محمد عباس محمد عرابي - الصِّفَةُ المُشَبَّهَةُ وَمُبَالَغَةُ اسمِ الفَاعِلِ في القرآنِ الكَرِيمِ.. دِرَاسة صَرْفِيَّة، نَحْوِيَّة، دِلالِيَّة

الصِّفَةُ المُشَبَّهَةُ وَمُبَالَغَةُ اسمِ الفَاعِلِ في القرآنِ الكَرِيمِ.. دِرَاسة صَرْفِيَّة، نَحْوِيَّة، دِلالِيَّة للباحث سمير محمد عزيز



الصِّفَةُ المُشَبَّهَةُ وَمُبَالَغَةُ اسمِ الفَاعِلِ في القرآنِ الكَرِيمِ دِرَاسة صَرْفِيَّة – نَحْوِيَّة – دِلالِيَّة رسالة دكتوراه مقدمة من الباحث /سمير " محمد عزيز " نمر موقده،بإشراف أ . د . صبري إبراهيم السيد محمد أستاذ العلوم اللغوية بكلية البنات جامعة عين شمس،د . محمود الشرقاوي إبراهيم مدرس العلوم اللغوية بكلية البنات جامعة عين شمس1430هـ - 2009م
مكونات الدراسة :
قام الباحث بتقسيم الدراسة إلى فصلين و خاتمة ، و هي على النحو الآتي :
الفصل الأول :
(الصِّفَة المُشَبَّهَة في القرآن الكريم دراسة صرفيّة نحويّة دِلاليّة):
* الدراسة الصرفيّة :
تمّ الحديث فيها عن مفهوم الصِّفَة المُشَبَّهَة بين المدارس النحويّة، و من ثمّ الحديث عن أوزان الصِّفَة المُشَبَّهَة و استخراجها من القرآن الكريم ، و بيان كل ما يتعلق بهذه الصيغ مِنْ حَيْثُ اللزوم و التعدي و الصحيح و المعتل .
الدراسة النحويّة:
تمّ الحديث فيها عن أوزان الصِّفَة المُشَبَّهَة العاملة في القرآن الكريم ، و الحديث عن كل ما يتعلق بالصِّفَة المُشَبَّهَة من النواحي النحويّة ، مِنْ حَيْثُ معمولها و موصوفها و إضافتها و شروط إعمالها في النحو العربي و في القرآن الكريم ، و أخيراً الحديث عن مَدْلولات الصِّفَة المُشَبَّهَة و مَدْلولات أوزانَّها .
الفصل الثاني و الأخير ( صيغ مبالغة اسم الفَاعِل في القرآن الكريم دراسة صرفيّة نحويّة دِلاليّة ) :قد تمّ الحديث في هذا الفصل عن صِيَغ المُبالَغَة من جوانب ثلاثة :
الأول الدراسة الصرفيّة :
و منها أوزانها القياسية و غير القياسية في النحو العربي و في القرآن الكريم ، وما يتعلق بهذه الأوزان من دراسة صرفيّة مِنْ حَيْثُ الوزن و اللزوم و التعدي و الصِّحَة و الإعلال وغيرها .
الجانب الثاني:
يتعلق بشروط إعمال صِيَغ المُبالَغَة ، و بيان الأوزان التي عملت في النحو العربي و في القرآن الكريم .
الجانب الثالث :
هو جانب دلالي ، تمّ الحديث فيه عن دلالات صِيَغ المُبالَغَة مِنْ حَيْثُ : دلالتها على المعنى المجرد ، و دلالتها على الثبوت ، و منسوبها للخالق و منسوبها للبشر ، وطرق المُبالَغَة ، و دلالة أوزانّها القياسية و غير القياسية في القرآن الكريم ، وعلاقة الصّيغَة بمدلولها، والوظائف الصرفيّة الدِلاليّة لأوزان صِيَغ المُبالَغَة.
*الخاتمة :
فيها أهم النتائج التي تمّ التوصل إليها ، نتائج تتعلق بالجوانب الصرفيّة ، و أخرى بالجوانب النحويّة و الدِلاليّة للصِّفَةِ المُشَبَّهَة و صِيَغ المُبالَغَة في النحو العربي و في القرآن الكريم .
*ثبت المصادر و المراجع:
و أخيراً ثبت المصادر و المراجع ، و فيه المصادر و المراجع التي تمّ الاعتماد عليها في دراسة الصِّفَة المُشَبَّهَة و صِيَغ المُبالَغَة .
المصادر و المراجع:
اعتمد الباحث في هذه الدراسة على أمهات الكتب العربية قديمها وحديثها، فأفدت من كتب النحو القديمة، أهمها: كتاب سيبويه، وشرح الشافية للرضي، وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، والمنصف لابن جنيّ، وغيرها من كتب النحو، وكما أفدت كثيرا من كتب تفاسير القرآن الكريم، أهمها: تفسير القرطبي،وتفسير الطبري، وتفسير البحر المحيط لأبي حيّان ، والكشّاف للزّمَخْشَريّ،وغيرها، وأفدت أيضا من كتب البلاغة العربية،أهمها المزهر للسيوطي، وأفدت من كتب علوم القرآن الكريم،أهمها: المفردات في غريب القرآن للرَّاغِب الأَصْفَهانيّ، والبرهان في علوم القرآن للزركشي،والإتقان في علوم القرآن للسيوطي، وأفدت أيضا من كتب المعاجم العربية على رأسها لسان العرب لابن منظور، وتاج العروس للزبيدي،وغيرها، وكما أفدت من كتب الفقه أهمها: فقه اللُغَة لعلي عبد الواحد وافي،وفقه اللُغَة وسر العربية للثعالبي، وأفدت من كتب إعراب القرآن، أهمها : إعراب القرآن للنحّاس، ومعاني القرآن وإعرابه للزّجّاجي، وأفدت من كتب الاشتقاق، ومن الكتب الحديثة، وفي ثبت المصادر والمراجع كل ما اعتمدت عليه في هذا البحث.
نتائج الدراسة :
توصل الباحث إلى عدة نتائج ،فيما يلي نصها :
1 – الصِّفَة المُشَبَّهَة و اسم الفَاعِل و صِيَغ المُبالَغَة جميعها من المُشْتَقّات التي تأتي للدِّلالَة على الثبوت ، و أنَّ الثبوت ليس خاصاً بالصِّفَة المُشَبَّهَة وحدها ، فمعظم أسماء الفَاعِلين في القرآن الكريم دالّة على الثبوت، و التجدد و الحدوث ليس خاصاً باسم الفَاعِل وحده ، فقد دلّت الصِّفَة المُشَبَّهَة على الحدوث في القرآن الكريم .
2 – يدخل اسم الفَاعِل باب الصِّفَة المُشَبَّهَة إذا دلّ على الثبوت، و كثيراً ما يأتي دالاً على الثبوت في القرآن الكريم ، و تدخل صِيَغ المُبالَغَة باب الصِّفَة المُشَبَّهَة عِنْدَ دلالتها على الثبوت، ودرجة المُبالَغَة فيها و تكرار فعلها يدخلها في معنى الصِّفَة المُشَبَّهَة ، كما أنَّ الصِّفَة المُشَبَّهَة تدخل في باب اسم الفَاعِل عِنْدَ دلالتها على التجدد .
3 – قاعدة المجاراة في اسم الفَاعِل للفعل المُضَارِع التي وصفها البصريون قاعدة باطلة؛لأَنَّ اسم الفَاعِل قد لا يجاري المُضَارِع في حَرَكاته و سَكَناته ، كما أنَّه عمل ماضياً ، و إذا كانت المجاراة على العمل في اسم الفَاعِل ثابتة، فهي مفقودة في الصِّفَة المُشَبَّهَة و صِيَغ المُبالَغَة مما يَدُلُّ على بطلانها .
4 – الصِّفَة المُشَبَّهَة و اسم الفَاعِل و صِيَغ المُبالَغَة عملت ماضياً و حالاً و استقبالاً ، و ليس المسّوغ هو المجاراة للفعل المُضَارِع ، إنّما المسّوغ هو اشتمالها على معنى الحدث و معنى الفعل،فقوة الحدث في المُشْتَقّات السابقة هي العاملة .
5 – كل زيادة في المبنى تؤدي إلى زيادة في المعنى ، فدلالة صِيَغ المُبالَغَة تختلف في درجة مبالغتها ، ففعيل تَدُلّ على المُبالَغَة ، و فٌعَال أبلغ منها في المُبالَغَة ، و فُعّال أبلغ من فُعال في المُبالَغَة بناء على القاعدة السابقة،أمّا مِنْ حَيْثُ علاقة الصّيغَة بمدلولها فتبين أنَّ فعيلا أبلغ من فعّال؛ لأنّ فعّالا تَدُلّ على المُبالَغَة والتكرار في صاحبها دون أن تدخل باب الثبوت والطبائع ، أمّا فعيل فالمُبالَغَة فيها يدخلها في الثبوت والطبائع .
6 – مسألة إعمال اسم الفَاعِل و الصِّفَة المُشَبَّهَة و صِيَغ المُبالَغَة مسألة خلافية بين البصريين و الكوفيين من جهة ، و بين البصريين أنفسهم من جهة أخرى .
7 – لم تعمل صِيَغ المُبالَغَة في اسم ظاهر بعدها بالرفع أو النصب ، و إنّما جاءت عاملة بمفعول مقدر ، و كثيراً ما تتعدى بحرف جر في القرآن الكريم .
8 – إذا اتصلت صِيَغ المُبالَغَة بالبشر دلّت على المُبالَغَة ، فهي نابعة من باب الزيادة بالفعل،أمّا إذا اتصلت بالخالق عزَّ و جلّ فهي من باب كثرة المتعلقات ، و ليست من باب البشر،فالخالق منزّه عن ذلك .
9 – إذا اتّصل اسم الفَاعِل و الصِّفَة المُشَبَّهَة بالخالق عزّ و جلّ فليس هُنَاك إلا الدِّلالَة على الثبوت التام ، أمّا إذا اتصلا بالبشر فالدِّلالَة تتراوح بين الحدوث و الثبوت ، و دلالة اسم الفَاعِل على الثبوت مع الخالق عزّ و جلّ يدخله باب الصِّفَة المُشَبَّهَة بقرينة معنوية
10 – الأصل في الحدوث و الثبوت في المُشْتَقّات هو الاستعمال لا التصور النظري المجرد
11 – سُمّيت الصِّفَة المُشَبَّهَة بهذا الاسم؛ لأَنَّها تشابه اسم الفَاعِل ، فمن الأفضل توحيدها في باب واحد لاشتراكهما في نفس الأوزان و نفس الدِّلالَة ، و هذا ما قرره أبو حيّان في البحر المحيط .
12– تعدد أوزان الصِّفَة المُشَبَّهَة في القرآن الكريم ، و تعدد دلالتها في القرآن الكريم ، و حديث النُّحَاة عن دلالتها أكثر من حديثهم عن دلالات صِيَغ المُبالَغَة .
13 – اسم الفَاعِل عِنْدَ النُّحَاة لا يَدُلُّ على الثبوت؛ لأنَّه يجاري الفِعْل المُضَارِع الدال على التجدد و الحدوث ، و عِنْدَما دلّ على الثبوت دلّ على بطلان قواعدهم ، و لكن النُّحَاة أدخلوه باب الصِّفَة المُشَبَّهَة عِنْدَما أفاد الثبوت عن طريق القرينة المعنوية أو القرينة اللفظية بإضافته .
14 – تشترك المُشْتَقّات ( اسم الفَاعِل ، الصِّفَة المُشَبَّهَة ، صِيَغ المُبالَغَة ) في القرآن الكريم في الدِّلالَة على النسب و الدِّلالَة على كل الأزمنة .
15 – ( فعّال ) يأتي للدِّلالَة على المُبالَغَة ، و قد تلحق به التاء ( فعّالة ) فتأتي لزيادة المُبالَغَة و تأكيدها .
16– يأتي اسم الفَاعِل من فعل قاصر و متعدٍ ، و تأتي صِيَغ المُبالَغَة من فعل قاصرٍ و متعدٍ، أمّا الصِّفَة المُشَبَّهَة فتأتي من فعل قاصر ، و تأتي من متعدٍ إذا كانت من باب اسم الفَاعِل المضاف الملحق بالصِّفَة المُشَبَّهَة .
17– اختلاف أوزان الصِّفَة المُشَبَّهَة في الدلالة على الثبوت، فَفَعِيل أثبت من غيرها، وأَفْعَلُ أتبت من فَعِل وفَعْلان، كما أنّ أوزان الصِّفَة المُشَبَّهَة تشارك بعضها، فاشترك أَفْعَل مع فَعِل، فَيُقَالُ : أَشْعَث وشَعِث، وفَعْلان مع فَعِل فَيُقَالُ : يَقْظَان ويَقِظ.
18– اشتراك ( اسم الفَاعِل ،الصِّفَة المُشَبَّهَة،صِيَغ المُبالَغَة) في شروط العمل والدِّلالَة.
عِنْدَ الكوفيين لا تعمل ، و المنصوب الذي بعدها منصوب بفعل مضمر .
19-اشتملت صِيَغ المُبالَغَة على الإعجاز اللغوي والإيجاز اللفظي،وذلك من خلال ما تحمله ألفاظ المُبالَغَة من اختزان لفظي ودلالي.
20-إسهاب اللغويين في حديثهم عن اسم الفَاعِل ، وحملهم أحكام صِيَغ المُبالَغَة والصِّفَة المُشَبَّهَة على اسم الفَاعِل دون عرض التفصيلات.
21- يمكن التوصل الى المُبالَغَة بطرق أخرى غير صِيَغ المُبالَغَة.
22- يأتي اسم الفَاعِل للدِّلالَة على المُبالَغَة.
23- تَدُلّ صِيَغ المُبالَغَة على معاني صيغ أخرى في القران الكريم.
24- تَدُلّ أوزان الصِّفَة المُشَبَّهَة على معاني صيغ أخرى في القرآن الكريم.
25- تَدُلّ الصّيغَة الواحدة ذات الجذر الواحد على عدة مَدْلولات ووظائف داخل السِّياق القرآني.
26-الاشتقاق باب واسع، وفي مفهومه خلاف بين النُّحَاة والصرفيين،وخلاف في تسميات أقسامه.
27- في مفهوم الصِّفَة المُشَبَّهَة العام اتفاق بين المدارس النحويّة،وفي التفاصيل والتسميات خلاف ايضا.
28- قد تأتي بعض الصِّفات المُشَبَّهَة للدِّلالَة على المُبالَغَة والشدّة، وتظل مع ذلك صِفَة مُشَبَّهَة ، فلفظ (غلاظ) معناه عِنْدَ المفسرين الشدّة والقسوة، وقد صرّح ابن عاشور والشنقيطي على أنَّه صِفَة مُشَبَّهَة، ومن ذلك ( ألد الخصام) ، وأفعل مختص بالصِّفة المُشَبَّهَة،ومع ذلك دلّت على المُبالَغَة والشدّة ،فألد عِنْدَ المفسرين يعني: " شديد الخصومة ، أو المبالغ في خصومته".
29- سيبويه والمُبَرِّد لم يقدما تعريفا للصِّفَةِ المُشَبَّهَة واكتفيا بذكر الشواهد.
30- اتفاق المعاجم العربية في مفهوم الاشتقاق لغة ، وخلاف في الاصطلاح .
31- فرق بين المُبالَغَة في القرآن الكريم وصِيَغ المُبالَغَة فيه، فالمُبالَغَة بابها واسع ، وطرقها كثيرة ، أمّا صِيَغ المُبالَغَة فهي إحدى هذه الطرق.
32- النُّحَاة والمفسِّرون في حيرة من أمرهم فيما يتعلق في الأوزان المشتركة بين الصِّفَة المُشَبَّهَة وصِيَغ المُبالَغَة، ف "حَذِر" على "فَعِل" ، من الأوزان المشتركة بينهما، وسيبويه يسوقها شاهدا على صِيَغ المُبالَغَة في كتابه ، أمّا الألوسي والفرّاء فيصرحان بأنَّها "صِفَة مُشَبَّهَة" عِنْدَ حديثهم عن"حَذِر،حاذر"، ورحيم عِنْدَ سيبويه صِيغَة مُبَالَغَة، و عِنْدَ الزَّمَخْشَري صِفَة مُشَبَّهَة.
33_ يمكن اعتبار كل ما ورد على فعيل صِفَة مُشَبَّهَة من باب دلالة الوزن على السَّجايا والطبائع والثبوت، لأَنَّ هذا مختص بالصِّفَة المُشَبَّهَة، حتى وإن كانت من المتعدي ،لأن النُّحَاة أجازوا التعدي في الصِّفَة المُشَبَّهَة إن كانت من باب اسم الفَاعِل ،وبعضهم جعل الفعل المتعدي كعليم من فعل المضوم العين فحُوّل الى اللازم ،ويمكن اعتبار كل ما ورد على فَعِيل صيغ مبالغة من باب مجيئها من اللازم والمتعدي، مع أنَّ صِيَغ المُبالَغَة من هذا الباب سماعية على رأي بعض النُّحَاة، فيحمل كل ما جاء على فعيل معنى المُبالَغَة،حتى الألفاظ التي ساقها النُّحَاة كشواهد على الصِّفَة المُشَبَّهَة من هذا الباب، ككريم ،فلا يُقَال كريم إلا لمن كَثُرَ كرمه.
34- اختلف المفسِِّرون في دلالات صيغ المُبالَغَة، فَعُجاب بمعنى عجيب عند بعضهم، وعند الآخرين عُجاب أبلغ من عجيب، واختلفوا في دلالة فَعْلان وفَعِيل، فهي بنفس المعنى عند أبي حيّان،وأمّا عند الزَّمَخْشَرِيّ فَفَعْلان أبلغ من فَعِيل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى