في كتابه: الحيوان الفلسفي البارع magistral bestiaire ، يجمع كريستيان جودين نصوصاً من تاريخ الفكر، حيث يصبح حيوان معين علامة على فكرة أو مفهوم.
الصورة من رسْم (تشارلز ليبرون)
تلعب الحيوانات دوراً كبيراً في التأملات الفلسفية والأخلاقية اليوم. فمنذ أن غزت مناهضة الكائنات الحية والأسئلة الأخلاقية التي تسبّبها معاناة الحيوانات الوعي المعاصر ، كان هناك عدد لا يحصى من الكتب التي ترحّب بأصدقائنا الحيوانات على متن سفن الفكر les navires de la pensée. لكن هذا الوجود الحيواني في الفلسفة المعاصرة ينبع من احترام جديد للنوع نفسه أكثر من ارتباطه بتفرد كل حيوان ، وقدرة كل شخص على تجسيد فكرة.
شخصيات المفهوم
ومع ذلك ، كما يتذكر كريستيان جودين ببراعة في كتابه : الحيوان الكبير في الفلسفة Grand Bestiaire de la Philosophie ، المنشور في مجموعة: دي سيرف Cerf (كذا) الذي أخرجه الصحفي فيليب بيتي ، فإن تاريخ الفلسفة غني في الوجود المستمر للحيوانات ، التي لديها تقريبًا مكانة "الطابع المفاهيمي" ، كما قال جيل دولوز.
"تصور الأشكال الحيوانية بعضًا من أعمق مشاكل الفكر الفلسفي: إذ يعلمنا ثور زينوفون أن نحذّر من طريقتنا البشرية للغاية في تخيل الآلهة ، وتحذرنا حمامة كانط من مفهوم ساذج جدًا للحرية ، وتحذرنا دجاجة برتراند راسل من مخاطر تعميمات متسرعة ... "، من باب الاقتراح.
الحرباء ، مركزية فكر بيك دي لا ميراندول
هذا التأثير الغريب لوجود الحيوانات في قلب حياة المفاهيم، هو ما يدعونا المؤلف إلى التفكير فيه ، حيث اختار 86 حالة رمزية في تاريخ الفلسفة ، مثل التاريخ الموازي ، الذي يسكنه الوحوش المألوفة وغير المألوفة/ الغامضة
نجد كل شيء في هذه القصة عن الوحوش الفلسفية ، كبيرها وصغيرها ، وفيها خدم ومتوحشون ، هائجون ومسخرون ... القائمة طويلة ورائعة: أسد نيتشه ؛ كلب ليفيناس قنفذ دريدا، محار أبكتيتوس الصغير ؛ نعامة أرسطو ؛ قطة شرودنجر، خروف رابليه. ذئب هوبز، خنزير شيشرون، نيص شوبنهاور، سحلية هيدغر، ذبابة سارتر، حصان أفلاطون، فراشة تشوانغ تزو ؛ زرزور ميرلو- بونتي ؛ سنجاب جيمس، جرذ فرويد، قراد فون ويكسكول؛ أرنب - بطة فيتجنشتاين ؛ أوزة كيركجارد. إنسان غاب روسو ؛ ببغاء لوك، حرباء بيك دي لا ميراندول ...
أرنب – بطة ، والتي يعشقها فيتغنشتاين
( لأهمية الدمج بين الحيوانين: أرنب- بطة canard-lapin ، أشير، وكما هو معروف لدى المعنيين بذلك، إلى أنه يُسمى بـ خدعة الأرنب والبطة، وهي صورة شكل معكوس بحيث أن أرنباً أو بطة يراها المشاهد أي لحظة النظر من الجهتين. حيث أورد الصورة الأوضح لذلك:
الأرنب والبطة من اصدار مجلة "Fliegende Blätter" أو "ورقة فضفاضة" من نسخة العدد 23 تشرين الأول 1892
كما هو ملاحَظ، الصورة لأرنب من اليمين، لبطة في الاتجاه الآخر من اليسار.
ويزعم أطباء علم النفس بأن الجواب الذي سيقدَّم لهذه الخدعة البصرية الكلاسيكية يخبر الكثير عن دماغك. في البداية ظهرت هذه الخدعة في مجلة ألمانية عام 1892 تحت عنوان " Kaninchen und Ente" أي «الأرنب والبطة». ولكن سرعان ما أشاعها عالم النفس النمساوي-البريطاني لودفيج فيتغنشتاين الذي استعملها كمثال لرؤية شيئين من شئ واحد. والعالم البولندي الأمريكي جوزيف جاسترو أيضاً استخدم هذه الصورة، وقد اعتقد بأن الجواب الذي يراه المشاهد يتأثر بحالته العاطفية والأشياء التي تحيط به. وعلى مايبدو بأن الأطفال الذين رأوا هذه الصورة في عيد الفصح قالوا بأنهم يرون أرنباً، ولكن في شهر تشرين الأول كانت البطة هي الجواب المتكرر. وأيضا استعملت كاختبار لما هو إبداعي. وفقاً للباحثين كلما سهل عليك أن تميز بين رؤية البطة والأرنب في آن واحد كلما كنت أكثر إبداعية) المترجم، نقلاً عن ويكيبيديا )
"الحيوان الذي أنا عليه"
مثل كثيرين آخرين ، هذه الصورة الأخيرة للحرباء تجعل من الممكن ، على سبيل المثال ، وصف حالة الإنسان ؛ لأنه لا يوجد شيء في الإنسان تحدده الطبيعة ، فالأمر متروك لكل شخص للعثور على لونه ، كما يقترح عالم الإنسانية الإيطالي في نهاية القرن الخامس عشر. إن القول عن الإنسان أنه حرباء ، رفض ضمني للتعريف التقليدي للإنسان كحيوان عاقل ، وما هو أبعد من ذلك ، للطعن في المفاهيم الجوهرية. وستكون الحرباء قد عملت على إثبات ذلك ، من خلال إعطاء فهم لحقيقة مجردة بدونها. ولتبرير اختياراته ، يشرح كريستيان جودين أنه "هنا كان من الضروري للحيوان أن يحمل معنى فلسفياً – إما أنه يمثل فكرة رمزية (مثل النسر لدى نيتشه ، الخلد لدى هيغل) ، أو أنه يشكل أساسًا للتفكير (النحل لدى ماركس ، الخفاش لدى توماس ناجل) أو حتى أنه يوضح فكرة أو نظرية فلسفية (حمار بوريدان ، سلحفاة زينون ديلي). "
هذا ما يشهد عليه هذا الحيوان المثير والوفير: من الممكن إخراج الحيوان من تاريخه الطبيعي لجعله شخصية دماغية في حد ذاته. بالنسبة للعديد من الفلاسفة ، إذا لم يكن للحيوان أي مصلحة بقدر ما لا يفكر ، ولا يتكلم ، ولا يرسم ، ولا يصوت ... في نص فلسفي يضع القليل من الفن والأدب في جفاف المفاهيم والتفكير ".
إن قلة من الفلاسفة صدقوا ، مثل لافونتين ، في حكاية الحيوان الذي يفكر ، استوعب المؤلفون الذين رصدهم كريستيان جودين عبقرية هذه الوحوش ليضعونا وجهاً لوجه مع أنفسنا ، في لعبة قوية من المرآة والبعد. كتب جاك دريدا: "الحيوان الذي أنا عليه". يقدم الحيوان الذي أكتب عنه هذه الحيوانات الرائعة المأهولة بالسكان ، مثل "حديقة حيوانات خيالية لا تخشى الانتقال من ديك إلى حمار" .
*- Jean-Marie Durand :Quand les bêtes deviennent philosophes (et vice versa)
ملاحظة من المترجم: كاتب المقال: جان ماري دوران، عالم آشوريات، وبروفيسور / أكاديمي فرنسي، مواليد 13 تشرين الثاني 1945
Jean-Marie Durand
الصورة من رسْم (تشارلز ليبرون)
تلعب الحيوانات دوراً كبيراً في التأملات الفلسفية والأخلاقية اليوم. فمنذ أن غزت مناهضة الكائنات الحية والأسئلة الأخلاقية التي تسبّبها معاناة الحيوانات الوعي المعاصر ، كان هناك عدد لا يحصى من الكتب التي ترحّب بأصدقائنا الحيوانات على متن سفن الفكر les navires de la pensée. لكن هذا الوجود الحيواني في الفلسفة المعاصرة ينبع من احترام جديد للنوع نفسه أكثر من ارتباطه بتفرد كل حيوان ، وقدرة كل شخص على تجسيد فكرة.
شخصيات المفهوم
ومع ذلك ، كما يتذكر كريستيان جودين ببراعة في كتابه : الحيوان الكبير في الفلسفة Grand Bestiaire de la Philosophie ، المنشور في مجموعة: دي سيرف Cerf (كذا) الذي أخرجه الصحفي فيليب بيتي ، فإن تاريخ الفلسفة غني في الوجود المستمر للحيوانات ، التي لديها تقريبًا مكانة "الطابع المفاهيمي" ، كما قال جيل دولوز.
"تصور الأشكال الحيوانية بعضًا من أعمق مشاكل الفكر الفلسفي: إذ يعلمنا ثور زينوفون أن نحذّر من طريقتنا البشرية للغاية في تخيل الآلهة ، وتحذرنا حمامة كانط من مفهوم ساذج جدًا للحرية ، وتحذرنا دجاجة برتراند راسل من مخاطر تعميمات متسرعة ... "، من باب الاقتراح.
الحرباء ، مركزية فكر بيك دي لا ميراندول
هذا التأثير الغريب لوجود الحيوانات في قلب حياة المفاهيم، هو ما يدعونا المؤلف إلى التفكير فيه ، حيث اختار 86 حالة رمزية في تاريخ الفلسفة ، مثل التاريخ الموازي ، الذي يسكنه الوحوش المألوفة وغير المألوفة/ الغامضة
نجد كل شيء في هذه القصة عن الوحوش الفلسفية ، كبيرها وصغيرها ، وفيها خدم ومتوحشون ، هائجون ومسخرون ... القائمة طويلة ورائعة: أسد نيتشه ؛ كلب ليفيناس قنفذ دريدا، محار أبكتيتوس الصغير ؛ نعامة أرسطو ؛ قطة شرودنجر، خروف رابليه. ذئب هوبز، خنزير شيشرون، نيص شوبنهاور، سحلية هيدغر، ذبابة سارتر، حصان أفلاطون، فراشة تشوانغ تزو ؛ زرزور ميرلو- بونتي ؛ سنجاب جيمس، جرذ فرويد، قراد فون ويكسكول؛ أرنب - بطة فيتجنشتاين ؛ أوزة كيركجارد. إنسان غاب روسو ؛ ببغاء لوك، حرباء بيك دي لا ميراندول ...
أرنب – بطة ، والتي يعشقها فيتغنشتاين
( لأهمية الدمج بين الحيوانين: أرنب- بطة canard-lapin ، أشير، وكما هو معروف لدى المعنيين بذلك، إلى أنه يُسمى بـ خدعة الأرنب والبطة، وهي صورة شكل معكوس بحيث أن أرنباً أو بطة يراها المشاهد أي لحظة النظر من الجهتين. حيث أورد الصورة الأوضح لذلك:
الأرنب والبطة من اصدار مجلة "Fliegende Blätter" أو "ورقة فضفاضة" من نسخة العدد 23 تشرين الأول 1892
كما هو ملاحَظ، الصورة لأرنب من اليمين، لبطة في الاتجاه الآخر من اليسار.
ويزعم أطباء علم النفس بأن الجواب الذي سيقدَّم لهذه الخدعة البصرية الكلاسيكية يخبر الكثير عن دماغك. في البداية ظهرت هذه الخدعة في مجلة ألمانية عام 1892 تحت عنوان " Kaninchen und Ente" أي «الأرنب والبطة». ولكن سرعان ما أشاعها عالم النفس النمساوي-البريطاني لودفيج فيتغنشتاين الذي استعملها كمثال لرؤية شيئين من شئ واحد. والعالم البولندي الأمريكي جوزيف جاسترو أيضاً استخدم هذه الصورة، وقد اعتقد بأن الجواب الذي يراه المشاهد يتأثر بحالته العاطفية والأشياء التي تحيط به. وعلى مايبدو بأن الأطفال الذين رأوا هذه الصورة في عيد الفصح قالوا بأنهم يرون أرنباً، ولكن في شهر تشرين الأول كانت البطة هي الجواب المتكرر. وأيضا استعملت كاختبار لما هو إبداعي. وفقاً للباحثين كلما سهل عليك أن تميز بين رؤية البطة والأرنب في آن واحد كلما كنت أكثر إبداعية) المترجم، نقلاً عن ويكيبيديا )
"الحيوان الذي أنا عليه"
مثل كثيرين آخرين ، هذه الصورة الأخيرة للحرباء تجعل من الممكن ، على سبيل المثال ، وصف حالة الإنسان ؛ لأنه لا يوجد شيء في الإنسان تحدده الطبيعة ، فالأمر متروك لكل شخص للعثور على لونه ، كما يقترح عالم الإنسانية الإيطالي في نهاية القرن الخامس عشر. إن القول عن الإنسان أنه حرباء ، رفض ضمني للتعريف التقليدي للإنسان كحيوان عاقل ، وما هو أبعد من ذلك ، للطعن في المفاهيم الجوهرية. وستكون الحرباء قد عملت على إثبات ذلك ، من خلال إعطاء فهم لحقيقة مجردة بدونها. ولتبرير اختياراته ، يشرح كريستيان جودين أنه "هنا كان من الضروري للحيوان أن يحمل معنى فلسفياً – إما أنه يمثل فكرة رمزية (مثل النسر لدى نيتشه ، الخلد لدى هيغل) ، أو أنه يشكل أساسًا للتفكير (النحل لدى ماركس ، الخفاش لدى توماس ناجل) أو حتى أنه يوضح فكرة أو نظرية فلسفية (حمار بوريدان ، سلحفاة زينون ديلي). "
هذا ما يشهد عليه هذا الحيوان المثير والوفير: من الممكن إخراج الحيوان من تاريخه الطبيعي لجعله شخصية دماغية في حد ذاته. بالنسبة للعديد من الفلاسفة ، إذا لم يكن للحيوان أي مصلحة بقدر ما لا يفكر ، ولا يتكلم ، ولا يرسم ، ولا يصوت ... في نص فلسفي يضع القليل من الفن والأدب في جفاف المفاهيم والتفكير ".
إن قلة من الفلاسفة صدقوا ، مثل لافونتين ، في حكاية الحيوان الذي يفكر ، استوعب المؤلفون الذين رصدهم كريستيان جودين عبقرية هذه الوحوش ليضعونا وجهاً لوجه مع أنفسنا ، في لعبة قوية من المرآة والبعد. كتب جاك دريدا: "الحيوان الذي أنا عليه". يقدم الحيوان الذي أكتب عنه هذه الحيوانات الرائعة المأهولة بالسكان ، مثل "حديقة حيوانات خيالية لا تخشى الانتقال من ديك إلى حمار" .
*- Jean-Marie Durand :Quand les bêtes deviennent philosophes (et vice versa)
ملاحظة من المترجم: كاتب المقال: جان ماري دوران، عالم آشوريات، وبروفيسور / أكاديمي فرنسي، مواليد 13 تشرين الثاني 1945
Jean-Marie Durand