عبد علي حسن - صوفية الشعر

حين يُرادُ منّا الحديث عن صلة الصوفية بالشعر فإن علينا أن نستبعد الشعر الذي يتمثل التجربة الصوفية كما عند الشعراء المتصوفة امثال الحلاج وابن الفارض وابن عربي وجلال الدين الرومي وسواهم ، كما نستبعد الشعر الذي يتخذ من هؤلاء الشعراء قناعا كما في تجارب الشعراء المعاصرين مثل صلاح عبد الصبور وبعض تجارب أدونيس وغيرهما الكثير ، بل علينا أن نتحدث عن إمكانية الشاعر في عيش التجربة الحقيقية لملامسة ومسّ حقيقة الوجود المحيط بالشاعر كما يعيشها المتصوفة للوصول إلى المطلق ، اي أن يمدد الشاعر وعيه ويفسح شبكته حتى تسع الكون ، في تلك اللحظة يتحد بالحياة فيذوب فيها ويغدو محض محبة ، لذا فالصوفية لم تعد موضوعا يقتصر الاهتمام به على أفراد معينين ارفع من المستوى المعتاد ، إذ إن المشاعر الصوفية ليست هي لله بالضرورة وانما هي الكون أو الوجود برمته ، والحال هذه فإن الشاعر يهبط على وحيه ، لتوجيه هو الذي يهبط عليه ، وازاء ذلك فإن علينا أن نتحدث عن صوفية الشعر ، واعني بذلك أن هناك تجربة مشتركة في كينونتها يعيشها كلٌ من الشاعر الحقيقي والمتصوف بحثاً في جماليات المطلق وان كان كلٌ منهما في اتجاه مغاير . وفي ذلك فليتنافس المتنافسون للوصول إلى تحقيق هذه الخصيصة المركزية في كينونة النص الشعري .


عبد علي حسن
5/5/2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى