أبو المحاسن الكربلائي - اقلا علي اللوم فيما جنى الحب

أقلا علي اللوم فيما جنى الحب
فإن عذاب المستهام به عذب
وصلت غرامي بالدموع وعاقدت
جفوني على هجر الكرى الانجم الشهب
تقاسمن مني ناظرا ضمنت له
دواعي الهوى ان لا يجف له غرب
فليت هواهم حمّل القلب وسعه
فيقوى له أوليت ما كان لي قلب
فأبعد بطيب العيش عني فليس لي
به طائل ان لم يكن بيننا قرب
الا في ذمام الله عيس تحملت
بسرب مهاً للدمع في اثرها سرب
وكنا وردنا العيش صفوا فاقبلت
حوادث أيام بها كدر الشرب
عدمناك من دهر خؤون لأهله
إذا ما انقضى خطب له راعنا خطب
على ان رزء الناس يخلق حقبة
ورزء بني طه تجدده الحقب
حدا لهم ركب الفناء ايائهم
وسار بمغبوط الثناء لهم ركب
لحى الله يا أهل العراق صنيعكم
فقد طأطأت هاماتها بكم العرب
دعوتم حسيناً للعراق ولم تزل
تسير إليه منكم الرسل والكتب
ان اقدم الينا يا بن بنت محمد
فأنك ان وافيت يلتئم الشعب
فلما أتاكم واثقاً بعهودكم
إليه إذا مرعى وفائكم جدب
فلم يحظ الا بالقنا من قراكم
وضاق عليه فيكم المنزل الرحب
فلم أر أشقى منكم إذ غدرتم
بآل علي كي تسود بكم حرب
فلله أجسام من النور كونت
تحكم في أغصانها الطعن والضرب
فيا يوم عاشوراء أوقدت في الحشا
من الحزن نيراناً مدى الدهر لا تخبو
وقد كنت عيدا قبل يجني بك الهنا
فعدت قذى الأجفان يجنى بك الكرب
قضى ابن رسول الله فيك على الظما
وقد نهلت منه المهندة القضب
وحفت به سمر القنا فكأنه
لدى الحرب عين والرماح لها هدب
فكم قد اريقت فيك من آل أحمد
دماء لسادات وكم هتكت حجب
وعبرى أذاب الشجو جامد دمعها
تنوح وللأشجان في قلبها ندب
إذا عطلت اجيادها من حليها
تحلت بدمع سقطه اللؤلؤ الرطب
تعاتب صرعى لو يساعدها القضا
إذا وثبوا غضبي وعنها العدى ذبوا
أعلى