، نقولك ، نحكي ، نغنّي ..
يِمْلا غُنانا الشارع ، تصحى الناس
و ف لحظة ، نِوِجْ حماس
نِشْتالِك ، نمشي في الطرقات ،
إخوات ،
رافعين الراس ،
رافضين إمبارح و الخلافات
.. .. ..
.. .. ..
.. .. ..
.. و لإن إمبارح ، فات
و عَشَمْنا - فيكي و بكره - كبير
و حصيرة بكره و صدرك ، لينا براح ..
طالبين العفو - يا ست الكل - سماح
سامحينا ،
إن كنّا - إمبارح - مافهمناش .

• هامش بالمناسبة

في عنيك ،
فكّيت الخط ، الكلمة ، الآية
عدّيت النيل ، البحر المالح
لمّيت اصحابي .. و شِلْتِك راية
و سافرنا بلاد الشمس الطالعة ، الجاية
و عرفنا ، و شفنا كتير .. في السكة
لم دِبِلتْ فينا الضحكة
و لا نشفت فينا الغاية .
.. .. ..
.. .. ..
.. .. ..
في الأوّل ،
كانت صعبة الرحلة ، علينا
في الآخر ، كانت صلبة ، إدينا
كَلْبِشْنا ف بعض ، ف وقت الخوف اللّحْظي ،
مدِّينا إدينا ، دفينا
و مشينا الليل ، البرد .. مشينا ،
كتفي ، في كتف اصحابي ، مشينا ..
غمّسًْنا اللقمة من بعضينا ،
غنّينا ، حكينا .. و قلنا ف حبّك ياما ،
لم تاهت منّا الخطوة ، في الدّوّامة
و لا تعبت - م المشوار - رجلينا .
.. .. ..
وآدي احنا - يا ست الكل - أتينا ..
مش زي مارحنا ، زي ماجينا
بالقَطْعْ .. اتغيّر شئ جوّانا
و حاقولك إيه ؟! .. يكفينا ،
إنّنا فكّينا الخط ، الكلمة ، الآية ..
.. .. .. و كفاية ..
.. .. ..
.. .. ..
تصبحي على خير يا حبيبتي ،
مش وقت كلام ، دلوقتي
أرجوكي ..
إن عشنا ، نكمّل ، بكره
ح نكمّل .. بكره .. إن ، عشنا .

٧ يونيو ١٩٧٣


أعلى